أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - العاصفة رفع قانون الطوارئ في حالة الطوارئ فقط!!!















المزيد.....

العاصفة رفع قانون الطوارئ في حالة الطوارئ فقط!!!


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المشهد في يوم العاصفة
اجتاحت العاصفة مدينة دمشق يوم الأحد 22/2/2004 وتسببت باقتلاع عددا كبيرا من الأشجار الصغيرة والكبيرة من جذورها والأسقف المستعارة والصحون اللاقطة وخزانات المياه ولم تسلم«سيب» التلفزيونات!! وأدت العاصفة الشديدة المفاجأة إلى انهيار 8 أبراج كهربائية كبيرة و انهارت 77 شبكة توتر منخفض ، وهي الشبكة التي تغذي المنازل والمحلات التجارية في المدينة. وتسبب ذلك بانقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء دمشق لساعات طويلة . وكالعادة لم يتم حصر قيمة تكاليف الأعطال وإعادة تشغيل الشبكات.
اقتلعت الرياح الشديدة سقف سوق البزورية مما أدى الى وقوع أضرار مادية وإصابات بشرية كما أدى إلى إغلاق السوق. كما اقتلعت الرياح الشديدة أيضاً إحدى البيوت البلاستيكية في منطقة العدوي /مشاتل/ في الصباح وحملتها إلى وسط اتستراد /6/ تشرين ما أدى إلى عرقلة حركة مرور السيارات القادمة إلى دمشق عن طريق دمشق حمص. كما اقتلعت الرياح أسقف عدة مصانع في مناطق مختلفة من ريف دمشق.‏ وانهار ملحق في شارع بغداد و بعض الأبنية طارت شرفاتها بالكامل منها شرفة في منطقة الميسات.
انهارت رافعة برجية ضخمة في مشروع المبنى الجديد لمؤسسة الطيران العربية السورية (منطقة السمانة) من قواعدها السطحية على البنايات المجاورة (فندق الدارة¬ بيت عربي¬ بناية من 5 طبقات) وأصابتها بأضرار بليغة.
تتطاير قرميد العديد من الأسطح وتساقط على السيارات والمارة في شوارع مدينة دمشق وكذلك في ريفها. وتسبب بالعديد من الأضرار والإصابات.
اكثر المدن في ريف دمشق تضررا مدينة دوما حيث أدت الرياح الشديدة إلى سقوط الكثير من الأشجار على شبكات الكهرباء وانهيار جزء من تصوينة قصر العدل في المدينة بسبب سقوط شجرة كينا عليه يزيد وزنها عن ستة أطنان.‏ ‏
‏ 200 اصابة في مشفى دمشق: ذكرت مصادر طبية في مشفى دمشق أن إجمالي عدد الإصابات التي حدثت نتيجة العاصفة الهوائية الشديدة بلغ 200 إصابة. منها 16 حالة احتاجت للعناية المشددة. (أخذت هذه الأرقام الساعة الثالثة بعد الظهر من نفس اليوم مع العلم أن الرياح الشديدة استمرت حتى الساعة الثانية عشر ليلا). ولم يتم نشر عدد الذين فارقوا الحياة على مدار هذا اليوم العاصف.
السؤال الرئيسي:
هل كان المشهد الأول وبكل هذه التفاصيل المرعبة هو نتيجة قوى طبيعية خارجة عن السيطرة بحيث لا نستطيع رد آثارها ككل الكوارث الطبيعية التي لا نستطيع حيالها إلا أن نخضع لفجائعها؟؟؟ أم أن هذا المشهد الكارثي كان نتيجة اهمال وفوضى وتخلف أي أنه كان نتيجة فعل بشري كان من الممكن تلافيه؟؟؟.
