أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(3-3).















المزيد.....

القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(3-3).


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة؟!(3-3).
رجوعاً إلى تداعيات التعامل غير الوطني وغير القانوني مع المواطنين الأكراد السوريين ,نرى أن حسم ذلك مع حزمة المشاكل الوطنية في سورية , لا يمكن أن يتم سوى بتطور سياسي نوعي في فهم جميع الأطراف وآلية تعاملهم مع القضية الوطنية وإقرارهم المسؤول بأن الحل هو في الحوار الوطني الديمقراطي المؤسسي , وهذا الخيار يملكه نظرياً كافة الأطراف عرباً وأكراداً , لكن تبقى قدرتهم على تفعيله مرتبطة كلياً بصدق موقفهم من الاستبداد أولاً ,ومستوى معايشتهم للمشكلة الوطنية ثانياً , والجرأة في قول آرائهم والإصرار على خيار الحل , بما هو خياراً سياسياً مبنياً على متن أساسي هو الوحدة الوطنية والإفصاح عن حقيقة الانتماء وهيكلته وشكل المستقبل المشترك والعمل بهديه .
واستطراداً , نرى ضرورة الوضوح النظري الفكري السياسي العملي , واستيعاب أن استعادة حقوق المواطنين السوريين المنتهكة عرباً وأكراداً , سواءً في حماه أو حلب أو القامشلي أو دمشق ,كما في كل سورية حيث بلاء النظام العام , لن يتم أيضاً سوى عبر جسر مشترك حامله التفاهم بين الأطراف الوطنية العربية والكردية هذا أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً....وأخيراً ,إذ في ظروف المعارضة السورية الحالية المعروفة ,وفي غياب كتلة وطنية مؤسسية تنظيمية سياسية واضحة الأبعاد ,تغيب معها الشرعية الوطنية السياسية والقانونية لبحث قضايا كبرى مفصلية مثل - الدولة - الدستور - حق تقرير المصير - التي تخص مستقبل سورية , فالشعب وحده عبر مؤسساته المنتخبة التشريعية هو الذي يملك الشرعية في حسمها في برلمان حر منتخب ديمقراطياً من الشعب , وهذا لا يعني مطلقاً تعليق القضية الوطنية أو تأجيلها ,أو أن نبقى ساكتين على الظلم والتهميش والقمع الذي يتمادى فيهم النظام الأمني بحق الشعب السوري , بل نرى أنه من واجب كل أطراف المعارضة تبويب أولويات عملها في تبني قضايا المواطنين بقوة واستمرارية في الداخل والخارج وبكافة الوسائل الممكنة أولاً ,ومغادرة أو تغيير مواقعها التي لم تستطع أن تشتق منها خطاباً وطنياً سياسياً ديمقراطياً توافقياً , أو أن تنتج معالجة قانونية حقوقية وطنية مقبولة لدى كافة مكونات المجتمع ثانياً , إلى مواقع الحقيقة الوطنية والبحث الجدي عن كيفية ما للدخول العملي على خط معاناة الشعب ثالثاً , وأخيراً أن يتم احترام الرؤى والتوجهات الوطنية لكل الأطراف مع الحرص الشديد على الترفع عن الجزئيات والنزاهة ,والابتعاد عن موضى الطرح " الديمقراطي " الانفصالي الذي يصب في خدمة النظام ويرفع وتيرة الاحتقان الوطني ,ويخلط الأوراق ويشوه الحقوق , ويربك عملية التغيير الوطني الديمقراطي السلمي المتعثرة أصلاً , وتقع مهمة ذلك على كافة فصائل المعارضة العربية والكردية والكتاب والسياسيين والمثقفين والنشطاء المحسوبين على المعارضة والكتابة والثقافة من كل الأطراف, باعتماد منطق ونهج جديد قوامه الصدق والنزاهة الوطنية والإنسانية ,والتخلي عن النفاق والمداهنة والتلفيق والمتاجرة الرخيصة بعذابات وظلم المواطنين السوريين عرباً وأكراداً !.
