أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الاممية الرابعة - الثوريون والانتخابات















المزيد.....



الثوريون والانتخابات


الاممية الرابعة

الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 08:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


البيرو
نصف مليون صوت للتروتسكيين في انتخابات الجمعية التأسيسية
نحو المجابهة العامة
 
كانت انتخابات الجمعية التأسيسية في البيرو، في 18 يونيو 1978، مناسبة لإظهار قوة اليسار المتصاعدة في البلاد، بوجه عام، ولتكتيل جهود اليسار الثوري بالأخص. وكانت محطة إضافية على طريق تصاعد نضال الجماهير الكادحة الذي بدأ منذ أكثر من عام في ظروف أزمة اجتماعية متزايدة. فقد استمرت تعبئة الجماهير بعد الانتخابات واتسعت، كما شهدت البيرو عددا من النضالات الاجتماعية كان أهمها إضراب عمال المناجم البالغ عددهم 48 ألفا، والذي بدأ في 4 أغسطس 1978 والذي كاد يتطور إلى مجابهة عامة بين الجماهير العمالية والفلاحية من جهة، والسلطة العسكرية البرجوازية من الجهة الأخرى.
الأزمة الاجتماعية المتفاقمة
لقد قامت الحكومة العسكرية (حكومة فيلاسكو الفارادو) التي استلمت الحكم في البيرو عام 1968 بتأميم بعض الصناعات وبإصلاح زراعي مضفية على نفسها طابعا  »تقدميا « . إلا أن التأميمات لم تؤد إلا إلى ازدياد خضوع البيرو للرأسمال العالمي، نتيجة التعويضات التي أقر دفعها لقاءها. أما الإصلاح الزراعي، وإن أدى إلى إزالة طبقة كبار الملاكين، فلم ينتج عنه أي تغيير في نظام الإنتاج ولا في شروط معيشة الفلاحين الذين يشكلون 40 % من السكان العاملين. وقد تم تشكيل تعاونيات زراعية اسمية وضعت بالفعل تحت سيطرة موظفي الحكومة، فانخفض الإنتاج الزراعي من جراء سوء الإدارة الحكومية. هذا وقد قام الجنرال اليميني مورالس برمودس بإزاحة العسكريين الإصلاحيين عن السلطة منذ بضع سنوات، متحججا بتردي الأوضاع الاقتصادية. غير أن البلاد لا تزال تعيش في أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، إذ تبلغ نسبة البطالة 45 %، والدولة على حافة الإفلاس في الوقت الذي يمتنع صندوق النقد الدولي عن تقديم المزيد من القروض لها.
في هذه الأوضاع، كان من الطبيعي أن تتصاعد النضالات الجماهيرية وقد حصلت عدة إضرابات عامة كان أولها إضراب 19 يوليو 1977 بناء على دعوة  »الاتحاد العام لعمال البيرو « ، واحتجاجا على زيادة أسعار المواد الأساسية. ومع أنه تم اعتقال حوالي 300 قائد نقابي وطرد 5 آلاف عامل من أعمالهم نتيجة ذلك الإضراب، اضطرت الطغمة العسكرية إلى التراجع عن بعض إجراءاتها فرفعت منع التجول الذي كانت قد فرضته قبل عدة أشهر وأنهت تعليق الحقوق الدستورية. هذا ولم تنفك تعبئة الجماهير تتصاعد منذ ذلك الوقت.
أدى هذا الوضع إلى أزمة على صعيد الحكم السياسي: فالطغمة العسكرية لم تعد تستطيع ضمان استقرار الأوضاع لمدة طويلة، في الوقت الذي لا يوجد حزب برجوازي يميني قوي يستطيع أن يشكل بديلا  »ديمقراطيا « فوريا. لذا دعا العسكريون إلى انتخاب جمعية تأسيسية (تضع دستورا للبلاد) وأعلنوا أنهم سوف يسلمون الحكم إلى المدنيين بعد انتخابات عامة تجري عام 1980، وهم يأملون بأن ينجحوا خلال هذه الفترة في تجيير الحركة الجماهيرية ضمن أطر الحكم البرجوازي.
وقد وضع العسكريون العديد من القيود على حرية الانتخاب، وهدفهم أن يمنعوا قدر الإمكان أحزاب اليسار من الاستفادة من الانتخابات: فاشترطوا مثلا أن تجمع كل قائمة 40 ألف توقيع حتى يحق لها الاشتراك في الانتخابات. والحال أن اليسار منقسم إلى عدد كبير من الأحزاب ليس لأي منها وحده قوة جماهيرية هامة، رغم وجود عدة منظمات نقابية عمالية وفلاحية قوية ورغم كون العديد من القادة النقابيين أعضاء في أحزاب يسارية.
أحداث مايو 1978
أما على الصعيد الاقتصادي، ففي يوم 15 مايو الماضي وبناء على إرشادات صندوق النقد الدولي، أعلنت الحكومة عن إلغاء دعمها لأسعار المواد المعيشية الضرورية (مثلما جرى في مصر في يناير 1977). فحصلت فورا موجة من الاضطرابات تطورت إلى الإضراب العام في 22 و 23 مايو 1978. إلا أن الحكومة العسكرية أسرعت إلى إعلان حالة الطوارئ ومنع التجول، كما علقت الحقوق الدستورية وأغلقت المجلات غير الحكومية وسجنت مئات القادة النقابيين والسياسيين، ومنهم عدد من المرشحين للانتخابات. ثم أجلت الانتخابات من موعدها المقرر في 4 يونيو إلى 18 يونيو. هذا وقد كان الإضراب العام في 22 و 23 مايو 1978 أعظم إضراب شهدته البيرو في تاريخها.
