أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - ميشيل لايشبه أحداً سواه ( إلى ميشيل كيلو)














المزيد.....

ميشيل لايشبه أحداً سواه ( إلى ميشيل كيلو)


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نحن الصامتون بانتظار وأقراننا المختبئون بخوف ورهبة تجعل الانحناء أمام العاصفة بطولة، والانحياز للمداهنة رجولة ، بل أحد مظاهر القومية العربية وخطبائها الأحياء الأموات ، يترقبون كلمات وعبارات تصدر عن كتاب سطره قلم حروعقل حر ونفس لم تروضها القيود ورأس لم تحنها الأصفاد، حمل صاحبها طيلة عمره بلاغة البوح تخطر حروفها بألق باسقة كأشجار السرو في الغابات والحور في ضفاف بردى، تبزغ حِكمة وصوراً تنتقل من الورق للأرض فتصبح حجارةً تصد عدو الكلمة وتقض مضجع عدو الفكر والحرية، تخيف شعراء القصور وتخشاها غربان الخرائب ووطاويط الليل، لأنها نور يكشف عورات الحبر الكاذب في مخطوطات الأشباح وتفضح عري الشهوات المحجوبة خلف أقنعة تنتعل الأوطان وتمتطيها كمُلك أبدي...هذا المرعب في نصوصه الشمسية، هذا الحجر الذي حولته القضبان لصخرة كبرت خلال ثلاثة أعوام فغدت جبلاً..إنه واحد لايشبه سواه...إنه أبا أيهم" ميشيل كيلو".
حضر إلينا من خلف أسواريعرف كل من اجتازها ، أنه أقوى منها ومن بُناتها، حضر إلينا أكثر حرية من قبل وأكثر تصميماً عما كان عليه، لم يكفَ عن الحب ولم يتوب عن التشبب بسورية، مازال قلبه شاباً يشتعل بعشق الكتاب والتاريخ والأرض والإنسان، مازال يشتهي أن يرى المرايا في كل مكان ، مازال يحمل قلمه فأساً تحطم اختلال الميزان ..مازال يؤمن بالعدالة والمحبة..مازال يؤمن بأن الأرض تحمل ذاكرة المحراث وذاكرة النورج في البيدر، ويدرك أن الإنسان طريدة الإنسان، لكن العقل لايقع في الفخ مهما تعاظمت حِيل الجلاد ومهما تكالبت دسائس وقواميس اللغة الرخيصة لتكسب السلطان.
أسأل اليوم من حبسوه وحَمَّلوه هفوات الأمة ووهنها، أسأل اليوم أصحاب الأجهزة ودور العسس، بعد أن لفقوا ضعفهم وأسباب عجزهم وخور همتهم ونكوص هيبتهم وأحالوها على ميشيل.. ليحمل كمها وكيفها ثلاثة أعوام ..
هل استعادوا مافقدوه؟ هل ضاعت رجولتهم بفعل حروف ميشيل ؟ فليتفقدوا جيدا هيبتهم الفحلية ...أمازالت في مكانها بعد ثلاث سنين ؟ وهل معاقبة ميشيل جعلتهم ذكورا تتناسل وتمانع وتقاوم أكثر مما كانت عليه قبل اعتقال ميشيل وحبسه؟
فيا أهل اللاذقية مهبط رأس ميشيل ...هل أحسستم بنعرة في خاصرتكم طال وجعها ثلاثة أعوام ونخرت عظامكم وعملت كالسوس بين ثنايا مجتمعكم بفعل بيان وقعه ميشيل ؟
وهل توقف شفاءكم من مرض نعراوي على حبس ميشيل ورفاق ميشيل؟
أم أنه هذيان النقيصة يظن في نبض الكلمة ويشك في جنسها ومصدرها...لأن كاتبها من خارج السرب المفصل خصيصاً لضريح الوطن؟


خرج ميشيل مرفوع الرأس..خرج أبا أيهم بعد ثلاثة أعوام ونيف...ظلماً وبهتاناً..لم يقدم قرباناً ولم يمنح صك غفران.
ميشيل لايحمل سكيناً ولا موسى حلاقة...يحمل قلماً وورقة ...يقول حكمة ويتصرف بيقين
يرى ببصر وبصيرة ويُحاكِم بضمير..يدرج على الأرض فتُرفع له الأيدي بمحبة لا باستكانة ، تفتح له الأذرع وتهفو له القلوب بأمان لا بخشية، تستقبله العيون بألق لأنه نورها ولأنه صوتها العالي حين تصاب بالخرس..لأنه روحها حين يضعف الجسد.
أسأل أهل الظلم والجبروت...أسأل قضاة الطاغوت:ـ
هل استعادوا قوتهم وهيبتهم بعد أن أودعوا ميشيل ثلاث سنوات في السجن؟.
هل اعتقدوا أن السجن يمتلك الروح ويتملك القلب ويقتل المحبة ؟ هل اعتقدوا أن سجنهم بكل ماحمل ويحمل من ضراوة وقساوة ولا إنسانية...أنهم سيفتتون الصخور والحجارة القابعة برأس ميشيل وأكرم وأنور ومحمود ورياض وفداء وووووغيرهم؟
أؤكد لهم ويؤكد لهم ميشيل...أن الحجر فيهم تحول لصخر يتنفس يطرح الماضي ويتناسى...لكنه أبداً لاينسى...يتناسى لأنه يفكر بالغد، بالمستقبل...بالوطن.

مع كل الفرح وأحر الأماني بحرية ميشيل، بانتظار حرية أحرار الرأي والضمير.

باريس 24 / 5/ 2009





#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنفجار السكاني
- هل هي حرب ضد الخنازير أم ضد الأقباط؟
- منطق حكومة!
- إلى روح الشاب الرأئع جمال أبازيد
- - عيد بأي حال عدت ياعيد- بمناسبة الأول من أيار
- على المعارضة السورية أن تعيد النظر بسياستها
- المرأة والانجاب
- كلمة حق في عصر تجيير الحق لخدمة الباطل
- جمهوريات الموز والانتخابات!
- كل عام وأنتم بخير - بمناسبة عيد الفصح-
- بين أهل الجنة ( الإسلام السياسي) وأهل النار!
- امرأة الظل ( زوجات الكتاب والمفكرين مثالاً).
- قمة أم - لمة المتعوس على خايب الرجا -؟
- الكتاب، المثقف والسلطة
- الخطأ مقاييسه ومعاييره سورياً، مَن المسؤول؟
- إلى روح فارس مراد
- بعض المجّننَدين يسعى لتجنيد( الحوار المتمدن) في خدمة أجهزة ا ...
- دماء الضحايا في قاموس العرب!
- الأم مدرسة أم مكنسة؟ ( بمناسبة عيد المرأة العالمي)!
- هل الفشل السياسي لأمريكا في المنطقة ناتج عن صورة الرئاسة أم ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فلورنس غزلان - ميشيل لايشبه أحداً سواه ( إلى ميشيل كيلو)