أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط














المزيد.....

الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 04:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم نسمع عن نزاع بين الألمان و النمساويين حول إنتماء هتلر ، بينما يتنازع النمساويين مع القومية الفلمنكية ، المقيمة بهولندا و بلجيكا ، حول بيتهوفن ، فبينما يرى الفلمنكيون إن بيتهوفن ينتمي إليهم بحكم الأصل العرقي ، يرى النمساويون إنه نمساوي بحكم النشأة و الإقامة و الثقافة .
بالمثل نازع العرب ، قديماً ، الأكراد ، في صلاح الدين الأيوبي ، حتى أن البعض لفق له نسب عربي ، و كذلك نازع العرب الخراسانيين في البرامكة ، فإدعوا لهم أصل عربي بقصة واهية ، و نسب العديد من زعماء قبائل العرب أنفسهم إليهم ، أي إلى البرامكة ، و ذكر ابن خلدون مثالين على ذلك .
و على نفس المنوال ينازع الأكراد المصريين في أمير الشعرء أحمد شوقي ، و كذلك في العقاد و قاسم أمين ، بحكم أن أصولهم ، أو بعض أصولهم ، كردية ، و نلحظ مثيل لهذه النزاعات على شيشنق ، و علي بك الكبير ، و محمد علي الكبير .
الخلاصة إنه : لا أحد يتنازع على شيء يجلب العار ، و العكس صحيح .
الدولة الفاطمية أصبحت محل نزاع شبيه بالنزاعات المذكورة أعلاه ، و إن كان الشبه يتركز في الجوهر ، و إن إختلف في المظهر ، بحكم أن النزاع هو على دولة ، و ليس أفراد .
لقد أصبح من الملحوظ أن هناك سعي متعدد الأطراف لمصادرة الدولة الفاطمية من الشعب المصري ، و إلحاقها بدول أخرى .
إيران اليوم ، تتعامل و كأنها الوريثة الشرعية للدولة الفاطمية ، رغم إن المجتمع الإيراني الحالي لا يمكن أن يقارن في ميدان التسامح الديني مع الدولة الفاطمية .
و هناك أصوات هامسة صادرة من سوريا ، تقول بسورية الدولة الفاطمية ، بحكم أن عبيد الله المهدي ، مؤسس الدولة الفاطمية ، ولد و ترعرع في مدينة سلمية ، بالقرب من حمص ، بسورية ، و أن بلاد الشام كانت في وقت ما ، جزء من تلك الدولة .
أما الأقوال الرسمية الصادرة من ليبيا ، فلا أرى فيها بأس ، بإعتبار إن ليبيا مصرية ، كما ذكرت في مقال سابق بعنوان : ليبيا مصرية ، أي إنه نزاع داخلي بين منطقتين جغرافيتين تنتميان إلى مصر التاريخية .
إن الرد الحاسم على هؤلاء الذين يتنازعون حول هوية الدولة الفاطمية هو : الدولة الفاطمية مصرية .
ذلك لأن ما أعطى الدولة الفاطمية هذه الأهمية التاريخية ، ليس إزدهارها الإقتصادي ، أو دورها العسكري ، أو إبداعها العلمي ، فهناك دول أخرى قامت في العصور الوسطى بأدوار لا تقل أهمية ، في تلك الحقول ، عن دور الدولة الفاطمية .
ما أعطى للدولة الفاطمية هذه الأهمية التاريخية ، و جعلها محل تنازع الشعوب و الدول ، هو تسامحها العقائدي و العرقي ، و هو تميز فريد نادر ، في عالم العصور الوسطى ، و حتى في فجر العصر الحديث ، على المستوى العالمي ، و ليس في منطقتنا فقط .
مصر هي التي أعطت للدولة الفاطمية فرصتها لتظهر أحسن ما فيها .
طبيعة المجتمع المصري ، هي التي أتاحت للأئمة الفاطميين الخلفاء ، أن يظهروا طبيعة دولتهم المتسامحة .
فلو كان قُدر للدولة الفاطمية أن تظل في شمال أفريقيا ، كدولة الأغالبة و الموحدين و المرابطين و الحفصيين ، و غيرهم ، للحقت بهم في الأهمية التاريخية ، لأن تركيبة المجتمع الشمالي أفريقي آنذاك ، بتركيبته القبلية الغالبة ، لم تكن لتتيح المجال لإظهار الجوانب الحضارية المضيئة .
و لو كانت قامت في إيران ، لما كانت لتواتيها الفرصة لتظهر هذا الجانب ، فقد قامت دولة شيعية إسماعيلية في شمال إيران ، بدأت نواتها مع الحسن الصباح ، و بالمثل قامت إمارة صغيرة ، في سوريا ، في مناطق قلاع الإسماعيلية ، و لكن أي منهما لم يتح لهما أن يبلغا ما بلغته الدولة الفاطمية في مصر ، في كل ميدان للمقارنة .
مصر ، أو بقول أدق : المجتمع المصري ، هو الذي أعطى الفرصة للفاطميين ليؤسسوا دولة تقوم على التسامح العقائدي و العرقي ، لتصبح محل نزاع بعد أكثر من ثمانية قرون على إختفائها من على مسرح التاريخ ، لأن الدول ، كالأفراد ، لا يكفي النبوغ ، و لا النوايا ، و لكن يلزم معهما البيئة المناسبة ، تماما كما وفرت البيئة النمساوية الفرصة لبيتهوفن ليظهر عبقريته الفريدة .
لهذا ستظل الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط ، و إن مدت مظلتها لمناطق و شعوب أخرى ، و برغم عالمية أهدافها ، لإنها نتاج تمازج البيئة المصرية مع العبقرية الفاطمية .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحة الخارجية لن نتركها للطغاة و المنغلقين
- إلى أوباما : رفع قانون الطوارئ هو المحك
- أسأت إختيار المنبر يا أوباما
- هل هذا تأكيد على أن مصر أصبحت مقبرة للمواد المشعة في عصر آل ...
- رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً
- ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير
- ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق ف ...
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...
- المواطن علم أن الطريق لن يستكمل ، فقرر عدم السير فيه
- العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة
- التقليديون لا يدخلون التاريخ يا ساركوزي
- إلى الولايات المتحدة : أفضل حافز لإيران رفع الغبن الديني في ...
- ليست هذه هي قاهرتنا المفقودة ، و ليس هذا هو التنوع الثقافي
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخر ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة جدي ...


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط