أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - مائدة من السّماء !( فصل من رواية)















المزيد.....

مائدة من السّماء !( فصل من رواية)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 06:18
المحور: الادب والفن
    


" بسم الله الرحمن الرحيم ....
من عبد الله السلفي الي النكرة الوضيع سامي احمد .
عليك لعنة الله و ملائكته و القدسين وجميع عباده الصالحين ... ايها الصهيوني اللعين اخبرني بصراحة، كم قبضت من أعداء الإسلام ... لقد سبقك كثير من الزنادقة ... كلهم دخل مزبلة التاريخ، ستلحق بهم قريبا انشاء الله ... ثم هل تستطيع ان تخبرني من تظن نفسك ايها الحقــير، حتى تــتطاول على علماء عظام امثال الإمام الألباني محدث العـصر، و الإمام احمد بن حنبل ناصر السنة؟ أجبني ايها الضال المضلّ ... من انت حتي تشكك في الأحاديث الصحيحة التي رواها الرسول، و اجمعت عليها الأمة خلال اربعة عشر قرنا ؟!"
هذا بعض ما حمله صندوق بريدي هذا الصباح ....تذكرته الآن، و أنا اقف بين جموع المصلين الذين اصطفوا وراء الإمام الباكستاني ضياء الرحمن... في الواقع، لا يجوز لأي مسلم ان يدع التركيز اثناء أداء الصلاة، وينساق مع افكاره... علمنا الإسلام أن الشيطان هو الذي يحاول الهاء المصلين بقدر ما يستطيع، حتى يحرمهم من بعض اجر الــصلاة، او ربما من كل الأجر... هناك احاديث تؤكد ان الصلاة الرديئة الأداء تكوّر كثوب متسخ ، ثم ترمى على وجه مؤديها فور فراغه منها ... رغم انني لم اضرب بشيء من ذلك القبيل، منذ بدأت الصلاة قبل ثلاثين سنة. فانني اصدّق هذا الحديث الذي يحث المسلم في مدلوله النهائي، على اداء صلاته بشكل جيد، خصوصا و ان هذا الصنف من المرويات لا تنبعث منه رائحة التزويرالتي طالت احاديث أخرى، أضرّت بالمسلمين، و اسرعت بهم الي الحضيض الذي يستقرون فيه منذ قرون عديدة فأمثال هذا الحديث لا يخدم مصلحة الحكام المفسدين....فماذا يهم الديكتاتور لو احسن المواطن صلاته أو أساءها؟ المهمّ ان يتبع ذلك المواطن المرعوب توصيات بن حنبل، فيحسن اغلاق فمه، لمنع أي همسة احتجاج تتسرب منه. و ليذهب بعد ذلك الي الجحيم، فتلك قضية لا تخص الحاكم، ولا تعنيه في شيء.
ان خطيئة عرض اقوال النبي على ضوء العقل و المنطق، للتمــييز بين الحديث الصحيح و المزوّر، هي اهم اسباب كراهية السلفيين لي، لأنــهم يؤمنون بصحّــة الأحاديث، لمجرّد
كون نقلتها ثقاة. اما لو خالفت العقل و المنطق، فتلك مسألة غير ذات أهمية. فالعقل لدي السلفيين في اجازة مفتوحة،... هذا لو وجد اصلا .
حين سالني زميل عملي النرويجي Dag عن السلفية أجبته :
ـــ " باختصار شديدة، هي مدرسة غبيّة تتمسك بقراءة حرفية للنص الديني، نظرا لتزمت اصحابها وضيق افقهم، وسذاجتهم الفطرية التي يؤمنون بموجبها بان استعمال العقل جريمة لا تغتفر، لأجل ذلك كان السلفيون عون الحكام الفاسدين، و سلاحهم الذي لا يخطئ غرضه" .
