أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلمان النقاش - الربع المعطل














المزيد.....

الربع المعطل


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ضمنت اربع نساء كويتيات الجلوس على مقاعد في برلمان لم تطأه امرأة منذ تشكيله عام 1962 ، هذا البرلمان الذي يشكل بمقاعده الخمسين مع تشكيلة الحكومة المكلفة من قبل الامير مجلس الامة الكويتي الذي اصابه الاضطراب في الفترة الاخيرة مما دعا الامير الى حله على ان يتم تشكيل مجلس اخر مكانه عل الامور تخرج من الازمة التي افتعلها حسب المراقبين ما اطلق عليهم بنواب التأزيم .
والكويت ليست بالبعيدة عن التوجه المقترح عالميا في تغيير الانماط السياسية المتبعة في العالم المتخلف ، لا بل انها تمثل ركيزة اساسية في المشروع الديمقراطي المقترح لهذه المجتمعات بعد ان اصابها ما اصابها نتيجة غزو النظام العراقي السابق لها ، اذ مثلت هذه الغزوة مسوغ تكتيكي لبلورة مشروع كوني لنشر الديمقراطية ادى الى تواجد عسكري غربي دائم في الخليج ترتبت عليه عمليات تغيير كان اولها اسقاط نظام طالبان في افغانستان ومن ثم اسقاط النظام العراقي بحملة عسكرية كانت الكويت تمثل ارضا لانطلاقها وتاسيس انظمة حكم في هذين البلدين تفترض ادوات ديمقراطية كالانتخابات واشكال المؤسسات والقوانين الضامنة لهذا المشروع الذي عبر عنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في احدى خطبه على انه امتصاص نقمة المظطهدين ونزوعهم نحو العنف والارهاب من خلال اختبار ارائهم ومعتقداتهم وامكانية وصولهم الى الحكم والمشاركة في صنع القرار لصالح مجتمعاتهم لكن بالواسطة الديمقراطية .لكي تكون افعالهم ضمن التشريعات الدولية التي تحقق التوازن العالمي والحاصلة على الاجماع الدولي وفي حال مخالفتهم لها سيكونون امام قوة الارادة الدولية حيث نشطت في الفترة الاخيرة مشاريع المباشرة في مراقبة الانطمة الحاكمة في العالم اذ برزت فعاليات المنظمات التابعة الى الامم المتحدة كمنظمة الطاقة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ومنظمات حقوق الانسان وكافة المنظمات والاتفاقيات الدولية الاخرى وتمخظ عن هذا التوجه مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اعلنت عنه وزيرته كوندليزا رايز لضمان التوجهات الفاعلة لتقريب وجهات النظر المختلفة ونزع فتيل الازمة المزمنة في الشرق الاوسط المتمحورة حول القضية الفلسطينية الاسرائيلية .
والملاحظ ان الاحداث اخذت تتسارع على شكل مواجهة طالما وصلت حد العنف لعرقلة هذا المشروع وبصور شتى كانت الساحة العراقية الحلبة الاكثر دموية في تجسيد هذه المواجهة .
ولقد استطاعت بعض القوى المتشددة والمتعكزة على الارث الديني الوصول الى المجالس التشريعية كما حدث في فلسطين والجزائر والاردن والعراق وافغانستان وباكستان التي حدثت فيها هزة عنيفة كانت حياة بناظير بوتو ثمنا لانهاء حكم مشرف ذو النزوع العسكري، وبرغم وصول هذه الجماعات الى مراكز السلطة واضطرارهم للتعامل مع الواقع الدولي الذي يمنع تفردهم بها الا انهم لم يتركوا امكانية التأثير في الشارع وتحريكه خلف الكواليس بالاعتماد على مستوى ثقافة هذا الشارع المستلب والمستجير دوما بثقافة السماء نتيجة قهره المتواصل منذ قرون ولم ينأي الاسلاميون