أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - حين تلعب السلطة بالجميع














المزيد.....

حين تلعب السلطة بالجميع


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


استعادت السلطة السورية كما يبدو البوصلة التي ضيِّعتها بعد بدء الحرب الأمريكية على نظام الرفيق الأغّر صدام حسين، حيث راحت تتخبط ذات اليسار تارةً، وذات العشائر تارةً أخرى..! وقد بانت استعادتها هذه من خلال عودة تلاميذ الراحل الأسد الذين تخرجوا من مدرسة التوازن السياسي وقد أبدع فيه أيما إبداع، إلى تذّكر الدروس التي كانوا نسوها إبان الوعكة التي ألمَّت بالجميع يوم رحيله..! إذن، عادوا إلى اللعب سياسياً على جميع الأطراف الداخلية، وامتداداتها الإقليمية ..! والمقصود من هذا الكلام طبعاً هو اللعب على التناقضات، والتباينات، وغير ذلك.. وصولاً إلى اللعب على الذقون..!
قبل عدة أشهر، عقد في دمشق بدعوة من جامعة دمشق العائدة ملكيتها للحكومة، وبالتعاون مع مركز الدراسات الإسلامية الذي يرأسه الإسلامي المجدد الدكتور محمد حبش، ملتقى إسلامي تحت عنوان [ تجديد الخطاب الإسلامي ] وهو عنوانٌ يستجيب لضرورات يفرضها الواقع المتردي، والرديء لعموم المسلمين .. وقد ثبت فشل مثل هذه المحاولات التجديدية خلال القرن الماضي.. وقد صار معروفاً أنه يجري تخوين، وتكفير الداعين إلى التجديد من كتاب، ومفكرين.. وقد وصل الأمر إلى حد تطليق زوجاتهم منهم وإعادتهم إلى العزوبية كما حصل مع الدكتور المصري ( نصر حامد أبو زيد ).. والحقيقة التي يجري التكتم عليها عادةً ، تدلل على أنَّ التراكم الفقهي الكمي على مدى قرون، لا يتيح الخروج من بنية الخطاب الإسلامي القروسطي بأية محاولة تجديدية ناجحة..وقد كان الردّ المباشر، والفوري على هذه المحاولة التي نتكلم عنها-على تواضعها- سريعاً، حيث لم يمض سوى بعض الوقت الكافي لتنظيم الأمور وترتيبها، حتى عقد في أواسط نيسان الحالي ملتقى إسلامي آخر تحت عنوان [ الاجتهاد بين التجديد والتفريط ] وذلك بمبادرة من مجمّع الشيخ كفتارو مفتي الجمهورية، ورابطة العالم الإسلامي، وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف العائدة ملكيتها للحكومة التي استضافت الملتقى الأول..!وقد لقي هذا الملتقى بالضّد من الملتقى السابق اهتماماٍ رسمياً عالي المستوى و تجلّى ذلك من خلال استقبال رئيس الجمهورية لنجم الملتقى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي..! والهدف من عقد هذا الملتقى واضحٌ من العنوان..! حيث يجرى النظر إلى الدعوات الفقهية التجديدية مسبقاً بعين الريبة بدواعي الخوف من التفريط بالثوابت الدينية وهذا هو نفس الموقف الذي واجه كل المحاولات السابقة على مدى الزمن الإسلامي..وسيظل يواجهها في المستقبل لأنَّ ذلك عائدٌ كما ذكرنا قبل قليل، إلى كون جوهر المسألة الذي يجري تجاهله يكمن في البنية التي لا تتقبل التطوير، والتجديد.. تماماً كما هو وضع الأنظمة التسلطية حالياً..! لذلك نجد هذا التناغم في المواقف ما بين الأنظمة التي تواجه دعوات تجديدية مماثلة والشيوخ حراس الثوابت.. وغير بعيد من المكان حيث يقع فندق البلازا، عقد ملتقى آخر تحت عنوان [ المخاطر التي تواجه سورية ومهام القوى الوطنية ] أيضاً برعاية شبه رسمية حيث حضر إلى جانب الشخصيات المعارضة، والشخصيات الموالية، والشخصيات البين بين، شخصيات رسمية حزبية، ونقابية.. والطريف في هذا الملتقى، مفارقة يفقع من يعرفها من الضحك وهي مشاركة بعض المعارضين من المحكومين في قضية نشطاء مدينة حلب المعروفة الذين كانوا يرغبون بتنظيم ملتقى صغير جداً بالقياس إلى الملتقى المذكور تلقى فيه محاضرة واحدة.. ويبدو أنَّ حسن حظهم هو الذي أتاح لهم الحضور والمشاركة، فمثلاً الأستاذ فاتح جاموس الذي قدَّم مداخلة عن المخاطر إياها، محكوم بالسجن لمدة عام وقد استأنف الحكم وانعقد هذا الملتقى قبل انتهاء مدة الاستئناف وهي شهر واحد فتمكَّن من المشاركة الوطنية هذه..!
أين يكمن ما تحدثنا عنه في بداية هذا المقال من استعادة للبوصلة، واللعب في بيدر التوازنات،واستثمار متواصل للتناقضات..وغير ذلك..؟ من الواضح أنه يكمن في هذا التحشيد، والتجييش الذكي الذي استعرضنا جانباً منه حيث رأينا المتناقضين، والمتعاكسين، والمختلفين،وحتى المحكومين، يحتشدون في شهر واحد في مدينة واحدة في حضن واحد هو حضن السلطة بالطبع..! هذه السلطة التي أثبتت من خلال هذا التكتيك القوس قزحي أنها وحدها تعرف- مع الأسف طبعاً- كيف أصبح شغل السياسة في مرحلة ما بعد صدام..!؟ وبناءًا على ما تقدم فإنَّنا نعتقد أنَّ القادم من الأيام سيكشف عن مزيد من القرائن التي تؤكد ومن غير أدنى لبس، حقيقة أنَّ السلطة في سورية ستبقى إلى وقتٍ طويل اللاعب السياسي الوحيد في الساحة المحلية، و من غير أن يعني هذا أنها ستتوقف عن توظيف جميع من حولها في الداخل والخارج في خدمة مشروعها المنفرد.. عرفوا ذلك أو لم يعرفوا..!
19/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء عاجل لا تعقدوا القمة
- العبور المستحيل
- عن جدوى الكتابة
- صاحب الكلكة وربيع سورية
- ماهية الانتصار في الزمن الراهن
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم
- نعسانيات الأغا على الجزيرة
- عن الخطوط الحمراء


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - حين تلعب السلطة بالجميع