لعنت الشيطان في سرّي، يبدو انني ساقذف هذه المرة ، فور فراغي من الصلاة بكل مزابل الدنيا و قاذوراتها...حاولت التركيز من جديد ، لكنني لم اوفق. فقراءة الإمام الباكستاني كانت رديئة جدا، وهذا يحنقني ، كما كان يسرع في السجود و الركوع بشكل لم أتمكن معه حين أضع جبهتي على الأرض، من التسبيح و لو لمرة واحدة... وهذا يغيظني ايضا... يبدو ان الشيطان أكثر ما يكون اليوم اصرارا على مشاكستي ...ساقتني تداعي الأفكار الي تذكرالحديث الذي يقول بان الشيطان يحاول اشغال المصلي بذكر أي شيء يلهيه عن التركيز... وجدتني ابتسم من حكاية الرجل الذي خبّأ مالا ثم نسي مكانه، فطلب من الإمام الدعاء له حتى يجده، اجابه الإمام:" في الحقيقة، أنا غير واثق من ان دعائي سيحلّ مشكلتك، ولكني انصحك بان تصلي كثيرا هاته الليلة" . ساله الرجل :" لكن ما علاقة ضياع مالي بصلاتي بالليل؟ أجابه الإمام :" قلت لك صل الليلة كثيرا... ستكتشف ان ذلك هو الحل الوحيد" . بعد منتصف الليل استيقظ الرجل و في نيته الصلاة حتي الساعة الخامسة صباحا. فور توجهه الي القبلة وبدئه في الصلاة ، تذكر المكان الذي خبأ فيه المال... من شدة فرحه، نسي القيام بطقوس الخروج من الصلاة .. اتجه فورا الي المكان الذي خبّأ فيه ماله... بعد اطمئنانه على وجوده كاملا، نام من فوره! في الصباح روي للإمام ما حدث له، اجابه الأخير دون ان يخفي ابتسامته: "كنت اعلم ان الشيطان سيدلك علي مكان المال حتي يفوّت عليك أجر الصلاة !".
تذكرت ان الإمام الباكستاني ضياء الرحمن من جماعة التبليغ ... ازعجني ذلك كثيرا .. ذلك يعني انه صوفي و خرافي اي انه لا يؤمن بفصل الدين عن السياسية فحسب، بل و بفصله عــن الحياة ايضا، وهذا يشككني في جدوي الصلاة وراءه ، بل يجعـــلني اتمني فراغه مــن امامتنا. ...لا شكّ ان صديقي الجزائري رشيد يكابد الآن ما اكابده من جهل الإمام بالقراءة و الصلاة .
تذكري رشيد جعلني اتذكر نكتة رواها لي يوم امس... قبل ان اسوقها لكم ... لا بد ان أخبركم بان في ثقافتنا ألإسلامية، اذا دخل المسلم قاعة الصلاة ووجد الصف كاملا ثم لم يجد مكانا يقف فيه، فلا تجوز صلاته منفردا، بل يجب عليه ان يلمس كتف احد المصلين فيفهم الأخير أن القادم الجديد يبحث على من يشاركه الصف الأخير، وبالتالي يجب عليه التأخر الي الوراء ثلاث خطوات. دون ان يصرف وجهه عن اتجاه القبلة، ليقف معه في الصف الأخير. ذات مرة دخل احد المصلين، فوجد الصف كاملا فمسّ كتف احد المصليـن
المصلين فتأخر الرجل ثلاث خطوات كما هو مطلوب منه .حينئذ احتل القادم الجديد مكانه، و تركه وحيدا مغتاظا !
فور انتهاء ضياء الرحمن من الصلاة، استدار عن يمينه مستقبلا المصلين... بعد أن تفرس في وجوه الحاضرين... اعاد تسوية قبعته الأفغانية ، ثم مرر يديه المعروقتين على لحيته الرمادية الطويلة، قبل ان يرفع يديه الى سقف المصلى، مستهلا دعاءه بصوت غليظ :
ـــ اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم، و تب علينا انك انت التواب الرحيم.