فمن نافل القول ,إن قوة الحق ليس في حجم الظلم وبشاعة انتهاكه فقط, بل في واقعية ومسؤولية وشرعية المطالبة فيه , والمواطنين الأكراد السوريين تعرضوا إلى كم كبير من الظلم وانتهاك الحقوق الوطنية والإنسانية ,وقد يكون استثناءاً في حجمه ومستواه وبشاعته , مما يضعه في مرتبة الحق الوطني القوي ,لكن المشكلة هي في وجود محامي وطني قوي أيضاً , وهذا التركيب الضرورة ,لا ينتجه سوى تأصيل الانتماء الوطني السوري ,وعلنية الأولويات والبرامج وشفافيتها بجذرها وسقفها , والاستقلال الصريح عن ألاعيب القوى الخارجية والإقليمية والنظام معاً , التي مابرحت تتاجر بدماء وعذاب المواطنين السوريين الأكراد , لقد حان الوقت من الحركة الوطنية العربية والكردية على حد سواء , إلى مغادرة مواقع العصبية والشقاق وسطحية التفاعل وأحياناً المتاجرة والتعايش على تكرير الكراهية والخوف والتعصب , إلى مواقع الوطن والعمل الموحد ونشر قيم التآخي والسلام والفعل الوطني التاريخي المسؤول ,والحرص المشفوع بالسلوك المطلوب والمواقف الحريصة على الوحدة الوطنية والتبني الصادق لقيم العيش المشترك ,وإعادة تفعيل الاحترام المتبادل والمصالح العامة والرغبة في بناء مستقبل جديد , هو أمل الجميع في وطن حر عزيز ومواطنين أحرار يتمتعون بحريتهم وحقوقهم وكرامتهم الإنسانية ,بدون أي شكل من أشكال التمييز, وهذا عمل وطني يجب أن لا يبقى أسير الوعود , وإنما أن يتم اشتقاقه وصياغته ومأسسته من جديد .
وعلى خلفية الحالة المتردية التي يعيشها الشعب واستمرار النظام في إدمانه على القمع وانتهاك الحقوق والغوغائية من جهة , ومن أخرى ,على ضعف القوى المعارضة وتشتتها وعدم قدرتها على فتح الملفات الوطنية الخطيرة في سورية , مضافاً لذلك أبعاد الواقع الحالي على المستوى الوطني الأهلي الاجتماعي والسياسي في سورية مضروباً بسوء مُعامل الظروف الإقليمية والدولية , الأمر الذي يفرض نفسه اليوم قبل الغد , والمباشرة بمشروع نهضة وطنية عام ,والتفكير الجدي العملي فيه وتحويله إلى إطار سياسي يجمع القوى الوطنية ويكون قادراً على مواجهة النظام وما أفرزه من تفكك وتخلف وضعف وتردي عام في الحياة الوطنية , خطوات لابد منها ,تعيد للمواطن دوره وحقه وكرامته وإنسانيته وللوطن وجهه الحضاري .
نرى أن الأمر ليس مرهوناً أو مراهناً على نظام فاقد أدنى المشروعية والمسؤولية والأهلية الوطنية , بل على الحركة الوطنية العربية والكردية وقدرتهما معاً على اشتقاق خطاب وطني ديمقراطي جديد , قوامه الحقوق والحقيقة والوحدة والصراحة , والتوقف عن التمادي في الكراهية والتضليل واللعب بعذاب الناس وعواطفهم وخاصةً المواطنين الأكراد , وأيضاً القليل من الكلام والكثير من الفعل الميداني المؤسسي المباشر لمحاصرة الفوضى السياسية على الساحة الوطنية التي مابرح النظام وأجهزته في تعميقها , ومعالجة نتائج الظلم وتبديد الخوف ووقف نزعات الانعزال وامتصاص الاحتقان المتراكم لعقود, وضخ قيم وطنية فكرية سياسية ثقافية جديدة تؤسس إلى تفعيل قيم التآخي والمحبة والتفاهم والاحترام والتعايش, ونبذ المفاهيم الضارة والسلوك العصبي والتحرر من عطالة الدوران حول الذات والأوهام فرداً أو حزباً أو مكوناً وطنياً ما , والتوقف عن العبث في النسيج الوطني وتفكيكه وشقلبة الاتجاهات والمعادلات وتمويه الحقوق ,بل وضعها باتساق مع طبيعة الحق ووسائل الوصول إليه ,وبدء صعود الدرج من البداية بدل المحاولات العقيمة للقفز المتكرر في الفراغ .
