|
القبح ومدلولات الجمال في القبيح القسم الثاني
كريم الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 04:25
المحور:
الادب والفن
الى شهداء العراق الاموات منهم والاحياء
18 في عيد العمال العالمي غادر العمال بيوتهم ابتهاجا بالفرحة وافترشوا الطرقات في كل بلدان العالم سارت التظاهرات تلبية لمطالبهم فسأل عامل عربي زوجته وهو قعيد بيته هلمي بنا الى الفراش نحتفي بالعيد على طريقتنا الخاصة أثورُ عليكِ وتثورين عليً ونحطم قوانين إستأجرتنا منذ نعومة اظافرنا نقاباتنا الحرة وصحُفنا الخاوية وقادتنا بين افخاذ نسائهم ينظرون الينا ويواروننا الثرى واحدا تلو الاخر في سجلات الغبار
19 اليكِ سنبلة حامضة كليلة البارحة من مخلفات الخريف القادم واليً قطعة سكر في خوذة جندي هارب من جبهة القتال والينا طفلا ينمو ببطء العجلات الخاوية ترضعينه ساعة ساقبله حينما اعود من المنفى في غفلة من الزمن الوضيع متأبطاً عشيقتي الصينية قطعة سكر في زهرة شاي ماوية بعروة واحدة بكاس فضي صغير كفمها المضموم بالحزب الشيوعي الصيني
19 ساغادر ثانية لا داعي لتمسكِ بي كما المرة السابقة فقد اهتديت الى الطريق وعرَفت قدماي معنى الهروب من الوطن في دروبٍ غدت سالكة للجبناء من امثالي.....
20
طوال حياتي لم اعرف كيف استخدم السلاح بل اعرف كيف امسك بكتاب قديم واثنيه تحت أُبطَي المتعرق بكِ واُقلِب صفحاته ورقة ورقة حرفا ًحرفاً لاكتب اشعار الوفيات وانشد غزلا مخصيا لوحيد القَرن فاثور على الطواغيت ألآقوياء..... ..... من امثالك !
21
تعلمت من حرب المدن مالم يتعلمه احد من قبل الزم بيتي حتى ينتهي الضجيج لاخرج اتبضع قوت يوم عيالي كذلك كان جيفارا يفعل وهوشي منه يتبعه بعد ان انتصرت فيتنام وكوبا على امريكا كما يقولون لذلك جُرجِر تمثال لينين في الساحة الحمراء دون دموع او قداس وكانه ما كان لينين الخالد في يوم من الايام تحمله مليار بذرة من الرؤوس اليافعة وتصلي في محراب الماركسية فرحت اصلي صلاة الاستسقاء لعلّـي اعود كما سيعود لينين بدون صلعته و( سكسوكته) في الذاكرة الميتة الان وبعد غد. ستموت ايضاً...
22 لست شيوعيا ولست اسلاميا ولست ليبراليا ولست ديمقراطيا ولست قوميا ولست مغزليا مجرد ببغاء لما تجود به الايام لاكتشف....... كم كنت خاويا ومنكوبا ومغفلا عندها سوف اتشكل في صورة التوبة وحيدا وقد بلغت من العمر عتيا هكذا يكون الثوري والا.... وهكذا كان وسيكون مناضلاً بالنيابة عن غيره البروفسور الهارب من خدمة العلم........؟؟
23
من يحملني محمل الجد اهديه نصف حياتي المتبقية في الوقت الضائع الزمن يبدو دون جاذبية كلنا يسبح في الفضاء ما متوسط عمر النضال ؟ تساءلت.... وكيف يكون القتال وبأمرة من؟؟ فعدت ادراجي واحتفظت بالصفحاتِ السوداء بعدما باغتني صوتها من وراء حبل الغسيل وجهاز الكومبيوتر الوووووووووو تو تو تو فانقطع النت..... فدارت المولدات الكهربائية فهرعت البيوت لتغير المحطة بكبسة اصبع الى الاسفل !!
24 أمرأة بالف رجل تدور الفكرة في احداق عينيها لم تيأس بعد فالثورة قادمة والتغيير قادم لا محالة سيعود العراق كما كان وابهى قالت وبكت..... وصلني نواحها فبكيت لا من اجلها .. بل من اجل الرفاق الذين ماتوا ولم يعرفوا اخر التطورات على الساحة المحلية والاقليمية والدولية ترى اين هم الان في الجنة او في النار؟ فانقطع النت ثانية ودارت المولدات إيه ربي اية حكمة في مشيئتك ماذا جنيت على العراق واهله الطيبين بل ماذا جنى العراق على العراق؟؟ من حاكم ملكي لحاكم نصف شيوعي لحاكم قومي لحاكم اسلامي لامبريالية عالمية تودلجنا من جديد....؟؟؟؟ فاين الشعب؟ صرخت بقوة (فاهتزت بيضتاي تحت عضوي الغافي بعدما انساب قميص نومي الى الاسفل) .............................. رحت اتفقد قامات اصابعي امسكت بابهامي كان بعيدا بعيدا جدا كاد يهرب من فرط تطرفه فامسكت به وكأنه كان انا فاقنعني بالعدول فما استويت.....
