أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسين القطبي - مذابح التاميل مرت بصمت














المزيد.....

مذابح التاميل مرت بصمت


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 03:11
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في الوقت الذي كان الرئيس السري لانكي يتبادل الانخاب الفاخرة في منتجع البحر الميت الاردني على هامش مؤتمر الطاقة النووية التي نضمته وزارة الدفاع الامريكية، كانت القوات الحكومية في بلاده تحاصر عشرات الالاف من المدنيين التاميل في منطقة ضيقة لا تتعدى الثلاثة كيلومترات مربعة، وتمنع الصحافة من دخول المنطقة لكي لا تتسرب انباء القصف والمجازر التي ترتكبها، وكل ذلك بمساندة دولية تقف الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والهند على رأسها.

والشعب التاميلي الذي يتعدى نفوسه الـ 70 مليونا موزعين على اربعة دول (الهند، سري لانكا، ماليزيا وسنغافورة)، يناضلون منذ خروج الاستعمار البريطاني من الجزيرة في العام 1948 من اجل حقوق متساوية مع ابناء القومية السينهالية التي تشكل اكثرية سكان البلاد.

وقد تعرض هذا الشعب لموجات من الترحيل واخلاء القرى وتغيير الواقع الديموغرافي في مناطقهم، في ثمانينيات القرن الماضي، ولتمييز عنصري في فرص العمل ومشاريع الاستثمار، ولحرب ثقافية على لغته، التي تعتبر من اثرى اللغات في المنطقة، بنتاجات الادب الكلاسيكي، ولحرب نفسية ضد مواطنيه، دون ان يتدخل العالم لحمايته، لا باسم حقوق الانسان، ولا بتضامن ابناء النوع الواحد.

وتشير نتائج الحملة العسكرية في حصد الارواح، باعتراف وزارة الدفاع السري لانكية الى القضاء على كل الثوار "المتمردين"، بما فيهم رئيس جبهة نمور التاميل فيلوبيلاي بربكاران، ادعت المعلومات التي قدمتها الوزارة انها انتشلت جثته من النار مع ثلاث اخرى، كانت في حافلة اسعاف محترقة.

ولم يقدم العالم الحر على التفاتة، سوى مبادرة السويد باستدعاء السفير السري لانكي، ودعوة متأخرة للحكومة البريطانية لطرفي النزاع بالتفاوض، وهي مناورة شكلية لا تمس الدعم الدبلوماسي التي تقدمه لندن لحكومة كولومبو.

وفي الوقت الذي كانت وكالات الانباء العالمية تشغل نفسها بانفلونزا الخنازير، بلغ عدد الضحايا المدنيين التاميل الذين سقطوا بقذائف القوات السري لانكية مؤخرا اكثر من اربعة الالاف، بينهم اكثر من الف في ضرف اسبوع واحد، وسط تعتيم اعلامي مثير للريبة، وللسخرية في طريقة التعامل مع الكوارث، بين الطبيعية، وتلك التي هي من صنع الانسان.

السؤال هو، لو كان موقع هذه المجازر دولة اخرى، مثل كوريا الشمالية، او الصين، او كوبا... الخ، من الدول التي لا يرضى عنها النظام العالمي الجديد، لاسباب اقتصادية، هل كانت ستمر بمثل هذا الصمت المطبق من وسائل الاعلام من قبل العالم الذي يسمي نفسه العالم الحر؟

ولو كان مسرح هذه الجرائم فلسطين، هل كانت الدول الاسلامية، وعلى رأسها العربية ستوجه "الاذن الطرشة" بمثل هذا التنكر لقيم المساواة بين الشعوب، وتفضيل شعب على اخر، رغم ان هنالك بين التاميليين ملايين تدين بالاسلام؟

فاية جرائم تختفي خلف ابتسامة اوباما، واي نفاق يتبادله زعماء الاتحاد الاوربي، واي جهل بالقيم الانسانية يختبئ خلف الابتسامات البلهاء للقادة المسلمين حين يكرمون في منتجع البحر الميت رئيس مجرم حصد اكثر من فايروس انفلونزا الخنازير من جزيرة صغيرة صغيرة في المحيط الهندي.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسين القطبي - مذابح التاميل مرت بصمت