أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إبتهال بليبل - ضحايا البراءة واللا منتمي















المزيد.....

ضحايا البراءة واللا منتمي


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:22
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


نعيش في عالم تناقضت فيه الصور ، عالم مرهون بالازدواجية الباهتة ، فأشتغل الكثير من العلماء والفلاسفة المفكرين في محاولةٍ منهم لإيجاد تفسير دقيق ومقنع لكل ظاهرة كان لها الكائن البشري أسيراً ، بعضهم أجتهد إلى حد الخوض في كينونة النفس البشرية والآخر أستند على مفاهيم مكنتهُ من الحصول عليها من خلال معايشة الآخرين ...
أن أكثر ما شدني للكتابة اليوم هي تلك المقالة التي نشرت في أحد المواقع الالكترونية وتحمل عنوان ( ضحايا البراءة ) بقلم الكاتبة والقانونية تانيا جعفر الشريف فكان محتواها كما سردته الكاتبة " بعد وفاة زوجها وهو المعيل الوحيد لأسرة أم (ع) المكونة من ثلاث بنات وولد واحد تسلسله الثاني في الأبناء لم تجد الأم بدا من الموافقة على القبول بالزواج من أول من تقدم لها ويدعى {ر}.ألأم الأرملة كانت بمنتصف الثلاثين من العمر أو أكثر بقليل يوم تزوجت زوجها الثاني اشترطت عليه أن يكون أبا لأبنائها ولم تطلب منه شيئا أخر سوى ذلك وتظاهر بالرضا والسرور أن يتبنى أولادها بأبوية صادقة وهكذا كان أول الأمر كما بدا ، لكن حلاوة الأمر لم تدم طويلا وإن لم تنكشف خيوطها إلا بعد وفاة الأم المخدوعة بهذا الرجل فقد سردت قصة طفلتين قد تم الاعتداء عليهن من قبل زوج الأم وبدون أن يفهمن هذين الطفلتين ويشعرن بهذا الفعل الشنيع الذي ارتكبه هذا الزوج فتحكي لنا كيف تم هذا الاعتداء وكيف أنهن أصبحن ضحايا البراءة وكما قرأتها وسمعتها من أفواه ضحاياها بعد أن قدر لها أن تترافع في الدفاع عن مظلوميتهم أمام القضاء قبل سنين من الآن ..
أن المقالة المطروحة كانت كرسالة موجهة إلى كل الصبايا أن يحذرن حبائل بعض الرجال ولا يأمنهم خصوصا وإن الضحايا المماثلات هذه الأيام أكثر وإن اختلفت الصور ومعلوماتها كونها مستشارة قانونية وجدت إن بعض من طالبات المدارس المتوسطة وحتى الابتدائية يقعن ضحايا الاغتصاب (الاختياري) هذه الأيام وبعضهن يحملن دون أن يعلمن بالأمر وغيرهن قتلن من ذويهن على براءتهن ، لتنهي الكاتبة مقالتها بالقول " يا بناتي لا تحسن الضن بكل رجل أو شاب فأنتن في واقع ليس لكن حق فيه إلا ما يرضى به الرجل وقد أعذر من أنذر" ، من هنا نجد أن بعض العلماء قد طرحوا على مثل هذه النماذج والتي أعني بها هذا ( زوج الأم ) المتعدي على الطفلتين صفة " اللا منتمي ".. عن كتاب كولين ويلسن يبحث في كنه مرض الإنسانية في منتصف القرن العشرين" ، حيث أن حالته هذه هي ضد المجتمع وهي واضحة كل الوضوح ، فالرجال والنساء جميعاً يمتلكون هذه الدوافع الخطرة اللا مسماة ، إلا أنهم يغطونها عن أنفسهم وعن الآخرين وليست أديانهم وفلسفاتهم ألا محاولات صقل وتمدين شيء حيواني عنيف غير منظم وغير متعقل وبهذا يكون هذا الفرد لا منتم لأنه يريد أن يجد الحقيقة ، تلك هي حالتهم إلا أن شذوذه يقلل من ظهورها ، أنها في الواقع محاولة لتبرير الذات ، يقوم بها إنسان يعرف أنه منحل أخلاقيا ، مريض وموزع نفسيا ..
وفي أحدى المرات قرأت عن دراسة لرجل يحاول مراقبة امرأة وهي تخلع ملابسها من ثقب باب حينها وصفه الباحث بأنه يمتلك عين حمراء كالتي يمتلكها القرد بينما ذكر لنا حالة أخرى عن الشخص الذي يرى شاب وشابة جالسان معنا في جلسة ودية وجميلة ليشير إليهم بالعطف والشعور الرقيق ، ليس حيواناً بل هو أنساني جداً ، وبهذا فأن القرد والإنسان يستقران في جسد واحد ، فإذا تحققت رغبات القرد اختفى ليحل محله الإنسان الذي يشمئز من شهوات القرد ،تلك هي مشكلة اللا منتمي حيث تدعى بالوجودية ، والوجودية هي تلك الفلسفة المعنية بالذات والبحث عن معنى الحياة بالمعنى الروحي من خلال الإرادة الحرة والمسؤولية الشخصية والاعتقاد هو أن الناس يبحثون فيها على أساس مقولة سقراط (اعرف نفسك بنفسك) في جميع مراحل الحياة كما يجرون اختيارات بناءاً على تجاربهم ومعتقداتهم وتوقعاتهم وتصبح الخيارات شخصية فريدة من دون الحاجة إلى وجود شكل من أشكال الحقيقة الموضوعية ، " ويعتقد أن الوجودي شخص يشعر بالإحباط واليأس وأنه قد ألقي في هذا العالم وسط مخاطر تؤدي به إلى الفناء"
