أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ألمانية















المزيد.....

مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ألمانية


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 06:52
المحور: الادب والفن
    



الأمل يتلاشي أمام أعين الجمهور
وقد حملت الفرقة عدة مرات جائزة "مسرح العام". وتشتهر أعمال الفرقة أيضا علي الصعيد الخارجي: ستوكهولم باريس، براغ، بوينس آيريس، طوكيو شكلت كلها محطات في جولات الفرقة في الخارج. كاستورف نفسه إلي خيرة المخرجين، ويعمل علي إقامة مسرح إبداعي متنوع بين اكتشاف العصر الحاضر وبين التناقضات. وفي هذا السياق يمكن لكاستورف الاعتماد علي فريق عمل متميز ومتكامل فرانك كاستروف المولود عام 1951 في شرق برلين يعتبر "مجدد" المسرح، وهو يجتذب الجمهور بشكل لا مثيل له. وقد بدأ صعوده الفني في ألمانيا الشرقية السابقة تحت وابل من النقد بأنه "مخرب الكلاسيكية". وهو يتولي إدارة فرقة فولكسبونة منذ 1992 محققا نجاحآ باهرآ ، وأعاد فرانك كاستروف رائعة تينيسي ويليام "شباب إلي الأبد" إلي خشبة المسرح. وهي مسرحية درامية تتحدث عن ضياع الشباب ومحاولات اللحاق بركب الديمقراطية في بلاد الجنوب
اخرج العديد من المسرحيات في المانيا وفي السويد أخرج مسرحية (الفانور الاسود) علي مسرح المدينة في ستوكهولم ونال استحسان النقاد والمهتمين بشؤون المسرح أما في مسرحيته الاخيرة (الهروب) ونحن في صدد الحديث عنها كان مدة العرض خمس ساعات متواصلة بحيث ان نصف الجمهور تبخر وهرب بعد الاستراحة نتيجة الملل والتكرار. ومسرحية الهروب كتبها المؤلف (ميخائيل بولغاكوف) سنة 1916، وقد حاول المخرج فرانك كاستروف اعداد النص للمسرح برؤية واحداث معاصرة ولكني اعتقد انه اخفق في فهم طرق وأساليب كيفية تأثير المخرج المسرحي علي المتلقي وماهية الوسائل المستخدمة في هذا المجال، ولكننا لا نعرف أيا منها يمكن ان تكون فعاليتها فورية وآنية واستنباط تركيبة ونفسية المتلقي، بل واثارتهما في المسرح ـ وخاصة في فن الاخراج المسرحي يصعب الفصل القاطع بين ما هو مضمون وما هو شكل. فإذا وضعنا في الاعتبار مضمون العرض المسرحي، هو جزء لا يتجزأ من النص الادبي المقدم، فأن هذا لا يعني علي الاطلاق ان المسرح ما هو الا فن لا يملك علي الاطلاق شكلا بل انه مجرد مضمون فقط. ويدلنا هذا علي المخاطر الجسيمة والتي يتضمنها هذا التحديد، والفصل القاصر بين المضمون والشكل في العمل الفني، ان هذا يعني انه يجب ان ننظر الي العمل الفني كقيمة نقدية تطبيقية غير قابلة للمناقشة. فأن ما يحققه المسرح كثير في مجال المضامين الادبية. ولا يوجد من يعترض علي انه بدون تغيير في نص المؤلف ولا حتي كلمة واحدة، فأن العرض المسرحي من خلال تفسير النص، يمكن للمخرج ان يفحم فيه المؤلف متدخلا في مضمون العمل الفني للمؤلف المكتوب، مما يلفت نظر المتلقي بأن هذا هو الشيء الوحيد المقدم له. وان هذا هو الذي يجعله يوافق علي ما يقدمه له هذا المسرح من صور ومشاعر فوق خشبة المسرح، فالصور المرئية والصوتية المتلاحقة فوق خشبة المسرح بشكل متضافر مع شعور المتلقي المتوالد في اثناء الفرجة المسرحية والذي يعد أمرا ذاتيا يمكن ان يختلف اختلافا جذريا بين معطيات كل متلقي وآخر، ويتوقف هذا علي التركيبة النفسية والثقافية والفكرية لكل واحد منهم، فمن يحب الميلودراما سيبكي في اثناء العرض المسرحي. تنبعث في معظم الاحوال من المادة الادبية ربما سيثير السخرية والضحك والشعور بالخيبة وفقدان الامل لدي المتلقي واخر يقول ما هذا الغباء الذي يقدمونه لنا، وحلقة الوصل هو الممثل الذي يقوم بأرساله الي المتلقي، والمتلقي يملك قسطا كبيرا من صدق المعايشة والذي يثير الوجدان لديه، حيث يملك المسرح تحت طواعيته ووسائله