أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - أحفاد الرئيس لهم الجنة، وأطفالنا ولاد ستين ألف كلب!














المزيد.....

أحفاد الرئيس لهم الجنة، وأطفالنا ولاد ستين ألف كلب!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 08:41
المحور: حقوق الانسان
    


رائع جدا أن يتكاتف المصريون للتعبير عن تلك المشاعر الانسانية الراقية، بل ويبكي بعضهم طفلا لم يبلغ الثالثة عشرة من عمره في الوقت الذي تلعن خلجاتهم العهد الأسود للرئيس حسني مبارك!
أما أن للطفل الراحل الجنة فهذا لا يشك فيه لحظة واحدة أي مؤمن بأن الأطفال عيال الله، وأن الطفل ليس بالضرورة مع والديه، وأن أطفال المسلمين والأقباط واليهود والبهائيين والمجوس والبوذيين والملحدين والطغاة والسفاحين سيكونون في رحاب الجنة يتمتعون بنعمة الله وفضله.



أتفهم تماما أسباب انزلاق دمعتين على الوجه من أي مصري إثر الاستماع إلى خبر رحيل حفيد الرئيس جراء فيروس أو تسمم أو لوكيميا أومرض عضال، لكنني أشعر بالقرف الشديد والغثيان عندما تلطم الدولة كلها وجهها، وينخرط كبار رجالها في بكاء وعويل، ويأمر رئيس مجلس الشعب بوقف بحث قضايا الناس وهمومهم وأوجاعهم وتعطيل الجلسات رغم أن الأموال التي يحصل عليها أعضاء مجلس الشعب حرام وسُحت وسرقة واحتيال.
والرئيس مبارك قال بأنه يحتسب حفيده عند الله ولعل رحيله يشفع له عند خالقه، والحقيقة أن الرئيس آخر من يحق له الحديث عن رحمة الله وعفوه ورضوانه، فكتابه يوم القيامة والذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها سيحتاج لعصبة من الملائكة ليقرأوه على مسامعه.


هؤلاء المصريون الطيبون الساذجون الذين يظنون أن الرئيس ربما يتوب، ويستيقظ ضميره، لا يعرفون أن إبليس أقرب إلى التوبة من الرئيس المصري، ولو أراد التوبة فقد منحه الله ثلاثة عقود كاملة ليقتطع منها دقائق معدودة يبحث فيها عن شعبه، ويتحسس آلامه، ويعالج قضاياه، ويطارد لصوصه، ويحفظ كرامة أفراده، ويرفع من شأن دولة المؤسسات والقانون.
فَقَد الرئيس مبارك أعز ما لديه وهو على قيد الحياة، وانقطع أمل في أن يحكم مصرَ بعد جمال مبارك ابنُ أخيه، ووقف الطاغية عارياً وهو يتوجع فقد مضى زمن طويل لم ينبجس ماء من هذا الصنم، ولم تلن عضلة واحدة في وجهه، ولم يستيقظ ضميره دقائق قليلة فيما يناهز الثلاثة عقود.


طاغية يحزن على حفيده رغم أنَّ مشاعره البليدة والقاسية والجامدة والمتحجرة ظلت كجبل الجليد حتى أنه منح أنواط الشجاعة لثلاثة ضباط متهمين بتعذيب مواطنيه، وعندما ألقى ضابط الشرطة مواطنا مصريا من الطابق الرابع صمت الطاغية صمت الجبناء فالضحية واحد من ثمانين مليونا يحتقرهم الرئيس، ويعتبرهم كلابا إن يحمل عليها تلهث وإن يتركها تلهث.

ودَّع مبارك حفيده إلى الأبد فالطفل البريء ككل أطفال أهل الأرض في جنة الخلد والنعيم ولا تزر وازرة وزر أخرى، أما الطاغية فيعلم أن ذنوبه وجرائمه وأثامه في جحيم وكوارث وفواجع أم الدنيا ستجعل له أكثر الأماكن ظلمة وحُرقة وعذابا يوم الحشر الأعظم.

لعله لم يصدق أن للحزن وقعا شديدا على النفس والجسد إلى أن جاء ذلك اليوم الذي استعاد الباري عز وجل وديعته، فالرئيس مبارك كان يظن أن الأحزان والآلام والعذابات هي فقط من نصيب أبناء شعبه، أما هو وعائلته ففي حماية الشيطان.

مَنْ حَزن على محمد علاء مبارك وبكى رحيله ولم يتأثر لموت آلاف الأطفال بسبب تكبر وغطرسة وطاغوتية وحماقة واستبداد وقسوة وغلظة مبارك فإن حزنه على الطفل البريء مسرحية سخيفة ونفاق مقزز، فالأحزان لا تتجزأ.
رحيل الطفل حفيد الرئيس كشف عوراتنا جميعا، فنحن منافقون حتى النخاع، ويمكننا أن نبصق على أجسادأولادنا وأحفادنا حتى نُسعد الطاغية الطاووسي المتغطرس بدموعنا على حفيده.

رحيل الطفل مزق هالة الهيبة التي يتدثر بها الكبار والوزراء ورؤساء التحرير والاعلاميون وقادة المؤسسات فقد تقزموا جميعا، وكانت دموعهم التماسيحية كأنها تلعن أولادهم وأحفادهم فالقيمة الوحيدة في أرض الكنانة ينبغي أن تحملها الأسرة ذات الدماء الزرقاء، أما أولاد وأحفاد المعتقلين الأبرياء والمرضى والفقراء والمعوزين والجوعى وشهداء التعذيب في سجون الطاغية فليس منهم من يستحق دمعة واحدة لأنهم من طينة العبيد ورقيق العهد المباركي المشؤوم.
أحفاد الرئيس لهم الجنة أما أولادنا وأحفادنا فهم ولاد ستين ألف كلب.
-------------
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
[email protected]



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة غاضبة إلى قائد عسكري مصري
- ..... فينا جميعا!
- البيان النهائي قبل انتصار ثورة شباب 6 ابريل
- سقوط مبارك مرهون بسقوط أقسام الشرطة
- الغضب ليوم واحد مصيدة لصالح الطاغية مبارك!
- تحرير مصر بأيدي شباب 6 ابريل
- دعوة للاحتفال بعيد الكراهية!
- لماذا لا تقوم في مصر ثورة؟
- ألم نقل لكم بأن مبارك شيطان يحكم مصر؟
- فتاوى الأغبياء في تمييزهم عن الأسوياء!
- لكن الله لا يقبل من المصريين صلواتهم!
- حوار بين فيصل القاسم و .. محمد عبد المجيد
- رسالة مفتوحة إلى قرصان بحري
- رئيس لبناني لا يتلقى الأوامر من دمشق!
- ليس لديَّ ما أكتبه عن الفلسطينيين!
- النرويجيون و .. جنون السفر!
- حيرة الصائمين مع شمس منتصف الليل!
- الحقيقة .. أن الكبار صغار!
- الفتاوى في السعودية .. تجارة الحرام!
- المَلَكان والرئيسُ الأمريكيُّ يُدَوّنون أعمالَك!


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - أحفاد الرئيس لهم الجنة، وأطفالنا ولاد ستين ألف كلب!