أن مشكلة هذا الصنف من الناس مشكلة في جوهرها حية ، لأنه ليس مجنوناً أنه أكثر حساسية من أولئك الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول ، أنه يبدأ بنوع من التوترات الداخلية ، ترى كيف يستطيع أن يزيلها ؟ أن الجواب الذي يخطر ببال صحيح العقل فهو " أرسله إلى مختص نفساني " إلا إن هذا لا يمكن أن يعتبر جواباً بالنسبة إليه ، أن الجواب الذي يكشف عنه هو في أساسه مشكلة الحرية ولا نقصد بذلك الحرية السياسية طبعاً وإنما الحرية بمعناها الروحي العميق وأن جوهر الدين هو الحرية ولهذا فغالباً ما نجد هؤلاء الناس يلجئون إلى الدين لحل مشكلتهم ، إذا قيض لهم أن يجدوا حلاً ...
من هنا أكتشف العلماء والمختصين والفلاسفة بأن هناك الكثير من الأمور التي يحاولون من خلالها تمييز هذا النوع من الناس ليكتشفوا أنها توحي بالغرابة واللا حقيقية ، فنحن نقرأ عن الكثير من الشعراء والكتاب أو لنقل العشاق يبعثون بمرسال إلى من عشيقاتهم كمقولة ذكرها أحدهم لحبيبته يقول فيها " أني أشعر وكأني ميت منذ زمن ، وأنني إنما أعيش الآن حياة ما بعد الموت " هذا هو معنى اللا حقيقية الذي يمكن أن يبرق في سماء شديدة الصفاء إلا أن الأعصاب القوية والصحة الجيدة تجعلان ذلك أمراً غير ممكن ، غير أن ذلك قد يكون لان هذا الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة يفكر بالأشياء الأخرى دون أن ينظر في الاتجاه الذي يكمن فيه الشك ،لأن من ينظر في هذا الاتجاه لا يستطيع أن يرى العالم كما يراه عليه من قبل الاستقامة ، كما أن حالة هذا النوع من الناس يشعر بأنه الوحيد الذي يعلم كل شيء في حضارة لا تعلم بأن الطبيعة الإنسانية هي المريضة وأنه الإنسان الذي يواجه الحقيقة المؤلمة ...
لا شك في فعل هذا الرجل أو ذاك من حالة كاغتصاب طفلة شيء ما وراء ذلك ، فهو يعيش حياته الاعتيادية بكافة الفروض التي تملاها من معنى وهدف وفائدة وهنالك تلك الإيحاءات أو بعبارة أخرى تلك الدوافع المقيتة التي تقلب أعماق حياته العادية ، فهم يسؤون استخدام أي كلمة تتفق مع المجتمع ..
ولكن كيف لنا أن نتعامل معهم ، حتماً أن التعامل مع هؤلاء يحتاج إلى دراية كبيرة ودراسة لوضعه ودوافعه ولكن يا ترى هل من المتوقع أو المستطاع أن تقوم هذه الأم بدراسة حالة الرجل الذي ستقترن به كي تحدد على ضوءها بأنه شخص طبيعي أو غير طبيعي ؟!! بالطبع ستكون الإجابة بلا إذ من غير الممكن احتواء جميع الشخصيات ومن غير الممكن اكتشاف حقيقة هؤلاء بهذه السرعة إذ أنهم يعيشون ازدواجية متناهية في الدقة والغرابة ، وهذا يجعلني أعود إلى مقولة ذُكرت سابقاً " أن الإنسان ليس حراً مطلقاً وأن من الحمق والسخافة بحيث لا يلاحظ ذلك " إذن نحن لسنا أحرار فالدين والعقائد والتقاليد والأعراف كفيلة بما يجري وقد تحمينا من حولنا ، أنا بصراحة أضع اللوم في مثل هذه الجريمة التي أرتكبها زوج الأم بالطفلتين ، على الأم فهي مشتركة بهذه الجريمة ، حيث أنها لو ربت أبناءها على العيب والحرام وأتبعت ما كان ينصحنا به الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم لما حدث ما حدث فقد كانت أحاديثه كنور تنير الدروب المظلمة من حيث التربية الأسرية في كل شي من ناحية الاحتشام وعزل الإناث عن الذكور عند النوم وغيرها الكثير من التعاليم التي تجعل لهم كصرح متين ضد أي تشويش ، كما لو أن هذه الأم كانت قريبة لأبنائها لكانوا قد تحدثوا بكل شيء لها ولكانت قد اتخذت بحق هذا الزوج أجراء ، لكن ماذا نقول لسذاجة بعض الأمهات وتهاونهم الأعمى ... التربية مسؤولية كبيرة والأبناء حمل ثقيل وليس من السهولة أن تحدث هذه الحوادث دون أن يكون هناك تمهيد وخلل ما ...






