أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابوالقاسم المشاي - رماد السلطة ... الجنازة المحترقة














المزيد.....

رماد السلطة ... الجنازة المحترقة


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 815 - 2004 / 4 / 25 - 08:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كاتب – مفكر
ليبيا
رصد تنوعات وأشكال حضور السلطة وتبدلاتها في مساحات مختلفة ومختلطة، متراكمة ومتوالدة وعبرَ صيغ فكرية، سوسيو– ثقافية (غائبة/ مغيبة) تطفو وتختفي تشترط أمكنة وأزمنة لفعلها وأفعالها وتأسيسها وفق علاقات وتداخلات تبادلية وتحولات متلاحقة وانتاج لاشكال ومطاردات من مواقع الى مواقع جديدة وان بدأت مختلفة كتوهمات وتهويمات، من أقلها حضوراً وتأثيراً الى اكثرها اتساعاً وتنظيماً واختراقا وشراسة، وربما شكلت التموضعات و التحولات (استاتيكية/ ديناميكية) عّبرت عن تحللها وتناثرها وعدم اكتمالها، ولكنها ملأت رئة الخطاب وحنجرته وظلت متشبثة (بوجودها العاطفي والقسري) وبممارسات تنظيمية وتخبطات عشوائية تخفي في مكوناتها الإكراه والعنف السلطوي وأنتجت كلعبة مولدة للصراع والتعارض، وهنا لايتم النظر الى السلطة من خلال التحقيب التاريخي وتمدداته ولكن ينظر الى حضورها وحشودها وعلاقاتها وأنماطها المؤسساتية..الخ، ومع تقلص السيادة على مستويات مختلفة، فهل هذه (الانثروبيا= التحلل أو التناقص مع الزمن ) تنسحب على المبادئ أو التطلعات التي تنادي العولمة بها (حقوق الإنسان، الديمقراطية، حرية الرأي، العدالة،المساواة...) وغيرها من المفاهيم ذات البريق الآفل والزيف الشعاراتي وكأنها حالة (نعي مبكر للديمقراطية) في عصر العولمة، كما أن تحولات الخطابات الأيديولوجية– الثقافية أخذت اتجاهات جديدة (وولدّت) فضاءاتها وحيز اشتغالاته في عالم يختنق.
وهـذا العالم تزداد مساحاته اختناقاً وتكميماً في (العالم الثالث) إذ يـرى مير يللي س. غرندل: (الحقيقة قد تكون أكثر تعقيداً في النظرية – طبيعة النظام السياسي وضعف المؤسسات قد يكونان حاسمين في الدول النامية!!)، وفي ظل تحولات متسارعة كنتاج لثورة المعرفة (تحولات جسدية، سلطوية، لغوية، ...) وما رافقها من أزمات (أزمة نص، أزمة ديمقراطية، أزمة تعبير، ...) شكلت أزمة نظام عالمي جديد، وفي الأفق تصبح التحديات على مستويات محلية في حالة اختبار دائم، من الخصخصة إلى التحرر، من مجتمع البريتورية إلى مجتمع الشفافية ...، وهو مأزق إجباري بات يهدد الخيارات السياسية – الاقتصادية لمؤسسات الحكم في المجتمعات النامية ويعمل على تقويض بنيانها ومكوناتها.
كما أن المكونات والبنى الفكرية تقف أمام تعددية اختيارات وأمام أطروحات جديدة ( كيف تتحكم العولمة في عدم انضباطها؟!) وأمام توجهات متباينة محلية ودولية ليست فقط تلك المتعلقة بنقل التكنولوجيا والمعارف أو المرتبطة باستقطاب واستجلاب وتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية ...، ولكنه يظل أبعد وأعمق وأكثر غموض للإلمام بخفايا (اللعبة!!)، إذ تفرض على المجتمعات: أمّا استنساخات النموذج وإعادة توطينه على مستويات محلية وسيكون لصالح انهيار السيادة كلياً، أو أن يفرض إنتاج رؤى محلية عقلانية قادرة على تنظيم المجتمعات المحلية.