لم يكترث الإمام الباكستاني بمجموعة كبيرة من المصلين وقفت فور فراغه من الصلاة لتكمل ما فاتها من ركوع و سجود لم تدركها معه، استمر يدعو بصوت جهوري اخذ يرتفع تدريجيا، الي حد مزعج...كان اغبى بكثير، من ان يدرك ان ذلك الدعاء الذي شوش به على المصلين، مجرد بدعة لا اصل لها في الدين، كما كان يجهل ايضا أنه سيجبر بعض المصلين على لعنه في سرهم، و لعن من اختاره اماما، و لعن من وافق على اعطائه الفيزا لدخول مملكة النرويج. ربما فعلوا كل ذلك اثناء محاولاتهم جاهدين إعادة قراءة مقاطع القرآن التي لا تتم الصلاة بدونها، و التي منعهم صوت الإمام من قراءتها بتدبر، أو حتى دون تدبر .
استمر ضياء الرحمان يدعو دون مبالاة:
ـــ اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار اللهم اغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيآتنا و توفنا مع الأبرار ...
دون انذار، قذفنا بالدعاء التالي :
ــ اللهم انزل علينا مائدة من السماء انك سميع الدعاء... اللهم..!
قاطعه رشيد... كان يجلس في الصف الثالث الي جانب شيخ صومالي:
ـــ يا ربّ ...يا رب بل انزل عليّ صاعقة من السماء، لو صليت مرة اخرى خلف هذا الإمام الجاهل !
انقسم الحضور بين ضاحك يتلوى على الأرض من طرافة المشهد ، و بين متسائل عن سبب ثورة رشيد، و بين من شرع يذم رشيد . بعد مغادر المسجد ، على سوء ادبه وعدم مراعاته حرمة بيت الله، بالإضافة الى تشويشه على المصلين.
في حقيقة الأمر، لم يكن ضياء الرحمن هو الإمام الرسمي للمركز الثقافي بقرينلاند ، و لم يكن حتى نائب الإمام، لأنــي أنا الذي ينوب الإمام الرســمي حبيب الرحمن عند غيابه عن أوسلو أو حين تأخره عن موعد الصلاة ... ما جعل ضياء الرحمان يتقدم المصلين في هاته الليلة، هو حمله للحية ضخمة لا املك مثلها، ثم تقدمه في السن، هذا بالإضافة الى كونه حافظ ، أي انه يحفظ كل القرآن من صفحته الأولى الى آخر سطر منه .
رغم انني احفظ كل القرآن، واتقن العربية وأفهم الإسلام بالشكل الصحيح، فقد قررت ادارة المركز الثقافي بالإجماع وضعي على الرف، منذ حضور ضياء الرحمان الذي نزل ضيفا على المركز الثقافي رفقة مجموعة كبيرة من جماعة التبليغ، التي جاءت من باكستان لتبلغ مسلمي النرويج المساكين دينهم، على الرغم من أن افراد تلك المجموعة لا يتقنون لا النرويجية و لا العربية ،و لا حتى الأنكليزية!
فور قدومه الذي حدث منذ اسبوع، شرع ضياء الرحمان في مذبحة حقيقية للغة العربية وتحريف مروع لحقائق الإسلام، مما حمل بعض المصلين على هجرة المركز الثقافي لبعض الوقت .
صديقي رشيد فر من أول يوم حل فيه ضياء الرحمن، كذلك فعلت انا . غير ان المعلومات الخاطئة التي وصلتني عن خروج ضياء الرحمن الى مدينة درامن للدعوة و التبليغ، هي التي اعادتني الى المركز، ليس لوحدي، بل و انا اجرّ صديقي رشيد ، و كاني كنت اقوده الى منصة الإعدام .
