أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب عزاوي - حوار - نص أدبي مفتوح- عن القدس العربي















المزيد.....

حوار - نص أدبي مفتوح- عن القدس العربي


عبدالوهاب عزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:49
المحور: الادب والفن
    


حوار
"نص مفتوح"
..إلى هارولد بنتر

أيها القاتل
انزع سيفك من قلبي
فقد مللتُ

هيي..
لمَ لا تردُّ ؟
قلت لكَ: انزع سيفك من قلبي
وإلا ..
وإلا....؟!
وإلا سنُحرم شرب الشاي
كلانا مقيدٌ بالموت

إن سحبتَ سيفكَ
سنعلن هدنةً نشرب فيها كأسي شاي
سيسيل من ثقب قلبي مخلوطاً بالذكريات
فيلوّن المكان
وقتها ستزيد فرصتي بالنصر

ما لكَ لا تردّ ؟
تقف جامداً ممسكاً بسيفك
أيها المتخلف
لمَ لمْ تستخدمْ مسدساً ؟
وقتها كنّا سنوفر هذا الحوار
..
ها.. أنت تملك موقفاً مسبقاً من الضجيج
لترفض وسائل القتل الحديثة
يا رجل أنت مدهش
حتى أنك لم تصرخ وأنت تقتلني
اكتفيتَ بإغماض عينيك بثقة سخيفة
لقد اخترق السيف صدري ثم قلبي ثم صدري
ثم ارتطم بالأرض
ألا تخشى عليه ؟
أقصد السيف طبعاً
..
يا رجل ليس من المعقول أن أتحدث وحدي
ألا يكفيني موتي
..
أدركتُ الأمر ..
أنت تنتظر أن يأتي من يصوّرك
تبحث عن الشهرة يا ملعون
إن كنتَ تود ذلك فعليك أن تضع سيفاً ما بقربي
فليس من المعقول أن تتفاخر بقتل أعزل
أنسيت أني لا أحمل سلاحاً
غير ذكورتي
أقصد هنا المعنى الفلسفي بالتأكيد
فلن نتبارز أنت بسيفك وأنا ب..
فهذا سيكون أقسى من الموت
يا رجل .. تحرّك
ما هذا الذي على زاوية فمك ؟
هل "تريّل" وأنت تقتل ؟!
بالمناسبة أنا شبعتُ موتاً
أرجوك لا تنقّط لعابك علي
ففي هذا مهانة على قلبي المثقوب
أشد من القتل.

للأسف لا أقدر أن أحرك ساقيّ
أو ذراعيّ وإلا كنت ..
ماذا ..
هل تظن أني سأمسح زاوية فمك
لا .. أيها التافه
سأصفعك بالتأكيد
قلت لكَ ما بيننا هدنةٌ ليس إلا
أنا أحتاج كأس شاي فقط
ثمّ..
نسيت أن أسألك
لمَ قتلتني؟!
حقيقة أنا لا أعرف
أو نسيتُ..
هل من الممكن أن تذكّرني؟
أنا لا أورطك كي تدخل حواراً معي
فقد نسيت السبب فعلاً
لا بأس
من ملامحكَ الشقراء تبدو أنك مسيحي وأنا مسلم
هذا سبب شائع
لكن بالمناسبة أنا لست طائفياً
سبق لي أن أحببت مسيحية
تستطيع أن تقول إني كنت أعبدها
سأحدثك عنها لاحقاً
تأكد لو أني أنا من غرز السيف في صدرك
لكنت حدثتك بغزارة
وإن تعاطفت معي
لكنتُ وضعت يدي على ثقب قلبك وأنت تشرب الشاي
سيصل معدتك كاملاً وقتها

ما هذا الذي يسيل عليَّ دافئاً
لا ليس دمي
فقد بردت جثتي منذ وقت
أهو دمكَ ؟!

حسناً ..
لماذا لا نشرب الشاي ونحن في نفس وضعينا الآن ؟
كنْ منطقياً واطلب لنا كأسي شاي
سأدفع أنا
دفعت حياتي ثمناً للقضية فلن أبخل بثمن كأس شاي
ثم ماذا سأفعل "بالمئة ليرة" في جيبي ؟
توقعت أن تسلبها مني
كسرقة أو ذكرى