في 25 مايو، نفي 13 شخصا من معارضي النظام القائم، بينهم تسعة مرشحين للانتخابات بمن فيهم الرفيق هوغو بلانكو وهو عضو قيادي في  »حزب العمال الاشتراكي « وفي الأممية الرابعة (وهي المرة الثالثة التي ينفى فيها إلى خارج البيرو). هوغو بلانكو معروف عالميا بتاريخه النضالي الطويل، منذ أوائل الستينات حيث قاد نضال فلاحي مقاطعة كوزكو في جنوب البيرو ضد مالكي الأراضي (كتب عنه غيفارا مادحا)، وقد اعتقل عام 1963 وحكم عليه عام 1966 بالسجن 25 عاما. إلا أنه أطلق عام 1970 بعد صدور عفو عن السجناء السياسيين. وبعد مضي تسعة أشهر على الإفراج عنه، نفي إلى المكسيك، ثم تركها إلى الشيلي حيث بقي حتى الانقلاب الرجعي عام 1973، وقد تمكن آنذاك من الاختباء في سفارة السويد والحصول على حق اللجوء السياسي في السويد. عاد إلى البيرو عام 1975 إلا أنه نفي مجددا إلى السويد. وبعد أن أعلنت حكومة برمودس في أبريل 1978 عفوا عاما، عاد بلانكو إلى البيرو في 12 أبريل وشارك في حملة حزبه الانتخابية. في 25 مايو، نفي بلانكو ومن رافقه إلى الأرجنتين، في محاولة للقضاء على حياتهم (لقد اغتيل في الأرجنتين، في السنين الماضية، العديد من المنفيين السياسيين الأميركيين اللاتينيين). لكن الخبر انتشر رغم محاولة العسكريين إبقاء النفي سريا، فجرى تنظيم حملة عالمية بدفع من الأممية الرابعة، للتضامن مع المنفيين وإعطائهم حرية اختيار البلد الذي يريدون الذهاب إليه، الأمر الذي اضطر حكام الأرجنتين إلى إطلاق سراح بلانكو وثمانية معتقلين آخرين، تم نفيهم إلى البلد الذي اختاروه.
الحملة الانتخابية ونتائج الانتخابات
في 10 يونيو، رفعت الحكومة حالة الطوارئ وسمحت للصحف بالصدور مجددا ـ مع رقابة. وقد شارك اليسار في الانتخابات بثلاث قوائم: الحزب الشيوعي، الاتحاد الشعبي الديمقراطي،  »جبهة العمال والفلاحين والطلاب والفقراء « (فوسيب). والقائمتان الأخيرتان هما تحالفان انتخابيان يضم كل منهما عدة أحزاب ثورية. وقد ركز  »الاتحاد الشعبي الديمقراطي « في حملته على شعار  »حكومة شعبية ثورية « ، والمقصود بذلك جبهة الطبقات الأربع (العمال، الفلاحون، البرجوازية الصغيرة، البرجوازية الوطنية). أما  »فوسيب « فقد تشكلت على أساس برنامج من ثلاث نقاط:
1-     الاستقلال الطبقي، أي لا تحالف انتخابي أو حكومي مع قوى برجوازية، وكانت هذه نقطة الخلاف الرئيسية بين  »الاتحاد «و »فوسيب « .
2-     تعبئة الجماهير الكادحة وتنظيمها.
3-     الدعوة إلى حكومة الشغيلة.
بالإضافة إلى هذه النقاط كان كل طرف سياسي ضمن  »فوسيب « حرا في خوض حملته الدعائية الخاصة. ولم يتمكن  »فوسيب « و »الاتحاد «  من الاتفاق على القيام بحملة سياسية مشتركة، لأن الاتحاد اشترط مسبقا قبول  »فوسيب « بشعاره المتعلق بالحكومة.
هذا وقد أسفرت الانتخابات عن نجاح هام لليسار رغم كل القيود التي وضعتها الحكومة. وجدير بالذكر أن الانتخابات جرت على أساس التمثيل النسبي، أي أن الناخب كان يقترع لصالح قائمة من القوائم، مضيفا إليها اسم أحد أعضائها. وبعد فرز الأصوات تحصل كل قائمة على نسبة من النواب تساوي النسبة التي حصلت عليها من أصوات الناخبين، ويتم اختيار هؤلاء النواب من بين أعضاء القائمة على أساس عدد الأصوات التي حصلوا عليها. وقد توزعت أهم النتائج كالتالي: أحزاب البرجوازية: ابرا (35 مقعدا)، الحزب الشعبي المسيحي (25 مقعدا)، الحزب الاشتراكي الثوري (6 مقاعد). الأحزاب العمالية: فوسيب (12 مقعدا)، الحزب الشيوعي (6 مقاعد)، الاتحاد الشعبي الديمقراطي (4 مقاعد).
تدل هذه النتائج بوضوح على إرادة الجماهير في التغيير، حيث أن أهم هذه الأحزاب لم تشارك في الحكمين الحالي والسابق. أما فوز جبهة  »فوسيب « ، المؤلفة من أحزاب ثورية، بالمرتبة الثالثة (815 ألف صوت)، فهو حدث فريد من نوعه. خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن فوسيب تحوز على تأييد هام بين الفلاحين الذين لا يتكلمون الإسبانية ولا يحق لهم بالتالي الاشتراك في الانتخابات. هذا وفي ثلاث من مقاطعات البيرو الأربعة عشر، حلت فوسيب في المرتبة الأولى. وقد حل بلانكو في مقدمة مرشحي فوسيب، إذ حصل على 70% من أصواتها.
ما بعد الانتخابات
