أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير نوري - انتخابات كردستان وموقفنا منها















المزيد.....

انتخابات كردستان وموقفنا منها


سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)


الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلن عن ان موعد بدء الانتخابات سيكون في 25 تموز 2009. وقد تم الاعلان عن فتح باب الترشيح وتسجيل القوائم والتحالفات الانتخابية و تم تسجيل عدد من تلك القوائم ومن جهة اخرى سجل مسعود البرزاني اسمه كمرشح لرئاسة حكومة اقليم كردستان العراق بالاضافة الى منافس اخر. والقائمة الاكثر بروزا هي قائمة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني حيث قد شكلوا تحالف ولديهم بلاتفورم موحد وقرروا الاشتراك بقائمة موحدة وهي القائمة الكردستانية. بالاضافة الى تلك القائمة هنالك قوائم اخرى احداها لل"اصلاحيين" بزعامة نو شيروان مصطفى وقائمة التقدم لهَلو ابراهيم احمد وقوائم لاحزاب اخرى اسلامية وشبه اسلامية كالرابطة الأسلامية وكومل وزحمتكيشان و الحزب الأشتراكي و قائمة اخرى للحزب الشيوعي الكردستاني و الحركة الديموقراطية و منظمات اخرى شبيهة لهم وغيرها.

من الضروري ان نعرف بان الانتخابات الحالية في العام 2009 تجري في اوضاع مختلفة بالمقارنة مع الانتخابات الاولى التي جرت في كردستان العراق ايام حكم حزب البعث. لقد كان الصراع مستعرا حينها وقد تحالف القوميون الكرد وقتها مع امريكا وحلفاءها. لقد كان العالم يمر بمرحلة محاولة امريكا تزعم العالم وتمتلك السيادة المطلقة، كما ان الاوضاع كانت تتجه باظطراد نحو اليمين؛ ضد الاشتراكية ، وضد العمال ، وضد الانسانية، وضد المرأة وغيرها. في حينها اصبح القوميون الكرد جزءا من تلك العملية الرجعية التي دفعت المجتمع في وقتها الى الخضوع وسلبت منه المكتسبات الانسانية على صعيد عالمي، هوجمت حقوق المرأة، ودفعت المرأة الى التقوقع داخل المنازل من جديد. برزت في تلك الفترة الحركات الاسلامية بالاضافة الى حدوث تغييرات جدية في المنطقة. لقد اصبح القوميون الكرد اذن جزءا من تلك العملية وبالنتيجة منحتهم امريكا مكانة لموقفهم التحالفي معها وخاصة ان امريكا كانت تخوض صراعا قويا مع الاسلام السياسي ومع الحكومة البعثية من اجل تسهيل تطبيق الاستراتيجية الامريكية في المنطقة. في الوقت الراهن لم يعد للقوميين الكرد نفس تلك المكانة بالنسبة للغرب ولامريكا. ان السبب الاساسي في ذلك هو انهيار حكومة البعث ومجئ قوى سياسية اخرى من الاسلاميين والقوميين العرب الى السلطة في بغداد وتحالفهم مع امريكا والغرب. ان بامكان تلك القوى اليوم تقديم خدمات اوسع واحسن من القوميين الكرد. ان المحصلة النهائية هو تراجع موقعية القوميين الكرد وبعد ان اصبح رئيس الجمهورية من القوميين الكرد في تلك الظروف - اي جلال الطالباني – والتي لم يكن ليحلموا بها سابقا، فان المسألة اليوم قد تغيرت.

اليوم لم يعد بمقدور لا امريكا ولا حكومة بغداد ولا الجمهورية الاسلامية في ايران ولا حكومات المنطقة بشكل عام القبول بتلك المكانة المتميزة للقوميين الكرد. فالقوميون الكرد اليوم هم في حالة صراع جدي ويسلط عليهم ضغط قوي من جانب حكومة بغداد. هذا من جانب، ومن جانب اخر، على الصعيد الداخلي لكردستان فان اعتراضات الجماهير اثرت هي الاخرى. في الانتخابات الاولى كان هم الناس ابعاد الحكومة البعثية عن صدر المجتمع والتحرر من الاستبداد والقمع. فجرائم حزب البعث كانت حية وساخنة في اذهان الجماهير. ولكن اليوم و بعد مرور 17 سنة على حكم القوميين الكرد فمازال مصير كردستان والقضية القومية معلقا ولم يتم الاجابة عليها. لقد اصبح القوميون الكرد اليوم تحت طائلة السؤال من قبل الجماهير العريضة. لقد واجه حكم القوميين الكرد الكثير من الاعتراضات و الاضرابات وحاليا هناك اعتراضات واسعة على صعيد كردستان. لقد فقدوا مكانتهم داخليا وخارجيا وهم بحاجة الى اعادة الهيبة اليهم مرة اخرى الناس ينشدون منحهم الشرعية. من هنا نراهم رجعوا الى الانتخابات لاخذ بصمة الجماهير مرة اخرى وليظهروا للعالم بان الجماهير في كردستان ورائهم.

