أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - ركن وبرد ومكان














المزيد.....

ركن وبرد ومكان


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 09:50
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


ركن وبرد ومكان
يا وردة الخذلان ..حلمت بأني أضعت حلمي..عندما عثرت علي مزدهرا في ركن البرد حيث لا مكاني.. و لا ارتجف بل أعانق بخزف الماء رغما عني..و ركن البرد فاجئني بانتظار بطيء..ساكن ..مخيف ..و بصوت أنثوي صارخ في الهامش:
"تعال لا تخف من البرد تعال..أنا سيدة خذلاك..عتمتك أنا..دع الحب يدفن الحب ..و تعال.. أن الركن يرقص لك..وحدك..و أنت بحلة أنيقة من أجمل و أبهى خسارتك..تعال راقصني..داعبني..امنحني وطنا..فكل حب مجاز و كل مجاز حب .. و أنت ما بين المجازي و الواقعي تعانقني..خيال أو لا خيال..لا ضير من لحظة و لا ندركها..علنا نؤمن بها ..فمن يؤمن يعرف..و كل عارف مؤمن..
تعال إلى ركن البرد يا صغيري ..
فحلمك في متاهة خرافية..أرضية عاجز عن التحليق حتى و إن حلم بأنه يحلق في الأعالي ..الأعالي الحزينة التي مزقت ثيابها..المفجوعة على ضياع المشهد الأخير من الدراما المأساوية ..
و التبعثر يقودك ..يسودك منذ ضياع حلمك.. وكل ما أمامك ألان ركن برد يجذبك بأقصى شبقه فاذهب امضي صعوبة و خذ ما تشاء من خطيئتك..فهذا الازدهار الندي لا يتكرر مرتين..
هل صحيح إن الصمت هو عبارة المخذولين في محراب الهامش؟
يا أيها السيد هامش..هل صحيح انه كلما ضاق بنا الوطن ازددت أنت اتساعا؟
هكذا تساءلت بعد رحيل الورد مكان ... يا مكان ...
ها أنا بعشق الكلام أسكنك و أقيم عليك حلمي ...
بنثر من ورد استبدل الندى بحبات عرقي ...
_ و النثر يسبق الشعر بفداحة خساراته المقدسة ...
و معانقته للكلمات بدفء و حب عفوي
مجافيا الغيم المنظم ... و المياه المعدنية !
فهو المبعثر المنكوب ... المنكوب و المنكب على وصف نكبته :
" يا ذروة " تمارس الوطن
حزنا ... حزنا ...
تعالي ننثر سويا الكلام
على جسد المكان "
يا مكان ... أذكرك الآن بما كان :
للبئر قالت حبيبتي قبل الرحيل :
" يا بئر إن لم تأخذني ... أذكرني يا بئر ... ولا تنساني " ...
ثم تساءلت :
: لماذا دمروا البئر ؟"
هذا القمر الذي في الأعلى
يرضع من مكاني الأول ...
حليب العشق و ألق الشهداء ...
هذا القمر ... لم يزل بكبرياء يعتنق الحزن الفلسطيني
و يطمئن النساء على أسرارهن :
" لا تخفن ... أنتن و العشق معي بأمان ... "
مكان ... يا مكان ... خذلان يصيب قلبي
و الورد يلثم جرحي حتى الورقة الأخيرة ...
يا نثر يا ورد يا مكان ... ها أنا هنا ... أقف لأبكي ...
" هذا العزيز لنا كان "
حبيبتي و أنا اتحدنا هنا ليفيض الغدير غدير أخر ...
كي نتجدد و نتجدد عشقا و كلام ...
يا ذروة تمارس الوطن تعالي ...
لست بئرا أنا حزن الكمان ...
أنا المخذول من أخوة ترابي و حجاري ...
" لماذا دمروا البئر ؟ "
هنا جلست المرأة العتيقة ... و بكت و بكت ...
و أنا جامع الدمع لأروي به شجرة عشق
تصر على الوقوف و طنا ...
" لو أعرف فقط ... لماذا دمروا البئر ؟ "
مكان ... يا مكان ... أكتب عليك الأناشيد و الأغاني ... و أناجيك و أهدهدك و أطعميك و أزرعك و أحبك و أتحدبك ...
مكان ... للأرض سماء ...
و من تخلت عنه سمائه عليه أن ينتزع من الأرض مكانه ...

الأسير باسم الخندقجي

عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

سجن جلبوع المركزي



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نابلس ورد و مكان
- ورد و نثر و مكان
- امرأة من ذاكرة النسيان
- كلمات التكوين الراقصة
- تيه إخوتي
- كي نموت في وطن محرر تذكر .... تذكر
- وحدة أم توحد
- نون الفلسطينية
- مسودة الى بني وطني...
- إعتَنَقْتُ الفلسطينية
- الى غزة وحد ة وطن
- يما الفلسطينية
- في زمن الخسارات
- عيد على الطريقة الإعتقالية
- لعنات ثروة الامم
- خارج نيسان والمكان
- يخذلني الورد..
- إلى أكلة أحلام الوطن
- شذرات صباحية
- ... إلى محمود درويش ...


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - ركن وبرد ومكان