أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - المغرب : تحالفات بالجملة لكن بدون جدوى سياسية في مستوى طموح الشعب المغربي















المزيد.....

المغرب : تحالفات بالجملة لكن بدون جدوى سياسية في مستوى طموح الشعب المغربي


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 04:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يعد يخفى على أحد أن التطورات الأخيرة التي عرفها المغرب عصفت بالكتلة الديموقراطية المكونة من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية الشيء الذي فرض على قادتها محاول إنقاذ دم الوجه والتو ق إلى إعادة تفعيل دور الكتلة على الصعيد الوطني، لا سيما وأنهم، كلهم، كانوا ولا زالوا ينادون بالتغيير وبترسيخ الديموقراطية عبر تفعيل مشروع ديموقراطي حداثي.

وهذا في وقت عملت فيه أحزاب أخرى على التنسيق فيما بينها قصد التمكن من تفعيل ضغطها أكثر
ونخص بالذكر هنا الأحزاب الحركية وحزب التجمع الوطني للأحرار.ومن جهة أخرى تحرك اليسار الجدري في اتجاه تفعيل التنسيق مع مختلف مكوناته إلا أنه، وبشهادة أغلب المحللين السياسيين، كل هذه التحركات لا زالت مطبوعة بغياب أفق استراتيجي واضح المعالم ومحدد المقاصد.
ومن المعلوم أن عبد الرحمان اليوسفي سبق له حاول تهميش الكتلة من أجل تفعيل كيان أغلبية نضمن استمرارية تجربة حكومة التناوب التوافقي.
والأكيد الآن هو أن التحركات ضمن الكتلة نظل مرتبطة بالأساس بالمشاركة الحكومية وبنيل الكراسي وبعيدة كل البعد عن الارتباط بالإصلاح الدستوري والسياسي أو برؤية استراتيجية واضحة المعالم ومحددة المقاصد.
وبالرجوع إلى الوراء يتبين أن انتخابات 1997 خلقت جملة من الحجازات بين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال الذي رفض التناوب سنة 1994.كما أن تشكيل حكومة عبد الرحمان اليوسفي وممارساتها اليومية أدت إلى خلق تنافر حاد بين الحزب الاتحادي وشبيبته التي اعتبرت أن طبيعة تجربة حكومة اليوسفي نظل عاجزة على فتح أوراش إصلاحات كبرى فعلية، وبالتالي تحقيق التغيير المنشود الذي ظل الحزب ينادي بها.
في هذه الفترة بالذات كشفت فيه مذكرات الراحل الفقيه الاشتراكي.جر سنة 1999 على جملة من الحقائق تهم قادة حزب الاستقلال ورموزه، ومن ضمنهم علال الفاسي وأحمد بلا فريج ومحمد الدويري.وبذلك بدأت المواجهة بين حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي.
وازداد التراشق الإعلامي بين الحزب بعد أن قام عبد الرحمان اليوسفي بتكريم وزير الداخلية المخلوع إدريس البصري بعد إقالته في دجنبر 1999
ولعل هذه الأحداث غير المفهومة من زاوية المصداقية السياسية تحيلنا إلى التكتلات الحزبية التي عرفها الركح السياسي المغربي.
لقد عرف المغرب العديد من التكتلات والتحالفات الحزبية عبر تاريخه السياسي.فمنذ ثلاثينات القرن الماضي تأسست في فبراير 1934 كتلة ال1937.وطني من طرف كل من علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني قصد المطالبة بالإصلاحات السياسية وتطبيق بنود وثيقة الحماية .إلا أن الخلافات بين الزعيمين أنهى هذا التحالف في يناير 1937.وعمد محمد بن الحسن الوزاني إلى تأسيس حزب الحركة القومية فيما أسس علال الفاسي وأحمد بلا فريج الحزب الوطني لتحقيق المطالب المغربية.
وفي غضون أربعينات القرن الماضي برز ميثاق كتلة الشمال بفعل تقارب بين حزب الوحدة المغربية بقيادة مكي الناصري وحزب الإصلاح الوطني بقيادة مكي الناصري وحزب الإصلاح الوطني بقيادة عبد الخالق الطريس وذلك في شهر دجنبر 1942.وقد طالبت كتلة الشمال بالاستقلال والإقرار بالملكية الإسلامية وإقامة وحدة المغرب من خلال نظام المناطق والاعتراف بسيادة المغرب إلا أن الحرب العالمية الأولى حكمت بالإعدام على هذه الكتلة باعتبار أن مكي الناصري راهن على أنجلترا في حين راهن عبد الخالق الطريس على ألمانيا الشيء الذي أدى إلى خلاف جوهري بين الزعيمين وبالتالي إلى تفكك كتلة الشمال وحظر الحزبين معا في بداية سنة 1948.
في بداية خمسينات القرن الماضي ظهرت الجبهة الوطنية المغربية التي جمعت بين حزالشيوعي.ال وحزب الوحدة المغربية وحزب الإصلاح الوطني.وطالبت بالاستقلال والإصلاحات السياسية وأعلنت رفضها الصريح للتعامل مع الحزب الشيوعي.إلا أن الخلافات الحادة بين قادة الأحزاب المشكلة لها أدت إلى اندثارها بسرعة .
