أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم ابراهيم - أول من كتب رواية عربية إمرأة.. وعفيفة كرم سبقت توفيق الحكيم















المزيد.....

أول من كتب رواية عربية إمرأة.. وعفيفة كرم سبقت توفيق الحكيم


نعيم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 161 - 2002 / 6 / 15 - 15:46
المحور: الادب والفن
    




بثينة شعبان: نحن كعرب لم نفصل بين النقد الموضوعي والشخصي

 
 
الباحثة والأكاديمية الدكتورة بثينة شعبان: استاذة الأدب المقارن في قسم اللغة الانكليزية بجامعة دمشق... شغلت قضية المرأة كتاباتها، لها غنى في الإصدار الابداعي المبني على دراسة معمقة.. نشرت العديد من الدراسات باللغتين العربية والانكليزية عن المرأة العربية وحقوقها وواقعها وأدبها، والصراع الفكري حول قضاياها. وكتابها <<مائة عام من الرواية النسائية العربية>> مسرح هذا البحث، من هنا انطلق الحوار معها.
تعتقدين ان الكثير من النقاد العرب ظلموا المرأة المبدعة، وأن عصر الرائدات ابتدأ منذ مئة عام وليس منذ خمسين عاما كما يقال، وعملت على إثبات ذلك عبر دفتي كتابك <<مائة عام من الرواية النسائية في العالم العربي>>.. الى اي مدى نجحت في سبر غور هذه الاشكالية؟
£ إن ما قمت به في هذه الدراسة، هو إعادة تعريف بالرائدات العربيات منذ بداية القرن قبل الماضي، وليس منذ منتصفه، والكشف عن تراث تم تجاهله، منطلقة من المسلمات التي كانت موجودة آنذاك، ولم أحمل اية افكار مسبقة، وبروح الباحثة الحقيقية أردت أن ابرهن ما يمثله النص المكتوب، حيث زعم البعض ان ما كتبته المرأة غير مهم، او ان ما كتبته يتعلق بالزوج والأطفال والعائلة فقط. ولكن عندما اكتشفت بعد جهد مضنٍ ان هناك العشرات من الروايات التي كتبها العديد من النساء، اضحت طي النسيان، اهملت تماما ولم يتم التعامل معها على المستوى النقدي كما ينبغي، شعرت بتحيز ربما غير مقصود من قبل العديد من النقاد ضد ما كتبته المرأة. وعلى هذا كان جهدي يهدف الى ادخال نوع من التوازن في التعامل مع هذا الأدب الرفيع للمرأة العربية، كي يأخذ مكانه حيث يستحق، وكي يغني الأدب العربي، منطلقة من غيرتي على هذا الأدب بشكل عام. وجديد دراستي (مائة عام من الرواية النسائية في العالم العربي) هو انها تلقي الضوء على كاتبات لم يُعرفن، وعلى افكار طرحتها المرأة في رواياتها لم يسلط عليها الضوء، محاولة نقل حيز النقد نحو الموضوعية والانصاف للمرأة المبدعة التي ظلمها الكثير من النقاد للأسف... وينبغي قول كلمة حق هنا وهي ان النساء في الوطن العربي هن اول من كتبن الرواية، وقد سبقن الرجل في كتابتها. وفيما يعتقد خطأ ان اول رواية عربية هي رواية (زينب) لحسين هيكل، اثبتّ في دراستي المذكورة ان زينب فواز الكاتبة اللبنانية العالمية كتبت روايتها (حسن العواقب) عام 1899 اي قبل خمس عشرة سنة من صدور رواية زينب، وتبعتها رواية لعفيفة كرم. وقبل عام 1914 كان هناك ثلاث عشرة رواية عربية نسائية.
كما أؤكد في هذا السياق ان المرأة العربية في مطلع القرن قبل الماضي كانت منغرسة في جميع الهموم الوطنية والاجتماعية والقومية التي عاشتها بلدانها وشعوبها. واسمح لي ان اذكر هنا أن الكثير من النقاد يعتبر توفيق الحكيم في رواية (عصفور من الشرق) هو اول من ناقش علاقة الشرق والغرب وحساسية هذه العلاقة. وأتى بعده كتّاب آخرون حيث وصلت هذه العلاقة قمتها في رواية الطيب صالح (موسم الهجرة الى الشمال)، غير أنني اريد أن أصحح بأن عفيفة كرم الروائية اللبنانية، والتي كانت رئيسة تحرير جريدة (الهدى) في نيويورك 1906 اصدرت رواية بعنوان (بديعة وفؤاد)، وهي اول رواية تناقش علاقة الشرق بالغرب بأسلوب روائي محكم، بينما رواية (عصفور من الشرق) صدرت في الثلاثينات.. اي ان ذلك يؤكد ان المرأة العربية هي التي بدأت وكتبت وساهمت في تطوير كتابة الرواية وأنا قمت بإعادة التعريف بهذا التراث الروائي الضخم.