من الملاحظ ان الاعتراضات الجماهيرية تزداد بشكل قوي حاليا في كردستان. فالجماهير تنتقد القوميين الكرد ويوجهون الاتهامات اليهم بانهم فاسدين وسراق وانهم سيطروا على كل ثروات المجتمع في كردستان. ان المسؤوليين في كردستان اصبحوا يملكون المليارات من الدولارات في حين لم يكن هناك اي ملياردير في كردستان في العام 1991. هناك اليوم عشرات من المسؤولين الكرد لديهم المليارات وعلاقة الفقر والغنى داخل المجتمع في كردستان علاقة غير متناسبة كليا. فنسبة قليلة جدا من القوميين الكرد اصبحوا اغنياء بشكل فاحش في حين ان النسبة العظمى من الجماهير فقيرة ومحرومة وتحولوا الى عمال لا يكادون يسدون رمقهم ويعيشون في ادنى مستويات المعيشة. لقد اجبرت تلك العلاقة القوتين الاساسيتين في كردستان – اي البارتي واليكيتي - على توحيد صفهم وتشكيل تحالف انتخابي بينهم. ان ذلك التحالف في واقع الامر موجه ضد الجماهير في كردستان. اليوم يجلس قياديو الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لمناقشة الخروج باستراتيجية واحدة. ان تلك الاستراتيجية هي استراتيجية توحيد قوى القوميين الكرد ضد جمايهر كردستان اولا واخيرا. ليس لهؤلاء اي لائحة واضحة لكردستان وليس لديهم اي اجابة لمطالب الجماهير بل ان لا ئحتهم هي من اجل اسكات الاصوات الاعتراضات ومطالب الجماهير.

ان سعي القوميين الكرد ومحاولاتهم وبرنامجهم هو في محاولتهم اليوم جر جماهير كردستان لمنحهم اصواتهم. ولكن لا نقصد بالقوميين الكرد فقط الحزبان الرئيسيان الحاكمان بل كل الاحزاب او التحالفات القومية. فقائمة نو شيروان مصطفى هي مشابهة ومطابقة لقائمة جلال الطالباني وكذلك بالنسبة لهالو ابراهيم احمد. حتى الحزب الشيوعي العراقي فقد كان جزءا من الجبهة الكردستانية عندما دخلوا في حلف مع امريكا في حربها على العراق في العام 1991 والهجمة الشرسة التي شنوها جميعا ضد اليسار. تلك الاحزاب المشاركة في الانتخابات بغض النظر عن مسمياتها يمثلون التيار القومي في كردستان ويعرفون انفسهم كقوميين كرد. و لهذا السبب فان اية تعبئة للقوة يقومون بها، واي تصويت للجماهير في تلك الانتخابات لهم سيساعد القوميين الكرد ويقوي جبهتهم. ان ذلك سيمنحهم القدرة مرة اخرى للتسلط على رقاب الجماهير وعلى مصير وثروات كردستان لدورة اخرى وتصبح الجماهير ومصيرهم في ايديهم ويتصرفوا كممثلين لهم ويجلسوا على طاولة المفاوضات مع الحكومات الرجعية من بغداد وغيرها لاقامة الاتفاقيات. ان ذهاب الجماهير الى الانتخابات والتصويت للقوميين الكرد فان ذلك يعني ان القوميين الكرد سيجددون قواهم مرة اخرى ويقولون للجماهير: انتم اعطيتمونا اصواتكم ولدينا الشرعية وان مصير المجتمع صار بين ايدينا مرة اخرى.

