أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نويري - الرئيس اوباما و وهم التغيير














المزيد.....

الرئيس اوباما و وهم التغيير


محمد نويري

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كان عهد الرئيس الامريكي السابق بوش حافلا بالتطورات و الأحداث أثرت بشكل واضح على معالم الحياة الدولية . في هذه الفترة أيضا أضحت مشاكل السياسة الخارجية الامريكية على الساحة الدولية بالجملة ,فأصبح الكذب و تزييف الحقائق و الاستخدام المفرط للقوة و عسكرة العلاقات الدولية من الامور الشائعة . فمباشرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أبانت إدارة بوش عن وجهها الحقيقي و كشرت عن انيابها , فتحت ما سمي بالحرب على الارهاب خاض "المحافظون الجدد" حربيين ظالمتين على كل من أفغانستان و العراق راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى و ملايين المشردين , وكان نتيجة لذلك أن تشوهت صورة أمريكا و ظهرت دون تجميل , فشاهد العالم أجمع في كل من باغرام و غونتانامو و أبو غريب حقائق المدرسة العسكرية الامريكية و كيف ان خريجوا هذه المدارس يقتلون بدم بارد , و يأخذوا الصور مع الاسرى في مشاهد يندى لها الجبين ...
وأمام امبراطورية الخوف و الارهاب التي خلقها "المحافطون الجدد" , كان لزاما على المؤسسة الامريكية الحاكمة من خلال ما تمتلكه من وسائل و آليات و خصوصا وسائل الإعلام الجبارة تستطيع من خلالها قولبة و صناعة الرأي العالم و توجيه الى إنتخاب هذا المرشح او ذاك . فزينت صورة المرشح الذي يخدم أهواءها و مصالحها , و كان لها ذلك من خلال اوباما الذي رفع شعار "التغيير" في برنامجه السياسي , فاز اوباما و أصبح بذلك الرئيس 44 للولايات المتحدة الأمريكية ...
اعتمد الرئيس اوباما في الفلسفة العامة لبرنامجه خيار "التغيير" , فإعتقد البعض ان فجرا جديدا بزغ في سماء السياسة الخارجية لامريكا , و ظن اخرون ان العالم سيسوده السلم و سيعم الامن و تنتهي كل الحروب , و بفضله ايضا ستشبع العدالة بعد ان صار الظلم عنوانا ...
فلم نرى للوهلة الاولى اي تغيير بخصوص السياسية الخارجية لأمريكا , بل سار على نفس النهج الذي سار عليه سابقوه . فبخصوص القضية الفلسطينية , ففي ظل وجود لوبي صهيوني متنفذ في المؤسسة الامريكية الحاكمة فقد نفذ اوباما الامور المطلوبة منه بحذافيرها , فقام بزيارة القدس وظهر بصورة المتدين اليهودي عند ما يسمى بحائط المبكى , و أكد على ولائه المطلق لهذا الكيان . و مباشرة بعد فوزه في الانتخابات استمر في التأكيد كذلك على طاعته ل اسرائيل من خلال الكلمة التي ألقاها امام اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة او ما تعرف اختصارا ب ايباك و التي تعد أقوى جماعات الضغط و اكثرها نفوذا في صنع السياسة الامريكية , و عبر قدسية الامن الاسرائيلي وأن" القدس هي العاصمة الابدية لاسرائيل " . وقد أحاط كذلك الرئيس اوباما نفسه بمجموعة من الاشخاص المعروفين بولائهم ل اسرائيل , فمنصب نائب الرئيس و الذي يحتل مكانة مهمة في النظام الرئاسي تولاه جوزيف بايدن المعروف بتأييده الشديد ل اسرائيل . هكذا فإن الرئيس اوباما لم يخرج عن التقليد الامريكي السائد الذي سار عليه الرؤساء الامريكيين السابقين بخصوص الدعم الامريكي المطلق و اللامشروط ل اسرائيل .
على صعيد انتهاج القوة و عسكرة العلاقات الدولية فمن الواضح أن التدخل العسكري و اعتماد القوة العسكرية كخيار استراتيجي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية , في وجه اية مشاكل تهدد الأمن القومي ,و تحول دون تحقيق مصالحها الاستراتيجية ...
تحت عنوان الحرب على الارهاب خاضت الادارة الامريكية السابقة الحرب على افغانستان , وعاتث فيها خرابا و دمارا , و راح ضحيتها خسائر بشرية هائلة من المدنيين ... أمام كل هذا و تحت شعار التغيير فقد سار الرئيس اوباما على نفس المسار, و وضع استراتيجية عرفت ب استراتيجية اوباما الجديدة في افغانستان و باكستان شملت حتى باكستان , و أعلن عن زيادة عدد القوات الامريكية ب17 ألف جندي لارتكاب المزيد من الجرائم و الارهاب ضد المدنيين . فإذا كان صادقا و يريد التغيير الحقيقي فكان عليه وجوبا أن يسحب كامل قواته من أفغانستان , و أن يقدم كل الارهابيين و المجرمين الامريكيين الى محاكمة عادلة , و أن يعوض كل من شابه ضرر من الهمجية الامريكية هناك ...
خاض كذلك المحافظون الجدد حربا جائرة ضد العراق تحت شعارات واهية تبين في الاخير مدى زيفها و كذبها , فقد كانت أسلحة الدمار الشامل عنوانا بارزا لحرب راح ضحيتها أزيد من مليون قتيل عراقي , و تشريد أكثر من أربعة ملايين ... و نظرا للخسائر الامريكية الفادحة جراء توالي نعوش المحتل الى واشنطن و سقوطه متمرغا في رمال العراق نتجة المقاومة الشرسة التي تلقاها الاحتلال بعد اعلان بوش النصر و انتهاء العمليات العسكرية الكبرى ... أمام هذا الوضع الكارثي وعد اوباما في برنامجه الانتخابي بسحب قواته من العراق في غضون مدة زمنية محددة , لكن حجته على ما يبدو لم تكن انسانية او أخلاقية بل على الارجح كانت اقتصادية , ففاتورة هذه الحرب كانت باهضة نتيجة ضخ اموالا طائلة فيها . رغم كل هذا فشكل الانسحاب و حجم القوات التى ستبقى في العراق تظل من الامور التي يكتنفها الغموض , و يرجع الفصل فيها ل تقديرات القادة العسكريين . فيبدو ان إدارة الرئيس اوباما اذا كان الانسحاب المفترض فعليا , فستقصي لعبة الملاكمة و تعوضها بلعبة الشطرنج .
لطالما اعتقد البعض ان انتخاب الرئيس اوباما , سيغير نظرة و سياسة أمريكا اتجاه قضايا العالم العربي و الاسلامي من خلال لافتة التغيير . و التركيز على ان لون و أصل و جذور هذا الرئيس ستخدم قضايانا . ما يهمنا ليس تغيير الوجوه او وجود الرجل الاسود في البيت الابيض , بل تغيير السياسات و الافعال , و إلا فإن شعار التغيير يصبح مجرد وهم .
*طالب , تخصص علم السياسة





#محمد_نويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السياسي في اسرائيل
- الرقابة على دستورية القوانين بالمغرب


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نويري - الرئيس اوباما و وهم التغيير