نص السلطة، خطاب العولمة، ثقافة ما بعد الفلسفة، أزمة نص ما بعد الحداثة (عموماً) تصوغ جوانب مبهمة لنص جديد (ما بعد العولمة) ليحتدم الخطاب السياسي وتكبر هواجس السجال وتدور رحاه.. في استحاثة متسارعة للتاريخ للإطاحة بالقيم القديمة ولعل الغموض الذي يسيطر على التساؤلات (الما- بعدية)، ان هذه التحولات والمنجزات المعرفية التي حققها الإنسان في صراعه المرير والطويل من أجل بقاءه دفاعاً عن كينونته(الما- قبلية)، الخوف من انزياحها واستغلالها لدعم مصالح غائية وبرغماتية.. يسمح بإعـادة تصور (عالم جديد ممكن!!)، ولكنه سيكون برؤية مختلفة عمّا يتـم تصديره فهل تتغـير (البنيوية السياسية) للعالم بتغير مفاهيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان أم أن التغير يجب أن يطال بنية الخطاب ورمزيته ومكوناته واللغة التي ستحطم بُنى السياسات القائمة على عقدة التمركز والهيمنة والاثنية والجشع والربحية والتي يمكن أن تفضي لطور ونسق حضاري جديد مرحلة (مجتمعات المعرفة- مجتمعات الشفافية)، والمعادلة الأكثر حضوراً والجديرة بالأولوية على مستويات (التفكير/ الممارسة) في خضم هذه التناقضات (نهاية الدولة وسيادتها)، يؤول ويستحث الانتباه الى ضرورة فهم عجز الدولة (النامية خاصة) وتعثرها بين ضبط أمن مواطنيها وانفلاتهم وبين إسعادهم وتلبية طلباتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بتلك الاشتراطات التي تنتجها الشركات العملاقة متعددة الجنسية و المنظمات الدولية ( حكومية أو غير حكومية)، فالأولى ستجعل الدول النامية شريك ضعيف وخاضع دائماً، وبالتالي تتولد المطالبة لإحكام فوق دولية ولحكم دولي أكبر، تعبّر عنها (جزئياً) المنظمات الدولية...، وبمفاهيم الفضاء والحيز والخيارات والتداعيات المصاحبة والناتجة تقبع الفرضيات في الزاوية المعتمة لتنبؤاتنا المستقبلية على شكل مصوغات وافتراضات (تبدلات لغوية، أزمة نص، تحولات خطابية، خضوع ايديو– ثقافي، تشظي مفاهيمي، احتقان جماهيري، تحلل سلطوي، صراع تأويلات، احتدام حضاري،...) جميعها تظل مفتوحة على قارعة التداول والجدل تنهش جسد المعرفة وتحفر تيمتها بمعاول (عولمة النموذج)، وأمام مساحات شاسعة ومظلمة كأنها إعادة لصياغة النص البودليري الذي أنغلق معه ملف الحداثة ذات انحباس مُبهم: (كلنا نذهب معهم، في الجنازة الصامتة، جنازة لا أحد، إذ ليس هناك أحد لندفنه!!).



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة النص: خضوع الكتابة... غياب القارئ
- أبدية اللغة : نص التوهمي ... وتضاريس الكتابة !!
- زغب الحنين
- أ مكنة لكينونة المكان !!
- بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثال ...
- صورة جانبية للأوكسجين ذاكرة لمخالب الحواس
- انثروبيا السلطة - مأزق الديمقراطية
- شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !
- تحولات الخطاب ... صراع التأويلات قرأة في مفهوم التجاوز - جزء ...
- استنساخ الايديو - الثقافي ورهانات ما بعد العولمة


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابوالقاسم المشاي - رماد السلطة ... الجنازة المحترقة