أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد العبيدي - صلاح الدين والاستغلال السلبي لشعائر الدين














المزيد.....

صلاح الدين والاستغلال السلبي لشعائر الدين


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أوردت وسائل الاعلام يوم السبت 9 مايس الجاري خبرا عابرا عن قيام السلطات المحلية في محافظة صلاح الدين بمنع المعلمات اللواتي يرتدين البناطيل من الدوام في مدارسهن، وهو خبر يستحق الوقوف عنده ليس لأنه خبر غريب، فالغرابة باتت في المجتمع العراقي من كثرتها لا تستثير الاستغراب، وليس لأنه فريد من نوعه، فالتفرد هو الآخر غابت معانيه في هذا المجتمع، فلم يبق عامل دفع أو إثارة لسلوك الايجاب، بل لأنه خبر يحمل في طياته العديد من المعاني السلبية في الأداء الوظيفي والسياسي لبعض الحكومات المحلية من بينها:
أن الحكومة المحلية في صلاح الدين هذه المحافظة التي لم تشف من جراحها العميقة بعد، تعمل وكأنها منفصلة تماما عن واقع منطقتها الذي تغلفه طبقات من وهن التجانس الاجتماعي ومثيرات التوتر وعدم الاستقرار أو أنها تعتقد واهمة بأنها أستطاعت بايام معدودات إزاحة رواسب الارهاب وإرهاصاته ولم يبق لها شاغل سوى أرتداء البناطيل للتعامل معه معظلة تعيق أدائها العام، أو أنها تتصور بأنها قد تخلصت من كل التناقضات الطائفية في منطقتها فتوجهت إلى اللبس مشكلة تؤثر على تفرغها للصالح العام، أو أنها تظن بأنها قد تجاوزت العشائرية معايير قيمية في تعاملات أبنائها، فتفرغت إلى المظاهر الخارجية مسألة تخدش الحياء العام، أو أنها تتتخيل بأنها قد تصالحت مع البعثيين القيادين في محيطها، وأنهت مشكلة كبار موظفي الحكومة البعثية في منطقتها، وهدأت من قلق منتسبي الأجهزة الأمنية السابقين في قراها، وأقنعت كبار قادة الجيش السابق وضباطه في مدنها فخلقت نعيما لأهل صلاح الدين يكتمل فقط بمنع أرتداء البنطلون.
ومن بينها أي المعاني أن الجماعة ذات الصلة بهذا القرار في المحافظة لم يتخلصوا من توجهات الماضي في الإتكاء على الدين أو بعض ممارسات شعائره المظهرية في التعامل مع أزمة الحكم ومعانات الإنسان العراقي التي سميت في حينه بالحملة الإيمانية التي جاءت بمحصلتها في غير صالح النظام البعثي الذي سعى لفرضها بالقوة أملا في إنقاذ بقايا سلطته المتدهورة في العراق، فتوجهوا لأتباع ما تبقى منها في ذاكرتهم عسى أن يثبتوا مواقعهم ويقووا من سلطتهم بطريقة الاكثار من الممنوعات.
ومن بينها أيضا أن المسئولين في هذه المحافظة لم يستطيعوا بإمكاناتهم المحدودة من تلقف رسالة بغداد التي تيقنت حكومة المركز فيها أن من بين حلول التعامل مع مثيرات التوتر والارهاب هو إعادة بغداد إلى سابق عهدها مجتمع متعدد التوجهات والاهتمامات والرغبات فسمحت بسبب هذا التيقن بعودة بعض معالم الترفيه والمتعة واللهو "لأغراض الترويح الانفعالي" التي حاول البعض في محافظات أخرى قبل صلاح الدين منعها بقوة السلاح.
أيا كانت المعاني التي دفعت بالسلطة التنفيذية المحلية في صلاح الدين باللجوء إلى أساليب التخلف والجاهلية في التعامل مع بعض مفردات الحياة التقليدية ضمن محافظتهم، فإن أصول الحكم ومنطق التطورفي الحياة يلزم بالقول أن اللبس مظهر شكلي لا يتوقف عند حدود محافظة صلاح الدين ولا حتى عند العراق حيث التأثير والتأثر بالمحيط العالمي سريع التأثير، وإن استطاعوا منع بعض أنواعه في حدود المدرسة والدائرة الحكومية والشارع فإن اشكاله الأخرى ستعود مع أول فرصة متاحة وبأساليب مبالغ فيها بحكم الميل إلى التعويض، وإنه اي اللبس مسألة شخصية تتعلق بحرية الإنسان لم يكن معيارا في اي مجتمع متمدن للحكم عن السلوك البشري ولا عن الأخلاق، لا يفترض أن يأخذ حيزا من جهد الحكومة ووقتها الثمين، وبدلا من هذا اللهو في الابتعاد عن صلب المشاكل عليهم البقاء في مقدمة الصف قدوة في التهدئة والامتثال إلى أصول الديمقراطية التي ترتكز على عمود الحرية أساسا في التطبيق، وختام القول على الأخوة في صلاح الدين وباقي المحافظات العراقية والمركز بغداد الأخذ بالاعتبار أن الإيغال بمثل هكذا ممنوعات غير منطقية يصب في خانة تعزيز سلوك التطرف المنتج للارهاب، لا يفيد المجتمع العراقي الذي بدأ خطوات التعافي من آثاره، وإن الذي يفيده المزيد من الحرية في الأعتقاد والفكر والملبس دون قيود شكلية يفرضها بعض المتطرفين سعيا منهم إلى الدخول للجنة دون حساب.






#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب التمديد في عقلية الاستحواذ والتهديد
- الإرهاب الفكري الديني ومسئولية الأجيال في الوقوف بالضد
- أسلمة الإرهاب
- مستقبل الديمقراطية في العراق بين النظرة الشمولية والتصور الم ...
- واقع الأمن الاجتماعي- النفسي- للمرأة في العراق
- الفراغ السلطوي المحتمل في العراق،
- نظرة إلى واقع الأمن العراقي لعامي 2005 2006 وعوامل التأثير ...
- طبيعة الضغوط النفسية في العمل وبعض خطوات التعامل معها
- تقييد الوعي العراقي في حكم صدام حسين وأثره على العمل السياسي
- اللا تجانس في التركيبة الإجتماعية العراقية وسبل التعامل


المزيد.....




- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد العبيدي - صلاح الدين والاستغلال السلبي لشعائر الدين