تحت الضغط الجماهيري، ولكي لا تبدو الانتخابات مهزلة، سمحت الحكومة للمنفيين الأربعة عشر ـ وبينهم أربعة أصبحوا نوابا ـ بالعودة إلى البلاد. وقد خطب هوغو بلانكو، يوم عودته في 16 يوليو، في 5 آلاف شخص احتشدوا لاستقباله في المطار، قائلا: »أكدنا خلال الانتخابات أن الانتخابات مهزلة وأننا نستخدمها لحفز نضالات الجماهير التي تستطيع وحدها أن تؤدي إلى تحرير شعبنا، وما زلنا نؤكد ذلك... «  ودعا نواب اليسار إلى استخدام مواقعهم لخدمة نضالات الجماهير، قائلا أن الجمعية التأسيسية ليست لها أي سلطة فعلية، وأن المطلوب هو خوض النضال من أجل حكومة شغيلة ومن أجل الاشتراكية. ودعا بلانكو إلى اتحاد جميع الأطراف العمالية على أساس خط نضالي ضد الحكم القائم: فوسيب، والاتحاد الشعبي الديمقراطي، وجناح أراغون من الحزب الاشتراكي الثوري*، والجماعات التي قاطعت الانتخابات، كما دعا الحزب الشيوعي إلى الانضمام لهذا التحالف المقترح شرط القطيعة مع الحكومة. وقال أخيرا:  »أن يمثل بضع مئات من الأشخاص المنظمين نصف مليون شخص هو مأساة، وعلينا تنظيم هؤلاء بأقصى سرعة ممكنة « ، وأنهى خطابه داعيا مؤيدي فوسيب إلى تنظيم  »لجان فوسيب «  في كل حي ومعمل ومنظمة نقابية لحل هذه المعضلة التنظيمية.
تصاعد النضالات الجماهيرية
عرفت نضالية الجماهير بعد الانتخابات ارتفاعا ملحوظا، وكذلك النشاط السياسي لليسار، وقد حصلت عدة تحركات كان لها تأثير على مستوى البلاد كلها. ففي 8 يوليو 1978، أضرب زهاء 140 ألف مدرس ثانوي في مدارس الحكومة، مطالبين بزيادة أجورهم 100% وبظروف عمل أفضل وبالاعتراف رسميا باتحادهم النقابي. وبعد عدة مظاهرات تخللتها أعمال قمع، ونظرا لاتساع التضامن مع المعلمين، تراجعت الحكومة عن تصلبها ووافقت في 27 يوليو على معظم مطالب المعلمين. وفي 14 يوليو، أضرب 35 ألف شغيل في قطاع المستشفيات والصحة. وفي 19 يوليو، اجتمع في العاصمة ليما 20 ألف شخص في مهرجان دعا إليه الاتحاد العام لعمال البيرو (تحت هيمنة الحزب الشيوعي) في الذكرى الأولى للإضراب العام الذي جرى عام 1977. وقد دعت جميع المنظمات العمالية إلى حضور المهرجان الذي تكلم فيه مندوب أكثر من نقابة وتحول إلى مناسبة نضالية هامة رفع خلالها بالأخص مطلب إعادة المطرودين من أعمالهم في 19 يوليو 1977 والبالغ عددهم 5 آلاف عامل.
في هذا السياق يكتسب إضراب عمال المناجم الذي بدأ منذ 4 أغسطس أهمية خاصة، إذ أنه يطال قطاعا حيويا في الاقتصاد. وأهم مطالب عمال المناجم: إعادة 311 قائدا نقابيا تم طردهم في يوليو 1977، زيادة الأجور 25% ، وإلغاء قانونين جائرين بحق العمال. ردا على الإضراب الذي دعا إليه  »الاتحاد العام لعمال المناجم والصلب في البيرو «  فرضت الحكومة الأحكام العرفية في خمس من مقاطعات البلاد الأربعة عشر، واستخدمت الجيش في هذه المقاطعات في أعمال المداهمة والاعتقال. فرد العمال بتنظيم مظاهرة انطلقت من أحد مراكز عملهم إلى العاصمة (التي تبعد عنه أكثر من 100 ميل)، وضمت حين وصلت 10 آلاف متظاهر أقاموا مخيما وسط العاصمة وانضم إليهم آخرون جاؤوا من مراكز أخرى وكان للنواب اليساريين دور في دعم الإضراب. وفي 25 أغسطس تظاهر في ليما 40 ألف شخص تضامنا مع عمال المناجم وضد الأحكام العرفية. فردت الحكومة بإنذار العمال بالطرد وبتوسيع الأحكام العرفية إلى خمس مقاطعات أخرى. وقد تؤدي الأوضاع إلى إضراب عام جديد يكون مناسبة لمجابهة بين الحركة الجماهيرية والسلطة.
في ظل هذا التصاعد للنضال الجماهيري، تتبدد بسرعة الأوهام حول إمكانية حلول برلمانية للأزمة، نظرا لأن طريقين يبرزان أمام الجماهير: إما الديكتاتورية العسكرية وجمعيتها أو نضال الجماهير والتنظيمات العمالية وما تدعو إليه من حكومة عمال وفلاحين ثورية. وقد نظمت فوسيب سلسلة من المهرجانات بعد الانتخابات، شملت عدة مدن وخطب فيها هوغو بلانكو وغيره من قادة الجبهة، وبلغ حضورها: 6 آلاف في تارابوتو، 14 ألف في تاكنا، وأكثر من ذلك في كوزكو واريكيبا. إزاء هذا الوضع، تتجه الحكومة إلى الإسراع في عملية تسليم السلطة للمدنيين وتشديد القمع في الوقت نفسه. وتعلم أن هذه الخطة لا يمكن أن تنجح إلا إذا ترافقت بمنع نمو قيادة ثورية تثق بها الجماهير، وهي قيادة بدأت تتبلور انطلاقا من نشاط »فوسيب «  واليسار الثوري في البلاد عموما. ويبدو أن السلطة قررت في ضوء ذلك أن تقلد زميلاتها في البرازيل والمكسيك والأرجنتين وغيرهم، باللجوء إلى الإرهاب غير الرسمي الذي يكون في الواقع تحت إشراف أجهزة القمع. فقد حصلت مؤخرا عدة أعمال تفجير طالت بيت أحد قادة عمال المناجم وأحد نواب فوسيب واختطف عدد من المناضلين ثم أطلق سراحهم بعد ضربهم وإنذارهم، وأعلنت منظمة تدعى  »الرابطة المعادية للشيوعية في البيرو «  مسؤوليتها عن هذه الأعمال.
إن البيرو تتجه نحو مزيد من المجابهة الطبقية، في سياق نمو مجدد للتحرك الثوري في أميركا اللاتينية ككل، مما يضع مجددا على جدول الأعمال أمام الشيوعيين الثوريين في هذه القارة مهمة بناء القيادة الثورية الجماهيرية، بالاستفادة من التجارب الغنية والمريرة العديدة التي مرت بها جماهيرها.
 
