أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله تركماني - اليمن ليس سعيداً














المزيد.....

اليمن ليس سعيداً


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:34
المحور: كتابات ساخرة
    


مرت الذكرى التاسعة عشرة للوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار الجاري في ظروف أقل ما يقال فيها أنها لا تسر أصدقاء اليمن ومحبيه، ذلك لأنه يواجه اليوم أخطر أزمة منذ محاولة انفصال الجنوب في العام 1994، فهو على برميل بارود: ثمة تمرد في الجنوب بدأ يطل برأسه بقوة منذ فترة، يسميه أهله بـ " الحراك الجنوبي "، فيما يصفه الرئيس اليمني بـ " العمل التخريبي المدروس ". إضافة إلى بؤر أخرى للتوتر، ذلك أنّ مشكلة التمرد الحوثي في صعدة لم تهدأ بعد، وهي تطل برأسها بين الحين والآخر مذكرة بوجودها عبر تفجير هنا أو اغتيال هناك أو اعتداء على رموز الدولة. كما أنّ دخول تنظيم " القاعدة " على خط التوتر في الجنوب قد يؤدي إلى زيادة حدة الاضطرابات، واتخاذها منحى آخر.
وفي هذا السياق ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها: ما هو مستقبل اليمن في ظل هذا الانقسام والتوتر ؟ وهل تعامل الشمال مع الجنوب بمنطق المنتصر أم بمنطق تجسيد الوحدة الحقيقية ؟ وهل من مصلحة لليمن في الشرذمة ؟ وهل من مصلحة خليجية وعربية في ذلك ؟
وفي محاولة للتعاطي مع بعض هذه الأسئلة يبدو أنّ النظام اليمني لا يحسن إدارة البلد ولا إدارة ثرواته، ولا توظيف المساعدات والمنح الخارجية في التعاطي المجدي مع الأزمات، بل نمو الفساد السياسي ورفض الرئيس وحزب المؤتمر الحاكم السماح بإصلاح وطني حقيقي، واستبدال الأمر بتأسيس ثقافة التوريث في كرسي الرئاسة وميراث النفوذ، وهو ما يشكل فرصة لدى الجناح المتطرف في قوى " الحراك الجنوبي " لاستبعاد أي خيار إصلاحي وحدوي.
وفي الواقع، ثمة فرق بين الوحدة اليمنية، كمشروع سياسي عبّر عن حلم تطلع إلى تحقيقه اليمنيون جميعا، وبين صيغة النظام السياسي الذي انتهت إليه الوحدة‏.‏ المسألة ليست مجرد إعلان وحدة مهما كانت حلما عظيما‏،‏ بل الطريقة التي تدار بها هذه الوحدة لتنميتها وحمايتها‏,‏ والراجح هنا أنّ غياب أسس العدالة الاجتماعية وانهيار القانون وممارسة ديموقراطية شكلية أجهزت على دور الأحزاب السياسية وأحدثت فراغا هائلا في المجتمع المدني‏,‏ فشغله آخرون وُلدوا من رحم المظالم المختلفة‏,‏ وسطوة القبلية السياسية وممارسة النخبة الحكم بمنطق الفوز بغنيمة الحرب‏,‏ تعد كلها أسباب جوهرية وراء عودة دعوات الانفصال التي يرفعها البعض بصراحة وعلنية.‏
إنّ تحويل اليمن إلى دولة فاشلة، أو تشطيره مجددا إلى شمال وجنوب، سيشكلان زلزالا يضرب استقرار منطقة الخليج والجزيرة العربية. لذلك فإنّ الوضع الذي وصلت إليه الحالة الوطنية في اليمن ينتظر من الرئيس علي عبدالله صالح قرارا تاريخيا بعقد مؤتمر وطني جامع وتشكيل حكومة وحدة وإصلاح، يُعطى فيهما التمثيل الجنوبي نصيبه لطرح مشروعه. ولعل دول الجوار الخليجي مطالبة هي الأخرى بمساعدة اليمن على تخطّي أزمته الحالية، من خلال دعم مالي يخصص لمشاريع تنموية تدار بشفافية.
لقد برزت ظواهر إيجابية، يمكن تلمسها في الخطاب السياسي الرسمي وخطاب قادة الحراك الجنوبي، إذ أدرك الرئيس اليمني أنّ الأمر جدٌّ لا هزل فيه، فقرر دعوة قادة تكتل المعارضة الرئيسي (أحزاب اللقاء المشترك) وزعماء الحراك الجنوبي إلى الحوار والمشاركة في السلطة. وهذه المبادرة، إذا تم تفعيلها بجدية، من شأنها أن تسوّي القضية الجنوبية، وتحفظ الوحدة اليمنية من الزحف نحو المجهول.
إنّ السلطة بيدها الكثير لتعمله، وكذلك المعارضة بيدها أوراق مهمة لتلعبها في هذه المرحلة لتكون قريبة من صياغة حل يفضي إلى إحداث حالة من الانفراج في الوضع القائم، كما أنّ الشخصيات السياسية والاجتماعية والفكرية المستقلة يمكن أن تلعب دورا مماثلا من خلال تقديم الرؤى والحلول، التي يمكنها وقف هذا التدهور، والقبول بحوار وطني شامل يضم كل القوى السياسية اليمنية الفاعلة.
وقد يكون من المفيد في ظل دعوة الرئيس اليمني إلى الحوار، وقرار الحكومة انتخاب المحافظين والاتجاه نحو مزيد من اللامركزية، تَأَمُّلُ فكرة مطبقة في بعض الدول، تتلخص في نقل بعض السلطات إلى حكومة إقليمية يتم تشكيلها في الجنوب مهمتها إدارة شؤون الجنوبيين باستقلالية، وتكون مسؤولة أمام برلمان إقليمي، في إطار إعادة توزيع الاختصاصات بين الحكومتين المركزية والإقليمية.
ومن المؤكد أنّ الانفصال ليس حلا للأزمة القائمة، ولكنّ الوحدة اليمنية حتى تستمر لا بد من تحقيق الديمقراطية، وما يتفرع عنها من حريات وتوسيع دائرة المشاركة في الحكم، من خلال تعددية سياسية وقضاء مستقل والمساواة بين أبناء الشطرين.
إنّ الأزمة التي تعيشها الوحدة اليمنية هذه الأيام ليست وليدة اللحظة، ولا هي مجرد أزمة عابرة، وإنما هي أزمة مركبة عميقة الجذور ساهمت في صنعها عوامل متنوعة، من أهمها عجز السلطة المركزية عن التقدم بحلول عملية لمجمل المشاكل والأزمات ورفض التقدم الجوهري في اتجاه بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة المؤسسات والحق والقانون.
وإن لم يتم التعاطي المجدي مع الواقع اليمني وتفكيك أزماته فإنّ واقع الصراع سيخرج عن نطاق السيطرة، وسيؤدي إلى حرب أهلية لن تبقي ولن تذر، وانقسام اليمن إلى دويلات، وتحويله إلى ملاذ آمن للإرهاب، ومكان لصراع القوى الإقليمية.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق
- سؤال الهوية في دول الخليج العربي ؟
- معوّقات الحداثة في العالم العربي
- الإطار الاستراتيجي للعلاقات الأمريكية - الروسية
- مؤشرات الانتخابات البلدية في تركيا
- تساؤلات بشأن التحول الديمقراطي في العالم العربي ؟
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (6)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (5)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (4)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (3)
- أسئلة ما بعد - انتصار - حماس
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (2)
- الماركسيون العرب والمسألة القومية العربية (1)


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله تركماني - اليمن ليس سعيداً