أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد عبد القادر احمد - اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة














المزيد.....

اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما , استطاع في الخطاب الذي القاه في جامعة القاهرة ان يحسن التواصل مع النطاق الاسلامي والعربي بصورة خاصة , ولم يكن ذلك بسبب اظهاره قدرا وافيا من الالمام بالدين الاسلامي وايضا المشاكل الحياتية العامة لمجتمعات المنطقة فحسب , بل ايضا عبر الصورة الانسانية التي قدمها للتطلعات الامريكية حول العلاقة بالعالم , كذلك بالصورة الشخصية المثقفة المبهرة التي قدم بها لهذه المجتمعات تميزه الخاص عن باقي رؤساء الولايات المتحدة السابقين
ان الواقعية والاستعداد للخضوع لمتطلبات الحداثة وابداء العزم على العمل ممزوجا باظهار ميل للعدالة تشكل والتوازن هي الصورة التي قدمها لقيادته الشخصية لاعظم قوة سياسية اقتصادية علمية في المجتمع الانساني الامر الذي لقي استحسانا من جميع المستمعين مباشرة للخطاب وصدى متميز ايجابي لدى متابعيه عبر الاعلام ورضى وقبول منهم حيث تحسسوا للمرة الاولى الجانب الانساني لاهمية وجود الولايات المتحدة في الحياة البشرية واعتبارها رغم الملاحظات عليها والاخطاء التي ارتكبتها ضرورة انسانية لا غنى عنها
ان المؤسسة الامريكية بصيغتها الرسمية ليست بقادرة على ان ترتقي الى هذا المستوى المتميز من خطاب المجتمعات غير الامريكية بهذا القدر من الكفاءة الامر الذي يعني ان تحديد روح وجوهر الخطاب وتوجهه كان من قبل باراك اوباما نفسه حيث نلمس حس الحوار الثقافي الفردي بالخطاب كما نلمس به روح الاستعداد الفردي ايضا للاصغاء ورحابة الصدر, ان باراك اوباما بهذا الخطاب وان استمر رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ومنحازا لمبادئها ومصالحها , الا انه استطاع فعلا تحجيم التطرف من رؤيتها السياسية وعزل تاثيره السيء عن علاقاتها الخارجية وهو تماما عكس ما اوصلها اليه سلفه بوش وهو بهذا القدر او ذك يقدم نفسه وسيطا في العلاقة بين الطرفين
لم يقدم اوباما الى النطاقين الاسلامي والعربي انحيازا كاذبا بل قدم كشف حساب متوازن التقييم ليس للمسئولية عن الماضي بل للمسئولية عن المستقبل فقد قدم الاعتراف بتبادل الاخطاء ودعا الى تبادل الجهد من اجل تجاوزها انطلاقا من وجود حاجة وضرورة مشتركة تبتعد بالعلاقات بينهما عن مجالات العنف الى مجالات التعاون , ان اوباما كما يبدو يعرض صادقا فترة توليه الرئاسة باعتبارها فرصة قد لا تسنح مرة اخرى بالقريب العاجل وعلى الجميع اذن ان يستغلها لصالح الطرفين
وحتى في اشارته الى حركة حماس فقد بدا باراك اوباما ميالا للاخذ بالامل اكثر من ان يكون يائسا منه لذلك احتوت اشارته مضمون قبوله الخيار الديموقراطي الشعبي الفلسطيني لكنه طالب الحركة بقبول الخيار الدولي في الاعلان عن الالتزام بالاتفاقات الدولية التي عقدتها السلطة من قبل والملزمة للسلطة وكانت قبل الخيار الديموقراطي الفلسطيني كما هي اشارة لحقيقة ان الاتفاقات الدولية الملزمة للاطراف تخضع حرية الالتزام بها لتغير الخيار الديموقراطي , وحول هذه النقطة يجب ان لا ننسى ان هذا المجال كان من مجالات الاختلاف بين الادراة الامريكية الحالية وادارة نتنياهو المنتخبة والتي تحاول علنا وبوقاحة التملص من الالتزام باتفاقات خارطة الطريق التي عقدتها حكومات اسرائيلية سابقة
ان على النطاقين الاسلامي والعربي ان تستجيب قدر امكانها الى توجه باراك اوباما وان تصبح عاملا مساعدا له ما امكنها ذلك تحقيقا لمصالحها اولا ومساعدة للولايات المتحدة الامريكية في تجاوز محاولة الابتزاز المتطرفة الصهيونية الاسرائيلية والنجاح للمرة الاولى في ادراك أي خطوة تحقق مصالحنا
فمستوى العلاقات الامريكية الاسرائيلية في هذه المرحلة هو من اسوأ طابع وجوهر وهو يحتوى على صراع لوي اذرع واضح حيث تتجه اسرائيل الى محاولة الافلات من التاثير الامريكي والعالمي القوي على فرص تحقيق شعارها اسرائيل الكبرى وان تعلن نفسها مركزا عالميا مستقلا له امكانية المناورة حيال المراكز العالمية لا الاطراف الاقليمية فحسب
ان توقيت زيارة ليبرمان الى روسيا ونجاح هذه الزيارة الذي انعكس في تصريحات ميدفيديف رئيس الاتحاد الروسي هي مؤشر على تحقق مستوى اعلى من القدرة على التاكتيك بالنسبة لاسرائيل حيث توظف النزاع الروسي الامريكي ضد امريكا وتحاول التملص من الضغوط التي تتعرض لها من قبل الولايات المتحدة من اجل الالتزام بالتسوية واستحقاقاتها وهو ما يلقى قبولا من روسيا التي تحتاج ليس الى استعادة نفوذها في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل وايضا اضعاف النفوذ الامريكي في النطاق المحيط بروسيا
في الحركة السياسية معلوم ان الصديق الوحيد للطرف المعني هو مصالحه الخاصة وبرنامجه القومي الخاص فليس هناك حليف او صديق دائم ولا عدو دائم ولكن ما يحكم العمل بهذه الحقيقة هو ادراك كيفية نحقيق هذه المصالح وهذا البرنامج فهل تدرك اطراف النطاقين الاسلامي والعربي ذلك ام انها ستستمر في الاسترشاد بجمود المباديء؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين والصراعات ؟
- الادارة السياسية وصراعات القرن الواحد والعشرين ؟
- نتنياهو _ اوباما ..الى اين ؟
- تهنئة ومباركة تشكيل الحكومة الفلسطينية
- حول تأليف حكومة فلسطينية جديدة
- معنى اعتذار الانظمة عن استضافة مؤتمر فتح
- ردا على التعليقات على مقال (فتح والولاء القاتل)
- فتح والولاء القاتل
- دور التخلف في اعاقة الحوارالفلسطيني عن الاتفاق
- موقف من قوى اليسار الفلسطيني
- ماذا لو نجح الحوار الفلسطيني؟
- الطبقة العاملة الفلسطينية وعيد العمال
- وهكذا تكلم الجعبري نيابة عن حزب التحرير
- ليبرمان كمبارس الوزارة الاسرائيلية
- وعود اوباما تعبير عن ماذا؟
- عهد اوباما , بين الضرورة السياسية والتفسير الاخلاقي
- حدة التصريحات الامريكية الاسرائيلية
- في رثاء المشرد_محمود محمد رشيد العنبتاوي
- الانقلاب الروسي في المجتمع الصهيوني
- زيارة الرئيس الى العراق...مبادرة متأخرة


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد عبد القادر احمد - اوباما يدعو الى الواقعية والسلام من اجل الحداثة