أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم غيلان - الروائي المغترب علي عبد العال: الثقافة تضمحل من دون هواء الحرية















المزيد.....

الروائي المغترب علي عبد العال: الثقافة تضمحل من دون هواء الحرية


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 07:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يؤشر النضج الذي ارتقت اليه تجربة القاص والروائي العراقي المغترب علي عبد العال علامة مهمة تؤكد قدرة المبدع العراقي على حالتين، الاولى تواصله مع مشروعه الابداعي برغم النفي والاقصاء والقمع ، والثانية رهانه المكابر الدائم على اعادة صياغة الحياة بكل ماتحتويه من جماليات .. استثمرت عودة عبد العال لوطنه بعد غياب دائم لأكثر من ثلاثة عقود عبر هذا الحوار:
*ترد عبارة(المنفى) في معظم عناوين اصداراتك، فهل يعني ذلك ان المنفى هو الذي فجر الكامن في طاقتك الابداعية؟
-المنفى فجر هذه الطاقة نعم من عدة نواح، فجر طاقة الألم، طاقة الحنين، طاقة العذاب، أما اللغة فهي خزين موجود وتكون داخل العراق، يبقى المنفى( طاقة تدميرية هائلة) في حال عدم تصريفها بشكل علمي ومدروس، وربما تكون كما تفضلت حالة ابداعية في حال تحويلها الى منظومة من المفاهيم الفكرية والأدبية لتكون بمثابة تجارب انسانية تفيد الكثير من البشر الذين اجترحوا المنفى كمكان للعيش الاضطراري وبذلك يمكنها ان تكون محطات ثقافية يتعظ من المها الآخرون ليفكروا مئة مرة قبل ان يرتكبوا المنفى.
*اعود معك الى اللغة واشكالاتها في تنقلات المنافي .. ماهي العناصر التي ساعدتك على ادامة لغة اعمالك وتعميقها؟
-حرصت على الدوام وفي كل منفى استقر فيه ردحا من الزمن على اقتناء ماتيسر من الكتب، ففي المغرب حيث أقمت اربع سنوات امتلكت مكتبة شخصية جيدة احتوت على أهم كتب التراث والأدب حيث الوسط الثقافي هناك يهتم كثيرا بالتراث العربي الاسلامي ويحرص شديد الحرص على اقتناء الكتب والمخطوطات من مصادرها الأصلية ، لذلك ساعدني هذا الوضع على اقتناء الكثير من المصادر العربية التي من شأنها تنمية اللغة وتقوية مصادرها لتصبح خزينا جيداً يعينني في قاموسي اللغوي. وهذا الأمر ينطبق الى حد ما على دمشق وبيروت، وعندما يضطرني الرحيل من منفى الى آخر أحمل معي حقيبة مهمة واحدة هي حقيبة الكتب، وعندما حل بي الترحال في السويد اضطررت الى شحن اربعة صناديق كارتونية تضم أهم الكتب التي احتفظ بها حتى الآن، في السويد فوجئت عند زيارتي للمكتبات العامة بأمر أذهلني، كانت المكتبات السويدية العامة وخاصة المكتبة الملكية في ستوكهولم تضم امهات الكتب العربية فمن الطبري والزمخشري والمتنبي والجاحظ وصولاً الى دعاء زين العابدين بن الحسين اضافة الى احدث مايصدر في البلاد العربية من اصدارات اذ لاتخلو المكتبة السويدية من اصدارات حديثة معاصرة، ولذا ولمن يهتم باللغة كأداة عمل يومي وابداعي فأنه سيعثر على بغيته في كل مكان. هذا الوضع(الاستثنائي) من شأنه أن يجعل القاموس اللغوي للكاتب حيوياً وفعالاً عندما يكتب نصه الابداعي. بشكل عام يخسر الكاتب والمثقف بعضاً من قاموسه اللغوي على صعيد الايقاع اليومي في الحياة العامة حيث اللغة المختلفة ولغة الاعلام أيضاً مختلفة وهذه أيضاً احدى خسائر المنفى.
