أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - قراءة في خطاب اوباما















المزيد.....

قراءة في خطاب اوباما


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان خطابا مشهودا ذلك الذي القاه اوباما في القاهرة الخميس: 4/6/2009م، وجد الخطاب اهتماما واسعا من الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي، قدم اوباما في ذلك الخطاب تصوره للقضايا التي تؤرق الادارة الامريكية وهي: مواجهة الارهاب، العراق، الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، ايران، الديمقراطية ومصالح الشعوب، الحرية الدينية، حقوق المراة، التنمية الاقتصادية.
جاء الخطاب محاولة لتحسين صورة امريكا في العالم الاسلامي والتي تضررت بشدة بسبب غزو العراق وأفغانستان والمعاملة غير الانسانية للمعتقلين في سجن غوانتنامو، رغم ان الخطاب ابدي حسن النوايا وتغييرا في الاسلوب جهة احترام مشاعر المسلمين والاشادة بحضارتهم وتاريخهم وبالدور الذي لعبه الأزهر في العالم الاسلامي والدور الذي لعبته جامعة القاهرة في التنوير والحداثة. واستخدام تحية الاسلام(السلام عليكم) وبعض الآيات القرآنية.
الخطاب عكس المام اوباما بالتاريخ الاسلامي واحترام ذلك التاريخ والدور الذي لعبته الحضارة الاسلامية في مجري الحضارة العالمية، ورمي اوباما من ذلك الي التأكيد الي ان امريكا ليست ضد الاسلام وانها تحترم مشاعر المسلمين داخل وخارج امريكا، ولكنها ضد الارهاب و(قتل النفس التي حرّم الله الا بالحق) كما أشار في خطابه.
ولكن يبقي جوهر السياسة الامريكية قائما وهو مواصلة مكافحة التطرف والارهاب، اعترف اوباما بالخسائر التي تعرضت لها القوات الاميركية في افغانستان، ولكن رغم ذلك سوف يواصل القتال ضد المتطرفين ، أي سوف يواصل حماية المصالح الامريكية في منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط اضافة لتطويق روسيا، وذلك كان الهدف الرئيسي من احتلال افغانستان.
مايميز اوباما عن نظيره السابق جورج بوش هو الثقافة الواسعة والالمام بالتاريخ والقدرة علي الخطابة الرفيعة التي استمدها من مهنة المحاماة، والتنوع في تجربته الحياتية وتكوينه الشخصي حيث انه مسيحي بينما كان والده من أسرة كينية ذات جذور اسلامية، وقضي سنوات في اندونسيا، قبل ان ينتقل الي امريكا. كما اتسم خطاب اوباما بالتواضع واستخدم لغة الحوار والمنطق، واعتبر الخطاب خطوة في تنقية الاجواء ولم يتعجل النتائج، باعتبار (ان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة)، وقدم اوباما الوعود ولكن العبرة في الافعال، الخطاب محاولة لتغيير الاسلوب مع ثبات جوهر السياسة الامريكية في المنطقة التي تقررها الطبقات والاحتكارات الحاكمة، في ظروف أزمة اقتصادية عالمية كان أخرها افلاس شركة جنرال موتورز والتي تم تأميمها، وفي ظروف مقاومة شرسة وجدها الاحتلال الأمريكي في العراق وضحت ان الاحتلال لم يكن نزهة، وفي ظروف تصاعد المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي، وشعوب عربية اصبحت مراجلا تغلي وتتوق الي الديمقراطية الحقيقية والسيادة الوطنية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. تحت ظل هذه الاوضاع العالمية والاقليمية يجئ خطاب اوباما كمحاولة لتهدئة الاوضاع وامتصاص الأزمة وليس حلها لأن الحل الحقيقي للازمة يتعارض مع مصالح الاحتكارات الحاكمة في المنطقة.
وفي افغانستان اضافة لسياسة العصا استخدم اوباما سياسة الجذرة حين اكد ان القوة وحدها لن تحل المشكلة في كل من افغانستان وباكستان ولذلك وضعت الادارة الامريكية (خطة لاستثمار 1,5 مليار دولار سنويا علي مدي السنوات الخمس القادمة لاقامة شراكة مع الباكستانيين لبناء المدارس والمستشفيات والطرق والمؤسسات التجارية وكذلك توفير مئات الملايين لمساعدة النازحين وهذا ايضا السبب وراء قيامنا بتخصيص مايربو علي 2,8 مليار دولار لمساعدة الافغان علي تنمية اقتصادهم).
كما وعد اوباما في خطابه بأن الادارة الامريكية لاتنوي قيام قواعد عسكرية في العراق، وانه اصدر الاوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول شهر اغسطس القادم، وأن الادارة الامريكية سوف تحترم الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية المنتخبة باسلوب ديمقراطي والذي يقتضي سحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول شهر يوليو وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012م، وهي خطوات تجد الترحيب وتتطلب التنفيذ.