ووسائطه الفنية ـ عدا النص المسرحي. ان محاولة ابراز السلوك الانفعالي والمشاهد المسرحية هي اكثر الاساليب تأثيرا وقوة في ايقاظ عواطف المتلقي واستثارة احاسيسه. فالعمل في منطقة أحاسيس المتلقي ومشاعره تحمل بين طياتها ـ ثيمة ـ مضمونية بالمعني العام لهذا المصطلح الادبي، اي عن قصد استشار وعي المتلقي كما في مسرح (بريخت). فالمسرح الجديد والذي يتيح الجديد فيه من منطلق تقليدي او تجريبي، ويدخل ضمن جماليات الفن المسرحي ـ ان المسرح (اللاانفعالي) لا يعني فشل عواطف المتلقي ومشاعره، ان المسرح الذي يضع لنفسه هدفا، يكون قادرا علي التأثير في طريقة تفكير المتلقي، ان مسرحة النص الروائي (الهروب) تتحلق مادتها في شكل وقالب مسرحي خالص ـ ولا يسعي هذا العرض المسرحي للتوفير من وسائله وامكاناته. ان محاولات كل مخرج لتفسير بعض الظواهر عبر ابداعاته وخبرته وهي قدرته علي تفسير بعض الاشكاليات الفنية ومناقشة الكثير من القضايا الاجتماعية وبدون تخوف من التهم الموجهة اليه. وهناك الكثير من المخرجين لهم ميول حضارية معاصرة وهذا اصبح موديلا للابداع الانساني في السنوات الاخيرة. ان سر وقوة الفن المسرحي وكينونته منذ جذوره الاولي هو استشارة عقول المتفرجين ومشاعرهم، ينبغي علي المخرج ان يتعلم كيف يدير دفة مشاعر المتفرج وان يكون علي علم ووعي بكيفية مسار هذه الاحاسيس واتجاهاتها اثناء الاحداث الدرامية داخل العمل المسرحي ـ حتي لا يقع المخرج في فوهة نيران وردود افعال المتلقي غير المتوقعة، والتي يمكن ان تدمر عمله المسرحي، وان يتعلم فهم مشاعر المتلقي، وفهم ايقاع المتلقي كل هذه العناصر مهمة ليبلغ المخرج نجاحه. كل هذا الحوار مرتبط بمدخل الي مسرحية (الهروب) في استوكهولم. كان العرض يعاني بشكل عام من عدم التجانس وفقدان الايقاع المشترك بين الممثلين. انعكست بصورة سلبية علي المشاهد الطويلة والمملة في العرض المسرحي.
علي مستوي الاخراج لقد اوقع المخرج فرانك كاستروف في ورطة رغم تجربته الطويلة في المسرح، من خلال الرموز والدلالات البصرية علي بعض الدلالات المستمدة من قصص الكتاب المقدس. واحاط المسرح بسور وسياج من الصناديق الكبيرة اعاقت حركة الممثل وجعلت الملتقي يشعر بالخناق، في هذه الفوضي الصارخة للدمار الشامل والمعزز بضجيج الطلقات الحية المنبعثة من الرشاش المستخدم من قبل رجال الجيش الابيض، حاول المخرج تسليط الضوء منذ الوهلة الاولي علي معبر حدودي، كان من الضروري ان يعبر الممثلون علي درجة التحفز الداخلي وعلي الهدوء الخارجي
ففي المشهد الاول يظهر القس وهو يصرخ ومنفعل وسط الزحام من الصناديق وفي الختام يتعثر ويسقط في احدي الصناديق، الفوضي والديناميكية في تصميم الديكور قد اكدتا عدم تحمل وهدوء الناس، طبعا لا اذكر الافعال التي بني المخرج علي اساسها او الطريقة التي نشأت بها اليمزانسين، ما اود الاشارة اليه هو الوسط الخارجي يمكنه العمل في المسرح بصورة مختلفة، يساعد الممثلين للكشف عن الفكرة، اما فنان الديكور واستخدام اسلوب التضاد للتعبير عن المزاج والايقاعات التي تعيش فيها الشخصيات، ويمكن القول ان تحديد الالوان في طبيعة واحدة يؤدي الي الرتابة، وهذا ما برز بشكل واضح في مسرحية الهروب واستخدام اضاءة ذات نشرات ضوئية واحدة والوان مزعجة ومؤثرة علي عين المتلقي طوال العرض المسرحي خمس ساعات. يقول ستانسلافسكي المخرج الروسي الكبير اذا اردتم معرفة درجة الحيوية الحقيقية عند الممثل فأنظر اليه عندما يصمت ان الطريقة التي يستمع بها، ويتأثر بشريكه تدلنا علي قوة نشاطه الحقيقية بصورة اكبر بكثير من المنولوجات الحامية التي يلقيها الممثل. وهذا عكس ما شاهدناه في مسرحية الهروب الكل يصرخ، مشاهد غير مترابطة مع بعضها، استغلال التلفزيون والكاميرا علي خشبة المسرح والاعتماد