أي باختصار إعادة جدولة الحق ,واشتقاق وسائله العملية والابتعاد عن الصيغ الجاهزة التي لا تتناسب مع الواقع العام , وإقرار ضرورات ومحظورات حسم المسألة الوطنية بكل شفافية , والتخلي عن كل أشكال العصبية التي لم تنتج سوى مزيد من ضياع الحقوق والكثير من المعاناة والألم والتشرد وعدم الاستقرار , أي لابد من فك أسر العمل الوطني العربي والكردي من النظام أولاً ,ومن عقد وتعقيدات ومعقدي الماضي والحاضر ثانياً ,ومن النفاق والمصلحية والسطحية والفوضى التي تضرب أطنابها في طول المعارضة وعرضها ,العربية والكردية على حد سواء , والتوجه الصادق على مستوى النوايا المشفوعة بالبرامج والمواقف والأفعال , إلى تنشيط الحوامل الوطنية المؤهلة للفعل , والقادرة على نقل الصراع بشتى صوره وبكفاءة من الفوضى والتفكك والخداع , إلى مستوى العمل الوطني الديمقراطي المؤسسي النوعي ,الذي ناصيته الحرية والعدل والمساواة والوحدة الوطنية وتكافؤ الفرص أمام الجميع ,لاختصار المعاناة على المواطنين السوريين وخاصةً الأكراد منهم ,والتوجه السريع إلى بناء المستقبل الجديد الذي يكون فيه للمواطن السوري قيد مدني ووزن وطني وحق وقيمة وكرامة إنسانية .
خلاصة القول ,إن القضية الوطنية السورية بواقعها الحالي هي مشكلة مجسمة الأبعاد ومتعددة المستويات , بمجملها هي إنتاج نظاماً قمعياً شاذاً دوراً ووظيفةً ومعاملةً سيئة مع الشعب من جهة , ومن أخرى ضعفاً مزمناً في بنى قوى التغيير الوطني في سورية وافتقارها إلى المرجعية الوطنية الجامعة , وبوابة العبور نحو الحل هي في وقفة صريحة جريئة مع النفس وممارسة نقد علني جريء للتجارب السابقة والحالية بمنتهى الشفافية والمسؤولية ,وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية على طريق التأسيس لديمقراطية وطنية حقيقية, تجهض سياسة الاستبداد والتفسخ والكراهية والتخلف , وتقطع الطريق على النظام وعلى كل القوى الإقليمية التي ليس لها مصلحة في التنمية الديمقراطية والتعايش والاستقرار في سورية , تلك هي البداية نحو ثقافة سياسية وطنية حقيقة قادرة على التعامل بكفاءة مع الأزمات , والتي سوف تنتج حلولاً فعلية عادلة لحزمة المشاكل الوطنية التي تعصف بسورية .
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الوطنية السورية ...أزمة معارضة أم فوضى معارضة؟!(1-3)
- القضية الوطنية السورية...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!.2 – 3 ) ...
- القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(1-2)
- الإخوان السوريون والنظام ووحدة مزاج الممانعة!.
- أوباما ...أكثر من رئيس
- لماذا الحوار المتمدن؟!
- النظام السوري وغارة البوكمال واللعب بالنار !
- المعارضة السورية والحاجة إلى التجديد ( 1-3)
- فوضى أمنية في دمشق !!.
- سورية بين أزمة النظام وأزمة الخطاب السياسي !.
- المعارضة السورية ...عودة على بدء!
- ماذا يطبخ في دمشق ؟!.
- المعارضة السورية والحاجة إلى منهجية النقد!.
- استمرار الخطف في دمشق ...مشعل التمو مثالاً آخر!.
- المعارضة السورية ...خروج من الصفر أم عودة إليه ؟!.
- جرة النظام السوري وبحصة السلام !
- سمير قنطار وسيطان الولي و-قناطير- الأسرى في سورية!
- النظام السوري ...ماأحلى الرقص في قصر الإليزيه!.
- النظام السوري يستمر في انتهاك حقوق الإنسان...سجن صيدنايا مثا ...
- الحرية بين الخاص والعام ..( طيبة فولتير وخبث السيطرة ).!


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(3-3).