استبداد أحادي
*طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة كيف قرأت الأدب المكتوب داخل العراق الذي كان يكتوي بنيران الفاشية.. كيف نظرت اليه.. ومادرجة تقييمك له؟
-الحياة الثقافية العراقية في ظل النظام الدكتاتوري السابق كانت فقيرة بشكل عام واستطيع القول( كانت شاذة) وكل ثقافة شعبية أو ثقافة نخبة تضمحل وتشارف على الموت عندما لاتتنفس هواء الحرية النقي. من هنا عانت الثقافة العراقية نثراً وشعراً من الاستبداد الأحادي والمتخلف وقاد النظام السياسي ورموزه الثقافية حملاتهم المنظمة والممنهجة لخنق معظم التجارب الابداعية الجادة ونجحت هذه الرموز بخنق الثقافة المكتوبة داخل العراق الى درجات بعيدة، الدليل على ذلك هجرة معظم المبدعين العراقيين الى خارج العراق من أجيال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ومابعدها، حتى يمكن القول ان ما انتج من أدب عراقي في المنافي هو أصدق تعبيراً وأكثر قرباً من معاناة العراق الرهيبة التي سببها النظام السابق، فروائي كبير مثل الراحل(فؤاد التكرلي) كتب في منفاه خلال ماينيف على العقد أكثر مما كتبه في العراق طيلة خمسين عاماً. وهذا ينطبق على الكثير من المبدعين العراقيين الكبار الذين لوعددنا اسماءهم لما اتسعت لها مساحة الحوار برمته. الأدب العراقي المكتوب في الداخل يثير فينا الشجن على الدوام واعتقد ان معظم الأدباء الذين اضطروا للعيش في المنافي يتابعون بدرجة واخرى النتاج الأدبي الذي تنتجه المؤسسة الرسمية وما ينتج بشكله السري( خارج المؤسسة) وكنا نعثر في نوعية الأدب الثاني على ابداعات مهمة وجيدة ونحس ونعرف جيداً مقدار الصدق والطاقة الجميلة الخلاقة لهؤلاء المبدعين على العكس تماماً من نتاجات ممثلي الثقافة الرسمية التي كانت تتهاوى في حضيض الشعارات الرنانة ومجانية الموت والتطبيل له وهناك من الادباء من سجل شهادته في هذا المضمار واعتراف يصل درجة جلد الذات القاسي، اعتقد شخصياً ان ماكتب في المنفى من أدب نثري وشعري وفكري هو يعبرً عن هوية المبدع العراقي الحقيقية أكثر مما عبرت عنها المؤسسة الرسمية في ظل النظام الديكتاتوري ولو تسنى للمهتمين ملاحقة وتدوين تلك الحالتين لسوف تظهر هذه الحقيقة للعيان .. كان التواصل على الدوام صعباً بين الادباء العراقيين في المنافي المبعثرة والادباء العراقيين المقموعين أما في السجون واما في جبهات الحروب أو المهملين في الشوارع وغالباً مايتم ذلك بمجهودات شخصية بحتة.
