أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرزاق السويراوي - المواطَنَة وكمّاشة الأحزاب السياسية














المزيد.....

المواطَنَة وكمّاشة الأحزاب السياسية


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 07:32
المحور: المجتمع المدني
    


لعلّ أخطر ما في الحس الوطني وشعور الإنتماء إلى الوطن هو تراجع الخط البياني لروح المواطنة في نفوس أبناءه , بحيث يصل الأمر ببعضهم , أن يتمثلوا المواطنة كثوبٍ يمكن شراءه من أي متجر من متاجر السياسة وبوسعه إرتداءه أو خلعه وفقاً لمقتضى إحتياجاته ومنافعه , في حين أن المواطنة كمفهوم وبأبسط معانيها , هي عنوان كبير وهوية للإنتماء الوطني والوجداني .
في العراق , أصبح التاسع من نيسان , فاصلة زمنية كبرى , ولجتْ تاريخ العراق الحديث , لتؤسسَ لمرحلة جديدة ,رغم عدم إنفصالها التام عما سبقها من مراحل , لكن الذي يميزها هو إفرازها لنوع من الحراك , يرتكز على جملة من المعطيات , تتحكم بها مجموعة من الخيارات الصعبة والتي تفرز بدورها سلسلة من خيارات إخرى لمسارات متباينة الرؤى , بعضها , أيْ المسارات , سالكة وواضحة المعالم, فيما تندرج الأخرى , في خانة المتاهات لمفازات السياسة وألاعيبها المتعددة .
المراحل التي سبقتْ 2003 , إتسمتْ فيها روح المواطنة في وجدان الفرد العراقي , بحركتي المد والجزر , لكنها جميعاً , ووفقاً لأبسط المعايير الديمقراطية بل وحتى الإنسانية , كانت الحكومات فيها , تستخدم منظاراً أعور , لا يرى في عنْصرَيْ معادلة مفهوم المواطنة أكثر منْ فرض الواجبات على مواطنيها , ويتجاهل في الوقت ذاته , الشق الثاني من معادلة المواطنة , وأعني به , الحقوق المترتبة للفرد على الدولة , إذْ من المعلوم أن المواطنة الحقة , يجب أنْ تتوفر على عنصرين أساسيين لبلورة مفهومها وتنشيطه داخل العقل الجمعي , هما الحقوق والواجبات , فكما أن للدولة حقُ فرضِِِ الواجبات على مواطنيها , فأنه في قبال ذلك أيضاً , حقوقاً للمواطنين عليها , وأن أي ترجيح لكفة من هذين العنصرين على الآخر , ودون أي مسوغ تفرضه الضرورة الملحة , ستخْتلُ فيه المعادلة , مما يعني أن المواطنة ستُفرغ من محتواها الوجداني والوطني والإنساني , وهذه الحال تكاد تكون وكما قلت , هي السمة التي سادتْ في المراحل السياسية السابقة . أما وقد إنتهتْ تلك المراحل التي إتسمتْ بإستبْدادها السلطوي , فماذا طرأ على مفهوم المواطنة من تغيير؟ وماذا تعني للفرد العراقي , وهل وجدتْ في أعماقه ووجدانه ومشاعره مكاناً مرموقا ؟ أمْ أنها تراجعتْ أو ظلتْ في تفاعلها داخل الكيان الأجتماعي , بذات المستويات التي كانت عليها قبل 2003 ؟ هذا ما سأحاول الوقوف عنده ولو إجمالاً , لأن هذه التساؤلات التي طرحتها هي بالتأكيد أكبر من أن تستوعبها المساحة المتاحة .
بالتاكيد ان العلاقة بين بلورة مفهوم المواطنة وتنشيط دورها الإيجابي في النهوض بمستوى الرقي والتحضر , له علاقة جدلية بإشاعة الممارسة الديمقراطية على الأصعدة الشعبية / منظمات مجتمع مدني وغيرها , أو الرسمية / مؤسسات الدولة بسلطاتها الثلاث , ولا نجانب الصواب إذا ما قلنا , بأن عجلة التغيير للمرحلة الحالية , سائرة نحو مرحلة التحول الديمقراطي , غير أن موضوع المواطنة لمْ يرقَ مع ذلك ,الى الآن للمستوى الذي يفترض به أن يسير بموازات حالات التغيير الصاعدة ,وبطبيعة الحال السبب في ذلك يعود الى جملة من العوامل , بعضها أخلاقية وبعضها سياسية وأخرى متأثرة بالإعلام المسوم الذي تبثه دول المنطقة التي لا ترضى بأي حال من الأحوال أن ينطلق العراق ويحلق في فضاءات التحضر والرقي , أما البعض الآخر , فهو خليط من ركامات العهد السابق الذي أسس لفجوة كبيرة بينه وبين أفراد الشعب نتيجة الإستبداد السلطوي ,وإفرازات الحاضر المتأتية من ضعف الثقة ببعض الكيانات السياسية الفاعلة فضلا عن الموقف الإسقاطي لبعض الشرائح , تجاه كل ما يدور من حراك سياسي .