|
وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:50
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
نحن على علم تام بما هو عليه المجتمع الشرق الاوسطي و الدول النامية قاطبة و من ضمنهم دول الخليج و الكويت بشكل خاص ، و نحن على دراية كافية ايضا بالمستوى الثقافي العام و العادات و التقاليد و الصفات و السلوك و العلاقات الاجتماعية العامة لهذه الشعوب ، و نحن على اطلاع على ما تعانيه المراة و ما امامها من المعوقات في جميع نواحي الحياة السياسية الثقافية الاقتصادية و الاجتماعية . و ان تعمقنا فيما عليه الكويت نرى ان النظام السياسي يتصف بشكل عام بالمرونة و الديموقراطية و الحرية في التعبير و الراي ، و الصحافة لها الدور البارز المشهود و الفعال في تقييم الاوضاع و الضغط في الاتجاهات العديدة من اجل تفعيل الراي العام و الشعب واعي لما فيه الوضع العام من القضايا المصيرية ،و كما نعلم ان التجربة الكويتية في تطبيق و ترسيخ الديموقراطية فتية لحد الان الا انها قدمت مثالا حيا و نموذجا واقعيا جيدا في المنطقة نسبة الى ما فيها و ما تتسم بها هذه الشعوب و محيطها بشكل خاص . على الرغم من الوضع الاجتماعي المعلوم من وجود مختلف التيارات الفكرية السياسية و الايديولوجية من السلفية الى الليبرالية الى الديموقراطية الوطنية، و نسبة معينة من اليسارية المعتدلة ، نرى ان العلاقات تستند على الارتباطات الاسرية و القبلية اضافة الى ما يتصف به المجتمع الحداثوي و التقدمي في كثير من جوانبه ، فنحس بمزيج من السمات ، و المهم هو الاعتماد على التعددية في الاراء و المواقف ، و كل ذلك في ظل غياب الاحزاب و التنظيمات المعمولة بها في العالم . و العالم على علم بما مرً به الشعب الكويتي في العقود الاخيرة و بعد احتلالها من قبل الدكتاتور العراقي السابق ، و نلمس ما شاهدته هذه الدولة البارعة من التغييرات الجذرية الملحوظة التي حصلت في كيانه و بنيته الاجتماعية و الثقافية و السياسية ، و المحنة علمتها كيف تخرج من الاوضاع غير العصرية الى حد ما و ازدادت من عزيمتها و اضافت اليها الدفعة القوية ،و كل ذلك بفضل العقلية التجديدية التي سلكتها و تماشت حياة مجتمعها معها و ايرزت من ثقلها ،و هي الدولة التي تمتعت باقتصاد مستقر متقدم نتيجة ثرواتها الطبيعية الوافرة على الرغم من قلقها الدائم منذ تاسيسها ، و لاسباب متعددة سياسية و اجتماعية و ديموغرافية ، و اكثرها تاثيرا هي استعلاء و غرور عدد من حكام العراق في فترات متعددة من تاريخها و ما كانت نظرتهم الى هذه الدولة الوديعة مستندين على اطماعهم و افكارهم و خيالاتهم و رجعيتهم في التعامل مع المحيط من دون الاعتماد على المواثيق و القوانين و الاعراف الدولية ، و كان لهم الحق في القلق و هم شعب صغير و ما يمتلكون من العناصر التي تقويهم لا يمكن التعويل عليها لضمان مستقبل اجيالهم . اما ما اتسم به الوضع السياسي بعد تحريرها شابته العديد من الخلل و المعوقات نتيجة الترسبات التاريخية و المعوقات المتوارثة ، الا انها نجحت في التعامل مع الاحداث بروح الحداثة و الديموقراطية الى حد كبير و هي تتقدم خطوات و تبني و تعيد ما خربتها الحرب على الرغم من المخاض العسير للتجربة التي تمر بها و هذا شان كل الولاداة العصرية الحديثة ومن كافة المجالات . و من الاحداث المفرحة و المثيرة بعد الازمات العديدة التي مرت بها هذه الدولة الجميلة في ادائها للتجربة الديموقراطية و تفاعل مجتمعها مع ما يجري على الارض و مؤثرات ما يتصف به شعبها من الاوضاع و الصفات الاجتماعية و تمازجها مع المباديء الاساسية للعملية الديموقراطية ، و بعد تكرار تلك التجارب و من خلال زمن قصير حدثت ما يمكن ان نعتبرها المفاجئة السارة ، و هي وصول المراة في هذه المنطقة قاطبة الى البرلمان و لاول مرة من دون الكوتا التي يخصصها البعض منة و شفقة لها ،انها لاول مرة و ما يزيد الفخر و الاعتزاز جاءت من دون اي دعم حزبي او من اي تكتل سياسي ومن خلال خبرة قصيرة و لم تمر على التجربة سوى سنين قليلات و هي قليلة جدا نسبة الى ما تحتاجها مثل هذه التجارب و عدم اكتمال الخبرة التي تحتاجها العملية الديموقراطية . و الاهم من كل ذلك ما حدث كان بجهد المراة و امكانياتها الذاتية و من دون اية منة من احد او حصة معينة يخصصها لها الرجال سوى كانت شكلية او نابعة من جوهر ايمان البعض بحقوقها ، اي دخول المراة الى البرلمان دون حصة ( الكوتا) يعتبر نجاح حقيقي باهر لها و للتجربة الديموقراطية و لجوهر التقدم الديموقراطي في مجتمع معلوم المعالم و الصفات ، و هو بداية التجربة الديموقراطية الحقيقية ، و خصوصا و هي تنافس من لم يؤمن يترسيخها و تقويتها ايضا و ليس دخولها البرلمان و منافستها له فقط . هذا هو جوهر العمل الصحيح النخبوي للنقلة الحيوية في المجتمع الكويتي و تكون لها تاثيراتها على المحيط و على مجتمع المنطقة و بما فيه النساء قبل غيرهن ، و هذا ما يشجع النساء في المنطقة على الاعتماد على النفس من دون انتظار رحمة الكوتا و ما يمكن ان يعين لهن من الاخر و اكثر المواقف تعتمد على المزايدة من دون الاعتماد الجوهري بحقوقهن و خاصة من قبل المحافظين في الفكر و العقلية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
-
التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
-
المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
-
من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
-
هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
-
ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع
-
دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية
-
الاصلاح بحاجة الى الوعي و العقلانية في العمل
-
هل اصبح التغيير شعار العصر في العالم
-
بقاء مقولة المؤامرة كحجة حاضرة دوما لمنع الاصلاح المطلوب
-
المعارضة بين الهدم و البناء
-
العمال و الكادحون اكبر المتضررين منذ تاسيس دولة العراق
-
هل تنسحب امريكا من العراق كما وعدت ؟
-
كيف يحل الاحترام محل الخوف من السلطة في العراق ؟
-
هل ترسخت الديموقراطية كمبدا اساسي للعملية السياسية في العراق
...
-
االاصلاح ضرورة موضوعية يتطلبها الواقع الراهن في العراق
-
الازمة المالية العالمية صعقت الراسمالية و اوقعتها عن برج غرو
...
-
من له المصلحة في اعادة نظام قمعي اخر الى العراق
-
الارادة و العقلانية في العمل ستنتج ما يهم مستقبل الشعوب
-
كيف تتجسد الفلسفة التي تنظف المجتمع من العادات و التقاليد ال
...
المزيد.....
-
مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب
...
-
“لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي
...
-
“القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد
...
-
السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام
...
-
شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
-
عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
-
“مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
-
وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية
...
-
الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي
...
-
ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|