أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان عارف - لا أشياؤنا... وأشياؤهم















المزيد.....

لا أشياؤنا... وأشياؤهم


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 08:41
المحور: كتابات ساخرة
    


باريس تحتفل بفن اللاشيء! واللاشيئية شكلٍ من أشكال الفن, ظل معروفا منذ نحو نصف قرن, عنوان لفت انتباهي لخبر يقول: مركز جورج بومبيدو في باريس يستضيف أول حدث ثقافي من نوعه, إنه العرض لتسعة فنانين مختلفين, و لكن ماذا سيعرضون؟ بالحقيقة .... لاشيء! إنهم يحتفون بحركة فنية انطلقت في باريس بوساطة فنان الفراغات الفرنسي إيف كلين عام 1958.‏ ...
هذا الموضوع نقلني إلى مكان آخر ودعنا شهر آذار العظيم الحافل بأعياد و عطل مختلفة فمن عيد الأم إلى عيد المعلم –عيد المرأة و أعياد أخرى لست بصدد ذكرها الآن لضرورات "ربما تكون أمنية"..... و قبل آذار احتفلنا بعيد الحب و يوم الطفل و في أيار هناك عيد العمال و غيرها و غيرها و غيرها
و لكن ما أريد قوله هنا كما أن باريس تحتفل ب " اللاشيء " فنحن لا سيما العرب نحتفل أيضا ب " اللاشيء " و لكن ليس اللاشيء كفن .... و إنما نحتفل بأشياء لا وجود لها في حياتنا و نحن لا نعرف أصلا بماذا نحتفل و لماذا نحتفل ....
احتفلنا بعيد المعلم في الوقت الذي اختفى فيه المعلم الحقيقي الذي كان يشبه بالرسول لنبل الرسالة التي يحملها.
قديما كان يحيط بالأستاذ أو المدرس هالة شبه مقدسة و كلامه شبه منزل يتخذه الطلاب قدوة و مثل أعلى و هذا لم يأتي من فراغ و إنما بالفعل كان المدرس أب و أخ و صديق لطلابه لا يبخل عليهم بأي معلومة لديه أما أستاذ هذه الأيام يتخذ من مهنة التدريس وظيفة كغيرها من الوظائف تدر له راتب كل آخر شهر و كثيرا من الأساتذة يتقصدون البخل على طلابهم بالمعلومات " هذا اللهم إذا كان لديهم معلومات " و ذلك حتى يلجأ الطالب إلى الدروس الخصوصية عند نفس الأستاذ الذي يتحول إلى شخص آخر أثناء الدرس الخصوصي مناقض للشخص الموجود في الصف .
و كثير ا ما نقرأ مؤخرا عن حالات عنف ضد التلاميذ من قبل معلميهم خاصة بعد قرار منع الضرب بالمدارس الذي جاء برد عكسي تماما ... بعد كل ذلك نحتفل بعيد المعلم و ينتظر المعلم الهدية التي ستقدم له من قبل تلاميذه و الطالب الأذكى صاحب الهدية الأحلى و ويل لمن يأتي بخفي حنين ..
أصبح الطفل في يومنا هذا عرضة للعنف سواء بالبيت أو المدرسة أو الشارع و عرضة لكافة أشكال الاستغلال الجنسي و الجسدي والنفسي و بعد كل ذلك يقولون " اليوم العالمي للطفل " الطفل لا يريد احتفالات و شعارات رنانة و عبارات طنانة و مؤتمرات عالمية و اتفاقات دولية ...و إنما ما يهمه من كل ذلك و يرسم البسمة على وجهه هو أن لا ينام و معدته خاوية .... أن يجد لديه ما يحميه من برد الشتاء و حرارة الصيف ... أن يستطيع الذهاب إلى المدرسة بدلا من الذهاب إلى الورشة أو المصنع أو التسول في الشارع من اجل الحصول على حفنة من النقود ليعود بها إلى والديه اللذين هما من اجبراه على العمل كمصدر رزق لهم و السؤال هل أب و أم من هذا النوع يستحقان عيد للام أو عيد للأب ؟؟؟ و كنت قد كتبت مقاله عن هذا الموضوع الهام جدا بنظري ....
ماذا يريد الطفل .. يريد من يحميه من معلمه " في المدرسة و الورشة " ... والديه .. رفاقه .. من الشارع و من نفسه و منكم أيضا ..
