أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الشمري - الأسرائيلي الطيب يعاني من الشرير الأيراني














المزيد.....

الأسرائيلي الطيب يعاني من الشرير الأيراني


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:36
المحور: كتابات ساخرة
    


اسرائيل تلك اللعوب التي سرقت الأضواء في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1948 وأصبحت الأقوى منذ عام1967 .استطاعت أن توظف الأعلام العالمي الى جانبها وصورت نفسها للعالم كضحية للعرب المتخلفين المتخمين بأموال النفط . ولابد من وجود عدو شرير قوي او يبدو بمظهر القوي يقابلها ويعطي مشروعها التسليحي العالي الكفاءة والنووي الأتجاه عذرا وسببا يقنع به شعب الله المختار أولا ويبقيه موحدا وواعيا ويقنع به العالم ثانيا وخاصة الغرب بالوقوف الى جانبها والتغاضي عن سعيها المستمر لتطوير ذلك المشروع وبشرعية ذلك السعي .
ابتدأت اسرائيل وبشكل منهجي مدروس بعد حرب عام 48 بالبحث عن رموز من بين أعدائها الكثر وخاصة العرب تضخمهم بأعلامها وبمساعدة الأعلام العالمي وتعطيهم أكبر من حجومهم وتزوقهم وتجعلهم يبتلعون الطعم ثم تحطمهم . فترى ذلك العدو الرمز ينتفخ و يبدأ بالتشدق والقاء الخطابات الرنانة والتهديدات النارية وترديد اسطورة شطب اسرائيل من الخارطة, تلك الأسطورة التي لها تأثير كبير لكسب التعاطف مع قضية اسرائيل وتأليب الرأي العام الدولي ضد اعداء ها, ولها ايضا تأثير سحري على الداخل الأسرائيلي بجعله متماسكا أمام عدو يريد رميه في البحر ومسح اسمه من خارطة العالم .

وهكذا صورت اسرائيل بتعاونها المثمر مع الأعلام العالمي جمال عبد الناصر على انه هو الشرير عدو اسرائيل انذاك وأخذ الأعلام العالمي يتداول خطاباته الملتهبة وتهديداته برمي اليهود في البحر وتجاوب الشعب العربي مع قائده المعتدي الذي سيعيد أمجاد الغزو والأعتداء . ومن ثم جاء دور عرفات والقذافي ومرورا بصدام ونصرالله وأخيرا وليس اخرا عدو من غير العرب ولكنه قريب عليهم وهو أحمدي نجاد.

اذن فإنه ان لم يكن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد موجودا فإن الاسرائيليين سوف يخترعونه.. وأي حجة تتذرع بها اسرائيل الان بأنها مهددة بوجودها أفضل من زعيم دولة اسلامية يقول أن دولة إسرائيل يجب أن تشطب من خارطة الشرق الأوسط ؟ وأضافة لذلك فان له تطلعات نووية تهدد الأمن الدولي .

وكما في فترات سابقة كانت مصر هي هدف الأعلام الأسرائيلي والدولي ومن ثم منظمة فتح والعراق وحزب الله فقد وصل الدور لايران التي تستحوذ على تفكير اسرائيل الان .أي إسرائيلي تتحدث اليه وأي خطاب من سياسي اسرائيلي تستمع اليه تجد ايران هناك , انه شيء كالهوس الأعلامي والسياسي وحتى الشعبي العارم. كما ان نظرة فاحصة في السياسة الأمنية التي وضعتها الحكومة الجديدة لبنيامين نتنياهو تجد ان ايران دائما هناك – خطر يلوح في الأفق الأسرائيلي يهدد البلاد بالتعرض لهجوم نووي ويقود أيضا عدوّين خطرين هما حماس وحزب الله اللذين يتطلعان بشوق كبير لغزو الدولة اليهودية وقد سبق لهما التصادم معها وتحقيق نتائج لا بأس بها .
والسبب في ذلك الهاجس سواء كان حقيقيا أم لا فهو واضح بما فيه الكفاية لأن أحمدي نجاد هو من ابتلع الطعم هذه المرّة وقد يكون ابتلعه باختياره.