أهم القوى السياسية المشاركة في الانتخابات
الأحزاب البرجوازية:
-        رابطة الشعب الأميركي الثورية (ابرا): أقدم حزب في البيرو. بدأ كحزب برجوازي صغير معاد للإمبريالية عندما كانت الطبقة العمالية ضعيفة، وأصبح اليوم عميلا للإمبريالية وإن كان ما زال يطالب ببعض الإصلاحات.
-        الحزب الشعبي المسيحي: حزب برجوازي يميني. يطالب بالليبرالية الاقتصادية وينتقد التأميمات التي جرت في ظل حكومة فيلاسكو الفارادو العسكرية  »الإصلاحية « .
-        » الحزب الديمقراطي المسيحي « ومنظمة  »العمل الاشتراكي الثوري « : أحزاب كانت تؤيد حكومة فيلاسكو الفارادو.
-        الحزب الاشتراكي الثوري: حزب يقوده الجنرالات الذين كانوا في الحكم أيام فيلاسكو الفارادو ويضم بعض المناضلين النقابيين. انشق بعد الانتخابات إلى جناحين يساري ويميني.
الأحزاب اليسارية:
-        الحزب الشيوعي: كان يدعم حكومة فيلاسكو الفارادو دعما نقديا. ونتيجو وقوفه ضد الإضراب العام في نوفمبر 1977 برغم تأييد أكثرية المندوبين النقابيين لهذا الإضراب، انشقت أكثرية هذا الحزب.
-        الاتحاد الشعبي الديمقراطي: تحالف انتخابي يضم عدة أحزاب، وبصورة أساسية عددا من الأحزاب الماوية والوسطية، والجناح المنشق في الحزب الشيوعي، و »الاتحاد العام لعمال المناجم والصلب في البيرو « .
-        جبهة العمال والفلاحين والطلاب والفقراء (فوسيب): جبهة انتخابية تضم التروتسكيين في البيرو وعددا من الشخصيات اليسارية المستقلة، كما تضم عددا من المنظمات النقابية والفلاحية والطلابية.
 
