أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - الثقافة الفاشية في ذاكرة المكان














المزيد.....

الثقافة الفاشية في ذاكرة المكان


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ينطلق الفكر الشمولي من الهيمنة على المكان والزمان ، والافكار تبدو ثابتة ويقينية ولذالك عندما سئل الطاغية في العراق عن الاخطاء التي ارتكبها اثناء حكمه رفض الاعتراف بذالك قائلا ، انه لايخطئ في الاستراتيجيات اي القرارات الكبرى . وحينما تنعدم مراجعة الذات والاعتراف بالاخطاءتصبح طرق الاصلاح موصدة والحياة معطلة والامكنة تحمل ظلال الدكتاتورالى الحد الذي تبدو الذاكرة قد اغتصبت ولم تعد ملك صاحبهاوبعبارة اخرى ان ما يسمى التأميم الاقتصادي والسياسي ينتقل الى جسد الانسان وعقله فيحيله حطاما وخرابا .
الثقافة الفاشية تخلف فوبيا المكان لانها تعمل على عسكرته فتحول الارض جدران اسمنتية او اسوار عالية فيبدو المكان كأنه سجن كبيروقد يصيب العطب روح الانسان فيظهر الجميع كأنهم بوليس سري للفاشية وحتى طرقات الباب تحمل نذر الخوف او رنين جرس الهاتف كأنه بوق للتعداد العسكري بل ان الانسان يظل يخشى نوعا من السيارات كانت تحمل الناس الى الى السجون او الموت الجماعي .
في اتون الانظمة الفاشية يتحول المكان الى بيئة معادية فتتفسخ العلاقات ويصبح الاخرون هم الجحيم كما يقول احد الفلاسفة الغربيين فينكفئ الانسان على ذاته بحثا عن مكان امن فيعيش مع ذاكرته المغتصبة ويعيد انتاج مكبوته من الالم والعذاب وكأنه بذالك كالمستجير من الرمضاء بالنار فيتحول الانسان الى كتلة من الاعصاب لمتوترة القلقة ،وتنتقل عدوى المكان الى الذاكرة فتحيلها الى جحيم لايطاق لاسيما ان لانسان العراقي لم يعش سبع سنوات عجاف فحسب بل ربع قرن في اتون الحروب ومشانق
الاعمدة والمنافي والحروب .
ربما كانت الفجوة بين ما يسمى ثقافة الخارج والداخل يعود جزء كبير منها الى الذاكرة العراقية المعبأة والمشحونة بالخطايا والذنوب والالام والشعوربالعجز ازاء الازمات المتلاحقة والمتسارعة والمتزايدة التي عصفت بالبلاد بشكل غير مسبوق في العالم،وجعلت الكثيرين يصابون بالذهول والدهشة ازاء الكم الهائل من الحروب والفواجع التي حلتبالعراق بحيث اصبح العراق منفى اخر حتى مع زوال الطاغية يقول القاص ابراهيم احمد نقلا عن صديق مبدع عاد من منفاه ،بعد ان مكث في العراق الاشهر الاولى ا لتي تلت سقوط النظام: ( افجع مايواجه المنفي هو العودة للمنفى حيث ياخذ المنفى صفة الابدية تنموله فجأة اسوارعالية وراسخة وتغدو شوارع طويلة لاتنتهي وتكاد تعرف فيه موقع قبرك تلومني ؟ لقد جئت في الوقت العصيب والحرج،دخان الحرب مايزال يملآ رئتي لقد رأيت الارض والناس،القبور والنجوم والماء والسراب لكنني لم ار العراق اين هو؟ من ابتلعه ؟ الحكام ام الناس؟ اه من الناس كم تشوهواخلال حكم الرجل المشوه، انكرني اخي وانكرته !
ان الفرد العراقي الى الاستقرار السياسي والامان والسلام انه بحاجة الى نقاهة كما حدث في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية حيث تحول مسار الحياة با تجاه الفن والطبيعة والجمال والالعابالرياضية والتسلية وفتح دور المتعة واللهو البرئ من مسارح وسينما ونواد رياضية واكثير من مجالات الحياة المرحة التي تعيد الانسان الى ذاته المستلبة في معمعة الحروب والماسي،لكي يندمج في الحياة الاجتماعية خارج قضبان الذاكرة التي هي اشد وطأةمن القضبان الحديدية وكما يقول ريتشارد الثاني في مسرحية شكسبير لتي تحمل نفس العنون ، (هذا السجن حيث اقيم) حيث يأخذالسجن صورة المكان وسيولة الزمان وهو يفتك بهذا الانسان الشقي!وتصبح الذاكرة سجنا والسجن ذاكرة .



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام مابعد انسحاب اميركا من العراق
- جمعيات الارهاب
- المجتمع المدني بين القانون والفوضى
- الديماغواجية‎ ‎وخداع الشعوب
- أسعار النفط بين الأمس والغد
- الارهاب النائم
- الحقوق ليست منحة
- مسافات الحرية وقاية من الطغيان
- اوهام القوة
- تأهيل ثقافة المجتمع
- المدينة الفاضلة عبر التأريخ
- مأزق الدستور .. نقد و تحليل
- سرديات العقل وشقاء التحول الديمقراطي في العراق المعاصر
- عرض كتاب العرب وجهة نظر يابانية
- حوار مع د . ظاهر الحسناوي
- حوار مع الباحث سعد سلوم:
- ثنائية الوطني والخائن
- شرعية الانتخابات وشرعية المنجزات
- حرق المراحل
- المجتمع المدني في عراق ما بعد الحرب


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - الثقافة الفاشية في ذاكرة المكان