لدى وصولنا الي المركز الثقافي،و حين صدمنا بوجود الإمام، كان علينا ان نبقى مكرهين فقد حان وقت الصلاة العشاء .
بعد مغادرة رشيد قاعة الصلاة، التف المصلون حول الإمام الذي لم يتوصّل الى فهم سبب ثورة صديقي الجزائري !
ــ أعوذ بالله من ضعف الإيمان، لو كان ذلك الشقي مؤمنا حقا، لما تمني الموت بصاعقة من السماء،فلا يجوز تمني الموت بصاعقة أو غيرها .
هكذا علق كريم حامد ... سلفي ليبي اشتــــبكت معه قـــبل يومين، حين سمعته يلعن من بال واقفا !.
كان كريم حامد يجلس في الصف الأول ، ولما كنت جالسا خلفه اقتربت منه ثم همست في اذنه : ـــ " الرجل الذي سميته شقيا هو أكثر منك ايمانا.."
حين التفت و رآني، نهض كمن لسعته عقرب ثم اتجه نحو الباب و هو يقول :
ــ أعوذ بالله ، هذا العن من اخيه الذي خرج !
أردت ان اقول للسلفي الليبي ان رشيد تصدى لحكامه المفسدين، في حـــين اكتفى هو بالتصفيق لدكتاتورليبيا.
ــ لولا علمي بانك لم تعد تصلي هنا، لما عدت لأرى وجهك.
ــ بالمناسبة، تمني الموت يــــكون جائزا ، بل مطلوبا اذا كان ينقذ المرء من رؤية تافه مثلك .
ــ يا زنديق ... لو كنت في ليبيا لوقع اعدامك لخروجك على الحاكم ومخالفتك اجماع الأمة .
ــ ذكرتني انك ليبي .. جميل جدا ...سلفي و ليـــبي في آن واحد.... كـــان يكفي ان تكون ليبيا لأعتبرك احمقا فكيف بليبي سلفي !
في ثقافتنا الشمال افريقية يعد الليبيون موضع تندر التونسيين و الجزائريين و المغاربة .. لما اشتهروا به من سذاجة تصل الى حد البلاهة، و قد اكد الرئيس الليبي معمر القذافي تلك القاعدة التي كانت الى حد صعوده الى السلطة موضع شك !.. حين سمع الناس بانقلاب عسكري حدث في ليببا اعتقدوا ان عسكريا عثرفي الطريق فانقلب على وجهه!.. من الطرائف التي راجت عن غفلة الليبيين، ان نتائج كل مباريات كرة السلة كانت في احد المواسم صفرا مقابل صفر . وقد اضطر الليبيون الي جلب خبير من الخارج، لدراسة تلك الظاهرة الفريدة ... لم يحتج الخبير الى جهد كبير حيث اكتشف لأول وهلة أن الكرات التي تستعملها كل الفرق الليبية كانت اكبر بكثير من السلة !
ــ لو كان الأمر بيدي، ما سمحت لك بدخول أي مسجد في أوسلو لأنك ضال ومضل.
ـــ و انا لو كان الأمر بيدي، لحبستك مع الحمير لتعلمك الحكمة و الذكاء.
تدخل شيخ مغربي كان يراقبنا صامتا :
ــ أخ سامي... لا تقل هذا لأخيك المسلم لا تـنس انك امام أي قدوة .
ـــ عفوا سيدي، و لكن هذا الشخص لا يؤمن لا باخوتي و لا باسلامي، بل يعتقد كما سمعته منذ قليل اني اضل الضالين، ولا استحق حتى دخول المسجد .
ـــ نعم انا مصر على انك لا تستحق دخول المسجد، لأني سمعتك بنفسي تهزأ بحديث الرسول و انك...
ــ متى حدث ذلك؟
ــ بلغني انك تقول في دروسك المسمومة ان وجه المرأة ليس بعورة، و ان غطاء الوجه ليس من الإسلام و انه تقليد يهودي قديم كما سمعتك بنفسي تقول بان الأحاديث الواردة بتغطية الوجه لا اساس لها من الصحة.