هل استطاع الأدب العربي أن يغير من واقع المرأة العربية برأيك؟
£ كتغيير حرفي لا اعتقد ان الكتابة تهدف للتغيير الشامل، لكن استطيع القول إن كل كتاب او رواية هو نتاج لواقع ما. والرواية تهدف بطريقة ما الى تغيير هذا الواقع وتطويره وتحسينه. وأعتقد ان انتشار الرواية التي كتبتها المرأة بهذ الكم الكبير لا بد من ان يخلق وعيا معينا وحركة ما. وأعتزّ بالابداع الذي تمثل بإنتاج سحر خليفة وأحلام مستغانمي وليانة بدر وليلى ابو زيد وفوزية رشيد وهدى بركات وليلى عثمان وعاليه شعيب وروائيات عربيات كثر غيرهن.
رواية مهمة
هل هذا يعني أنك اضحيت على قناعة بأن الرواية النسائية العربية أخذت مكانتها اللائقة اليوم.
£ نعم اعتقد ان هذه الرواية أخذت المكانة اللائقة التي كانت تستحقها منذ زمن بعيد. وأنا ارى ان هذا الأمر طبيعي لأن المرأة هي التي بدأت القص أصلا، وشهرزاد هي اولى القاصات، والمرأة في جميع حضارات وشعوب وآداب العالم هي التي حافظت على القص الشفوي. وقناعتي أنني اؤمن بمبدأ التكامل بين الرجل والمرأة، سواء بالنسبة للأدب او الحياة الاجتماعية، ومنظوري هو ان المرأة والرجل صنوان، وأنهما يعيشان في عالم واحد. وأن التفاهم والتكامل بينهما ضروري كي يبقى هذا العالم جميلا، او كي يصبح هذا العالم جميلا اذا لم يكن كذلك أصلا. واليوم وبعد ان وضعت الامور في نصابها اصبحنا نتكلم عن التقييم الفني والأدبي ومستوى الرواية وشعبية هذه الرواية. والدليل على ذلك وصول رواية (فوضى الحواس) لأحلام مستغانمي الى الطبعة 28 حيث اصبحت بين ايدي الملايين من الناس وصارت جزءاً من ثقافة شعب. كما ان رواية لطيفة الزيات (الباب المفتوح) التي صدرت عام 1960 ما زالت تباع بشكل جيد حتى اليوم وصارت ركناً من أركان الرواية في الأدب العربي.
أين ترين موقع الأديب والأدب في هذه المرحلة الحرجة جداً التي تمر بها أمتنا وثقافتنا؟
£ أرى أن للأديب في هذه المرحلة بالذات اهمية خاصة، وعليه مسؤولية كبيرة تجاه فنه والجماهير. وهذا يتطلّب نوعاً من الأدب والفن الراقيين.. المشكلة التي تعترض معظم الكتاب والأدباء في هذه المرحلة هي أولا الوضع الاقتصادي الذي يجعل الكاتب غير قادر على تكريس الوقت الضروري الذي تتطلبه العملية الفنية والأداء الممتاز. والأمر الآخر هو سرعة هذه الحياة وتشتت الكاتب. الأمر الذي حدّ من مستوى الكتابة إلى حد ما. طبعاً تبقى هناك كتابات رائعة لكني أتحدث عن ظاهرة عامة. إننا بحاجة ملحاح الى النهوض بالمستوى الاقتصادي للكاتب العربي الذي ربما تكون ظروفه اسوأ من ظروف اقرانه في مختلف انحاء العالم الذين تتوفر لهم منح وشركات ومتبرعون وأسس وأنظمة تمكّن الواحد منهم من تكريس خمسة اشهر هنا وستة اشهر هناك لمشروع ما. وللأسف لم أعثر في الوطن العربي على أثر لهذه الأنظمة التي تأخذ بعين الاعتبار ان الكاتب يحتاج الى تفرغ ووقت تامّين.. وحان الوقت لنرفع صوتنا عاليا مطالبين بلداننا العربية بتوفير مثل هذه الأنظمة حتى يستطيع كتابنا وأدباؤنا انجاز مشاريعهم الأدبية والابداعية وينبغي ان لا نتردد في تقليد الأشياء الجميلة والمفيدة. وفي ذلك احترام للكاتب ولثقافته ولمشروعه ودوره في المجتمع العربي.
في غياب النقد الأكاديمي توالى النقد الاجتماعي الذي أجمع على أننا نعيش الاغتراب الثقافي.. وما على المثقفين إلا أن يغربلوا مبدعيهم في محاولة لاستعادة الثقة، ما قولك؟