الكويتيون من مواقع المقدمة حيث استطاعوا ركوب الموجة وراحت تنظيراتهم وفعالياتهم تأخذ فعلها في البرلمان داعمين الفعل المواجه للسير بدروب خارطة الطريق المرسومة بعناية مسبقا حتى خلقوا مشهدا مناقضا للفعل الذي ارجع دولتهم الى الوجود.. غير ان وهم القدرة والمطاولة عند هؤلاء اثبت قدرة وامكانية المواطن الكويتي المتطلع نحو التغيير بالانتفاع من الفسحة المتاحة ليقول كلمته المتوائمة مع درجة تحضره التي اتاحتها النشاطات الاجتماعية المتلاقحة مع اللبرالية العالمية ويخط الفعل الديمقراطي ولاول مرة في الجزيرة فعلا حقيقيا بتراتبية مطلبية بدأت بانتزاع حق المرأة بالتصويت ثم الترشيح عام 2005 ثم الفوز باربعة مقاعد وباستحقاق انتخابي حسب اللوائح الانتخابية .
يبقى لنا ان نقول ان هذا الانتصار الكبير الذي حققته المرأة الكويتية والمجتمع الكويتي اعطاها ثقلا معنويا يتجاوز بقيمته الحضارية نسبة الكوتا الممنوحة للمرأة في البرلمان العراقي بمقدار 25% من مقاعده حيث اثبتت تجربة الجمعية الوطنية المستندة على قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية الذي حدد هذه النسبة وجعل منها طريقا لوصول المرأة الى البرلمان العراقي المستند الى الدستور العراقي عام 2005 ان هذه النسبة لم تضف او تقدم خطوة بالاتجاه الصحيح لا بتفعيل دور البرلمان ولا بدفع حقوق المرأة المطالب بها منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة .. وبحسبة بسيطة نستطيع ان نكتشف ان عدد المقاعد المخصصة للنساء في البرلمان العراقي تصل الى اكثر من ستين مقعدا وهي نسبة كبيرة جدا اذا ما قيست بالقياسات الكمية .. لكن الامر لايظهر على انه مكسب لمكانة المرأة في المجتمع العراقي بدليل ان الناشطات لنيل حقوق المرأة بالمفهوم الانساني لا يتجاوز عددهن في المجلس عدد اصابع اليدين وهذا ما اثبته المطلب المقدم من قبل بعض النائبات باعادة النظر بنص المادة 41 من الدستور الخاصة بالقضايا والاحوال الشخصية والتي تمثل تناقضا صارخا بين الدعوة للديمقراطية والعمل بموجبها حيث ان عدد من قام بالتوقيع على هذا المطلب لا يتجاوز الثمانية نائبات ..
الطريق الديمقراطي المفترض استكماله في العراق عليه ان يتجاوز الشكل رغم اهميته ويكثف المضمون الحضاري الضامن للتقدم.
ان عدد النساء في البرلمان اذا ما تركت لارادة الناخب العراقي بطريقة حرة ونزيهة سوف يمثل المستوى الحقيقي لكفاءة المرأة في قيادة المجتمع ، ان عضو البرلمان هو ارادة جماهيرية يتيحها المجال الديقراطي كاشفا مستوى وعي هذه الجماهير لا ان يفرض عليه ممثلين بدعوى ازالة الحيف عن فئة محددة .
الاستمرار في نظام الكوتا ينتج ربعا معطلا بفتح الطاء ومعطلا بكسرها في البرلمان العراقي مع تقديري الخالص لبعض الامكانيات النسوية في برلماننا الذي نتمنى ان تكتمل صورته الديمقراطية . وليكون الانجاز الكويتي حافزا لجهد اعادة النظر في موضوعة الكوتا .



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي
- الانسان .. مهمة وطنية
- هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة
- التوافق: خطوة للامام خطوتان الى الوراء
- الاسس الامريكية للفساد في العراق


المزيد.....




- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلمان النقاش - الربع المعطل