 
 
 
وثيقة
ننشر فيما يلي محتوى منشور انتخابي وزعه حزب العمال الاشتراكي (أممية رابعة) وتضمن مقدمة بقلم الرفيق هوغو بلانكو ومشروع دستور و  »طريقة استعمال « . هذه الوثيقة مثال رائع لتحريض ثوري مصاغ بلغة الجماهير وهو يستند، بصورة رئيسية، إلى البرنامج الانتقالي الذي صاغه تروتسكي وتبناه المؤتمر التأسيسي للأممية الرابعة سنة 1938، بعد تكييفه مع واقع البيرو في شتى المجالات.
 
الثوريون والانتخابات
المهزلة الانتخابية
ندرك، نحن الثوريون، أن الطبقة العاملة لن تستطيع أن تصل إلى السلطة في أي مكان في العالم عن طريق الانتخابات. فإننا نرى دائما كيف أن الطبقات المستغِلة تلجأ إلى استخدام العنف ضد الجماهير كلما دعت الحاجة إلى ذلك، من أجل الإبقاء على ظروف الاستغلال. وفي البيرو، كانت الانتخابات دائما مليئة بالتزوير، حتى بين المستغِلين أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، فكلما شعر المستغِلون بعدم الرضى عن حكومة ما، أسقطوها بانقلاب عسكري.
وبما أننا نرى البرجوازيين ينتهكون قوانينهم الخاصة كل يوم، ونرى أنهم، حتى فيما بينهم، يقلبون نتائج الانتخابات باللجوء إلى الانقلابات العسكرية، فمن السهل أن ندرك عندها أن العمال لا يمكن أن يصلوا إلى السلطة عن طريق الانتخابات. فالبرجوازية سوف تمنعنا من ذلك، بأعمال معادية للديمقراطية وبلجوئها إلى القوة.
وفي الانتخابات الحالية، يمكننا أن نرى عدة ممارسات غير عادلة:
-        الأميون ممنوعون من الانتخابات (يشكل الأميون 3 ملايين من أصل 8 ملايين ناخب).
-        الجنود ممنوعون من التصويت.
-        المهلة الزمنية التي يحق لقوائم المرشحين أن تتقدم خلالها بطلب الاشتراك في الانتخابات قصيرة جدا.
-        عدد التواقيع المطلوب لكي يحق للقائمة الاشتراك في الانتخابات كبير جدا.
-        حصلت عملية الانتخابات في ظروف قمعية، وفي وقت كان الزعماء السياسيون وزعماء النقابات العمالية في السجن أو في المنفى.
-        رفضت محكمة الانتخابات الوطنية السماح للاتحاد الزراعي الوطني· بأن يكون له مرشحوه.
-        اعتقل أشخاص كانوا يجمعون التواقيع وصودرت لوائح التواقيع منهم.
-        من أصل 47 ألف توقيع قدمتها  »فوسيب « ، قُبل 19 ألفا فقط. ولم يبق أمام  »فوسيب «  سوى 10 أيام لتجمع التواقيع الإضافية اللازمة.
-        تفرض القيود على القيام بالحملات الانتخابية في الراديو والتلفزيون والصحف.
-        يخصص اليمين الأموال الطائلة لتمويل حملاته الانتخابية.
-        ..... وهكذا دواليك.
إننا مضطرون لتوضيح هذه الأمور أمام الشعب، لكي يدرك أن وضعه لا يمكن أن يتغير عن طريق الانتخابات.
نضال الجماهير
لا بد من تذكير العمال بأنهم لم يحصلوا على احترام حقوقهم إلا من خلال نضالاتهم وليس لأن هذه الحقوق قد نص عليها في الدستور أو في القوانين. ولكي نذكر بعض الأمثلة التي حصلت مؤخرا، نشير إلى أن رفع الإجراءات القمعية كمنع التجول وتجميد الحقوق الدستورية، لما تحقق لولا نضالات الجماهير. أما الجزء الصغير من الحريات الصحافية، فقد حققته نضالات الجماهير أيضا، كما أن عودة المنفيين، كانت انتصارا عظيما آخر للنضال الجماهيري.
فمن المهم أن نذكر الجماهير، خلال حملة الانتخابات الحالية، بأنها لن تستطيع تحسين أوضاعها إلا من خلال نضالاتها.
لماذا نشترك في الانتخابات ؟
إذا كنا نشترك في الانتخابات رغم معرفتنا بأنها مهزلة، فذلك لكي نستخدمها لصالح النضال الجماهيري ولبناء حزب العمال الاشتراكي. ففي فترات الانتخابات، لا يتركز اهتمام الجماهير على مصالحها القطاعية الخاصة فحسب، بل أيضا على المشكلات السياسية العامة، وعلى مصالح البيرو الشاملة. وهكذا، فإن هذه الفترة هي المناسبة الأفضل للحديث عن برنامجنا السياسي، وللتحدث للجماهير عن الاشتراكية بشكل عام وعن ضرورة قيام العمال بتشكيل حزبهم الخاص بهم من أجل النضال لتحقيق الاشتراكية.
من جهة أخرى، فإن الحكومات البرجوازية تمنح، خلال الفترات الانتخابية، قسطا من الحريات تحرّمه في الأوقات العادية، وذلك من أجل إيهام الجماهير بجدوى الانتخابات. وهكذا فإننا نستطيع حاليا فتح المكاتب، وعقد الاجتماعات، وإصدار الصحف، وحتى الاستفادة من الراديو والتلفزيون ولو لدقائق قليلة.
إن انتخابات الجمعية التأسيسية تمنحنا فرصة خاصة، ذلك لأنها تتعلق بمناقشة الدستور ـ أي القاعدة التي يرتكز عليها تنظيم البلاد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقضائي. وهذا يعني أنه حتى من خلال المقاييس البرجوازية، فإنه من المشروع تقديم الاقتراحات لتغيير طبيعة المجتمع، ولتنظيم المجتمع على أسس اشتراكية.
الأزمة في البيرو
إننا نعيش في عصر الإنجازات العلمية الضخمة، حيث تتوفر الآلات المتقدمة التي تجعل قوة عمل الأفراد أكثر إنتاجية، سواء في الأرياف أو في المدن. أما في البيرو فإننا نعود إلى الوراء ونعاني من المزيد والمزيد من التقهقر والتراجع. فعدد العاطلين عن العمل يزداد كل يوم، وعدد المشاكل التي تتطلب حلا يزداد أيضا كل يوم:
-        فنحن نحتاج إلى المزيد من المستشفيات كل يوم؛
-        ونحتاج إلى المزيد من المدارس كل يوم؛
-        وكل يوم ينخفض الإنتاج الزراعي، وتتقلص الأراضي المزروعة رغم تزايد عدد السكان؛
-        وكل يوم ينحسر الاهتمام بشق وتعبيد الطرق؛
-        وكل يوم يزداد عدد المنازل المهدمة؛
-        وكل يوم يزداد عدد طالبي العلم الذين لا يستطيعون الدخول إلى المدارس؛
-        وكل يوم تزداد ديوننا تجاه الخارج، وأصبح علينا اليوم أن ندفع ما يقارب نصف إنتاجنا كفوائد على الديون.
هذه هي بعض جوانب حياتنا التي تزداد سوءا يوما عن يوم، على الرغم من أن كل يوم يشهد المزيد من التقدم التكنولوجي، وأن عندنا الأراضي الصالحة للزراعة، وعندنا المناجم وغيرها من الثروات الطبيعية، وعندنا العمال الراغبون في العمل.
هذا التناقض ـ الذي وصل إلى درجة بعيدة من التفاقم، في عصر التقدم التكنولوجي ـ هو أزمة الرأسمالية. إن سبب كل هذا هو أن البرجوازيين يمتلكون جميع الشركات وأن كل شيء يخطط لكي يصبحوا أغنى وأغنى كل يوم. فهم لا يهتمون بمعاناة الشعب ولا بمستقبل البيرو.
لذلك علينا أن نتخلص من أرباب العمل. ينبغي أن يمتلك الشعب كل شيء ـ فعلى الشغيلة أنفسهم أن يحكموا لكي يستطيعوا أن يستخدموا نتائج عملهم لمصلحتهم هم ولمستقبل البيرو ـ لا لكي يزيد البرجوازيون ثرواتهم. هذا ما يسمى الاشتراكية، ولهذا نقول: السلطة للشغيلة !
الأحزاب السياسية
نرى، في هذه الانتخابات، العديد من الأحزاب التي تقول أنها ستغير هذه الأوضاع. منها أحزاب يمينية وأخرى يسارية.
أحزاب اليمين: هي أحزاب أرباب العمل البرجوازيين، الذين يريدون أن تبقى الشركات بين أيدي الأغنياء.
