أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - صباح أبو الخبزة ....














المزيد.....

صباح أبو الخبزة ....


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند زيارة الشيخ صباح الساعدي لأحدى قرى محافظة الناصرية جنوب العراق أشار بعض الناس عليه عندما رأوه أنه ( هذا الرجًال أبو الخبزة ) أشارة الى قرص الخبز الذي رفعه في تلك الجلسة البرلمانية التي لن ينساها فقراء العراق و ناسه البسطاء و التي أستجوب خلالها الشيخ صباح الساعدي وزير التجارة السابق ,الفاسد ,السارق ,الهارب ,المقبوض عليه ,
إن قرص الخبز الذي رفعه الساعدي وسط البرلمانيين تعني الكثير و تختزل السنوات التي عاشها العراقيون مع خبز الحصة التموينية من خبز أبو الجص عندما كان صدام يخلط الجص مع ما يسمى طحين ليوزع على العراقيين مادة هي أقرب الى أستعمالها في البناء منها الى المعدة , و لكن العراقيين كانوا يأكلونها على مضض و يضحون بأسنانهم و معدتهم ووو الخ و ليس في أيديهم حيلة , و بعد تغيير الدكتاتور و تربع على الحكم الدكاترة تأمل فقراء العراق خيراً و اعتقدوا أن خبزتهم سينالها هي الاخرى التغيير الديمقراطي فتغدو بيضاء كبياض بشرة الأمريكان المحتلين أو محمرة كحمرة خدود السادة الحاكمين القادمين من بلدان أوربا و أسيا ,
و لكنها لم ينالها من التحسن الا الشيء اليسير حالها حال العراق .
و لهذه الخبزة مع الساعدي علاقة و رابطة متلازمة فكما كانت معه في أيام الحصار و العوز الذي نال و ما زال من العراقيين كان معها في أيام الرخاء فلم ينسه الصمون اللوف الفرنسي المستورد الى المنطقة الخضراء صاحبته القديمة ، لهذا فعندما جلبها الى البرلمان قال إن هذه الخبزة يعرفها كل عراقي و عراقية من المرأة الى الشاب الى العجوز الى الطفل و لكنكم أنتم لا تعرفونها .و لم ترونها قبل الآن , و لهذا جئت بها اليكم ,
و لهذا باتت خبزة الساعدي هي الفرقان الذي يفرق بين من يعيش الآم و أوجاع و عوز و فقر و هموم العراقيين و بين من يعيش الامبالاة أو الترفع و التكبر و التقديس الكاذب لنفسه كونه مختار من قبل السماء و على الشعب المسكين شكر هذه النعمة أنه وجد في مكان السلطة سواء التشريعية أو التنفيذية ، فلو كان وزير التجارة السوداني يعرف أهمية الحصة التموينية للعائلة العراقية البسيطة و لو أنه كان يستلم هذه الحصة و يعرف موادها في الزمن الأغبر و الزمن الاحقر لما كانت الحصة كما هي عليه اليوم و لأنبه ضميره الميت إلف مرة قبل أن يوكل مصير الحصة بيد أشقائه و السماسرة الذين يتاجرون بقوت الناس ،
و لعرف كم يؤذي صاحب العائلة عندما يستلم ثلاث مواد من أصل أكثر من عشرة مواد و عليه دفع مبلغ الحصة كاملة و هو يعلم أن أموال الحصة مدفوعة من تصدير النفط الذي يفترض أنه شريك بها مع سائر العراقيين و ليست منة من جيب السوداني أو المالكي يمن بها عليه ,
فكان يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب و الرجل المناسب المسؤول عن توفير مواد البطاقة التموينية كان يجب أن يكون من أصحابها ، و من صنف (عراقيون تحت خط الفقر ) ممن يعرف ماذا تمثل هذه الحصة للعراقيين ، و ليس ممن عاش الترف البريطاني و الأوربي و أن كان يرتدي اللحية و الخواتم و المسبحة لا تفارق يديه ، فكم تناهى الى سمعنا أن أناس في دول المهجر تم تعيينهم في وظائف حساسة و مهمة و تم تبليغهم عن طريق الهاتف بواسطة العلاقات الشخصية على حساب الكفاءة و النزاهة ، أما (عراقيوا الداخل ) كما يطلق عليهم فهم عراقيون درجة ثانية , و ربما ثالثة و ربما ليسوا على السلم أصلاً .
أن سياسة التهميش و الإلغاء أثبتت فشلها الذريع و لكن هل يلتفت الحاكمون الى هولاء أم أنهم لا يتذكرونهم إلا في فترة الانتخابات عندما يحتاجون الى من يرفعهم على الكراسي .
أبشركم أخواني إن انتفاضة الداخل قادمة و شعارهم هو الخبز الذي سرقه الوزراء المستوردون ، و أتباعهم المنافقون .
و سيزاح كل تجار الكلام ليعودوا الى أوطانهم التي بنوا فيها القصور على القبور و بنوا الحصون على البطون لا يختلفون عن من سبقهم الا بالاسم و الرسم






#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة البعوض


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فاهم - صباح أبو الخبزة ....