ــ و ما زلت اصر على أنه ليس من الإسلام تغطية وجه المرأة .
ــ بذلك تبدي جهلك ، و تشكيكك في علماء الأمة.
ــ انصحك بمراجعة افكارك الموروثة حتى لا تجعل اسلامك مجرد مصادفة جغرافية.
قبل ان انهي كلامي، تلقى السلفي الليبي مكالمة من هاتفه النقال اجبرته على الإنسحاب من قاعة الصلاة ثم من المسجد .
ــ فعلا لقد كفّر صادق النيهوم عن جميع اخطاء و حماقات الليببن الماضية ولمدة الف سنة قادمة.
هكذا قال لي رشيد ذات مرة... وافقته فورا فالمفكر الليبي الكبير زعزع القاعدة التي اكدها الدكتاتور القذافي عن ضعف الملكات الليبية،حين ابدى براعة ادبية فائقة و قدرة خارقة على تشخيص مواضع الخلل في العقلية الإسلامية التي شكلها الفكر السلفي المتخلف .
سألني حارث بيتروفيتش الذي وصل متأخرا:
ـــ ما شأن اخينا رشيد ... اصطدمت به حين كان يغادر المسجد كالإعصار.
ـــ اغضبه الإمام الباكستاني الذي وضع نفسه في مكان النبي موسى، فطلب من الله ان ينزل مائدة من السماء ليس على بني اسرائيل كما هو معروف ، بل على المركز الثقافي بالنرويج !
بكل براءة سالني حارث بيتروفيتش :
ــ يعني هذا.. أن الدعاء غير جائز ؟َ.
ــ بالطبع غير جائز، فقد مضى زمنه، هذا بالإضافة الى انه يخص النبي موسى عليه السلام ، و قد اجاب الله دعاءه .وانتهى عصر المعجزات.
ــ و لكن اليس القرآن معجزة دائمة؟
ــ نعم و لكن معجزة القرآن ليست مادية تخص جيلا فقط مثل عصا موسى و مائدته و احياء عيسى للموتي بل هي معجزة مفتوحة لكل الأجيال تقوم مقام نبي جديد يبعث في الناس.
حين لاحظت اهتمامه اضفت:
ــ لما كان محمد آخر الأنبياء ولما كانت الأجيال ستتتابع بعده على الأرض كان لا بد لكل جيل أن يجد في القرآن معجزة متجددة أما معجزة القرآن في العصر الحديث فتضمنه لإشارات علمية اكدها العلم الحديث فمثلا .. حينما استبعد الكفار بعث اجسادهم بعد الموت اخبرهـــم القرآن بان الله قادر ليس فقط على بعثهم بادق خصائصهم الجسدية الأشد فردية، أي التي لا يشاركهم فيها احد من مليارات الناس .. بصمات اصابعهم ! فلا احد يشاركك بصمات اصابعك.
ــ " في أي موضع من القرآن اجد ذلك؟"
ـــ " في سورة القيامة ((ايحسب الإنسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على ان نسوي بنانه)) و البنان هي اطراف الأصابع التي فيها البصمات و لو اراد الله غير ذلك لقال بلي قادرين على تسوية مخه أواعادة تركيب عينه أو انفه أو اذنه و هي اعضاء اشد تعقيدا من تركيبة الأصابع ... و على العموم تجد الكثيرمن ذكر تلك المعجزات في كتاب العالم الفرنسي موريس بوكاي .."
