أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - المغرب بين عشرات المهرجانات و ملايين الفقراء














المزيد.....

المغرب بين عشرات المهرجانات و ملايين الفقراء


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 05:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تعتبر المملكة المغربية من أكثر الدول العربية تنظيما للمهرجانات , و التي يصل عددها إلى العشرات . و يعتبر صناع القرار بالمغرب , أن مثل هذه المناسبات , تلعب دورا فاعلا في التعريف بالمنتوج السياحي و التراث المغربيين عبر العالم . و في الوقت نفسه هي لحظات للترويح عن المواطن , الذي ليس بحاجة إلى الخبز وحده (حسب تصريح أحد الصحفيين) باستحضار تاريخه المتنوع و طقوسه القديمة , و ربطه بمحيطه العربي و الإفريقي و العالمي. أما المواطن العادي فله قراءة بعيدة (كل البعد) عما رسمه المسئولون و المنظمون.
مهرجان كناوة و موسيقى العالم بمدينة الصويرة . مهرجان مدينة مراكش الدولي للسينما . مهرجان الموسيقى الروحية بمدينة فاس العتيقة . و مهرجان موازين بالعاصمة الرباط . عينة صغيرة من مهرجانات تصرف عنها ملايين الدولارات , دون أثر إيجابي أو منفعة تذكر. و من هنا نلمس الكثير من الإهمال و سوء التسيير لدى الحكومة المغربية الحالية, التي ربما تعاني من ضيق الرؤيا . أو لنقل : أن اللاوعي , قد طغى على سياستها.
و في عددها الصادر بتاريخ 9 يونيو 2008 حول ميزانية بعض المهرجانات. أزالت جريدة المساء النقاب , عن قيمة الأموال المصروفة عن بعض هذه التظاهرات. و أفادت أن مهرجان كناوة و موسيقى العالم الذي تستضيفه مدينة الصويرة , رصدت له 9 ملايين درهم (مغربي) . و مهرجان البيضاء كلف 400 مليون درهم(مغربي) . و أن الاحتفالات بمدينة فاس كعاصمة روحية قد رصدت لها ميزانية تبلغ 35 مليار درهم(مغربي) . فيما نشرت جريدة ألوان المغربية الإلكترونية, أن مهرجان موازين الذي تحتضنه عاصمة المملكة المغربية (الرباط) في هذه الأثناء . و الذي يقدر عدد المشاركين فيه ب1782فنان. 382 منهم مغاربة و1400 الباقية من الأجانب. قد خصص 2.5 مليون يورو لاستقطاب أكثر من مليون مشاهد . و اللجنة المنظمة تسخر كل الوسائل المتاحة لتجاوز هذا الرقم , و لما لا استقطاب المليونيين (يضيف أحد المواطنين ساخرا) .
و قد تساءل أحدهم: ماذا سيضيف المهرجان لأكثر من مليون متفرج لا يتمتع 70 في المائة منهم بالحد الأدنى من الحياة الكريمة ؟ و استفهم أخر : لماذا تجد نداءات الانحلال و الفساد و التطبيل و التزمير بالمغرب أدانا صاغية , و لا تجدها تلك التي يطلقها المعطلون المغاربة من حاملي الشواهد العليا , و الملايين من الفقراء التي تنادي بتحسين أوضاعها ؟ و المهرجانات التي تنظم بالعشرات لا تساهم إلا في تهجين و إفراغ الشعب من قيمه و إفقاره , و بالتالي غضبه و تذمره (يهمس أحدهم) .
و في غياب الفنان المغربي الضمني عن هذه المناسبات, يبقى المهرجان غريبا عن عامة الناس, فتمثيل المغرب فيها يبقى ضئيلا و دون مستوى تطلعات الفنان و المواطن المغربيين. و إن زاد عدد الفنانين, فلدر الرماد في الأعين. و أذكر في هذه الواقعة ما قاله أحد المواطنين بهذا الشأن, حين سألته عن رأيه بعدم إدراج المنظمين لعدد أكبر من الفنانين المغاربة, فأجابني أنهم يرونهم دون مستوى تلك الفعاليات التي لا يليق بها إلى الأجانب الأكابر. و يرى أن المنظمين (الذين يتغاضون أنهم أيضا مغاربة) يتميزون بكونهم شخصيات نافذة , يستغل بعضها منصبه في الحكومة و الأخر يستغل مكانته المقربة أو علاقته الوثيقة بالملك . لتلميع وجهه و الظهور على شاشات التلفزيون العالمية مانحا للحظات نفسه صفة العالمية أو ببساطة لنيل الاستحقاقات الانتخابية أو الفوز بمصلحة شخصية. و أضاف أن الفنان و المواطن (المغربيين) بعيدين تماما عن سياستهم و برامجهم.
تنظيم المهرجانات و الإنفاق عليها من خزينة الدولة (المال العام), فعل ينم عن عدم المبالاة و الوعي بالوضع الراهن الذي يمر به المغرب. و كما يجمع كل المتتبعين للشأن الاقتصادي, فقد كان من المفروض على القائمين على الشأن العام, استغلال تلك الأموال في النهوض بالحالة المزرية التي يعيشها المواطن المغربي. فالبطالة مرتفعة و نسبة الفقر مرتفعة و الأمية مرتفعة, قطاع الصحة... التعليم... البنية التحتية ... العديد من القطاعات تعاني من الضعف و الخصاص الشديدين , أضف إلى ذلك عدم مواكبتها العصر . و لو خصصت تلك المبالغ المنفقة في تطوير او بناء المستشفيات أو المصانع أو الطرقات مثلا, لكان ذلك أكثر منفعة للشعب المغربي.
الحكومة الحالية بالمغرب , فشلت بكل التحديات التي عاهدت المواطن على تجاوزها . إلا تحدي المهرجانات و السهرات, و المغاربة متأكدون اليوم, أكثر من أي وقت مضى. أن إنجاز حكومة عباس الفاسي في تنظيم عشرات المهرجانات و السهرات و تبذير الملايين من مال الشعب . دليل أخر على مدى احترامها للآمال الملايين من المستضعفين .
نتمنى فقط (أنا و الملايين من المغاربة) أن يتنبه العاهل المغربي لحجم التجاوزات التي تمارس بإسمه في كل تظاهرة و مهرجان , و نحن لا نشك في الرعاية الملكية للشعب المغربي , و لا نشك بجدية الملك الشاب الذي يحاول بكل الوسائل الممكنة , النهوض بالواقع المغربي و تحسينه , و المبادرات الجادة التي اتخذها للتغيير تعبر عن نظرته العملية . و لكن الرغبة الملكية , بدفع المغرب نحو قاطرة الدول المتقدمة و الديمقراطية . تبقى محل استهتار بعض المسؤولين في الحكومة و بعض المقربين منه.



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة بين الرفوف
- جسر الغمام
- القذافي يسعى لفرض الوصاية على الصحافة المغربية
- كأس مع أثارية
- رحلة البحث عن القيامة
- غيمة من دون جسد
- للهواء رائحة الموت
- أبعد قليلا ... نحو عش غريب
- السارق الملعون
- لا عليك ... فغدا اللقاء
- الموت , بطعم الخجل و الزيتون
- صرحت بما نهمس , فعذبوني ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - المغرب بين عشرات المهرجانات و ملايين الفقراء