إن الإجابة العلمية والدقيقة على هذا السؤال الأساسي ليست سهلة أبداً. إذ تعتمد هذه الاجابة على توفر معلومات دقيقة ومواصفات معتمدة وواضحة. وأول معلومة مهمة نحتاجها للإجابة على هذا السؤال هي: كم كانت سرعة الرياح في ذلك اليوم؟. وماهي أقصى سرعة وصلت لها الهبات المتلاحقة التي تعرضت لها البلاد؟. إذا راجعنا الصحف الرسمية فسنجد عدة إجابات في نفس اليوم. جريدة تشرين تقول لنا أن سرعتها كانت 90 كم/ساعة أما جريدة البعث فتعطينا رقمين مختلفين 70 كم/ساعة و100 كم/ساعة وقد ترك للمواطن حرية اختيار الرقم الذي يريد.
إن لهذه المعلومة أهمية قصوى أثناء البحث عن الإجابة الدقيقة للسؤال الأساسي وتحديد المسؤولية وذلك وكما هو معروف، لأن الدراسات الإنشائية تعتمد سرعة تصميمية تحسب على أساسها قوى الرياح التي تتعرض لها المنشأة وكل عنصر فيها. فإذا كانت سرعة الرياح في ذلك اليوم أعلى من السرعة التصميمية فإن كل ما حصل هو كارثة طبيعية استثنائية خارج السيطرة ولا تقع علينا أي مسؤولية مسبقة وتظل فقط مسؤولية جاهزية قوات الطوارئ والدفاع المدني والمشافي والإعلام. أما إذا كانت سرعة الرياح أقل من السرعة التصميمية فإن ما حصل هو كارثة من صنع أيدينا وفضيحة للمهندسين والبلديات ودوائر الخدمات والمحافظة والأسس التي تسير عليها حياتنا كلها.
إذا أخذنا أعلى رقم لسرعة الرياح أعلنتها وسائل إعلامنا وهو 100 كم/ساعة فسنجد أنها تساوي السرعة التصميمية حسب الكود العربي السوري في المناطق المصنفة بذات الرياح الضعيفة أما في المناطق ذات الرياح المعتدلة تؤخذ 125 كم/ساعة وفي المناطق ذات الرياح القوية 150 كم/ساعة أما في المناطق ذات الرياح القوية جدا فهي تساوي 175 كم/ساعة. وإذا علمنا بأن سرعة الرياح المعتمدة في التصميم في مدينة دمشق هي 150كم/ساعة فسنجد أن ماحصل لا يصنف ضمن الكوارث الطبيعية، وإنما ضمن الفضائح والكوارث التي تعصف بسمعة بلد.
ماذا كان علينا أن نفعل؟؟
يعرف جميع المهندسين أننا نستطيع أن نحسب القوى الناتجة عن الرياح التي يتعرض لها أي عنصر وأن الصحون اللاقطة والخزانات وأسقف المصانع و عناصر تثبيت الاترنيت والقرميد وأعمدة الكهرباء واللوحات الإعلانية....الخ كلها عناصر قابلة للتصميم الدقيق ولاشئ يجب أن يترك للصدفة أو المجهول.
رب قائل يقول: هل من المعقول أن يحتاج كل صحن لاقط وكل خزان مياه إلى مهندس لكي يصمم عناصر تثبيته؟؟؟ والجواب: طبعا، لا. إن الحل السليم والعملي يكون بأن تصمم طرق تثبيت العناصر المختلفة في المناطق المختلفة لمرة واحدة وتعمم على البلديات ودوائر الخدمات الفنية. ليصار إلى تعميمها على أصحاب المهن الذين يقومون بتنفيذها وبشكل مراقب. وكذلك الأمر بالنسبة لطريقة تثبيت قرميد الأسطح واللوحات الإعلانية. ومن الأفضل، وكما يحصل في كثير من الدول، أن يخضع أي شخص يريد أن يمارس مهنة ما لدورة تدريبية تؤهله وتوحد مواصفات عمله مع زملائه وتربط عمله بنظم وقوانين الدولة ،ويمنح على أساسها ترخيص ممارسة هذه المهنة. أما بالنسبة للأشجار التي وقعت فهي يمكن أن تقع ضمن مسؤولياتنا أيضا. وذلك لأن اختيار نوعية الأشجار المزروعة بجانب المباني يجب أن يكون مدروسا، بحيث لا تكون من الأشجار ذات الجذور الأفقية كأشجار الكينا وذلك لسببين: الأول لأنها تتسلل إلى أساسات المباني والأرضيات وتلحق أضراراً فيها، والسبب الثاني لأن جذورها لا تقاوم القوة الناتجة عن الرياح الشديدة.