و يتبادر إلى الذهن هنا تساؤل عن هذا الطفل العامل هل عليه أن يحتفل بيوم الطفل أم بعيد العمال ....و في الوقت الذي لا تخلو فيه نشرة أخبار من إضراب للعمال في مكان ما من العالم بسبب عدم دفع رواتبهم أو بسبب الظروف السيئة الغير الإنسانية التي يعملون ضمنها , أو من خبر عن تسريح عدد كبير من العمال في شركة ما بشكل تعسفي , بالإضافة إلى الإحصائيات عن أعداد العاطلين عن العمل و الباحثين عن عمل و ارتفاع معدلات البطالة و فجأة يعلن عن عطلة رسمية في الدولة و المناسبة " عيد العمال " ؟؟؟؟؟
أظن أن هناك من يسخر منا أو أننا نسخر من أنفسنا كيف نسمح لأنفسنا الاحتفال بأشياء انقرضت أو مهددة بالانقراض و لم يعد لها وجود بدءا من عيد الحب إلى ما لا نهاية الحب هذا الشيء الذي افتقدناه كثيرا و أضعناه منذ زمن في غمرة انشغالاتنا و نحاول جاهدين الإحساس به وبعد أن امتلأت قلوبنا بالحزن والقهر والحرمان والخوف والرعب كيف سنحتفل بالحب ولم يعد في قلوبنا مكاناً للأفراح .. كيف سنحتفل بالحب و قد حرموا الفتاة من الحب و هي مصدر الحب و الحنان و إذا اشترك اثنان بلعبة الحب تقتل الفتاة بدافع الشرف و يتوج الرجل بطلا " فقد أصبح و للأسف لسفك الدماء على الشرف في بلادنا متعة احتساء الويسكي في مطعم فاخر ..".
لقد عانت المرأة العربية منذ القدم من التسلط والقهر والاستبداد والقمع فقد بيعت كجارية و عملت خادمة و..و. وهي كانت ولا تزال حتى الآن السلعة والمتاع والاستمتاع وهي الشرف والعار ... وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: كيف لنا في الوطن العربي عموما و في سوريا خصوصا الاحتفال بيوم المرأة و سوريا للأسف تحتل المرتبة الخامسة عالميا بجرائم الشرف ..؟؟
أي عيد هذا و لا زال لدينا من يحارب المرأة الناجحة و منهم من يرفضون حتى الآن أن تترأسهم امرأة؟؟‏‏
أي عيد هذا و لا تزال سكين التخلف و الغباء تحز أعناق نساءنا بكذبة الدفاع عن الشرف ؟؟‏‏
الكذب ...الأول من نيسان"عيد الكذب " لعله العيد الوحيد من بين كل تلك الأعياد التي ذكرت يستحق أن نحتفل به و نحترمه .. لأنه موجود فعلا بيننا و رغم عنا و بإرادتنا أيضا و هو ليس شيئا مهددا بالانقراض لا ابدا بل ع العكس تماما قابل للتطور و التقدم و الازدهار إننا نعيش الكذب كل يوم و 24 ساعة في اليوم و60 دقيقة في الساعة و60 ثانية في الدقيقة..
حتى أن الكذب يشترك مع كل شيء و عيد الكذب موجود مع كل تلك الأعياد السابقة فكم من الأبناء يكذب على أمهاتهم لغايات و مصالح معينة كالميراث مثلا ... و كم من الرجال يكذب على المرأة ليصل إلى ما يريد و كل من المعلمين يكذب على طلابه و العكس بالعكس ...المرؤوس يكذب على رئيسه ..و الحكومة تكذب على الشعب و الشعب يكذب على الحكومة .. حتى الحروب المحلية و العالمية تبدأ بكذبة ...........الخ

و مع ذلك هل يمكنكم أن تتصورا كم من الكوارث و المآسي ستقع فيما لو حاولنا أن نقول الصدق في كل شيء وكم سنخسر من أصدقاء وأحباء كنا نتوقع منهم الأفضل ثم سنكتشف حقيقتهم.... وكم من المثل سوف تنهار أمام أعيننا... وكم من حقائق سنعرف وكم من صدمات سنصدم ...وكم ... وكم... وكم؟.....ربما من الأفضل لنا أن نتعايش مع الكذب كما نحن الآن... أفضل بكثيييييييير مما قد يحصل لنا من جراء الصدق ؟‏‏‏‏



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان عارف - لا أشياؤنا... وأشياؤهم