أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالمنعم الاعسم - لعبة القط والفار














المزيد.....

لعبة القط والفار


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 10:05
المحور: كتابات ساخرة
    



لعبة القط والفار
في المسرح السياسي العراقي

اعجبتني اللقطة التجريدية التي رصدها بول ديكس، وهو مراسل اذاعي الماني، عما يجري من حراك سياسي متوتر ومتسارع ومتخاشن في العراق. وكان قد قال انها تشبه لعبة القط والفأر، من بين اشياء كثيرة قالها، ورصدها ليست تعنينا في هذه الوقفة.
واللعبة قديمة، منذ ان كان للقطط دور كبير في تناسخ الارواح التي مرت بالشرق القديم، وظهور القط المقدس على حجارة الكهوف البورمية، ثم القط الرومي، والقط الفرعوني، وتخطيطات القطط في معابد التبت، ثم القط السيامي بلونه الرمادي، مرورا بهر المطابخ، واجيال قطط الكارتون، توم وجيري، المعروفة، فيما تنامى اخيرا شأن اللعبة مع دخول كتاب الرواية والقصص على عالم القطط والفئران، فكتب الدانيماركي هانز كرستيان اندرسن عن القطط كرمز للمنقطعين والعوانس، ثم كتب الكثيرون عنها كحيوانات مسلية للاطفال، ودخلت كتب تعليم الصغار مدخل الشعر: قطتي صغيرة. اسمها نميرة.
وتتمثل لعبة القط والفار، باختصار، في فنون الوثوب والهرب، الاختباء والظهور، المطاردة والفخاخ، الجر والعر، واحسب ان هذا ما كان يقصده المراسل الالماني وهو يتابع ما يجري لدينا في الكواليس السياسية واروقة البرلمان، ويقول الجاحظ في (الحيوان) ان القط يراقب الفارة: " فإذا وثب عليها لعب بها ساعة ثم أكلها ، وربما خلى سبيلها ، وأظهر التغافل عنها فتمعن(الفارة) في الهرب ، فإذا ظنت أنها نجت وثب عليها وثبة فأخذها ، فلا يزال كذالك كالذي يسخر من صاحبه ، وأن يخدعه ، وأن يأخذه أقوى ما يكون طمعا في السلامة، وأن يورثه الحسرة والأسف ، وأن يلذ بتنغيصه وتعذيبه".
ومن زاوية يبدو ان لعبة القط والفار تنتسب، منذ الازل، الى العلم العسكري، حين كان (واستمر) الايقاع بـ"العدو" همّا للقادة والساسة، وعرف بالمناورة في ابسط تعريفاته اللوجستية.
في اللعبة العراقية، يشاء البعض(حين يكون فارة) ان يلقي على القط موصوف الشر، ثم يلقي عليه (حين يصبح قطا) اجمل صفات الوداعة، وفي هذه اللعبة يتبادل القط والفارة موقعهما باستمرار، فمن كان قطا في اللعبة يصبح فارا في نفس اللعبة، ومن كان في موقع المتمكن والمترهّي، يوما، يصبح في الموقع الضعيف يوما آخر، ومن يَستضعف اليوم يستاسد غدا، ومن يحاصَر هنا، يحاصِر هناك، وتختلف المواقع باختلال القضايا المطروحة، وبحسب الانواء السياسية، وعلى وفق الصفقات والتحالفات والاوزان، لكن المهم في كل ذلك ان القط يبقى بامس الحاجة الى الفار، وان الاخير لا يستغني عن صاحبه.
وتلك من شروط اللعبة.
ـــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
"اقسى الجولات التي خضتها كانت مع ملاكمين غير موهوبين".
محمد علي كلاي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انباء طيبة من كركوك
- في بغداد.. على صفيح ساخن
- خمسة الغام على الطريق..
- 8 آذار.. نمساء بمواجهة نساء
- تائج الانتخابات: هزيمة القوى الديمقراطية ومسؤولية الحزب الشي ...
- قضية الدايني.. ابعد من رفع الحصانة
- القاعدة في العراق والمنطقة
- عن الواقعية السياسية
- هزيمة التشدد.. بانتظار الحوار
- هل يعود البعثيون الى حكم العراق
- الاتفاقية بين معسكر لا ومعسكر نعم
- سباق المجالس.. تدقيق مبكر ومهم
- اعداء حكومة المالكي.. وانصارها
- سبعة اخطاء في الدعوة الى دولة عراقية قوية
- حركة القرضاوي.. أبعد من الشيعة
- ليتحد العالم ضد حثالات الموصل
- نهاية مدير عام
- ايتها الكلمة الساحرة..
- احوال الصحافة في العراق
- كامل شياع وحموضة المثقفين العرب


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالمنعم الاعسم - لعبة القط والفار