وبعض هذه الأحزاب يريد من الحكومة أن تمنح أرباب العمل الحرية الكاملة لكي يفعلوا ما يريدون ـ ومنها مثلا  »حزب الشعب المسيحي « ،  »حزب العمل الشعبي « ، و »الحركة الديمقراطية في البيرو « ، الخ. أما البعض الآخر، فيريد الحكومة أن تفرض رقابة جزئية على الرأسماليين وتجري تغييرات طفيفة في الرأسمالية. ومن هذه الأحزاب،  »الحزب المسيحي الديمقراطي « ، و»الحزب الاشتراكي الثوري « و »رابطة الشعب الأمريكي الثورية « (ابرا (و »منظمة العمل الاشتراكي الثوري « .
ولكننا نعرف أنه إذا توصل أي من هذه الأحزاب إلى السلطة، فإن حالتنا ستزداد سوءا، ذلك أن كل هذه الأحزاب وصلت إلى الحكم من قبل وشاركت فيه.
ويعتقد البعض أن  »الحزب الاشتراكي الثوري «  حزب يساري، إلا أن هذا الاعتقاد مناف للواقع. فهو حزب الجنرالات الذين حكموا في عهد فيلاسكوا. وعندما كانوا في الحكم، استمر الاستغلال، مع بعض الإصلاحات. فقد صادروا الأراضي من أيدي  »الغامونال «  (كبار ملاكي الأراضي)، ولكنهم لم يوزعوها على الفلاحين. وصادروا بعض الشركات من  »الغرينغو «  (الأجانب)، ولكنهم التزموا بأن يدفعوا لهم تعويضات تفوق الثمن الحقيقي لهذه الشركات، وكان هذا أحد أسباب الديون التي نعاني منها حاليا. واستمر قمع العمال خلال حكمهم.
أما  »رابطة الشعب الأمريكي الثورية « ، فقد لجمت الجماهير سنوات طويلة ودعمت حكومات كانت تقمع الجماهير.
أحزاب اليسار: وهذه هي أحزاب العمال التي تريد أن تتحول ملكية الشركات إلى العمال.
إن الحزب الشيوعي، وإن كان حزبا عماليا، يدعم الحكومة ويلجم نضالات الجماهير. وهو يقول أن الوقت لم يحن بعد للتفكير بالاشتراكية، وهو بدل ذلك يدعم الحكومة العسكرية من أجل تحقيق بعض الإصلاحات.
ويضم  »اتحاد الشعب الديمقراطي « عدة أحزاب يسارية. وهو يدعو إلى تأميم الشركات الرأسمالية الأجنبية الكبرى وبعض الشركات المحلية الكبيرة فقط. ويدعي أن هناك رأسماليين وطنيين سيساعدوننا على تحقيق ذلك، وأن شركات هؤلاء يجب ألا تؤمم، وأن على العمال أن يشكلوا حكومة بالتعاون مع الرأسماليين. ويقول أن الاشتراكية تأتي في مراحل لاحقة.
وتضم  »جبهة العمال والفلاحين والطلاب والفقراء «  (فوسيب) أحزابا يسارية واشتراكيين مستقلين. وهي جبهة كل أولئك الذين يؤيدون المبدأ القائل أن جميع المؤسسات الرأسمالية يجب أن تؤمم وأن يديرها عمالها. ونعتبر أن عمال المدن والأرياف هم الذين يجب أن يحكموا بدل الرأسماليين.
تحاول  »جبهة العمال والفلاحين والطلاب والفقراء «  و »اتحاد الشعب الديمقراطي «  أن يعملا سويا في النضالات الحالية. إننا ندعو جميع العمال مهما كان الحزب الذي ينتمون إليه، أن يتحدوا. فمثلا، نحن نعرف أن داخل  »الحزب الاشتراكي الثوري « ، وهو حزب برجوازي، أفرادا مناضلين من الطبقة العاملة. ونحن نلتقي معهم في النضال الحالي وفي المعارك الفعلية، ويمكننا حتى أن نعمل مع قيادة الحزب البرجوازية ـ عندما يتعلق الأمر بالنضال من أجل الحقوق الديمقراطية مثلا: إلا أنه لا يمكن أن نؤيد أبدا اشتراك العمال في الحكم مع هذا الحزب البرجوازي.
أهمية دعم حزب العمال الاشتراكي
لقد سنحت للعمل فرص عديدة للوصول إلى السلطة عبر نضالاتهم. ولكن، نظرا لافتقارهم إلى الحزب الذي يقودهم في هذا الاتجاه، لم يستطيعوا أن يحققوا ذلك.
البيرو عام 1962 : كانت الحركة الفلاحية قوية جدا في مقاطعة  »كوزكو «  وفي مناطق أخرى. واستطاع الفلاحون أن يسيطروا على الأراضي في عدة أماكن، وعندما ووجهوا بهجمات الشرطة المسلحة، بدأوا يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم. وتجاوبت مع الحركة الفلاحية قطاعات شعبية عديدة في جميع أنحاء البلاد، سواء في المدن أو في الأرياف. وكانت هذه القطاعات تريد أن تفعل شيئا ما لمساعدة الحركة الفلاحية. فأعلنت بعض الإضرابات وبعض أشكال النضال الأخرى، ولكنها كانت كلها غير منظمة، نظرا لغياب الحزب الذي ينسق هذه النضالات ويدفع العمال إلى السلطة.
التشيلي في 1972-1973 : سيطر العمال على المصانع ونظموا الإنتاج بحيث يلبي حاجات الشعب. وسيطر الفلاحون على الأراضي وبدأوا بالإنتاج منها. وقام سكان الأحياء الشعبية بتنظيم توزيع السلع.
وعندما واجه العمال الهجمات المسلحة من الزمر العاملة في خدمة البرجوازية ومن الشرطة، بدأوا هم أيضا بتسليح أنفسهم.
إلا أنه للأسف، أيد العمال الحكومة، التي كانت من النوع الذي يدعو إليه  »اتحاد الشعب الديمقراطي « : أي حكومة من الأحزاب العمالية مع الأحزاب البرجوازية، حكومة لم ترد سوى تأميم المؤسسات الكبرى وترك المؤسسات الأخرى بين أيدي الرأسماليين.
وقامت الأحزاب العمالية المشاركة في الحكم، وذات الآراء المشابهة لآراء  »اتحاد الشعب الديمقراطي « ، بلجم حركة الجماهير قائلة لهم:  »لا أيها الرفاق، لا تفعلوا ذلك، فالوقت لم يحن بعد لتطبيق الاشتراكية. يجب أن نتحالف مع البرجوازية التشيلية، يجب ألا نؤمم مصانعها. لا تتسلحوا للدفاع عن أنفسكم لأن ضباط الجيش اليساريين سيدافعون عنا « .
ولم يكن هناك أي حزب يقول للعمال أن عليهم المبادرة إلى السيطرة على جميع المصانع والأراضي، وأن عليهم ألا يعتمدوا على الجنرالات للدفاع عنهم. وهكذا، استطاعت الأحزاب العمالية التي كانت تحكم جنبا إلى جنب مع البرجوازيين، أن تكبح الجماهير، مما سمح بنجاح الانقلاب العسكري الذي قام به ضباط بينوشيه، وما تلالك من مقتل آلاف عدة من العمال، واعتقال آلاف أخرى، وسحق النقابات. واليوم، يموت شعب التشيلي من الجوع وتدوسه أقدام البرجوازية.
بوليفيا عام 1952 : انتخب العمال والقطاعات الشعبية الأخرى برجوازيا أراد أن يحقق بعض الإصلاحات، نوعا ما على نمط  »الحزب الاشتراكي الثوري « في البيرو. إلا أن الإمبرياليين لم يريدوه في الحكومة، ولذلك حاولوا القيام بانقلاب عسكري. فردت الجماهير بثورة حطمت الجيش واستولت على سلاحه. وبالطبع وقف العديد من الجنود إلى جانب الشعب. وهذا كله حدث في ثلاثة أيام.
لكن للأسف، لم يكن هناك حزب عمالي يوضح للعمال والفلاحين أن عليهم السيطرة على الحكم بأنفسهم، لكي يتوقف سوء استخدام السلطة وتتوقف حمامات الدم. لذا، سلم العمال السلطة إلى ذلك البرجوازي المنتخب. وبعد أن قام هذا الأخير بتنظيم الجيش، قام الضباط بانقلاب جديد وسحقوا العمال بطريقة دموية.
نستطيع أن نرى، من خلال هذه التجارب، ضرورة تنظيم حزب عمالي، يدرك بوضوح أن العمال أنفسهم هم الذين يجب أن يسيطروا على الحكم بدون أن يثقوا بأي من البرجوازيين، حزب يدرك بوضوح أيضا أن الشعب يجب أن يسيطر على جميع الشركات وأن عمال هذه الشركات هم الذين يجب أن يديروها، حزب يحث العمال دائما على الاعتماد على نضالاتهم الخاصة فقط.
وهذا ما يريد تحقيقه حزب العمال الاشتراكي. فإذا وافقتم على أفكارنا هذه، ساعدونا في بنائه.
هوغو بلانكو
أبريل 1978
 