لقد اصدر حزبنا بيانه حول الانتخابات. وقد بين البيان بوضوح ان الانتخابات تخلو من المعايير الديمقراطية وتستند بدلا من ذلك الى المعايير القومية والدينية. ان الاسس الاساسية للديمقراطية ( واعني الديمقراطية الغربية او الليبرالية ) مبنية على المواطنية اي تصويت المواطنين وترشيح المواطنين للانتخابات. اما في انتخابات كردستان الحالية فليس ثمة مواطنين بل افراد تابعين للقوميات والاديان والطوائف والاديان والاعراق: ليس هناك بنظر المعايير الانتخابية الحالية مواطن تحديدا، بل كردي واثوري وتركماني وعربي ومسيحي وغير ذلك. حتى تقسيم مقاعد البرلمان الحالي مبنية على ذلك التقسيم اي حسب نسبة المذهب او القومية او الدين الفلاني في كردستان. الانتخابات اذن خالية من المعايير المتمدنة المستندة الى المواطنة المتساوية. في هذه الانتخابات لا يعرف المواطن كمواطن متساو الحقوق مع المواطنين الاخرين سواء امرأة او رجل، وسواء تكلم العربية او التركمانية او الكردية او الاثورية وغيرها. ببساطة فان الانتخابات لا تستند الى معايير المواطنة. ومن جهة اخرى يجدر ذكر ان هذه الانتخابات تجري ضمن اطار العراق. ان دستور العراق هو دستور اسلامي وطائفي وقومي رجعي وان كردستان تابعة في ذلك للدستور العراقي الرجعي. و قبل ان يتحدث امرأ ما عن التزوير والنزاهة الانتخابية فان من الاجدر الحديث عن خلو هذه الانتخابات من الاعتبارات والمعايير الانتخابية الديمقراطية وقيم ومعايير المواطنة المتساوية. فمن الممكن لنا ان نقلل نسبة التزوير في عد الاصوات مثلا، وذلك عن طريق الاتيان بمنظمة عالمية تشرف على سير الانتخابات او عد الاصوات ولكن الامر متعلق بالتعريف القومي الديني والطائفي للبشر في هذه الانتخابات وذلك امر تابع للدستور العراقي ولا يمكن الغاءه الا بتغيير دستور العراق نفسه وبالتالي تغيير الاسس الانتخابية والاعتراف بحق المواطنة المتساوية وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والمساواة الكاملة للمرأة بالرجل. تلك هي الاسس التي من المفترض ان تبنى عليها اي انتخابات حتى يدخل المواطن الانتخابات كمواطن متساو الحقوق وليس تابع لمجموعة دينية او قومية او مذهبية او جندر.

ان حزبنا ليس حزبا برلمانيا بل يسعى الى بناء الدولة الاشتراكية. انها الدولة المبنية على سلطة المجالس الجماهيرية وليس البرلمان. للشيوعيين انتقاد للبرلمان لانه لا يعبر عن ارادة الجماهير. حتى في النمط الغربي اي الانتخابات التي تجري كل اربع سنوات فان العملية كلها هي تغريب للجماهير عن السيطرة على مقدرات حياتها. في المجتمع الاشتراكي فان المجالس الجماهيرية او الشعبية يكون فيه المواطن مساهم بشكل حي ومتدخل ويومي ومستمر. ولكن في حال طرح البرجوازية لاسس معينة لاجراء الانتخابات البرلمانية فان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي لا يمتنع عن النضال البرلماني او يتوقف عند مبارزة البرجوازية داخل برلمانها. لدينا قناعة كاملة بانه في حالة وجود ظروف حرة وبحدود دنيا فان حزبنا بامكانه تحقيق الفوز في الانتخابات على البرجوازية. ورغم ذلك علينا ان نتذكر ان اي حزب اشتراكي يفوز بالانتخابات فان البرجوازية ستعاقبه بشدة من خلال القمع والتنكيل واستخدام قواتها الامنية والجيش لقمع الاشتراكيين كما حدث في تشيلي لما وصل سلفادور اليندي الي الحكم قمع الجنرال بينوشيت وبالتحالف مع الغرب و امريكا الأشتراكيين و قتل مئات الألأف من الأشتراكيين في شيلي على ايدي الجنرال المجرم بينوشيت.



#سمير_نوري (هاشتاغ)       Samir_Noory#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ...
- الخلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني والوضع السياسي واستق ...
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري حول الهجوم الاسرائيلي على ...
- مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب ...
- حول هستريا الاسلاميين ضد المدارس المختلطة في كردستان العراق
- الحزب والتحزب
- لقاء نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي حول المؤ ...
- 60 عاماً من الاجرام بحق جماهير فلسطين
- العمال بوجه حكومة رجال الاعمال !
- في الذكرى العشرين لمجزرة حلبجة
- نصائح مادلين اولبرايت الى الرئيس المقبل
- لا للأعدام
- بلير احد مجرمي الحرب، يترك السلطة، اليوم!!
- يوم المرأة العالمي يوم النساء و العمال و الأشتراكيين!!
- حول موقف الحزب من تقرير بيكر- هاملتن و فوز الديمقراطيين في ا ...
- لماذا اطلق النار على اضراب عمال طاسلوجة؟وأفق الحركة العمالية ...
- خطاب سمير نوري في مراسيم ألاول من ايار في تورنتو_ كندا
- الاوضاع السياسة و تأسيس الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراق ...
- توحيد الادارتين! لا يحل المعضلات الأساسية في كردستان!
- حول الاعتراضات الجماهيرية في كردستان


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير نوري - انتخابات كردستان وموقفنا منها