وحول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني دافع اوباما عن حق اليهود في اقامة وطن لهم، ورجع للتاريخ مشيرا لمعاناتهم واضطهادهم في المحرقة النازية، وفي الوقت نفسه أشار الي محنة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في اقامة دولتة ، ابدي اوباما حسن النوايا ولكنه لم يقدم مقترحات عملية للخروج من الازمة، أشار اوباما الي(التوصل الي تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الاسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن)، انها نوايا حسنة ولكن كيف الطريق الي تحقيقها؟ هذا مالم يتم توضيحه في مبادرة محددة.
وحول ايران اعترف اوباما بالاطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مصدق المنتخب بشكل ديمقراطي خلال فترة الحرب الباردة مما يوضح ان القضية ليست الديمقراطية ولكن حماية المصالح النفطية الامريكية هي التي كانت وراء انقلاب شاه ايران الذي دعمته امريكا، كما اكد علي حق ايران علي (الاستخدام السلمي للطاقة النووية اذا امتثلت لمسئولياتها بموجب معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية)، وهذا مجرد حديث، ولكن سياسة امريكا تجاه ايران لن تتغير وان تغير اسلوب التعاطي مع الأزمة، فايران هي الحلقة المكملة لمصالح امريكا النفطية في بحر قزوين وفي استقرار المنطقة لحماية مصالحها وحماية امن اسرائيل.
اما الحديث عن الديمقراطية فقد اكد خواءه اعتراف اوباما بالاطاحة بنظام ديمقراطي منتخب في ايران، وسوف تظل المصالح الطبقية للاحتكارات الحاكمة هي التي تحدد الموقف من الديمقراطية، رغم اتفاقنا مع حديث اوباما حول ضرورة الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات الديمقراطية، والتداول الديمقراطي للسلطة.
كما اكد اوباما علي الحرية الدينية وقيم التسامح، وهو حديث يجد منا الترحيب ولكن الحديث شئ والواقع شئ اخر، فالنظام الرأسمالي في امريكا باستمرار يفرز التفاوت في توزيع الثروة وتشريد الالاف من العاملين كما يفرز التفاوت بين المراة والرجل والكراهية الاثنية والدينية باستمرار.
كما ان قضية المراة ليست تعليم وعمل فقط كما جاء في خطاب اوباما رغم اهميتهما، ولكنها قضية مرتبطة بتحرير المجتمع كله من الاضطهاد الطبقي والثقافي والاثني والديني والقومي.
وحول التنمية أشار اوباما الي خطوات اصلاحية مثل توفير فرص العمل للشباب والتعليم والابتكار وقيام صندوق مالي جديد لدعم التنمية والتطور التكنولوجي في البلدان التي يشكل فيها المسلمون غالبية السكان.
وخلاصة القول نجد تغييرا في الخطاب والاسلوب بهدف امتصاص الأزمة لا حلها جذريا وخاصة في افغانستان والعراق وايران وفلسطين، وكما اشرنا في مقال سابق الي ان فوز اوباما لن يؤدي الي تغيير جذري في طبيعة النظام الرأسمالي الحاكم في امريكا ذلك النظام الذي يقوم علي استنزاف وتشريد العاملين ونهب ثروات وموارد العالم الثالث، ويدمر البيئة ويشجع سباق التسلح وحل الأزمات علي حساب الفقراء، ويفرز التفاوت الطبقي والنوعي ويعمق الكراهية الاثنية والدينية والقومية، وان خطاب اوباما يشكل وعيا بعمق الأزمة، وخطورة السير في الغطرسة الامريكية وتنصيب نفسها شرطيا علي العالم والتي وجدت مقاومة واسعة من الشعوب وداخل امريكا نفسها وازدادت المقاومة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، ويحاول اوباما طريق الحكمة لا القوة حسب اقتباسه من الرئيس الامريكي السابق توماس جيفرسون( اتمني ان تنمو حكمتنا بقدر ماتنمو قوتنا ، وان تعلمنا هذه الحكمة درسا مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قل استخدامها).
اذن التغيير في السياسة الامريكية هو في الاسلوب لا في الجوهر.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة مرور اربعين عاما علي انقلاب مايو 1969م: حصاد الهشيم ...
- وثائق معاوية ابراهيم(سورج) حول الحزب الشيوعي السوداني
- حول كتاب: جنوب السودان: جدل الوحدة والانفصال،عرض وتعليق
- وداعا عبد الفتاح زيدان
- الانتخابات الحرة النزيهة في السودان رهينة بالتحول الديمقراطي
- في ذكري اول مايو: حول نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية
- السودان وضرورة الوحدة علي أسس ديمقراطية وطوعية
- موقع الثورة المهدية في خريطة ثورات القرن التاسع عشر
- الأزمة الاقتصادية العالمية وموسم الهجرة الي ماركس
- في الذكري ال 24 لانتفاضة مارس - ابريل 1985م
- وداعا عبد العظيم أنيس
- اضواء علي وثيقة(حول البرنامج).
- الدولة الوطنية والتعدد الثقافي
- خصوصية واقع المرأة السودانية
- أضواء علي المنهج ونظرية المعرفة الماركسية
- وداعا الراحل المقيم الطيب صالح
- حول المنهج الديالكتيكي
- الثقافة النوبية في السودان المسيحي الوسيط(500م - 1500م)
- خصوصية التشكيلة الاجتماعية لفترة المهدية(1885- 1898م)
- اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - قراءة في خطاب اوباما