إعادة الصرح
*الآن وفي ظل المتغيرات الجديدة وزوال النظام الشمولي كيف تقترح تأسيس ثقافة عراقية ترتقي لأصالتها الأولى؟
-هذا سؤال مهم جداً، أولاً انه عمل مؤسساتي بالدرجة الأولى، أي عمل دولة عبر المؤسسات الثقافية من وزارة الثقافة الى الأندية الثقافية وقنوات اعلامية من اذاعة وتلفزيون و... الخ. هذه مهمة تنهض بها الدولة أولاً. وأيضا في نفس الوقت تقع على عاتق المثقف العراقي مسؤولية جسيمة هي الأخرى لاعادة صرح الثقافة العراقية الأصيلة الى الواجهة مرة اخرى، دعني اقول انها مهمة غير مستحيلة بالرغم من ان البناء ليس بسهولة الهدم والثقافة العراقية تعرضت الى الهدم طيلة عقود ماضية، والآن وبفضل التغيير السياسي الذي حدث استطيع القول انني ارى عودة الثقافة العراقية الأصيلة كنتيجة لامناص منها لأن المثقف العراقي مثقف أصيل بطبعه ولايقبل لتاريخه الثقافي العريق ان يغيّب أو يغيب الى ما لانهاية.. الوضع الثقافي العراقي الآن يحتاج الى الافادة من تجارب الأمم والشعوب الأخرى ولابأس بدراسة ماحدث بعد الحرب العالمية الثانية حيث انهارت معظم البنى الثقافية والفكرية للكثير من الدول الاوروبية ذات الشأن الثقافي المتطور ولكن سرعان ماتم تلافي هذه الفترات الشاذة في التاريخ البشري (اقصد الحروب) وتمت كذلك استعادة العافية من جديد كالذي حصل لألمانيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا ودول اسكندنافية لترتقي هذه الشعوب والأمم وتطلع بدورها الانساني مرة اخرى. نحتاج الى دورات ثقافية جادة يتم من خلالها اختيار نخبة من المثقفين والمبدعين للذهاب الى دراسة تجارب الشعوب وأخذ الافكار الملائمة الكفيلة بوضع مشاريع ثقافية علمية لبناء اسس جديدة تستند على الأصيل من الثقافة العربية والاسلامية وترفدها بما تفرزه الحياة المعاصرة من تكنولوجيا متطورة تسرع البناء الثقافي الجديد.
ببلوغرافيا
علي عبد العال تولد الديوانية 1956 درس القانون والسياسة في جامعة بغداد غادر العراق العام 1979 وتنقل بين منافي صوفيا- بيروت- دمشق- المغرب- ليستقر بعدها في السويد.عمل في الصحافة العراقية والعربية والسويدية صدر له:- المشي في الحلم/قصص/ دار الصداقة - بيروت1987 - مقتل علي بن ظاهر ومتاهته - رواية- دار المنفى- السويد -1996 انشودة الوطن.. انشودة المنفى- قصص مشتركة - دار الكنوز بيروت 19967.
- العنكبوت/ قصص/ دار المنفى - السويد 1998.
- أقمار عراقية سوداء في السويد/رواية/ دار المدى - دمشق - 2004. ميلاد حزين- رواية- دار حوران/ دمشق - 2005 ازمان المنافي- ثلاث حكايات- دار حوران- دمشق - 2005 عالم صغير جداً- قصص- وزارة الثقافة السورية 2006.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدّاح القمر
- قلها ... ومت ثانية
- الإدارة والفن ... ثنائية القطيعة
- عبدالله صخي: مصطلح الداخل والخارج يظلم الأدب برمته
- انتبهوا لهذه النغمة!
- بغداد .. المتنبي .. و الناس
- ألأثر الشعبي في رواية (خَلف السَدة )
- شعراء المنصة
- بالدموع والرايات الحمراء ودعناك يا كامل
- الصمت المزري
- العراق في عهد قاسم.. تاريخ سياسي1958-1963
- عبد الكريم قاسم .. من ماهيات السيرة الذاتية
- احمد خلف: الشعر الشعبي مبتلى بالمتطفلين عليه
- القاء القبض إعله الدمعه!
- احذروا التوقيع !
- الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيل ...
- أزمة المعرفة
- محمد الغريب.. ضمير جيل
- سياحة في بقايا قصر الطاغية
- عواد ناصر: ادعو الى اطلاق مبادرة تتعلق بتأسيس (ثقافة الاعتذا ...


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم غيلان - الروائي المغترب علي عبد العال: الثقافة تضمحل من دون هواء الحرية