25
الثورة القادمة ملامحها حمراء فقدت بريقها لكنها حمراء أصرًت على انها حمراء كم من الدماء بانتظار مقدمها وكم من الاجساد النابضة ستختفي بالحياة؟؟ ليعاود هطول الامطار من جديد ويعود الليل والنهار الى العراق كما كان وتعود الكلاب الى الشوارع بدل المزابل وتعود الفئران والقطط تلحق بها والاحزاب السياسية بعدد اصابع اليد ثلاث صحف وعشرون نافذة للثقافة ويعود المربد الشعري في البصرة الفيحاء مزهوا بالمنفيين الرواد الجواهري‘نازك ‘ التكرلي ، البياتي ‘ بلند ، سعدي ، النواب ، شمران ، لميعة ‘ لطفية‘ ‘العزاوي ،السماوي‘ .. ويعود المهاجرون الى اوطانهم دون عفو اميري وتزدهر المقاهي والساحات بالعاطلين عن العمل ويختفي المخبرون عن الشوارع والمقاهي والامسيات كِساح.... تعود الاغاني تصدح كما كانت برقصات- البزاخة- والمآذن تلتزم الحياد في غير مواقيتها وتختفي العمائم المليار ...................... فكان نصيب الدماء موازيا لنصيب الامنيات في ميزان العدل الوطني فالتزمت الحياد سَكَت.... اطبقت فمي والى الابد؟؟
26 كم ليلة ستجيء وكم ليلة ستمضي؟ كم نهار سيذهب وكم نهار سياتي؟ والعراق جريح مَن تَلمَسَ جرحهُ ليعرف اي كائن خرافي يرفس تحته وايُ مارد يمتطي صهوة جواده كم ليلة ستجيْ وكم نهار سيمضي وكم سيطول بنا المقام مشرذمين في بلدنا الام وفي غربتنا كلآجئين دائنا من دائهِ ودوائنا في شفائه يئن فنئن.....فيطول بنا الآنين من يوقف انينه والمقاولون يحفرون الخنادق لحروب الردة بعد الردة كم هو مُمل النهار كذا هو الليل طويل طويل ياعراق ومُمل....؟
27 في حضرة الاله الواحد الاحد كنت احمل عمامتين واحدة سوداء........ والاخرى بيضاء....... حسبتهُ يتوهج.....! فوهبني عمامة حمراء حمراء .....؟! لكم اكره رائحة الدماء قلت ربي وهبتني يدين فقط قال سر وانا اعينك؟ والى اليوم اسير وفوق راسي كسرة خبز وحفنة تمر زهدي ثلاث عمامات تتصارع لتاكلها ويداي مكبلتان.... تذكرت قصة يوسف في السجن فابتسمت.... سيموتون جميعا............ لم اعترض على الرب فقد وهبني سره الازلي في جمجمتي مخ كهربائي بملايين الاجهزة الالكترونية كان الحلاج حاضراً كما السهروردي* وسمنون العاشق حاضر ايضاً ......؟
28 ليس مستحيلا ولا ببعيد ان يحدث مالا نتوقعه فحري بنا ان نبتهج اخيراً مادام الليل والنهار يتعاقبان والعصافير مازالت تفرخ في اعشائها وتزقزق من اين تاتي الطيور باعشاشها واين تبيض؟ ربما مابين الانقاض بين مخلفات الاسلحة الثقيلة حينما تركها الرئيس السابق لرئيسهِ اللاحق فرئيسه القادم في حروب اولها يشبه آخرها حريٌ بنا ان نبتهج مادامت قدرته تنبعث من السماء وإن كان على شكل جلاد في الارض هم وظفوه باشكالهم القذرة..... اقراوا القران وتمعنوا به فليس له قرين او شبيه؟ ذلك هو الله الكبير المتعالي فالبشرى قادمة سيفرح الشعب لا محالة اجمعوا الحلوى بقدر العذابات وأُكٍثرُ منها للمعارضين........
كريم الثوري استراليا
#كريم_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع حمار
-
القبح ومدلولات الجمال في القبيح
-
حوار مع كلب
-
حوار مع ديناصور بشري
-
يردس حيا الماشايفها
-
حوار مع ديك استرالي
-
حوار مع قطة
-
مدينة الثورة بين الحرية والتزمت الديني
-
مدينة الثورة 3
-
وثائق رجل
-
عندما تكتب المومس شعرا
-
الشعراء
-
ذاكرة الرماد
-
صديقي الشاعر
-
الطريق الى مدينة المحرومين
-
مدينة الثورة
-
من ذاكرة الوجع
-
هل تفكر امريكا فعلا بالانقلاب العسكري
-
عبد العزيز الحكيم يُعاقب الشعب العراقي ليس حباً بعلاوي وإنما
...
-
الشرقية للتلقين والتكفين ..حتى مثواهم الاخير
المزيد.....
-
شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا
...
-
تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O
...
-
مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم
...
-
تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|