أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - إخترنا لكم : بان الخليط














المزيد.....

إخترنا لكم : بان الخليط


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 06:52
المحور: الادب والفن
    


الشاعر( جرير-42هجري-114هجري) , القصيدة : العيون , من البحر البسيط.

بان الخليطُ ولو طوعتَ ما بانا

وقطعوا من حبال الوصل أقرانا


يا أم عمرو جزاك الله مغفــرة

ردي على فؤادي كالذي كانا


ألست احسن من يمشي على قدم

يا أملح الناس كل الناس إنسانا



لقد كتمت الهـوى حتى تهيمنى

لا أستطيع لهذ الحب كتمـانا



كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني

وكاد يقتلني يوم ببيدانـــا



وكاد يوم لوا حواء يقتلني

لو كنت من زفرات البيت قرحانا



لا بارك الله فيمن كان يحسبكم

إلا على العهد حتى كان ما كانـا



من حبكم فاعلما للحب منزلة

نهوى أميركم لو كان يهوانـــا



لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت



أسباب دنياك من أسباب دنيانا

أبدل الليل لا تسرى كواكبه



أم طال حتى حسبت النجم حيرانا ؟



إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانـــا



يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله أركانا.



لم تقل العرب أبلغُ في المدح من قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ؟

وأندى العالمين بطوح راحِ؟

ولك تقل العرب أهجى من قول جرير :

فغض الطرف أنك من نمير
فلا كعباً بلغتَ ولا كِعابا.

ولم تقل العرب أغزل من قول جرير :

إن العيون التي في طرفها حورٌ

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعفُ خلق الله إنسانا .

جرير شاعر مداح وهجاء , ولم يصمد أمامه من الشعراء إلا الفرزدق والأخطل , ومع ذلك إنهزم أمام النساء .
المرأة الضعيفة البنية إستطاعت بجمالها أن تقتل شاعر العربية جرير , لم تبق به حراك , ولم تترك له ساكناً, ولم تجعل به قدرة على السير , أضعفُ خلق الله أركانا إستطاعت أن تهزم أقوى شعراء العربية , وفي نهاية الموضوع يصبح بيتان من الشعر أغزل ما قالته العرب .

ظاهرة غريبة جداً في الشعر والأدب , وما قاله جرير في الغزل هو أقل بكثير مما قاله معاصروه والذين سبقوه , فلقد أكثر عمر بن أبي ربيعة من الغزل ومن مدح النساء , حتى طلب منه الخليفة أن يمدحه , فرفض عمر بن أبي ربيعة وقال قولته الشهيرة : أنا يا مولاي أمدح النساء ولا أمدح الرجال .

ومع ذلك لم يكن أغزل بيت شعر عربي من قول عمر بن أبي ربيعة , حتى أن جرير لم يكن متيماً ومقتولاً بحبه من قبل محبوبته , ومع ذلك عدت تلك القصيدة من أجمل ما قيل في الغزل .

ومع ذلك أيضاً يلفتُ إنتباهي شبءق آخر وهو أن جميع الذين كتبوا أو جمعوا أفضل ما قيل في الغزل من فاروق شوشه إلى آخر جامع لم بذكروا قصيدة جرير التي بين أيدينا بعض أبياتها.

لا أنكر أن القصيدة تؤثر بي كلما مددتُ إليها يدي وأنا أقلب صفحات ديوان جرير , وأحس بيدي وهي تتألم , وأحس بعيني وقد إحمر لونهما كلما أتيت على قوله :

لقد كتمتُ الهوى حتى تهيمني

لا أستطيع لهذا الحب كتمانا


ولكن الغريب أن يقول جرير قصيدة واحدة يعدها النقاد أجمل ما قيل في الغزل , رغم أن مجنون ليلى وجميل بثينة , و, يتيمة الدهر , كلهن قصائد من روائع عيون الغزل , حتى أن المعلقات العشرة فيهن قصائد غزلية غاية في الجودة والوصف , ولكن ما هو السر الذي جعل من بيت أو بيتين من شعر جرير أجمل ما قالته العرب ؟
يقول بعض النقاد أن أمدح بيت للعرب هو من قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا ؟
وأندى العالمين بطون راح .
وقيل هو أمدح بيت شعر قالته العرب لأنه مبني في أصول البلاغة على الإستفهام التقريري , ما زال ديوان جرير في مكتبتي كلما إشتقتُ إلى معشوقتي أفتحه وأقرأ قصيدته الغزلية والتي مطلعها :


بان الخليطُ ولو طوعت ما بانا
وقطعوا من حبال الوصل أقرانا


حي المنازل إذا لا نبتغي بدلاً
بالدار داراً, ولا الجيران جيرانا


لقد كتمتُ الهوى حتى تهيمني

لا أستطيعُ لهذا الحب كتمانا


إن العيون التي في طرفها حورٌ
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا


يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعفُ خلق الله أركانا


لا بارك الله في الدنيا إذا إنقطعت
أسباب دنياك من أسباب دنيانا


أبدل الليل ؟ لا تسري كواكبه
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا

لم يكن جرير متميماً على عادتنا نحن المتيمون , أو لم يكن متيماً مذبوحاً بعشقه كما كان غيره , فكل الشعراء عانوا أكثر منه , ولكن لم يعد بيت شعر أو بيتين لهم من أجمل ما قالته العرب .
إن جرير بهذا يضعنا أمام ظاهرة غريبة من نوعها وهي لربما أنها بسبب تفسير جرير لضعف المرأة الذي يقتل قوة الرجال .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت رعاية وزير الثقافة الأردني , حفل توقيع كتابي الثاني
- جاءتني الدوره الشهريه
- رساله من طفله عربيه في الصف الخامس
- لا حول ولا قوة لي إلا بالأردني
- إستفزاز الكُتّاب
- خرافة التطهر من الجنابة
- اللغة والتنمية الشاملة
- أتمناها بحضني وحشايا في حشاها
- إنفلونزا العشق
- يا الله لا اتنجح إولادي
- مقال باللهجه العاميه
- شاعر ما حدى شاعر معه
- رؤية الكندي , عبد المسيح للنحو العربي
- صباح الخير يا نائمة في عمان
- حبيبي ساكن بالسيده وانا ساكن بالحسين
- مؤتمر طبي فضيع
- يوم مُمل
- المجتمع الإسلامي مجتمع مثلي جنسي
- المرأة الأرمل والرجل الأرمل
- كمبرادورات بلدتنا


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - إخترنا لكم : بان الخليط