لمَ أنت جامد ؟
هل تستغرب كلمة قضية ؟
أجل أنا متّ من أجل القضية
لا بد أن أكون قد فعلت
قلْ لي أولاً لم قتلتني لأكتشف قضيتي ؟!
لا بد أن أكون شهيداً
فهذا يواسي كثيراً
آهٍ ..لكنْ، لو كنتُ شهيداً
فلمَ لا تأتي الملائكة اللعينة لتزيحكَ عن جسدي ؟
أين الناس؟
لا أسمع صراخاً
أين نحن..؟
حقيقةً أنا لا أذكر شيئاً
ألا يجب أن أُدفنَ؟
أم سأُتركُ لأتعفن وفوقي مهووس بالموت
إن كنتَ تحبّ الموت لهذا الحد فلمَ لا تطعن نفسك؟
ستشعر براحة غريبة يا رجل
بعد ألمٍ قصيرٍ طبعاً
هل تودّ أن تسرقني وأنا ميت أو نائم؟!
قلت لك أنا أعزل
لابد أنك مريض نفسي ..
يا إلهي أين قضيتي التي استشهدت من أجلها ؟
لعنك الله أيها اللئيم
لم تحرمني الجنة فقط
بل تتوقع أن تُغفر خطاياك لأنك مريض
"تفوه" على شرفك ..
..
لا بد أن تكون قد أخطأتَ في الشخص المطلوب
إذاً لمَ نظرت نحوي بهذه الثقة؟
ستمضي للجحيم إذاً.
..
أتعلمُ! ستعتقد زوجتي في هذه الأثناء أني مع امرأة أخرى
لا .. لن أحدثك عن زوجتي
أو أطفالي
أو ..
قد أحدثك عن جيراني
خاصة الذين أكرههم خشية أن تكون قاتلاً متسلسلاً
..
هل من الممكن أن تكون قاتلاً مأجوراً
لكنْ. من سيدفع لك لأجل موتي أنا ؟
ثم.. ألن تذهب لتقبض مالكَ ؟
قد تكون قبضته سلفاً
إذاً، ألن تذهب لتصرفه ؟
لا يُعقل أن تكدسه في حياتك
لتتركه لورثتك
بعد أن تموت فوقي إن شاء الله
..
بالمناسبة نشف ريقي
وهذا أمر عادي بعد أن نزفت طويلاً
فكيف إن كنتُ أتحدث إلى قاتلٍ غبي
أليس لديك ما تفعله؟
ألن تقتل أحداً بعدي؟
هل قررت أن تتوب الآن
فوق جسدي ؟
ألا تملك قضية تقتل لأجلها؟
هل تتخلى عن كل مبادئك فجأة؟
..
حسناً
ألا تقرف مني ؟
لا بد أني قد بدأت بالتفسخ
ألمْ أبلل نفسي قبل الموت ؟!
لا ..
لا أعتقد أني فعلت
هل هذا ما أزعجك مثلاً لتبقى مُعاقَباً فوقي ؟!
..
قرأتُ فيما مضى عن مرضٍ يهوى فيه المرء الجثث
وليس من الضروري أن يمارس الجنس معها
والمصابون به يعملون في المشرحة
أو في المتحف
لكن هذا ليس سبباً للقتل أيها الغبي
ثم هل تقتل رجلاً أم امرأة؟
يا إلهي ..
لا تقل لي أنك تنتظر موتي كي ..؟
إن كنت شاذاً ومريضاً نفسياً
فهذه كارثة فعلاً
الآن بدأت أحس بالألم
هل تغمض عينيك وأنت تتخيل ما ستفعله أيها القذر ؟
إذاً، فلتعلمْ أني عاشرت العشرات من العاهرات
ومن أرخص المستويات
بسبب الفقر طبعاً
ودون وقاية أحياناً
ومن المرجح أن أكون مصاباً بالإيدز
أو التهاب الكبد على الأقل
أياً يكنْ ما ستفعله فلن تستمتع بالتأكيد
هذا ما أضمنه لكَ
أنت لا تصدقني ؟
أنت حرّ .. ستندم لاحقاً

يا رجل لمَ تصمت ؟
إن كنت شاذاً فهذا أمر يستحقّ النقاش
سمعتُ عن شاذين جنسياً رائعين فعلاً
آلافُ منهم تظاهروا في لندن دفاعاً عنا
فيما كان العرب يمصون أراكيلهم في المقاهي المتخلفة التي نقلوها معهم إلى هناك
فكّر بالسفر إلى لندن
لا تعلم ..!
قد يكون سوقك ماشياً
لا تقل لي إنك تفضل جثتي بما فيها من براز على بِيض أوروبا؟!
هل تفكر في صعوبة السفر ؟
لا..
الأمر أسهل مما تتصور
آلافٌ هاجروا لهذا السبب
وهناك ستُمتحن ..
وهذا لن يكون صعباً عليك.
..
يا رجل أتراجع عن فكرة زوال الألم بالموت
بدأ ظهري بالاشتعال
لو كنتُ ميتاً على العشب لكان ذلك أفضل من الإسفلت
..
ألن تتكلم ؟
ألن تتحرك ؟
ألن تفتح عينيك السخيفتين؟
ألن تجوع.. تعطش.. تتبول ؟
..
يا إلهي ..
ماذا سأفعل ؟
هل سيطول هذا الأبد ؟!.


عبدالوهاب عزاوي
31/3/2009
عن القدس العربي



#عبدالوهاب_عزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقل الغربان
- توازن قلق
- اعترافات /عن النهار
- حزن فوضوي
- وجع
- عشر دقائق
- موت على موت
- معتقل : نصوص من السجن العربي
- يوميات على جدار الحرب
- ملامح دمشق في أرواح الشعراء الشباب/ القسم الثاني/ عن مجلة عش ...
- ملف أزمة الشعر العربي في الآداب البيروتية
- دمشق..فيلم قصير
- موسيقى في البيوت العتيقة.. عندما يحن الخشب إلى الغابة
- لوحات جبر علوان .. الغرق نحو الداخل
- على درب الدونكيشوت
- ملف / ملامح دمشق في أرواح الشعراء الشباب /مجلة عشتروت
- حكاية ماقبل النوم .. مهداة إلى فاتح جاموس الذي أعيد إلى المع ...
- قصيدة اريد أن
- الطوفان أو جنازة في فوضى الأوان
- كفن كامد


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب عزاوي - حوار - نص أدبي مفتوح- عن القدس العربي