غير أن النظرة الموضوعية لواقع النخب السياسية العراقية يغنينا عن البحث في بقية العوامل التي ذكرتها قبل قليل , وهو عامل مهم لعب دوراً خطيراً وسلبياً في التأ ثير على عامل المواطنة . لا ننكر وكما اسلفت أن التجربة العراقية بعد 2003 وبرغم من ظروف الإحتلال القاهرة , فأن الكيانات السياسية , أسستْ لبناء التحول الديمقراطي , وهذا بحد ذاته محسوب لصالح العملية السياسية الجارية في العراق وليس عليها , لكن المشكلة التي تسببتْ بها الاطراف السياسية العراقية والتي أثرت تأثيرا سيئاً على دور المواطنة بشكل عام , هو غياب البرنامج السياسي الواضح لكل طرف سياسي من هذه الاطراف بحيث يشعرك بأن هذا الطرف السياسي أو ذاك هو واعٍٍ ومستوعبٍ لمتطلبات المرحلة بكل أبعادها , وثانيا , هو الإحباط النفسي الذي بدأ يستشْعره المواطن العراقي نتيجة لما لمسه من فارق كبير بين الوعود التي ألزمت الاحزاب السياسية بها نفسها , وهي وعود يرى المواطن فيها , أنها لم يتحقق منها على أرض الواقع إلا النزر اليسير منها , إضافة الى ذلك حالة الخلافات السياسية بين الاحزاب نفسها والتي تتجاوز بعض الأحيان , حدود المنافسة الشرعية المألوفة , أكثر من ذلك , أن مستوى الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن , ما زال بعضها يراوح في مكانه بالرغم من مرور ستة أعوام على الأطاحة بالنظام السابق وبالرغم أيضاً من المبالغ الكبيرة التي ترصدها الحكومة للمشاريع الخدمية , لكن آفة الفساد المالي والإداري تبتلع معظم هذه المبالغ . صحيح أن الحالة الأمنية تأخذ حصتها الوافرة نظراً لما تتسبّبْ به من وضعها للعراقيل التي تحدّ من سير عملية البناء والإعمار , لكن هذا المبرر, غير كاف ولا تسْتسيغه قناعات الشارع العراقي .
إذاً فأن الاطراف السياسية الحالية , لا يمكن لها أن تتنصل من مسؤولية الإخفاق الحاصل في تراجع تفعيل دور المواطنة في المسار العام للمجتمع العراقي .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الركض وراء الذئاب ) :الركض وراء مَنْ ؟؟
- لا بديل عن لغة الحوار
- سقوط الطاغية أمْ سقوط العاصمة ؟
- لغة الحوار
- إسْتتْباب الأمن !!
- الذات : وثنائية المثقّف والسياسي
- في ضوء أحدث إستطلاع بريطاني :جسامة الخسائر تدعو للتأمّل
- ركود المجلات الثقافية الحكومية
- إنْتبهْ رجاءاً:العام الجديد يبدأ بالرقم ( 8 ) !!
- إحْذرُوا ( حوْبَة ) العراقيين !!
- وقفة مع آخر فتوى سعودية
- قرار التقسيم :وضرورة توحد الموقف الرسمي والشعبي على رفضه
- إقتحام مؤسسة المدى هل هو ممارسة حضارية جديدة لديمقراطية بوش
- دعوة لإعادة النظر في :الحصانة القضائية للعاملين في الشركات ا ...
- أياد علاّوي متى يتخلّى عن البعث ؟؟
- في العراق :ما أكثر ستراتيجيات بوش حين تعدّها ولكنّها معدومة ...
- الحكومة العراقية وضرورة الوضوح في التعامل مع الشعب :( قضيّة ...
- قصة قصيرة:لاءاتُ أبي
- ليس ردّا على مقال : ( مدينة الصدر ... تلك القروسطية الإسلامي ...
- عودة الى موضوع : لجان التحقيق الحكومية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرزاق السويراوي - المواطَنَة وكمّاشة الأحزاب السياسية