أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح كنجي - الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حينما بدأ النظام الدكتاتوري ألبعثي بغزو الكويت في عام 1990، كان الحزب الشيوعي العراقي في المعارضة التي تطالب بإسقاط النظام، وأصدر بيانات متواصلة تدين الغزو، ورغم ذلك فقد اشترك الشيوعيون بغزو الكويت، كان من بينهم عدد ممن اعرفهم من أطراف الموصل من الكرد الشبك والايزيديين، ممن سُحبوا لقواطع الجيش الشعبي التي أرْسِلتْ لدعم الموقف العسكري في الكويت المحتلة من قبل الجيش..
هكذا تم تجنيد العديد من الشيوعيين في مختلف المحافظات العراقية وكان من بينهم خدر بيناف- أبو رفعت من أهالي بعشيقة وبحزاني..
كيف حدث ذلك؟ وماذا فعل هؤلاء الغزاة؟ دعونا نستمعُ لشيء من التفاصيل التي مازال يرويها الشيوعي أبو رفعت ..
إذ يقول .. مع بداية الغزو تم تجنيدنا في قاطع الجيش الشعبي العاشر في الموصل في معسكر بادوش، كنت من ضمن ثاني مجموعة ترسل فورا ً إلى الكويت، بأمر من لازكين صادق الكادر ألبعثي المعروف.. هكذا أصبحت جنديا ً بلا رتبة مع إحدى المجموعات في القاطع العاشر، التي تحركت نحو الكويت بلا توقف، ماعدا استراحات قليلة لا تتجاوز الساعة، لتصل في اقل من 24ساعة من لحظة تجنيدها ودخولها الكويت..
استقبلتنا سيارات أهلية لتوزعنا على مناطق، وفق المخطط العسكري فوجدنا أنفسنا في موقع مدرسة رقية في العامرية وحُددت مهامنا لنتوزع في ربايا ومراباة على الطريق... في اليوم التالي خرجنا لنبحث عن سكائر، أوقفنا عدد من السيارات الكويتية بحجة البحث عن سلاح .. بعدها كلفنا بمراقبة الخيم التي جُمعَ فيها الكويتيون..
كنا نتحدث معهم ..يسألوننا من انتم؟ ومن أية محافظات أتيتم؟..
- قلنا لهم نحن أيزيدون من الموصل.. ولسنا من البعثيين، وحينما انفردتُ بأحدهم قلت له نحن شيوعيين وقد جئنا إلى الكويت بالقوة و مضطهدون مثلكم وراتبنا لا يتعدى 15دينار وتركنا عائلاتنا بلا معيل، وكان بجوارنا صحفي سوداني طلبت منه عدم ذكر أسماؤنا..
- سألوني عن صدام وسياساته ونواياه؟
- قلت لهم الكويت لكم وسوف نخرج منها بالقندرة.
- قال جاء من يسألنا من منكم يرغب في السكن في العراق؟
- قلت له لا تهتم بالتسجيل الكويت لكم..
جلسنا في الخيمة.. تجمع أكثر من (50) فردا ً منهم كانوا يسألون ونجيب على أسألتهم.. عرفوا أننا في مدرسة رقية وجلبوا لنا المساعدات والغذاء، كانوا يسلموها لي فعلق احد العراقيين المتواجدين معنا هل أنت شيخ كويتي؟ وكنت حينما اذهب للشارع واختلط بالكويتيين التقي بمن يدعوني لداره ونتحدث عن صدام والعراق، دخلت بحدود عشرة بيوت قدم أصحابها الهدايا لي من راديوات ومسجلات لكني رفضت استلامها.. وقالوا لي لا تنسحب مع الجيش الشعبي وأبقى معنا وسوف نحقق ما ترغبه..
تحولنا من موقع العامرية إلى العارضة.. طلب الآمر منا جلب سيارات كويتية لنقل حاجياتنا.. دخلت بيت اكتشفت إن صاحبه عراقي من الموصل من منطقة دكت بركع.. طلب مني مراعاة وضعه فتركته.. جاءت سيارة فيها فلسطينيين كانت بحوزتهم قنائن غاز فأخذنا قنينة منهم.. في العارضة كنت أتجول على المحلات وأوضح لمن أثق بهم أننا أكراد وايزيدية ومعارضين من الشيوعيين، وقد أوصانا الحزب الشيوعي العراقي على مراعاتكم ونرجو أن لا تنظروا لنا نظرة خاطئة.. فعلق احد المسنين .. نعم التقيتُ بعدد من الأيزيديين في السليمانية.