علي طريقة المسرح النفسي واللقطات الكبيرة اثناء التصوير لتوضيح بعض المعالم والانفعالات والحالات النفسية وكانت كل هذه الادوات الفنية غير موفقة وشكلت عبئا ثقيلا علي المتلقي واصحبت مصدر ملل. متلقي يجلس في قاعة كبيرة ويشاهد شاشة تلفزيون صغيرة وشخص يتكلم ما يقارب ربع ساعة والغاء حركة الممثل والغاء خشبة المسرح. هذه الامور وغيرها ضيعت متعة العرض المسرحي، يظهر ان بعض العروض المسرحية اصبح لديها تقليد او موضة ووظيفتها السخرية من العرب، من خلال ابراز العربي علي انه مهرب او التركيز علي امرأة تلبس الشادور الاسود، وكذلك في مشهد العربي صاحب الكوفية الحمراء وهو يحمل حقيبة وفيها كتب ممنوعة، وكذلك في مشهد موت العربي وبيديه الذهب وتلاوة القرآن بشكل ساخر. ففي مسرحية الهروب سقط المخرج وجيمع العاملين في ورطة لم يستطيع الخروج منها. ان احدي مهام المخرج الرئيسية هو السعي نحو تحقيق التوافق العميق بين اجزاء العرض المكونة للوحدة الفنية، وايجاد الانسجام بين جميع العناصر التي تخلق سمفونية العرض المسرحي
وكان مشهد رجل الاعمال وهو يحمل حقيبة مملؤة بالدولارات والفتيات يتهافتن عليه لأقتناص فرصة الحصول علي دور واحد وهو يصرخ هذا الدولار هو سيد العالم مع اظهار بعض المشاهد الجنسية في شاشة التلفزيون والتركيز علي الخيانة الزوجية. زوجة الشاب تمارس الجنس مع شخص غريب من اجل حفنة من الدولارات ولكون الزوج بارد جنسيا، فمسرحية الهروب ليست لها اي صلة من بعيد او قريب بالنص الاصلي (للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف) وقد حاول ستانسلافسكي المخرج الروسي اخراج مسرحية الهروب ولكن النقاد من الرابطة الروسية للكتاب احدي التكتلات في اعوام العشرينات لم يستقبلوا اخراجها مما اصاب المخرج ستانسلافسكي بكدر مرير وتلبدت السحب فوق ميخائيل بولغاكوف.
المخرج الناجح هو الذي يتنبأ بأحتياجات المتلقي المعاصر بدقة ويعي ازمته الحضارية وان هذا المخرج لن يجد نفسه في مأزق تجاه رد فعل الصالة المفاجيء. والذي يتطلب احيانا اعادة تكوين العرض المسرحي بمجمله اذا ما ظهر غريبا للمتلقي، حيث ان المتلقي عادة حتي الفصل الاخير في تحفز ابداعي. فأن مسؤولية كل من المخرج والممثلين مراقبة ردود فعل المتلقي ومتابعة عملية استيعابه المعقدة والدقيقة، وهذه تدفع المخرج الي اختصار واعادة بناء بعض اللوحات، كما ينبغي التحدث الي المتلقي بجدية واحترام كبيرين وهذا يفرض علي الكاتب والمخرج والممثل الاهتمام بمضمون الفن المسرحي وشكله.




#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح داريو فو تهكم مرير ورقص ساخر
- السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الوا ...
- المسرح والنقد ثنائية لألمع الثمرات الأدبية
- مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
- المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
- فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن
- شخصيات تشيخوف تعاني العزلة ومحاصرة بالذكريات
- المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاول ...
- مسرح العبث يطلق مشاعر القلق نحو الوجود
- مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القان ...
- شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت ...
- رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح
- شكسبير يتجول في استوكهولم بأزياء معاصرة
- حسين الأنصاري: لا وجود لنهضة مسرحية عربية دون خطاب نقدي متطو ...
- المسرح التجاري يسخر من الشعب ويشوه قيمة الانسان ومثله العليا
- مسرحية الحرب في منتصف الشتاء
- الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة
- الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ألمانية