أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - مصر














المزيد.....

مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:11
المحور: حقوق الانسان
    


«وإذا كانت واحدة من مثقفينا ترى أن أملنا ولِد بموت طفل برىء، فهل نبتهل إلى الله ألا تتم ترجمة كلامها إلى لغات العالم لكى لا يشرع زعماء العالم فى تمنى موت أقاربهم لكى تجد شعوبهم الأمل».

بهذه الجملة «الكوميدية الفولكلورية» انتقد الأستاذ بلال فضل مَقطعًا من مقالى السابق، بعدما استلَّه استلالاً من سياقِه الذى لا يكتملُ دونَه. يقولُ المقطعُ: «المصرىُّ لا يشبهُه أحدٌ من سكان الأرض. هو أجملُ سكّان الأرض. وليرمِنى بالشوفينية مَن يشاء.

هى تهمةٌ لا أُنكرُها، وأعتزُّ بها. من حقى أن أفرحَ بجمالى، وأنا جميلةٌ بمصريتى، مثلما كلِّ مصرىّ جميلٌ بمصريته، ومن حقى أن أبحثَ فى العتمةِ عن شعاع ضوء؛ ومحنتُك يا ريّس عتمةٌ موحشةٌ، لكن حبَّ المصريين حزمةُ نور غامر، عثرتُ بها فأبهجتنى رغم الوجع».

فتساءل المنتقدُ من أين أتيتُ باليقين فى حبّ المصريين مباركَ. متغافلاً أننى أتكلم فى واقعة محددة، هى واقعة الثَّكْل. ذاك أنه أغفلَ مقطعًا آخر بالمقال يقول: «هُم ذاتُهم الذين ينتقدون النظامَ والحكومة فى كلِّ ساعات يومهم، هم ذاتهم الغاضبون المعتصمون المُضربون، منحوكَ اليومَ دموعَهم وشرخَ قلوبهم، رغم الفقر ورغم المرض».

وهنا رسالةٌ بليغة لا تغيب عن «حصيف». فلا تليقُ بالأستاذ المزايدةُ علىَّ فى مناهضة ما بمصرَ من شرور. فإنما رميتُ إلى أن المواطنَ المصرىَّ جميلٌ وذكىٌّ وراقٍ، لا يخلطُ الأمورَ. نساجلُ الرئيسَ وحكومتَه، لكن نؤازره فى مُصابه.

واتخذتُ مثالا على ذلك مجدى الجلاد، الذى يفردُ عمودَه «صباح الخير» بالصفحة الأخيرة لمساجلة النظام حينما يخطئ، على أنه أفرد يوم «الثكل» الصفحةَ الأولى لمواساةِ «النسر الجوى والمواطن المصرى» محمد حسنى مبارك فى مُصابه. وجَلىٌّ عندى أن الأستاذ لم يقرأ لى إلا هذا المقال، وإلا لعرف من مقالاتى بـ«المصرى اليوم»، وبـ«اليوم السابع»، وسواهما، أننى من أشدّ مناوئى النظام والحكومة.

بل إن مقالاً لى هنا بـ«المصرى اليوم» عنوانه «هذه هى الكواليس.. سيدى الرئيس»، عاتبتُ فيه الرئيسَ شخصًا. ذاك أن لا حسابات عندى إلا الجمال. الجمال وحده ولا شىء سواه. ولأننا نحيا عصرًا غيرَ جميل، سيما فى مصر، فإننى لا أكفُّ عن مناهضة كل ما أراه خادشًا لمنظومة الجمال كما أفهمها.

ولأن الجوعَ والفقرَ والمرضَ والظلمَ، وكذا «اعتسافَ الكلام من سياقه»، أشياءُ غيرُ جميلة، ولأنها باتت ركائزَ راسخةً فى مصرَ الراهنة، فإننى أناهضُها ما وسعنى ذلك، فى مقالاتى وفى قصائدى وفى حياتى اليومية.

ويندرج ضمن ذلك، أيضًا، تشكيلى حروفَ مقالاتى، الذى تهكَّم عليه الأستاذ بتقويسها: «مقالها (المُشَكّل)»، كأنما من الخطأ أن نعيدَ للغة العربية جمالَها، بوضع «التشكيل»، الذى هو عندى جزءٌ لا يتجزأ من الحرف العربى.

أما قوله أن «بدنى قد اقشعرَّ»، فلا أدرى من أين جاء بها، بينما لم ترد فى مقالى! ولذا سأعدّها إحدى تيمات «الفرفشة» التى يبنى عليها مقالاته وأعماله، ولن أعيرها ردًّا.

ثم رمانى «بالعصبية الممقوتة والنعرات الضيقة» لأننى أحبُّ مصر! والحقُّ أننى اندهشت! فحينما أعشقُ أمى وأعلنُ على الملأ أنها أعظمُ نساء الأرض، بالنسبة لى، فلن يمسَّ ذلك أيًّا من نساء الأرض، ولن يقلل من شأن الأمهات الأخريات، كما أنه لن يَجُبَّ حقَّ كلّ إنسانٍ فى أن يرى أمَّه أعظمَ النساء.

وحينما، أيضًا، أتيه عشقًا بمصر، وأعتزُّ بالمصريين، رغم مآخذى على الراهن، فلستُ إلا إنسانًا فرح بما اُختير له، ذاك أننا لا نختارُ أوطانَنا، كما لم نختر آباءنا وأمهاتنا.

لكن يتصادفُ أن نحبَّ ما اختير لنا، كما قد يتصادف ألا نحبه. وقد أحببت بلادى وفخرتُ بانتمائى لها. وهذا، حتمًا، لا يمنعنى من رؤية مشاكلها بجلاء، ولا يعنى، بحال، أننى أقلّلُ من شأن كلّ أوطان الأرض. وقد قلتُ، فى غير مقال، إن الأوطان نبيلةٌ دائمًا، لكن من يسكنون تلك الأوطان من زعماء ومن شعوب هم مَن يسيئون إلى الأوطان.

وحينما قال مصطفى كامل: «لو لم أكن مصريًّا لوددتُ أن أكونَ مصريًّا!» لم يكن مناسبًا أن يُرمى بالنعرة أو التعالى على ما عدا مصرَ من بلدان. فهذا هواه الخاص، كما هو هواى الخاص، ولا يجوز أن نُحاسَب على الهوى والمَيْل. جريدة "المثري اليوم" 1/6/09



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سألتُ الأستاذَ: لمَن نكتب؟
- وأكره اللي يقول: آمين!
- الغُوْلَة
- -شباب يفرح القلب-
- بل قولوا إنّا شبابٌ صغار!
- إنهم يذبحون الأخضرَ
- مصرُ التي خاطرهم
- القططُ المذعورة
- لا تأتِ الآن، فلسْنا أهلاً لك!
- أيها الطائرُ الخفيف، سلامٌ عليك
- فريدة النقّاش، صباحُ الخير
- عزازيل ومرآة ميدوزا
- لشدّ ما نحتاجُ إليكَ أيها الشارح
- قال: لا طاغوتَ يعْدِلُ طاغوتَ الكُهّان
- وإننا لا نبيعُ للكفار!
- أبريلُ أقسى الشهور
- احذروا هذا الرمز!
- الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا
- ما تشدي حِيلك يا بلد!
- من أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - مصر