أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم الهزاع - المثقف العضوي ومعنى الضمير














المزيد.....

المثقف العضوي ومعنى الضمير


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:32
المحور: حقوق الانسان
    


يبادرك أحدهم وعلى غفلة بسؤال عن أهمية المثقف العضوي الذي عناه جرامشي ؟ وبعد تفكير متأني تجيبه وأن كان حتى بشكل انفعالي ، بأن أهمية " المثقف العضوي " الذي عناه جرامشي تظهر من خلال نظرية علم الاجتماع وليس من خلال مسألة المثاقفة والتراكم المعرفي فقط ، إذ على المثقف أن يلعب دوره في قضايا المجتمع المدني والدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وهذا الدور تلقفه من بعد جرامشي كل من فوكو وادوارد سعيد وهابرماس ومدرسة فرانكفورت كما أن الليبرالية تبنت ذلك الدور في معطياتها الجديدة ، وهو دور تنويري ونضالي أكثر منه دور تثاقفي وتراكم كتابات مستلبة للذات أو لفئة معينة تسقط في فخ الأيدلوجية في معناها المطاطي والذي نراه في المشهد السسيوثقافي العربي الذي لم يبدل من واقعنا شيء ، حيث أن المثقف لم يعطي من طاقته نقطة دم بل ولا حتى نقطة عرق أو قلق ، أن الدور الذي يلعبه " المثقف العضوي " يجب أن تلعبه المؤسسات المدنية وجمعيات النفع العام مثل جمعية الصحفيين وجمعية المحامين وجمعية حقوق الإنسان والتي هي مجرد ديكورات لتلميع وجه السلطة اما قضايا الفرد والأقليات المضطهدة فلم تعني تلك الجمعيات في دولنا العربية جميعها وبلا استثناء ، أقول بأنها لم تفكر به أبداً ، وهذا الدور يجب أن يلعبه البرلماني والذي يقع على عاتقه الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وحقوق الأقليات المضطهدة كما أن ذلك الدور يحتاج إلى زعزعة أساسات وفعل إزاحة لكسر التابوهات وتبدل القناعات لخلق قناعات جديدة تقف إلى جانب الفرد أولاً قبل المجتمع . أن المثقف العضوي الذي عناه جرامشي في مشهدنا العربي وسط تضييق الحريات وسلب الفرد حقوقه في الوطن العربي يقبع الآن في السجون وليس من يتمطق بعلكته ويركب سيارته الفارهة وينتابه قلق بورصة المال ثم من بعد ذلك يصفعنا في مقال سياسي يومي في الصحف الصفراء والتي لا تحرك ساكناً ، والتي أصبح كل دورها مجرد صحيفة خبرية ومقالات ونصوص متناثرة مبهمة مصابة بفوبيا ورهاب الاقتراب من قضايا الإنسان الحقيقية وإشكالية هويته ، أن المثقف الحقيقي ينظر للإنسان نظرة شمولية وليست نظرة فئوية أو طبقية أو مصبوغة بالدم الأزرق الذي يرفض كل ألوان الدماء الأخرى وكأنهم من كوكب آخر ، وإذا كانت هناك قوانين للمجتمع غير مفعلة يقوم بتفعيلها وإذا لم توجد يسعى لإيجادها بشكل أو آخر قبل أن تظهر على السطح ظواهر سلبية مثل العنف والعنف الرمزي ، وقبل أن يجهر المضطهد بصوته عالياً : الجوع أبو الكفار ، وقولة " نعم " بخنوع والتي سيعقبها قولة " لا " تنسف مليون كلمة " نعم " أو حوار ، ساعتها الحوار لا يجدي في حالة الانفلات ، كما لا ننسى بأن " الغريق يتعلق بقشة " ، وأعني بذلك بإمكانه أن يعاني من ردة بحيث يترك حالته العقلانية والطبيعية ويكفر بكل تمدنه وتحضره ويتحوَل إلى إرهابي تتلقفه التيارات الدينية وأن كان ذلك ضد كل قناعاته التي تعلمها من الكتب أو من وسط ثقافي أو تنويري ، أن كل ما يحدث للإنسان من تحولات أو حالة استلاب هي في ذمة كل محامي يعي معنى حقوق الإنسان ، في ذمة كل برلماني ، في ذمة كل من يحمل قلم ، في ذمة كل من يقرأ كتاب ، في ذمة كل من عنده ضمير .. فهل من ضمير أو مثقف عضوي يعطي للإنسان حقوقه البسيطة، الطمأنينة، الهوية، الحرية ؟



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الفرد في التغيير والحتمية التاريخية
- دور الفرد في التغيير والوعي الجمعي
- شهادة ميلاد للأطفال - الكويتيين البدون - وحالة الإحباط
- قوة التغيير والخلاص من قوة سطوة الجبرية الدينية
- قوة التغيير : الفرد بين فهم العالم ومعنى الضرورة
- قوة التغيير والفاعلية الواعية
- قوة التغيير.. متى تتحقق ؟ وكيف ؟
- المرأة الكويتية في البرلمان وقوة التغيير
- المتلصص: للحقيقة لست مقتنع بكلامك بأن القراءة والكتابة لها ف ...
- لماذا لست متديناً ؟
- الفرنكفونية
- الإرادة العامة .. أو السياسية
- القانون وعلم الأنماط
- حرقة الأسئلة .. أو قراءة في المشهد الثقافي الكويتي
- القولون السياسي
- نريد حلاً
- في البحث عن لحظة انعتاق
- الرقابة والتطرف
- ما هو شكل الطبخة القادمة في الكويت ؟
- الدين أفيون الشعوب الفقيرة


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم الهزاع - المثقف العضوي ومعنى الضمير