#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يَكفينا أَنْ يُحسنوا استيعاب أوجاع مرضى الثلاسيميا ..!!!
- (3) منظمات المجتمع المدني / حلمٍ يتَشَكّلَ كفرسٍ لاكتشاف الت ...
- هل حُكِمَ عليها حَمل الهُموم وتَقديم التضحيات فقط !! أين طمو ...
- (2) منظمات المجتمع المدني / وشرف المرأة العراقية
- منظمات المجتمع المدني / الريح نهضت في الليل ، وأخذت مشاريعنا ...
- المنظمات المدنية وتدابير الحد من العنف ضد النساء
- تحقيق / المشاركة الإعلامية للمرأة ... بين القهر الجنسي ... و ...
- القيادة السياسية للمرأة ؟؟لم يعزز وضع المواطنة من التغيير .. ...
- تحقيق / ضمن منظومة القيم والأعراف ....سلطة الرجل لا حدود لها ...
- دور التعليم في تعزيز منظمات المجتمع المدني
- متى يتوقف العنف النفسي الذي يوجهه المسؤولون لموظفيهم؟
- تحقيق / جانبا آخر من اضطهاد المرأة... الهواتف النقالة .... ع ...
- تحقيق /واحدة من الآعيب شركات الهواتف المحمولة !!! أرسل كلمة ...
- تحقيق/ بعد ازدياد شكوك العوائل بمصداقيتها ... الكهرباء الوطن ...
- تحقيق/ يريدها موظفة ... ولكن ... أيهما سعادة ، المرأة الموظف ...
- تحقيق / التنزيلات والتصفيات العامة أسلوب جديد للأحتيال على ا ...
- (6) العنف وجذوره / خطف الأطفال وتحديداً الإناث
- متسول ... ولكن ؟؟؟
- الفكر شريان الحياة
- إخطبوط الرشوة !!! جريمة وأسلوب منحرف


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إبتهال بليبل - ضحايا البراءة واللا منتمي