 
 
 
 
مشروع دستور جديد مقدم إلى الجمعية التأسيسية
 
إن الجمعية التأسيسية، بناء على:
أن الجذور التاريخية والثقافية للبيرو تثبت أن الاشتراكية هي مصدر الرفاهية العامة.
أن استيراد الأساليب الإقطاعية والنماذج الرأسمالية المتخلفة سبب الجوع والبطالة والفقر لشعبنا، وأدى إلى خضوع بلدنا للإمبريالية.
أن أزمة الرأسمالية الحالية باتت تنعكس بشكل كارثي على بلدنا.
أن إجراءات جذرية ملحة لابد من اتخاذها من أجل إنقاذ أنفسنا من الكارثة.
تقرر اتباع الأسس التالية لتنظيم البيرو على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي:
الحكومة :
تتشكل حكومات محلية من ممثلين يتم انتخابهم ديمقراطيا من قبل منظمات العمال والفلاحين والموظفين وسكان الأحياء الشعبية، والجنود والطلاب والقطاعات الشعبية الأخرى.
تتشكل الحكومة على مستوى البلاد من مندوبين عن هذه المنظمات.
يمكن إزاحة أي عضو في الحكومة من منصبه، مهما كان مستوى هذا المنصب، وذلك من قبل القاعدة التي انتدبته وفي أي وقت.
إن أجور موظفي الحكومة يجب ألا تزيد على أجور العمال.
إن شكل الحكومة هذا هو الشكل الوحيد الذي يستطيع توجيه الاقتصاد وسائر مظاهر الحياة القومية نحو خدمة الأكثرية لا خدمة المستغلين في زيادة ثرواتهم. وهذا هو الطريق الوحيد لتحريرنا من الإمبريالية.
السلطة القضائية :
يجب أن تمارسها محاكم شعبية تنتخبها الجماهير.
القوات المسلحة :
تشكل من لجان دفاع مسلحة، أعضاؤها من العمال والفلاحين والموظفين وسكان الأحياء الشعبية والطلاب... الخ.
الديون الخارجية :
إن شعب البيرو لا يعترف بالديون المستحقة على مستغليه. ولن نرد للإمبرياليين القروض التي استخدمت لاضطهاد الجماهير.
المصارف :
تتحول ملكيتها كاملة إلى الدولة.
التجارة الخارجية :
تتحول كاملة إلى الدولة.
التجارة المحلية والنقل :
تتحول ملكية المؤسسات التجارية وقطاعات النقل العام إلى الدولة.
المحلات التجارية الصغيرة وسيارات الخدمة العامة التي يملكها سائقوها تبقى لمالكيها.
الصناعة :
الصناعات المعملية والزراعية وصيد الأسماك وعيرها من الصناعات تتحول ملكيتها إلى الدولة.
يدير هذا القطاع وغيره من القطاعات المؤممة العمال المشتغلون في كل منها.
المحلات الحرفية التي يملكها الحرفيون أنفسهم تبقى لمالكيها.
الزراعة :
الأراضي التي لا يتضمنها البند السابق تتحول ملكيتها إلى الفلاحين دون أي تعويض لمالكيها الحاليين. ويقرر الفلاحون مجتمعين الأساليب، فردية أو جماعية، التي ستتبع للإنتاج من هذه الأراضي.
إلغاء البطالة : التنمية :
لا تدفع أية تعويضات للقطاعات المؤممة، فنحن لا نستطيع أن نكافئ الذين امتصوا دمائنا طوال قرون والذين سيستخدمون التعويض للاستمرار في استغلالنا. هذه الأموال يجب أن تستخدم في وضع حد للبطالة والبدء في عملية التنمية. فالبيرو بحاجة ماسة إلى عدد كبير من المساكن المزودة بالكهرباء والماء والمجاري، كما تحتاج إلى الطرقات، وأجهزة الري، والمستشفيات والمدارس وما إلى ذلك. ولدينا السواعد والأدمغة لتحقيق ذلك. وإذا كانت هذه السواعد والأدمغة معطلة اليوم، فاللوم يقع على عاتق التنظيم الرأسمالي للبلاد. وليس السبب أن شعبنا لا يريد أن يعمل.
لكي نضع حدا للبطالة ونباشر في التنمية، يجب البدء بمشاريع الأشغال العامة على نطاق واسع.
وهذه الأشغال العامة لن تخطط مسبقا حسبما يريد بعض كبار الموظفين، بل تبعا لما يريده الشعب نفسه. إن هيئات العمال والفلاحين والموظفين وسكان الأحياء الشعبية والطلاب... الخ، ستقرر الأعمال المطلوبة وأيها أكثر إلحاحا.
سوف تؤمم جميع العيادات والمعاهد وجميع قطاعات الخدمة العامة الأخرى التي يمتلكها الرأسماليون حاليا.
التربية والتعليم :
سوف يقرر العمال في الحكم أهداف وأشكال الأنظمة التعليمية. ويتم هذا بمشاركة الطلاب والمعلمين.
النساء :
إن المجتمع الرأسمالي يحصر مهمة النساء في الخدمة المنزلية، ويدفع بهن إلى أقل الوظائف أجرا، ويجبرهن على إنجاب الأطفال أو يمنعهن من ذلك، ويدفعهن في بعض الأحيان إلى امتهان البغاء، ويمارس ضدهن التمييز في مختلف الأوجه، فيصورهن بأنهن أقل قدرا من الرجال ويعاملهن على هذا الأساس، ويمنحهن بالتالي حقوقا أقل مما للرجال.
ومتى تحول المجتمع إلى أيدي العمال، ستتخذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لهذه الإساءات، ولدفع تنظيم النساء. فتقام مراكز لرعاية الأطفال ومصابغ ومطاعم جماعية. وسوف يكون بوسع النساء الدراسة والعمل في أي حقل يردن. وسوف يتم إنشاء عيادات مجانية للنساء.
القطاعات المضطهدة ثقافيا
يجب أن يعاد الاحترام إلى ثقافات البيرو المهانة حاليا، ويجب تشجيعها بمختلف الوسائل :
تشجيع تعليم اللغات السائدة بين مختلف قطاعات شعب البيرو، بحيث يصبح استخدام هذه اللغات إلزاميا في المحاكم القضائية وفي جميع المجالات الأخرى حيث تدعو الضرورة.
تشجيع تعليم الأدب، ولكن يجب عدم التمييز بأي شكل من الأشكال ضد الذين لا يتكلمون اللغة الإسبانية أو أي من اللغات الأوروبية الأخرى.
يجب أن تترك الحرية لسكان الغابات، وغيرهم من الشعوب مثل شعب  »أوروس « ، لتقرير مستقبلهم.
الحريات الديمقراطية
سوف تحترم جميع الحريات الديمقراطية احتراما كاملا: حق التنظيم، حرية التعبير عن الرأي، حق الإضراب، حرية اتباع الأديان، حرية الصحافة وما إلى ذلك.
ويهدف ذلك إلى ضمان عدم اضطهاد الأكثرية الساحقة من الأقليات التي قد تحتكر وسائل التعبير عن الرأي كوسيلة لاحتكار الثروة والسلطة.
التضامن الدولي
إن رفاهية وتطور البيرو، متى تحولت إلى أيدي شعبها، لن تستمر ما دامت البيرو وسط عالم يسوده الفقر والاستغلال.
فإذا بقيت البيرو منعزلة عما حولها، سوف تقع مرة أخرى بين براثن الرأسمالية الدولية، أو سوف تعاني على الأقل من الانحطاط البيروقراطي.
لذلك فإن بناء الولايات المتحدة الاشتراكية في أمريكا اللاتينية، مع كوبا وأية دولة أخرى تتحرر من الإمبريالية، يشكل ضرورة ملحة.
التضامن مع البلدان الأخرى الخاضعة للاستعمار، كبلدان افريقيا وآسيا، يحتل أيضا أهمية كبيرة.
وأخيرا، من الضروري أيضا أن نبذل كل جهد نستطيع في سبيل نشر الرفاهية والتطور، حتى تصبح جميع الشعوب سيدة لمصائرها في عالم اشتراكي.
عرض على شعب البيرو
ابريل 1978
 
