أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جمال المظفر - درس محمد خضير














المزيد.....

درس محمد خضير


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 08:29
المحور: سيرة ذاتية
    


قد نحتاج في أية كتابة عن شخصية ما ، أدبية كانت أم سياسية إلى أن نعطي نبذه للقارئ عن تلك الشخصية لكي يقف عندها ، او لينشئ منطقة استكشاف عن خلفياتها الثقافية وبيئتها وتربيتها . ولكن الكتابة عن محمد خضير لا تحتاج إلى أية مقدمات ، ما ان تذكره حتى يتبادر إلى ذهن القارئ المملكة السوداء، وفي درجة 45 مئوي وبصرياثا وكتابات أخرى تسابقت الصحف لنشرها ، ومَن يعرف محمد خضير عن قرب يعرف ذاته، وطريقة كتابته وأسلوبه وتأثير المكان في قصصه ، بل شخصيته الهادئة التي يعرف بها، وتواضعه الذي يعد مصدر إعجاب كثير من اصدقائه، ناهيك عن الإبداع الذي يتسرب من ذهنيته، وتلك الصور التي يصنعها لمكاناته، والشخوص التي تلعب بحرية في مساحة النص ...
أول لقاء مع محمد خضير كان في بداية الثمانينيات من القرن الماضي في اتحاد أدباء البصرة ، كانت جلسة ضمت كل من الشاعر كاظم الحجاج وفوزي السعد والإعلامي الراحل عباس الرباط واحمد المظفر والصحفي جاسب عبد المجيد، ومجموعة أخرى من الأدباء البصريين .. كنت استمع إلى محمد خضير بدهشة ، هذا القاص الكبير بذلك التواضع وتلك الطيبة ، إلى هدوئه ، واصغائه للآخرين وفقره ، ليس الفقر بمعنى الفقر المادي وانما فقر الأخلاق ، يشعر المقابل بأنه التلميذ، والآخر هو الاستاذ في معادلة معكوسة ، ومنذ تلك اللحظة صار محمد خضير مثلي الأعلى ، في التواضع وسماع الآخرين، وان الإبداع والنجاح هو التواضع بعينه .. تحدثت معه عن القصة القصيرة، وهل ان القاص يحتاج إلى خلفية ثقافية عن الفلسفة وعلم النفس والعلوم الأخرى ، أو ان كتابة القصة لا تحتاج إلى خزين معرفي سوى آليات كتابتها وخيال القاص .. كانت لديّ قصص قصيرة تمثل بداياتي ، ولكني كنت اخشى ان أريها له خوفا ورهبة واستحياءً ، حتى ان إحدى القصص التي كتبتها في الثمانينيات من القرن الماضي نشرتها العام الماضي، وفازت بجائزة ...
منذ تلك المدة تولعت بشخصية محمد خضير، وحاولت ان احصل على مؤلفاته، ولكن من دون جدوى ، لم اترك مكتبة في البصرة او بغداد للحصول على مجموعاته، ولكن كنت اقابل من أصحاب المكتبات بأن مؤلفاته لا تبقى أسبوعا على الرفوف ..
مرة قال لي احد الاصدقاء ان قصصي قريبة إلى اسلوب محمد خضير ، ومن تلك اللحظة وقفت أمام هذه الملاحظة ، هل تقمصت شخصية محمد خضير أو اني ارتديت عباءته مثلما خرج كثير من القصاصين من تحت عباءة غوغول ..؟؟!! أم ان البيئة التي نعيشها هي سبب قربي من أسلوب محمد خضير ، الشناشيل وازقة العشار ونهر الخندق وشط الترك وبائعات القيمر ومراكب البحارة الهنود وسينما الكرنك وشارع الوطني والداكير والعوانس اللواتي يعدن البلاطات في ساحة ام البروم ، أشياء كثيرة تغري للكتابة ...
أذكر تلك الحكمة التي قالها لي محمد خضير في أول لقاء معه وبقيت عالقة في ذهني ( تمنى ان تقرأ للكاتب ولا تراه) ، وبالفعل كنت أقرأ لأدباء واعجب بكتاباتهم، ولكن عندما جالستهم ورأيت تصرفاتهم عزفت عن القراءة لهم ...
محمد خضير مدرسة في الأخلاق والتربية والإبداع، وأنموذج للأديب الملتزم الذي لا يؤجر قلمه، ولا يبيع ضميره من اجل حفنة دراهم ، هو اختصار للطيبة البصرية والتواضع الإنساني ، علمني أنه عندما تكون مبدعا في الأدب عليك أولا أن تكون متواضعا أمام الآخرين ، وأن لا يأخذك الكبرياء، ولا تعلو عليك الألقاب ، وانما العلو في الطيبة والتواضع .




#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟
- لعنة الديمقراطية
- توقيعات خارج مجرى النص
- صراع الداخل والخارج
- ممثلون كوميديون ومشاهد تراجيدي
- البصرة عاصمة الثقافة والخراب المكاني
- خروقات أمنية أم ماذا ؟
- اصبحنا ملطشة
- ازمة ثقافية مربدية
- شي مايشبه شي
- انا وشنكول والسيد المسؤول
- سبحان مغيّر الأحوال
- المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية
- لاتبذخوا أموال الشعب
- انتهاك حرمة المثقف
- الخلاعة تداهمنا
- طحينات الوزير
- القانون يطال الطواويس العربية
- إحذروا الخلايا النائمة
- المتاجرة بارواح الشعب


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جمال المظفر - درس محمد خضير