وفي احد الأيام جاء آمر الموقع وقال كل سيارة لا يكتب عليها عراق/ كويت سوف يتم مصادرتها.. وقد أبلغت الكويتيين بهذا الأمر وطلبت منهم إخفاء سياراتهم، كان بعضها بلا بنزين فذهبت مع أصحابها إلى البانزينخانة لتعبئتها.. هكذا تعاملت مع الكويتيين أثناء تواجدي في لكويت لمدة ثلاث اشهر وسبعة أيام.. وكانت حصيلة علاقتي بالناس خلال مساهمتي في الغزو أربعة رسائل ومسدس اوبلي جلبه لي مواطن كويتي طلبت منه أن يحتفظ به لنفسه..وقبل أن ندخل حالة الإنذار القصوى ونكلف بحراسة المصرف التجاري، دخلت متجرا ً يعود لامرأة تبيع الحاجيات المنزلية.. قلت لها نحن بلا طعام .. قالت ابشر وفي غضون ربع ساعة فقط جاءت امرأتين تحملان لنا الطعام، أخذت أحداهن تتذوقه قبلنا كي نطمأن.. وكانت بالقرب منا مقر لجمعية كويتية علق مديرها ألحجي أبو فيصل صورة لصدام فوق رأسه.. ذهبت إليه وحدي وبادرت لأقول..
مرحبا ً حجي.. أراك تعلق صورة صدام؟!.. لا تخاف منا .. لسنا من أعوان صدام وقد جلبونا بالقوة .. نحن أكراد ومعارضة وبيننا شيوعيون يدافعون عنكم.. بعد أن اطمأن قال لي ممنون شكرا ً لك وقدم لي علبة سكائر من نوع كريفن..
وقلت له نحن بحاجة إلى أرزاق بثمنها..أعطاني ورقة وطلب مني المجيء لاستلام حصة من الجمعية بلا ثمن، كنا (14) فردا ً.. وجلب رسائل لعدد من المعتقلين المرسلين للقلاع في أطراف الموصل طالبا ً بذل الجهود لإيصالها لهم أن توفرت لي الفرصة عند عودتي في إجازة إلى الموصل بعد أيام ..
في الطريق أثناء عودتي وجدت أشلاء القتلى محترقة ومتعفنة منتشرة على جانبي الشارع، وشاهدت ُ أيضا ً سيارة بيجو حمراء أحرقتها طائرة أمريكية وسبقتنا سيارة عسكرية(منشأة) وتم حرقها أيضا، كانت الجثث فيها ما تزال تحترق.. بعد نصف ساعة واصلنا السير..كانت النيران تندلع من الجثث والناس تتحرك بلا توقف نحو السيطرة..
في السيطرة توقفت قبلنا سيارة ماليبو، نزل سائقها قائلا ً لجنود السيطرة جلبت لكم جثة شهيد.. صفعه الجندي وطلب منه إرجاعها إلى حيث كانت .. وانطلقنا نحن في الكوستر وخلفنا بيجو بيضاء تقودها امرأة كويتية طلبت مني مساعدتها في الوصول إلى حيث زوجها المتواجد في السليمانية آنذاك وقالت سوف أهديك السارة حال وصولي إلى هناك.. كانت النساء تسبق الرجال في الرحيل من تلك الأجواء بسبب الخوف من الاغتصاب الذي بات حدثا ً يوميا ً وقد شمل عددا ً من العراقيات المتواجدات في الكويت أيضا .. وقد التقيت بعراقيين عرب من ربيعة بالإضافة إلى السودانيين والفلسطينيين الذين كانوا من أسوء النماذج واستغلوا حالة الاحتلال أبشع استغلال.. أذكر فيما اذكر مخزن لبيع العطور كانت تديره امرأة طلبت مني حمايتها وثلاث نساء كن يبعن مواعين في الشارع قالت لي أحداهن نحن من السليمانية.. ولم تجيب على أسئلتي كان عمرها اقل من ثلاثين عاما ً..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتحوا الأبواب لعبير الناصرية المتجهِ للبرلمان الأوربي..
- البعدُ الميثولوجي في ..
- عراقيون من زمن ِ أهل ِ الكهفِ سينتخبونْ..!!
- الفرحُ الحزين في زمن إرهاب الدين ..!
- ثمرٌ مِنْ زمن ِالردةِ والانحطاطِ
- العولمة وخطر تفشي الإرهاب الديني...
- الأبعاد الحقيقية الخطيرة التي تستهدف أبناء الموصل..!
- مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1
- كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1
- وصية أمي.. دير بالك على درمان..
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم* 2-3
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*1-3 قصص تدعو لإعادة صياغة الوعي وا ...
- حِكايَتنا مَع َ التقاعد ِ للمرة ِ الأخيرة ِ..
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج3
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج2
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج1
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(10)
- أطالبُ بعزل ِ الرئيس جلال الطالباني
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(9)


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح كنجي - الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!