|
موسم المطيرجية
علي فاهم
الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 07:52
المحور:
كتابات ساخرة
المطيرجية هم فئة من الشعب العراقي ممن يتعامل بهواية تربية الطيور و خاصة الحمام في المنازل و على سطوح البيوت وهم يقتنون الأنواع المختلفة و النادرة منه و يتفاخرون بجنيها و تدريبها على حركات بهلوانية يقوم بها الطير في الهواء و يطلقون عليها مسميات مختلفة لتعريف بعضها عن بعض ، و هم يستغرقون في هذه الهواية الى حد بعيد حتى إن المطيرجي يقضي جل وقته مع الطيور و باقي وقته يقضيه مع أقرانه في التفاخر و التباحث و التنازع على الطيور و لأن الحمام يحتاج الى بنايات عالية يطير منها كان المطيرجي يتسلط بحكم موقعه على منازل الجيران و ينظر الى أعراض الناس دونما رادع لقلة الالتزام الديني و الأخلاقي و الاجتماعي لدى أغلبهم و لايوجد قانون يحاسبهم و هم لا ينتهون عن مثل هذه الاعمال الشاذة عن طبائع المجتمع العراقي المحافظ لهذا لجأ المجتمع الى نبذهم و عزلهم الى درجة عدم قبول شهادتهم و تفسيقهم و كانت العوائل المحافظة لا يعطون بناتهم الى من تنسب اليه هذه الصفة و لكن كل هذا لم يثني هذه الفئة عن هوايتها المفضلة ، و قد زادت قاعدة المطيرجية في زمن حروب صدام للجوء الكثير من الشباب الفارين من جحيم المعارك و المختبئين في منازلهم الى هذه الهواية لقتل الوقت الممل الذي يعيشونه كونهم لا يستطيعون الخروج الى العمل خوفاً من الحزبيين الذين يتربصون بهم ، لكي يعيدونهم الى الجبهات لأداء الواجب المدنس ، و كان أغلبهم يصابون بأمراض نفسية و عقد مستعصية لانعزالهم عن الناس و الاستعاضة عنهم بالطيور , و بفضل الجهود الخارقة للطبيعة التي يبذلها معالي السيد وزير الكهرباء في محاولاته المضنية لإرجاع الكهرباء الى مرحلة الخمسة عشر ساعة حسب توقيت المنطقة الخضراء و هذا الانجاز نال هذه المرة تصديق السيد رئيس الوزراء لينال الشرعية التي فقدتها الوعود السابقة رغم اشتراكها بنمطية عدم الوفاء في كل الأحوال ، وهذا ما تعوده المواطن من حكومته ، لهذا شدت العوائل العراقية التي تعيش تحت خط الفقر الرحال الى فوق سطوح دورهم تنفيذاً للأمر الالهي بجعل الليل سباتاً و لعدم تمكنهم من توفير أموال بنزين المولدات الصينية ، و لتعيش هذه العوائل بين سندان الحر و مطرقة عيون المطيرجية عليهم و على أعراضهم و نيران الغيرة العراقية تأكلهم ، و لا قانون يوقف هذا الاعتداء خاصة بعد أن تسلق العديد من هولاء ( المطيرجية) إلى السلطة و أصبحت لهم اليد الطولى على باقي الناس ، فالصبر على مضض حتى ينتهي موسم المصائب هو الحل الأمثل ، و من الطريف أن مهنة المطيرجية يمارسها الكثير ممن هم في السلطة اليوم و يشتركون معهم في كثير من الصفات البذيئة و الفرق أنهم لا يطيرون الحمام بل يطيرون الفيلة ، فقد طير أكبر فيل تحت قبة البرلمان من قبل المطيرجي السيد ( معالي ) وزير التجارة عندما صرح أن وزارته من أنزه الوزارات و لا وجود للفساد في وزارة التجارة ، و أخوته من الشباب الذين يستلمون (كومنشن ) الرعاية الاجتماعية للعاطلين عن الشرف ، و رأينا فيلة ( جمع فيل) السيد ممثل الحكومة في البرلمان عندما أستمات في الدفاع عن وزير حكومته ، حتى كانت عيون البرلمانيين في سقف القاعة تلاحق الفيلةَ أولي الأجنحة ،و هي تطير بكل حرية ، أما فيلة السادة الناطقين بأسم الحكومة و بأسم القوات المسلحة و بأسم المطيرجية وووو فتلك أفيال تطير و تعود الى أصحابها و حسب قاموس إخواننا المطيرجية فهي ( جلدة ) أي أنها تعود الى مكان انطلاقها فلا خسارة في أطلاقها , فالوضع الأمني في أحسن حالاته رغم سقوط المئات من القتلى ، و الحكومة في أفضل حالاتها رغم سقوط وزرائها ، و كما تقول الحكمة قديماً المطيرجِية على أشكالها تقعُ .
#علي_فاهم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صباح أبو الخبزة ....
-
مملكة البعوض
المزيد.....
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
-
“جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور
...
-
فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
-
بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema
...
-
NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال
...
-
فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11
...
-
الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|