أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - وأكره اللي يقول: آمين!














المزيد.....

وأكره اللي يقول: آمين!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 10:02
المحور: حقوق الانسان
    


بالأمسِ صحَّ رِهاني. صحيحٌ أن الثمنَ فادحٌ، لكن الرهاناتِ الكبرى تأبى إلا الأثمانِ الكبرى. أعزّيك يا ريّس. وأعلمُ أن وجعَك لا يشبهُه وجعٌ. وأن المُرَّ في حلْقِكَ مُرّان. مُرُّ فقدِك قطرةً رقراقةً كانت تُبهج يومك المشحون بهموم ثمانين مليون إنسان مربوطين في عنقك، ومُرُّ حَزَنَكَ على ابنك الثاكل ابنَه؛ وهو بعدُ زهرةٌ توشكُ أن تستوي على عودِها النحيل. لكن الوجعَ الذي اعتصر قلبي مثلما قلوب المصريين، لم يمنعني عن تأمُّل تظاهرة الحب التي أفاضها المصريون على محنتك. يمينيون، يساريون، فقراء مطحونون، أثرياء، مهنيون، ربّاتُ بيوت، جميعُهم ضربهم الحزن. اجتمع الشعبُ الذي لا يجتمع على شيء. هنا شعبٌ ذكي، يعرف ألا يخلطُ الأمور. أعاروا قلوبَهم الثمانين مليونًا لجارهم المصريّ محمد حسني مبارك، للنسر الجويّ الذي جازف بعمره من أجل مصرَ، للرجل الذي يحمل منذ عقود حِملاً ثقيلاً. هم ذاتهم يا ريّس الذين ينتقدون النظامَ والحكومة في كلِّ ساعات يومهم، هم ذاتهم الغاضبون المعتصمون المُضربون، منحوكَ اليومَ دموعَهم وشرخَ قلوبهم، ومنحو الجميل محمد علاء أبوَّتهم وأمومتَهم فتجرعوا معكَ كأسَ الثكل المُرَّ. هذا مجدي الجلاد، ذو القلم الشريف الذي طالما انتقد حكومتك في صفحته الأخيرة من "المصري اليوم"، قد أفرد الصفحة الأولى ليحمل معك نصيبَه من وجعك، ذاك أن أجندته الوحيدة هي حب مصر وصالحها، مثل العديد من الكتاب الشرفاء في مصر. مناوئتنا حكومتَك تشبه المثل القائل: "أدعي على ابني وأكره اللي يقول آمين!". مرَّ زمنٌ منذ رأيتُ المصريين وقد اجتمعوا على أمر. حزنٌ عام، صامتُ حينًا، باك حينًا، وصادق طول الوقت، عمَّ المطارات والمقاهي والشوارع والمكاتب والجامعات والمدارس. صحفاتٌ مطوّلة على الانترنت بُسطت لكلمات العزاء وطيب الدعوات لمنحك السلوى والجَلد. مجموعات باسم الطفل الذي طار إلى حيث يطيرُ الأطفالُ، لكي يشفعوا لأبويهم ثم ليهنأوا في النعيم الخالد الذي لا يزوي ولا يفتُر؛ فتشرقُ وجوههم بحضرة الله ونوره إلى أبد الأبد.
صَحَّ رهاني الذي لا أني أكتبُه في مقالاتي. المصريُّ لا يشبهه أحدٌ من سكان الأرض. هو أجملُ سكّان الأرض. وليرمِني بالشوفينية مَن يشاء. هي تهمةٌ لا أُنكرها، وأعتزُّ بها. من حقي أن أفرحَ بجمالي؛ وأنا جميلةٌ بمصريتي، مثلما كلّ مصريّ جميلٌ بمصريته، ومن حقي أن أبحث في العتمة عن شعاع ضوء؛ ومحنتُك يا ريّس عتمةٌ موحشةٌ، لكن حبَّ المصريين حزمةُ نور غامر، عثرتُ بها فأبهجتني رغم الوجع.
فاتك أن ترى يا ريّس، لكننا رأينا نيابةً عنك، كيف حزن المصريون كأن كلَّ رجل فيهم أبٌ لحفيدك، وكأن كلَّ امرأة حملته في أحشائها وهنًا على وهن، وراقبته يكبر بين عينيها وذراعيها يومًا بعد يوم فتكبرُ معه أحلامُها له ورهاناتها عليه. فاتك أن ترى كيف أبتْ كاتبةٌ نبيلة اسمها سحر الجعارة أن تشارك في برنامج تلفزيونيّ رفض أن يستهلَّ فقرتَها بعزائها لك. نحن رأينا كلَّ ذلك بدلا منك، فعرفنا أننا نجيدُ الحبَّ، وعرفنا أننا جميلون، لأننا مصريون. لكَ أن تفرح بنا وبمكانتك لدينا؛ رغم ظرفنا القاسي وفقرنا ومرضنا. وفي الأخير أدعوكَ أن تردد مع السيّاب قوله: لكَ الحمدُ مهما استطالَ البلاءْ/ ومهما استبدَّ الألمْ/ لك الحمدُ، إن الرزايا عطاءْ/ و إنّ المصيباتِ بعضُ الكَرَمْ. المصري اليوم- 25/5/09



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغُوْلَة
- -شباب يفرح القلب-
- بل قولوا إنّا شبابٌ صغار!
- إنهم يذبحون الأخضرَ
- مصرُ التي خاطرهم
- القططُ المذعورة
- لا تأتِ الآن، فلسْنا أهلاً لك!
- أيها الطائرُ الخفيف، سلامٌ عليك
- فريدة النقّاش، صباحُ الخير
- عزازيل ومرآة ميدوزا
- لشدّ ما نحتاجُ إليكَ أيها الشارح
- قال: لا طاغوتَ يعْدِلُ طاغوتَ الكُهّان
- وإننا لا نبيعُ للكفار!
- أبريلُ أقسى الشهور
- احذروا هذا الرمز!
- الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا
- ما تشدي حِيلك يا بلد!
- من أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟
- طواويسُنا الجميلةُ
- أنا أقولُها علنًا!


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - وأكره اللي يقول: آمين!