النقد المسطّح
£ الحقيقة هناك أزمة نقد في الوطن العربي وأنت محق في هذا السؤال، ولا أريد ان أكرر نفسي، لكن استطيع القول إن النقد الأدبي الأكاديمي عملية شاقة وبحاجة الى وقت ومصادر متعددة أيضا.. وفي غياب الجهد والوقت والمصادر للأسباب التي ذكرتها آنفاً، أصبح النقد مسطحا.. نقدا صحفيا سريعا غير متمكّن وحلّ محله نقد اجتماعي ولّد حالة من الاغتراب الثقافي.
ونحن كعرب لم نفصل بين النقد الموضوعي وبين النقد الشخصي.. لم نفصل بين الكاتب وبين عمله. بمعنى ينبغي علينا الفصل بين الذاتي والموضوعي سواء في النقد الأدبي ام في النقد الاجتماعي وأن نرتقي بمفاهيمنا لندرك ان هدف النقد هو البناء وليس التهديم او التجريح.
ونحن نتحدث عن ضرورة إعادة الاعتبار للثقافة العربية والمثقف العربي. ماذا عن اعادة الاعتبار للغة العربية والجامعات العربية، خاصة في ظل الدعوات الى سيطرة اللهجات المحكية واللغات الأجنبية؟
£ والله إنك تلامس في أسئلتك معظم أوجاعي، وكأنك تعرف ما أعيشه من عذاب في هذا المجال. فاللغة العربية وجع حقيقي، لأن للعرب لغة واحدة جميلة ولا يعطونها ما تستحق إطلاقا، سواء في المدارس او الجامعات او الفضائيات او في افلام الكرتون او في الأفلام والمسلسلات الدرامية العربية.
لماذا لا يستخدمون في أفلام الصور المتحركة اللغة العربية الفصحى، خاصة وأن الدراسات أثبتت ان سن الطفولة هو السن الحاسم في تعلم اللغات؟ لماذا لا نكرّس اللغة العربية الفصحى كلغة وحيدة لكل أنشطتنا التي نقدمها لأطفالنا وغيرهم؟
ايضاً اشعر حقيقة بالاغتراب حين اراقب بعض الفضائيات العربية وهي تتحدث بلهجات ما أنزل الله بها من سلطان. هذا سبب الفرقة والغربة بين البلدان العربية.
دعني أسق لك مثلا آخر: في فرنسا قرروا ان تقدم امتحانات اللغة العربية بأحرف لاتينية حفاظا على سيطرتهم اللغوية والعلمية. تخيل لو ان بلدا عربيا قرر ان يغير احرف لغة بلد آخر لكانت الدنيا قامت ولم تقعد. أما عندنا نحن العرب فلم نسمع صوتا واحدا يتصدّى لمثل هذا القرار الفرنسي وغيره.
ليس هذا وحسب، بل بتنا نسمع بمصطلحات يصوغها لنا أحيانا العدو الصهيوني ويصدّرها الى لغتنا فيتداولها اعلامنا العربي دون أية مشكلة، وكأننا ندين انفسنا بأنفسنا فنرضخ لمثل هذه الاصطلاحات والتعابير الجاهزة التي تدخل في لاشعورنا، وتغير من بنية شخصيتنا العربية وتفكيرنا العربي. ولا اذيع سرا اذا قلت إنني اعيش خيبة امل بالجامعات العربية لأنها تراجعت كثيرا في مستوى الأداء والبحث العلمي والأكاديمي ولا بد من نهضة حقيقية في كل ذلك.
في عصر العولمة أين مكان الهويات الثقافية؟
الحقيقة في هذا العصر، في عصر العولمة الذي تم فيه تسليع كل شيء، يكون واجب الثقافات ملحا، الآن يتمثل في الحفاظ على الهوية الثقافية. والذين يقولون ان العالم اصبح ثقافة واحدة هم واهمون دون ادنى شك.. في هذا العصر بالذات، عصر المعلومة السريعة تحاول كل الثقافات جادة ان تثبت هويتها وشخصيتها لكي تبقى متجذرة في الأرض. ولكي لا تهب عليها رياح العولمة وتقتلعها من جذورها. ولذلك علينا نحن العرب الذين نتخبط في امورنا ولا نعرف الى اين نسير في هذا العالم، ينبغي ان ننكب على أنفسنا وواقعنا، ونعمل جاهدين على تصحيح هذا الواقع من ناحية اللغة والثقافة، وغير ذلك، حتى نحتل مكانتنا بين الأمم والحضارات شاء الآخرون أم أبوا.
واهمون
جريدة السفير


#نعيم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم ابراهيم - أول من كتب رواية عربية إمرأة.. وعفيفة كرم سبقت توفيق الحكيم