أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - كيلو: أخطأ ام أصاب؟















المزيد.....

كيلو: أخطأ ام أصاب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ملاحظة هامة: هذا المقال كتب أثناء فترة سجن السيد كيلو، واحتراماً لوجوده في السجن أحجمنا عن نشره، في حينه، ولطالما زالت الأسباب اليوم، فلا ضير من إيصاله للرأي العام، مع تعديلات طفيفة، وطبعاً، دائماً، مع الموضوعية والحياد والواقعية السياسية المطلقة والرؤى الصائبة التي أثبتت نجاعتها، ومع البعد الكامل عن التجارة بالمبادئ والشعارات وعدم الانجراف، والانجرار وراء العواطف والأوهام والخطاب التضليلي الحماسي المخادع الكذاب وأي شكل من المحاباة.

ما إن انتهت مدة محكومية السيد ميشيل كيلو، بعد أن كان الرجل شتم، وسخر، وحط من قدر مكون سوري بعينه بأقذع الألفاظ الممكنة والمتوفرة في قاموسه، في ذلك الوقت، والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى عواقب مجتمعية وخيمة، في غير تلك الظروف، لولا الوعي الكبير، والانفتاح، ودرجة التسامح العالية التي تمتلكها المكونات السورية جميعاً، والتي لم تنطل عليها إحبولة جورج بوش ونعراته التي أيقظها في العراق وحاول تصديرها إلى سورية عبر موجة الإعلانات والبيانات الشهيرة، التي لم تكن، وبوجوهها الأخرى، سوى الذراع الثقافية والفكرية والإعلامية لحرب بوش العدوانية وتهديداته السافرة والغليظة ضد سوريا، وشعبها وأمنها واستقرارها، ومحاولة الولوج إليها عبر ذاك الرهط ممن يسمون بالمثقفين، وتحت يافطات الديمقراطية والتغيير إياها، التي ألفناها وعرفنا مضامينها الحقيقية وخبرناها من "أساتذتنا" الأمريكان، أنفسهم، والتي يمارسونها بكل حرفية وإخلاص وتفان، في أبي غريب، وغوانتانامو، والسجون الطائرة،والتعذيب، "باعتراف تشيني علناً بالأمس"، ودعم أحط الاستبداديات القرووسطية البائدة عبر العالم والتحالف الوثيق والعضوي معها وإقامة الكيانات الطائفية التي لا هوية وطنية لها...إلخ، نقول ما إن انتهت مدة محكومية الرجل حتى سعى البعض للعب نفس تلك اللعبة القديمة، معه، ودون الاستفادة من دروس بوش، وأحد تجلياته هو البحث عن "جنازة ليشبع البعض فيها اللطم"، وتوهم بطولات ومواقف فارغة وزائفة.

وبالعودة إلى نعوات سورية، فمن قرأ مقال الأستاذ كيلو، وأنا واحد منهم، لا بد أنه أصيب بصدمة بالغة، وصعق لدرجة التجني التي وصلت بالرجل إلى إطلاق تلك النعوت والصفات والافتراءات الهوجاء الخالية من أي تحفظ وحياء ضد مكون سوري بارز. ذاك التجني الذي يحمل طابعاً سياسياً بحتاً، ولا يمكن عزله، أبداً، عن مجمل الأوضاع والظروف السائدة في حينه، بتوهم أن تلك المكونات مستهدفة وأصبحت في وضع إقليمي حرج مع طرح البدائل السلفية الأخرى التي برزت على الساح وهلل لها السيد الكاتب نفسه في غير مقال سابق له. ولا أدري إن كانت مجموعة ما، قد دفعت بالسيد كيلو لتبني تلك المواقف الغريبة عنه وعن فكره، أم أنه قام بذلك، من تلقاء نفسه؟ حيث أن كتاباً سوريين معارضين معروفين بوقوفهم على يمين السيد كيلو لم يتجرؤوا يوماً على طرح وقول ما قاله في ذاك المقال المذكور. ومن الجدير ذكره، أنه لو قال السيد كيلو هذا الكلام وأطلق تلك النعوت على باكستاني، أو سيخي، أو هندي، وبنغالي، أو أية أثنية وطائفة أخرى في قلب لندن وباريس وواشنطن، لكان باع كل ما فوقه وتحته ليدفعها تعويضات للمتضررين من أقواله، ناهيك عن عقوبة السجن القانونية التي كان سيواجهها والتي تظهر "العقوبة السورية رؤوفة ورحيمة جداً" أمامها، ولاشيء، هذا إذا كان قد سلم أصلاً من احتجاجات وغضب المشمولين بإهاناته الواضحة التي لا تقبل اللبس وهللت لها جماعات معروفة وبعينها في حينه. من يقبل أن يقال عنه ما قاله الأستاذ كيلو في المقال المشؤوم؟ لا أدري ما هي البطولة التي قام بها الرجل، وهل مخالفة القوانين والتعرض للسوريين، والتطاول عليهم، بذاك الشكل يعني شيئاً لأولئك المهللين، اللهم باستثناء أنهم يؤيدون كل ما جاء في افتراءات السيد كيلو في المقال المذكور؟ أم أن الاعتذار من المتضررين من السوريين، ومن كل وطني سوري، هو أول ما ينبغي فعله من نفس هؤلاء المهللين؟