 
كيف يجب على العمال أن يستخدموا مشروع الدستور هذا
علينا أن نشكل مجموعات من الرفاق لمناقشة هذا المشروع في كل معمل وكل جماعة فلاحية وكل حي فقير.
ويمكن من خلال هذا النقاش إجراء إضافات وتعديلات على المشروع. بعد ذلك علينا أن نعقد مؤتمرات واجتماعات للمندوبين من مختلف القطاعات بهدف نقاش المشروع والإضافات والتعديلات.
وعلينا أن نناضل حتى نتمكن بعد ذلك من عقد مؤتمرات على مستوى كل مقاطعة من مقاطعات البلاد، وأخيرا على مستوى البلاد لمندوبي العمال والفلاحين وسكان الأحياء الشعبية والطلاب والقطاعات الشعبية الأخرى، لنقاش المشروع والإضافات والتعديلات.
هذا المؤتمر العام لمندوبي جميع قطاعات الكادحين هو الذي ينبغي أن يقر المشروع النهائي لدستور البيرو.
وينبغي أن يقدم ذلك المشروع إلى الجمعية التأسيسية من قبل المرشحين العماليين الذين يتم انتخابهم.
 
 
 


*   انشق الحزب الاشتراكي الثوري في 5 يوليو. يضم جناح أراغون أهم القادة النقابيين والفلاحين الذين كانوا في الحزب وله 2 نواب.
·   الاتحاد الزراعي الوطني هو أكبر منظمة فلاحية في البيرو، وقد تم حلها في 30 مايو 1978.



#الاممية_الرابعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوعات حول بنية الأحزاب الشيوعية وأساليبها وعملها
- تقويم لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
- تروتسكي ولينين هل من خلاف ؟
- مكانة النظرية في الحزب الثوري
- انتفاضة ماي (أيار) 1968 في فرنسا
- ملف دروس الثورة الصينية
- ملف حول تشيكوسلوفاكيا 1968
- سنوات تأسيس الأممية الرابعة IV 1933 - 1938


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الاممية الرابعة - الثوريون والانتخابات