وفي فجر ستينات القرن الماضي تأسست جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية بزعامة أحمد رضا كديرة ،وساهم فيها حزب الدستور الديموقراطي وحزب الأحرار المستقلين وحزب الحركة الشعبية .وكان هدفها الأساسي هو الدفاع عن الملكية والمؤسسات الدستورية عبر مواجهة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب الاستقلال (المعارضة آنذاك ) إلا أن تناقض المصالح بين أطراف هذه الجبهة عجلت بتشتتها وتفنينها.
وفي فجر سبعينات القرن الماضي جاء دور الكتلة الوطنية وتكونت من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.إلا أن التناقضات الإيديولوجية وتخلخل حزب الاتحاد الوطني وانقساماته أدى إلى موت الكتلة وإقبارها.آنذاك عرفت الحركة الماركسية اللينينية تطورا ملفتا للنظروالفلاحين،ظهرت الجبهة الماركسية اللينينية في سنة السبعينات بفضل منظمة الأمام ومنظمة 23 مارس ومنظمة لنخدم الشعب.وكانت تهدف بالأساس إلى تغيير النظام وإقامة دولة العمال والفلاحين، إلا أن تصاعد موجهات القمع في السنوات الرصاصية وبروز جملة من الخلافات السياسية والإيديولوجية والاستراتيجية بين مكوناتها أدت إلى إصغائها وإنهاء وجودها.
وبعد فترة الجمر والسنوات الرصاصية الدامية ظهرت سنة 1992 الكتلة الديموقراطية التي ضمت حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومنظمة العمل الديموقراطي والشعبي وحزب التقدم والاشتراكية قصد المطالبة بالإصلاح الديموقراطي وتفعيل مسلسل التغيير.إلا أن الصراعات وتضارب مصالح الأحزاب المكونة لها كبلت عملها وحدت من آفاقه.
وفي ذات الوقت جاء رد فعل اليمين التقليدي بتأسيس الكتلة الديموقراطية ضمت حزب الاتحاد الدستوري وحزب الحركة الشعبية والحزب الوطني الديموقراطي، تحت اسم "الوفاق الوطني "
إلا أنه سرعان ما تلاشت هذه الكتلة.كما سعالديموقراطي، تأسيس التجمع اليساري الديموقراطي، وضم حزب اليسار الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي وحزب التجمع الديموقراطي ومجموعة الوفاء للديموقراطية.وقد سعى هذا التجمع إلى بناء حزب اشتراكي لتحقيق الإصلاحات السياسية والدستورية وتفعيل مسلسل الانتقال الديموقراطية.
وفي سنة 2003 ظهر اتحاد الحركات الشعبية والذي ضم حزب الحركة الشعبية وحزب الحركة الوطنية الشعبية وحزب الاتحاد الديموقراطي، وذلك من أجل توحيد المواقف السياسية مع الاحتفاظ كل حزب بهيكلته المستقلة.
وقد تعهدت الكتلة الديموقراطية بالعمل على إقرار إصلاح دستوري عميق يضمن ترسيخ دولة المؤسسات وتعزيز سلطة القانون ودمقرطة وتحديث أجهزة الدولة وتكريس فصل السلطات لضمان قيام حكومة تكون ممثلة لأغلبية الشعب المغربي ومتحملة لمسؤولياتها كاملة غير منقوصة، وصيانة حقوق الإنسان وحماية الحريات العامة والخاصة.وكل ذلك من أجل تلبية طموحات الشعب وتطلعاته وبناء مجتمع عصري يعتمد الإسلام ويستند إلى كل المقومات الثقافية والحضارية للمغرب
إلا أن الحصيلة على أرض واقع كانت هزيلة مقارنة لما كان منتظرا منها ومقارنة لما التزمت به.
ويعتقد الكثيرون أن الكتلة وقعت على صك إعدامها منذ حكومة التناوب، وقد تأكد ذلخلاصهم،ة الصراعات والنزاعات حول المصالح الحزبية الضيقة، في حين تناست الكتلة المهام التي على أساسها بنيت وهكذا ساد التملق وبرز واضحا، وعقدت تحالفات تقزز منها الشارع المغربي والرأي العام وانكشفت الحقيقة مع ظاهرة الترحال السياسي ونشر الغسيل المتسخ على مرأى العيان.وبدا للجميع أن أغلب مكونات النخبة السياسية المغربية التي توخى فيها المغاربة خلاصهم، متورطة من أخمص القدمين إلى رأسها فيما آل إليه المغرب اليوم.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكامة والمغرب
- الشباب والسياسة
- المغرب: نعم لطي صفحة الماضي …لكن كيف ؟
- بشائر التعاون العسكري الأمريكي العربي
- الدكتور المهدي المنجرة قلق جدا بصدد الغد القريب
- العولمة حقيقة قائمة لكن من الممكن تغييرها
- هل عثمان بنجلون ضحية للمخزن الاقتصادي بالمغرب
- خديجة الروسي ، المناضلة بصمت
- اتفاقية تبادل الحر مع المغرب خطوة أخرى على در تكريس استراتيج ...
- انتظر العرب ومازالوا ينتظرون
- وجهة نظر حول الإرهاب وضعف التقنية في العالم العربي
- الواقعية العربية تحقيق الممكن أم الاستسلام للواقع؟
- كيف يمكن تحويل الثروات النفطية من نقمة إلى نعمة عربية
- سنة بعد احتلال العراق
- كيف ينظر الاتحاد الأوربي لاتحاد المغرب العربي
- من السهل التصدي للإرهاب
- الشرق الأوسط الكبير مخطط أمريكي بامتياز
- لامناص من تغيير الحال والأحوال
- مجرد ملاحظة
- قضية شيخ العرب حلقة من حلقات التاريخ المسكوت عنه


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - المغرب : تحالفات بالجملة لكن بدون جدوى سياسية في مستوى طموح الشعب المغربي