أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - الليبرالية الديمقراطية ومفهوم الدولة














المزيد.....

الليبرالية الديمقراطية ومفهوم الدولة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:32
المحور: المجتمع المدني
    


يجب الإعتراف منذ البداية بإن - الليبرالية الديمقراطية - تضمن للجميع الحرية الفكرية والحرية السياسية وتحافظ عليها ، متخذة منها عقيدة سلوكية وعقيدة أخلاقية شرعية صحيحة ، مقدمةً إياها على أنها المبدأ أو القيمة التي تكفل وتحافظ على ممارسة العقائد الأخرى دون المساس بإية واحدة منها ، وهذا بإعتبار كون - الليبرالية الديمقراطية - موؤسسة على منظومة قيم مجتمعية هي - العدل والحرية والسلام - .

كما يجب التنويه بان - الليبرالية الديمقراطية - لم تخسر الرهان في صراعها الإيديولوجي والفكري مع الأخرين في بلدنا العراق ، لأنها لم تميز نفسها عنهم بل أعتبرت نفسها بالفعل معنية بالدفاع عن حقوق الجميع قبل الحديث عن الواجبات ، و لذلك عدها البعض هوية وعقيدة بديلة ، بل طالب هذا البعض بجعلها عقيدة للدولة بدلاً عن العقيدة السائدة [ مع إنها موضوع أخر وقيمة أخرى غير هذا تماماً ] ..

و الدولة في نظر - الليبرالية الديمقراطية - هي عبارة عن مؤوسسة جامعة لا تميز بين مواطنيها أو الداخلين في حمايتها لا على أساس الاعتقادات ولا على أساس الأفكار والمتبنيات الفلسفية الأخرى ، ومن هذا المنطلق بل قل من هذه الرؤية هي في الوقت لا تعادي - الليبرالية الديمقراطية - أية عقيدة دينية كانت أو غير دينية ، فالدين حسب مذهبها وحسب ثقافتها هو - لله والوطن هو للجميع - .

والإيمان - بالليبرالية الديمقراطية - لا يأتي عن طريق القوة أو الإكراه أو القهر أو الغلبة ، بل يدخل ساحة المجتمع من خلال الفكر ومن خلال التلاقح الفكري وتعميم ثقافة الحوار ، وفي هذا يمكن تسويق - الليبرالية الديمقراطية - ككونها فكر عقلاني وثقافة حرة ، وليس ديناً موازياً أو مواجهاً للدين السماوي ، ولا هي نزعة تستهدف محاربة الدين كما يروج لذلك البعض من أعداء الحقيقة ، فمحاربة الجهل والتخلف لاتعني بالضرورة عندنا محاربة الدين فهذا أمر مختلف جداً ، و - الليبرالية الديمقراطية - يمكن إعتبارها عقيدة عقلانية تستهدف تحرير الإنسان وتحرير الفكر وتحرير العقيدة الدينية ، وفي هذا تكون - الليبرالية الديمقراطية - تعبير عن حاجة مجتمعية ومطلب شعبي ، وفي هذا تكمن قوتها ويظهر سر إنتشارها وسعتها في العراق وفي البلاد العربية الأخرى ، : ثمة حقيقة أخرى يجب ان لا تخفى عن الأنظار ألاّ وهي - إن الدولة هي مؤوسسة إجتماعية وليست مدرسة دينية ولذلك لا تشتغل بأمور الدين والعقيدة ، وكل ما يتعلق بالإيمان وأمور الدين فهذه الأشياء من القضايا الخاصة بالناس ، وهذا التعميم الذي نطلقه في تعريف الدولة لا يتعلق بعقيدة معينة بل هو تعميم يشمل كل قضايا الإعتقاد .

إن مهمة - الليبرالية الديمقراطية - الرئيسية هو بالعمل الدؤوب المستمر لتحسين حياة الناس الحياة المادية و المعنوية ، والإرتقاء بثقافة المجتمع وبتكوينهم الطبيعي فيما يخص قضايا العلم والمعرفة










..

وتبقى قضية العقيدة قضية متروكة لقناعات الناس وفيما يؤمنون به ، و - الليبرالية الديمقراطية – لا تنازع الناس في ذلك معمة مبدأ الحرية الفكرية للجميع وإعتماد المساوات في ذلك تاركة أمر التنافس للجماعة المدنية ..

وفي ذلك المعنى تستكمل - الليبرالية الديمقراطية – شرطها في جعل المؤوسسات العامة ومنها مؤوسسة الدولة حيادية في مسألة الإعتقاد والإيمان ، وهذا الشرط هو إقرار صريح بمسألة الإيمان الديني للجميع ، وهي إن لم تعمل على أساس ذلك تصبح الوجه الأخر للعقايد والنظريات الإكراهية ، وهذا غير ممكن من جهة ثقافتها ومن جهة نظرتها للواقع وكيف يجب ان يكون ؟ ، حتى إنها لا تفرض العقلانية ومذهبها على نحو إكراهي ، بل تدفع لذلك الإتجاه عبر تعميم خطاب العلم وإتباع منهج العقل في الحكم على الأشياء بناءً على ماهي عليه بالفعل ،




إن مفهوم - الليبرالية الديمقراطية - لا غنى عنه في إضاءة مفهوم ومعنى - الدولة - في شكلها الحديث ، ولا غنى عنها في تعيين مهمات الدولة وآليات عملها ، وتمييزها عن مهمات الدولة الدينية ومسؤولياتها ، فدورها حاسم في تطوير عمل المعرفة العلمية والتمييز بينه وبين الإيديولوجيات المعيارية ، فتحرير الدولة من سلطة الدين مسؤولية وواجب لحماية الإنسان أي إنسان ليعيش الحياة من دون أحقيات أو تزييف يلجأ إليه دعاة الدين السياسي ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتقال إلى الدولة
- الليبرالية الديمقراطية هي الحل
- التغيير و الإصلاح
- الدين لله والوطن للجميع
- الإسلام بالمفهوم الليبرالي
- الأخلاق الليبرالية
- الليبرالية الديمقراطية في الوعي التاريخي
- المرأة في الإسلام
- كلمة في اليوم العالمي للمرأة
- كيف هرب الدايني أو هُرب ؟
- العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي
- الإسلام السياسي
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق


المزيد.....




- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - الليبرالية الديمقراطية ومفهوم الدولة