قد لا تكون إيران مصدر تهديد لإسرائيل بالغزو المسلح بشكل مباشر ، ولكن تطوير التكنولوجيا النووية يشكل تحديا خاصا لأمن إسرائيل حسب رأيها بوصفها القوة النووية الوحيدة في المنطقة ومشروع ايران سيساهم بتغيير موازين القوى التي تميل لصالح اسرائيل. أضف الى ان إيران تدعم حماس وحزب الله مما يعني أنها السبب الرئيسي لعدم استقرار المنطقة. ولو ان اتهام حماس وحزب الله بكونهما مجرد وكلاء لطهران هو سوء فهم لطبيعة هاتين المنظمتين وهو ذريعة تتخذها اسرائيل وأمريكا لعدم التعامل معهما . من المستبعد حاليا أن تكون هذه المخاوف حقيقية لأنه ليس من مصلحة ايران مهاجمة اسرائيل وتهديد وجودها حيث ان ايران تسعى لتطوير مشروعها النووي بغرض النهوض بواقعها وليس من مصلحتها الدخول بحرب مع عدو نووي ومسلح تسليحا جيدا ومدعوم من الغرب كأسرائيل . ولكن من مصلحة ايران ايضا ان تستعرض عضلاتها وتوحي للعالم بأن لها قدرات عسكرية عالية جدا تجعل من يفكر بالأعتداء عليها أن يعيد تفكيره وتحاول من خلال ذلك تحقيق أهدافها الستراتيجية الأخرى.

و هذا يناسب اسرائيل جدا وهو أظهار ايران بوصفها خطرا كبيرا على وجودها وخاصة بعد سقوط نظام صدام حسين ، وانها تحتاج لعدو خطير بما يكفي وليس خطيرا جزئيا كحزب الله وحماس لغرض تبرير استمرار الاحتفاظ بألاسلحة النووية ومطالبتها بأن الأمن يجب أن يعلو على أي اعتبار آخر في سياستها تجاه جيرانها وهذا الهاجس يعطيها الحق ايضا بالأستمرارببناء المستوطنات لأستخدامها كعوائق طبيعية وبشرية ضد أي زحف تجاهها. اذن فأن اسرائيل بحاجة الى احمدي نجاد المتشدد لغرض تأخير عملية السلام مع الفلسطينيين والحصول على مكاسب وضمانات دولية واقليمية والتي بدأت بحصد بعضها ومنها التقارب مع بعض الدول العربية المتوجسة من قوة ايران المتنامية والتطابق مع البعض الأخر في وجهات النظر والشعور بان الخطر الأيراني هو فوق الخطر الأسرائيلي وكذلك هاهو نتنياهو ورئيسه بيريز ابتدءا باستخدام هذه الورقة للضغط على امريكا.

ففي زيارته إلى واشنطن مؤخرا ،فأن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز استخدم ورقة تسليح ايران بشكل اساسي للضغط على امريكا وللتهرب من التزامات اسرائيل تجاه اقامة دوله فلسطينية مستقلة .وقد قال بيريز في تمهيده لزيارة نتنياهو ، نعم سنتحدث الى الفلسطينيين ولكن سيكون عليكم المساعدة في تحييد ايران مقابل ذلك. انها"صفقة كبيرة" وهي جزء من السياسة التي تتبعها اسرائيل.



#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة المغني العالمي جيرمان جاكسون
- رئيس جمهورية جامبيا يعود الى الأسلام
- هل ان السيد المسيح هو ابن الله حقا ؟
- نظرية جديدة للعبقري أياد جمال الدين
- رسالة مفتوحة الى مقتدى الصدر
- العنف في العراق لم يمت / مقالة مترجمة
- قصص المثليين في الكتاب المقدس
- فيلم امريكي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
- حاخام يهودي يفضح وفاء سلطان
- ناهده الرماح ..نخلة عراقية عائدة
- ناهدة الرماح..نخلة عراقية عائدة
- ترجمة القران الكريم الى العبرية
- عودة الشاعرة الرقيقة مرام المصري
- جلعاد شاليط ومصيبتنا
- المصالحة مع العقارب
- انتصرنا.. انتصرنا
- طلاء بغداد باللون الأبيض
- مزّمل حسن يقطع رأس زوجته..تحسينا لصورة الأسلام
- رفض الهاشمي مقابلة رفسنجاني..الأسباب والنتائج
- مسلسل الأسباط ..العسل في السم أم السم في العسل؟


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الشمري - الأسرائيلي الطيب يعاني من الشرير الأيراني