أما أعمدة شبكات الكهرباء فهي دائما تصمم على أحمال الرياح وذلك بسبب أهميتها أولا وبسبب اختلاف طبيعة التربة والمناخ على طول خط الشبكة ثانيا. ولايمكن أن يقع 77 عمود كهرباء إلا إذا كان التصميم خاطئا أو إذا كان التنفيذ سيئاً وفي كافة الأحوال المسؤولية تقع على عاتقنا. وكذلك الأمر بالنسبة لأعمدة الإنارة والإشارات المرورية واللوحات الإعلانية وأسقف المصانع والبيوت البلاستيكية وسقف سوق البزورية فهي يجب أن تحسب في كافة الأحوال على تحمل الرياح. لا بل إن سوقا هاما مثل سوق البزورية يجب أن يعتبر منشأة خاصة وأن يحسب على سرعة تصميمية أعلى من غيرها من المنشآت كأن تحدد هذه السرعة من إحصائيات 100 سنة أو 200 سنة لا 50 سنة كبقية المنشآت العادية. وهنا نأتي على جانب آخر من المشكلة وهو مدى توفر هذه الإحصائيات ومدى دقتها على اعتبار أن العلم بدون نظام معلومات وتوثيق متقدم لا فائدة ترجى منه. فهل نأمل أن يعاد النظر بأسس أعمالنا ونظمنا المعلوماتية ودقة توثيقنا ومستوى رقابتنا وتنظيمنا لحياتنا!؟؟(هذا السؤال موجه لكافة دوائر الدولة وبشكل خاص الآن لمديرية الأرصاد الجوية). أم نبقى نعزي كل شئ للقضاء والقدر والصدفة، ونظل نُضرب خمسين كف على غفلة منا!!! كما حصل في يوم العاصفة حيث بدأت في الساعة العاشرة من يوم السبت ولكن لم يتخذ أي إجراء خلال 24 ساعة العاصفة ولم يتم توجيه أي انذار عبر وسائل الاعلام. هذا إذا لم نقل بأن الإنذارات كان يجب أن تطلق على الهواء مباشرة وبشكل متكرر قبل وقوع العاصفة بزمن كافٍ وإلا ما فائدة مديرية الأرصاد الجوية؟؟؟ وكذلك لم نشهد أي فعالية للدفاع المدني وقوات الطوارئ في هذا الحدث الطارئ!! أم أن قانون الطوارئ عندنا لا يرفع إلا في حالة واحدة وهي حالة الطوارئ الفعلية؟!!.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباب الأخير
- المرسوم رقم 6 نكث صريح‏ للعقد مع طلاب الهندسة
- عبد الرحمن منيف أيها الشرق الأوسط وداعاً
- هنيئا لك أيتها المرأة المحجبة في فرنسا
- لنغفر ليوسف إدريس قسوته علينا
- الجدار العازل في فلسطين في عصر انهيار الجدران!!؟
- منبر يساري حر في زمن ندرت فيه المنابر اليسارية الحرة والمنفت ...
- اعتذار من نزار قباني
- سياحة في العيون الحرة
- الخيارات الاقتصادية في سورية والحركة النقابية الحقيقية
- المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركو ...
- الديمقراطية حاجة موضوعية في بلادنا مخاطر للاحتلال الأمريكي ع ...
- الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب
- هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناهد بدوي - العاصفة رفع قانون الطوارئ في حالة الطوارئ فقط!!!