قبل ان يغادرني حارث بيتروفيتش اضفت:
ــ الإنسان لا يصبح مسلما بمجرد اعترافه بوجود الخالق، لأن وجود الخالق مسألة بديهية و لكن حين يقر بان الله هو المشرّع و الآمر ... ابليس مثلا اعترف بــان الله خلقه و لكنه رفض اتباع اوامر الله فكفر بذلك ... فالسلفية و الإخوان حين يساندون الجنرالات الذي يحكمون بقانون غير اسلامي هم في حقيقة الأمرلا يختلفون عن ابليس في تصورهم للدين... كي تكون مسلما يجب ان تجيب على سؤالين. السؤال الأول تاخذ عليه صفرا حتى لو كانت اجابتك صحيحة. لأن جوابك سيثبت فقط انك عاقل اي انك جدير بدخول الامتحان وهو كالآتي من خالق الكون و مدبره . أما السؤال الثاني فمن له حق التشريع؟ .
قبل ايام قليلة لاحظت انكباب حارث بيتروفيتش على حفظ القرآن ..
ـــ يكفيك ما حفظت منه .. الأهم ان تطلع على تفسير القرآن و تاريخ الإسلام .
كان حارث بيتروفيتش يتطلع الي بدهشة حين اضفت :
ـــ هل تعلم ان صحابة رسول الله الذين يقدر عددهم بسبعة آلاف تقريبا لم يحفظ منهم القرآن سوى اربعة أو خمسه فقط؟!
ــ عجيب !
ــ هل تعتقد أن هذا الإمام الببغاء الذي يردد القرآن دون فهم احرص على مرضاة الله من الصحابة حتى يحفظ كل القرآن الذي لم يحفظ منه الصحابة الا صفحات قليلة ؟
ــ لا اعتقد ذلك خصوصا و قد سمعت امس يدعو بعد الصلاة فيقول (( رب اني نذرت لك ما في بطني محررا))
ضحكت مع حارث بيتروفيتش كثيرا لهذا المهزلة التي انست سابقتها .
استمر حارث بيتروفيتش:
ـــ في الحقيقة، لم اكن لأتفطن الى دعوة الإمام المضحكة، لولم اكن مطلعا على تفسير الآية . فقد قرات أن تلك الجملة القرأنية هي من كلام والدة مريم عليها السلام ، قالتها في شكل تضرع لله و هي حامل بمريــم و تـــتضمن نيتها في ان تهب مـــولودها لله كي يخدم الهيكل في بيت المقدس ... السؤال المطروح ... اخي سامي هو ما عساه يحمله الإمام في بطنه ؟!
وضعت يدي على كتف الشاب البوسني و انا اقول :
ـــ امعاء و أرز و اشياء اخرى بالغة القذارة . المهم أن يعفينا مـــن جنين سلفي مزعج ، و ليحمل في بطنه ما يشاء!



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصرار (قصة قصيرة)
- حداد ( قصة قصيرة )
- إستياء ! ( قصة قصيرة جدا)
- مقدمات ( قصة قصيرة جدا)
- لماذا استحق قاضي قضاة فلسطين اللعن (خبر و تعليقان)
- إستهانة القرضاوي بعقول المسلمين
- ضرورة محاكمة القرضاوي وعصابته الإخوانية كمجرمي حرب
- أقبح فتوى في تاريخ الإسلام أصدرها الكاهن الإخواني جوزيف القر ...
- الإقتصاد الإسلامي- قمّة و عن يمينها و يسارها منحدران-
- المقامة البورقيبيّة 2/2
- المقامة البورقيبيّة1/2
- خاطرة
- النمل يرفض شراء بن حنبل بوزنه روث بقر !!!
- إمرأتنا ما قبل التسونامي السلفي
- في اسرائيل ينزع حاسوب الرئيس، و في بلادنا لا نستطيع نزع فرّو ...
- المتنبي وواحد ارمني ( على هامش الإنتخابات الأمريكية)
- حلم جحا يكرر نفسه
- لا لدين الملوك ( السنة) ولا لدين الكاهن (الشيعة)
- حدث ذات سكر ملكي


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - مائدة من السّماء !( فصل من رواية)