|
اية سلطة ترضي العراقيين جميعا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:09
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
نسمع في هذه الايام تصريحات و طرح افكار و اراء و مواقف و نرى محاولات و اجتماعات بين الاطراف العديدة و ندوات و خطابات حول نوع السلطة التي يجب ان تكون في العراق و كيفية حكم هذا البلد بعد الانتخابات المقبلة و كل جهة تكيل بكيلها ومن زاوي مصالحها المتعددة . ولو تمحصنا و دققنا فحوى و جوهر الاهداف و ما تنوي الاطراف تسويقه قبل اوانه هو تفردهم و استغلالهم للديموقراطية و حكم الاكثرية في بلد متعدد الاشكال و الالوان و الاطياف و يتسم بموزائيكية شعبه و اختلافات واضحة في بنية مكوناته من جميع النواحي . لو ترك الامر ان تحكم الاكثرية بمفردها و كما تشاء و تفرض سيطرتها المطلقة على زمام الامور ، فيكون الحكم لطائفة واحدة حتما دون غيرها حسب كل المعطيات و العوامل الموجودة على الارض، و لا يمكن في هذه الظروف و العلاقات الاجتماعية و المستوى الثقافي و الفكري و ما فيه الشعب من الولائات و الانتمائات ان يختار الناخبون من يخدم العراق قبل الطائفة،و لذلك ستكون النتيجة معلومة . اذن سوى كان الاعتماد على الاكثرية السياسية كانت ام الطائفية او العرقية فان المنتخِب لا يختار وفق ما تتطلبه المواطنة و مقوماتها و التزاماتها بدون ادنى شك بقدر ما يختار من هو اقرب الى اعتقاداته و ايمانه و علقيته و ما هو فيه من التزامات الظروف الاجتماعية الفكرية الخاصة به ، و يعتمد على العقلية التي تعتمد على الافكار و النزعات و الترسبات التاريخية التي هي متراكمة في شخصيته . و به يمكن ان نتاكد من الان ، في حال الاستناد على الاكثرية مهما سميت سياسيا او ايديولوجيا او طائفيا ، فالنتيجة تكون واحدة ، و هذا مايكشف مدى نظرة الاطراف الى العراق و مستقبله و من زاوية مصالح و افكار و اعتقادات ضيقة . اذن الديموقراطية الحقيقية هي من اجل استرضاء الجميع و بقناعتهم و ضمان حقوقهم و مشاركتهم في الحكم وفق الية معلومة، و احساسهم بانهم اصحاب شؤونهم الذاتية و ما يمسهم ، و لوطبقت بحذافيرها و انقلبت لتكون لمصلحة جهة دون ان تكون لها اليد فيها و استندت على ما هو عليه العراق من المقومات و الشروط الضرورية المطلوبة لنجاح الديموقراطية و الارضية المتاحة التي تلعب عليها الاطراف ، فانها و مقارنة مع ماتفكر فيه الاطراف المختلفة و المكونات الاساسية للشعب ستنتج مالايحمد عقباه و ستعكس الامور دون ان تكون لها اليد فيها بشكل مباشر . اما العملية التي يمكن ان ترضي اكثرية الشعب و بجميع فئاته و مكوناته و هو الذي يزرع فيه الاحساس بان العملية السياسية معتمدة على المواطنة و هي التي تفيد الجميع و ان كانت شروطها مسبقة للعملية الديموقراطية و تنفيذ متطلباتها . فالقادة المنبثقين من رحم هذا الشعب يحملون كافة صفات ما يتسم ويتميز بها ابناء الشعب ، و لهم افكار و اعتقادات الجميع ، و هذا ما يمكن ان تجرهم للصفات و الاعتقادات التي تحملها فئة دون اخرى ، و يمكن ان يفرض الانحياز لفئة على حساب اخرى ، و الانحراف وارد في مسيرة عملهم في ظل غياب المؤسساتية في الحكم و دور القائد في حسم الامور و ليس الاستناد على القوانين و الدستور . وبهذا يمكن ان نصف الادعائات للحكم الرئاسي و حكم الاكثرية في العراق مقارنة بما هو عليها من الصفات و الظروف خطوة نحو الوراء و لاجل مصالح ضيقة على حساب الديموقراطية و الحداثة و التقدم ، و بالاخص في هذه المرحلة التي لم يعبٍر الشعب الى شاطيء الامان و تزداد التدخلات الخارجية في شؤونه يوما بعد يوم وفق مصالحهم الاقليمية ، و الصراعات على اشدها في المنطقة كانت ام عالميا ، و يمكن ان نعتبرها كلمة حق يراد بها الباطل . اذن السلطة التوافقية الديموقراطية التي يمكن ان تفيد اكثرية المكونات و عدم الخروج عن روح الدستور و الالتزام بما فرضته التجربة على ارض الواقع في هذه الفترة، و هي الضامن الكبير لعدم حدوث الفوضى او الرجوع الى المربع الاول . فالعراق بحاجة الى الديموقراطية خاصة به وفق ما يميزه عن غيره و هو ما يستند عل الخصوصيات اكثر من اية دولة اخرى ، و اصبح في ظروف و مرحلة متنقلة و حساسة و تؤثر فيه اية انحراف او خلل في مجرى الحكم و ظهرت و ثبتت في حياة العراقيين ما تعتبر الان اعرافا جديدة و استعدلت قاطراته على السكة الصحيحة و هي بحاجة الى الدفع و الاسناد .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاصلاح و التغيير من الرؤى الواقعية
-
استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية
-
الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
-
مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
-
لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
-
دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
-
هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
-
ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
-
الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
-
وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
-
ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
-
التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
-
المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
-
من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
-
هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
-
ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع
-
دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية
-
الاصلاح بحاجة الى الوعي و العقلانية في العمل
-
هل اصبح التغيير شعار العصر في العالم
-
بقاء مقولة المؤامرة كحجة حاضرة دوما لمنع الاصلاح المطلوب
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|