وبالنسبة لإعلان بيروت- دمشق الذي وقعه السيد كيلو مع رهط آخر من الآذاريين اللبنانيين امعروفي الولاء والاتجاهات والممارسات، فأقل ما يمكن القول فيه، من الذي فوض السيد كيلو وغيره للتحدث باسم الشعب السوري، وبالنيابة عنه، والتكلم في قضايا تمس الأمن الوطني السوري العليا، وعلى درجة كبيرة من الخطورة والحساسية لولا أنه ركب موجة "همروجة" التغيير البوسي؟ وهل هو وغيره، من هؤلاء الـ134 "مثقفاً"،( مع التحفظ طبعاً)، في موقع يسمح لهم بفرض رؤاهم ووجهات نظرهم على أكثر من عشرين مليون سوري ومن دون استشارتهم؟ ولماذا علينا أخذ ما يقوله هذا "المثقف" أو ذاك، في باب المقدس الذي لا يـُطعن ولا يـُمس، ولا يـُناقش؟ ومن طلب منه، ومن غيره، أصلاً ، أن يفعل ذلك؟ ليقولوا لنا ويعطونا أرقاماً وبيانات وتوكيلات قانونية بهذا الشأن، وعندها لكل حادث حديث؟ أعتقد أن الجواب كغيره صفر ولاشيء والأمر كله وثيق الصلة بمشروع جورج بوش الشرق أوسطي الذي كان يبحث عن ذرائع للتدخل، ولا يخرج هذا الإعلان وغيره، وإعلاناتهم كلها، عن هذا الباب. وإذا كانت الأمور على هذا الشاكلة في أي بلد من بلدان العالم، أي أن يقوم مجموعة من الأشخاص الذين لا صفة رسمية ولا شعبية لهم ومن دون تفويض من أحد ، بالتدخل في سياسات البلد وأمنه القومي، والتحدث باسم شعبهم، والطلب المزاجي من بلدهم فعل هذا وترك ذاك، وفتح سفارة هنا، وإلغاء سفارة هناك، أو ما شابه، فأعتقد عندها، كما غيري، بأن لا شيء من هذا له علاقة بمفهوم الوطن والمواطنة والسيادة والأمن الوطني، وأنه لا يوجد نظام في العالم يحترم نفسه يقبل بهذا.

واليوم هناك نغمة، وتيار، على هامش إطلاق سراح الرجل، يحاول أن ينفخ في صدره ورأسه مرة أخرى لا لشيء، وغاية إلا لتوريطه مجدداً في قضايا هي أكبر منه ومنهم، وتتعلق بمحاور، ومصالح، وصراعات متجذرة، وسياسات إقليمية ودولية معقدة جدا، وبتجاذبات قائمة وشائكة في المنطقة، تتطلب مقاربتها فرقاً من المفاوضين والدبلوماسيين ومجموعات عمل متكاملة لحلحلة بعض من "شربكاتها"، إضافة لخفايا أخرى، وعملية استقطاب هائلة لا تعلم أكبر "الأدمغة الاستراتيجية"، حتى اليوم، على أي بر سترسو في ظل الترتيبات المعقدة التي تجري في الخفاء على صعيد غير ملف حساس. وأعتقد أن من أوصل تلك الإشارات الخاطئة المضللة للسيد كيلو وغيره، عن قرب سقوط النظام ونهايته، وتحولات جذرية في عموم الإقليم، ما أدى لتبني سلسلة من المواقف المتوائمة مع تلك المعطيات الكاذبة من قبل البعض، هو من يتحمل، ولوحده، جزءً كبيراً مما حاق بكثيرين من عذابات وآلام واتهامات وسلوكيات وصلت بالبعض إلى الوقوف في صف أعداء الوطن السوري والتربص به مع المتربصين.

السيد كيلو، وعذراً، ليس بطلاً، بأي معيار، ومقياس وميزان. وهو كان قد ورط مع من تورط، وربما فقد البوصلة في مرحلة ما وأخذ بما أخذ به غيره من أضاليل وأوهام. وصدقاً، لو نجحت خطة بوش لكان السيد كيلو من أولى ضحاياها. ولن ندخل في ثنائيات الخير والشر والخطأ والصواب، فالواقع والحقائق هي التي تفرض نفسها في النهاية على الجميع. ولعل البعض سمع وقرأ عن عملية "الترانسفير" والتهجير والتصفيات الكبرى تتعرض لها مكونات بعينها، في أماكن مجاورة وقريبة جداً من كيلو ومحبيه، وكان مشروع بوش يريد إشاعة نفس فوضاه الخلاقة هذه في غير مكان. فإذا كان محبو السيد كيلو يريدون له الخير، فعلاً، فإنه لمن الأجدى، والأصلح لهم، وله، عدم النفخ فيه من جديد، لا لشيء، إلا لأننا نريد له الخير، فعلاً، ولا نتمنى أن يتم توريطه، وتوريطهم، من جديد، بقضايا ومواقف لا طاقة لهم بها، وهي أكبر منه، ومنهم، بكثير، وبكل تأكيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً لمحكمة الحريري؟
- طرائف من العالم: لغز السروال الزهري!!!
- هل هناك أمل بإعادة تأهيل الأصولي؟
- إيروتيك تشاينا
- مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية
- -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام ...
- إفلاس المعارضة السورية
- الحرب على الفئران والخنازير
- من قتل الحريري إذن؟
- انهيار النظام القضائي العربي
- الخنازير وأمراضها
- العدالة المأجورة
- العرب والتخلف الإليكتروني
- تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - كيلو: أخطأ ام أصاب؟