أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان














المزيد.....

مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



I
ونحن نطرح تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الانسان في الملف الأسبوعي للنقاش، معناه أننا نضع فوق الطاولة أوضاع الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة في حق المجتمع. لنساهم جميعا في ميلاد "الدولة المواطِنـَة"، أو "دولة القانون" ببسيط العبارة في الفكر السياسي الكلاسيكي. وبهذه المناسبة الفرق كبير بين الفكر السياسي الكلاسيكي المؤسس للحداثة في السياسة، وهو الفكر الأنواري (القرن 18)، وبين المنهجية السلفية القائلة بكون التعديل الدستوري ليس من اختصاص المجلس الاستشاري لحقوق الانسان.
نعم، هناك من حيث تحريك المسطرة لإجراء التعديل الدستوري من له الاختصاص الدستوري لإطلاق مسطرة التعديل. سواء الملك أو ثلثي البرلمان. لكن الاجتهاد في الساحة السياسية عند بلورة البرامج السياسية المستقبلية، من حسن حظ المغاربة أن يجري التوافق بالانخراط في تجارب العدالة الانتقالية. ضمنها تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
ومن حق كل واحد أن يعتبر نفسه غير معني بمؤسسة من المؤسسات. لكن المشاركة في دينامية حقوق الإنسان نفسه لا يخرج عن ميكانزمات الديمقراطية الليبرالية من داخل النظام. من خارج النظام وحده العمل المسلح وحرب التحرير الشعبية المعتمدة على مناطق محررة. أما انتهاز الفرصة لتعليق نياشين النضال من داخل المؤسسات ثم الوقوف عند النسخ المقتبسة من العمل السياسي الأوربي قبل 1968، فذلك ما ينزل بالحركة الحقوقية درجة السلفية البئيسة في الفكر السياسي.
والحق أن الحركية الماكرونضالية لجمعية مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يشرف المجتمع المغربي من حيث توفره على طليعة حقوقية مدنية مثابرة. طبعا بوجود الأجيال الحقوقية كلها منذ 1978 إلى اليوم. سواء على الصعيد المركزي أو المحلي والجهوي...
لكن تبدل المرحلة التاريخية التي تعيشها الإنسانية، سواء من حيث التنظير الرأسمالي الجديد تحت عنوان العولمة، أو الحركات المستحدثة المناهضة للعولمة الرأسمالية. كل ذلك يقتضي
البحث عن الأدوات التأطيرية قبل التعبيرية لمطابقة الأوضاع كما أصبحت عليه اليوم. ومن بين الوسائل ما أفرزته الشعوب المناضلة في جنوب الكرة الأرضية، مثل مؤسسات الانتقال من أنظمة الانتهاكات السياسية الجسيمة الممنهجة في كل من جنوب افريقيا التمييز العنصري وشيلي بينوشي، إلى الأنظمة السياسية القانونية. والقوة النضالية للحركات السياسية الممتدة في حضن المجتمع والمخترقة للنخب السياسية والمؤسساتية وكذلك الدعم الدولي، كل ذلك أرسى خمسة مبادئ للعدالة الانتقالية، منها الإصلاح السياسي الذي يتضمن في بنوده التفصيلية الإصلاح الدستوري، حسب الظرفية. أما الإنكار الأوتوماتيكي لارتباط مطلب الإصلاح الدستوري بعمل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، فذلك ما يدخل في التفسير التطبيقي لمصطلح الدغمائية.
II
المسألة الثانية: حصيلة العدالة الانتقالية أمام ما سمي "الحرب على الإرهاب". فقد تقلصت دينامية العدالة الانتقالية وانحصر عمل المجلس الاستشاري في الزمن الماضي (1956-1999). فقد الروح المستقبلية. مما أدخله في نفق الارتباك، إذ استنفذ روحه لسببين: سبب وفاة المبدع الحقوقي ادريس بنزكري، وسبب توقف الاجتهاد عند الانشغال بالأجندة المتوفرة بين يدي المجلس.
والحال أن الدينامية التي افترضها حضور الملك لحاجة سياسية وشرعية بعد 1999، والتي أفرزت مشاريع المفهوم الجديد للسلطة والتصالح الشخصي للملك باسم المؤسسة الملكية مع المناطق 11 المتضررة من مرحلة الانتهاكات القمعية للدولة في السابق، اصطدمت بالسقف المتدني الذي أنزلته سياسة جورج بوش الصغير باسم شعار "الحرب على الإرهاب". وهنا، لم تتمكن النخب الحقوقية من تمثل هذا الضغط الواقع على الملك وعلى الدولة كي تستكمل الصورة، لتستعيد التوازن لفائدة المجتمع والدولة معا في مواجهة العبء الثقيل المخل بالعدالة الانتقالية ومؤسساتها في المغرب.
واليوم والدولة أمام الحاجة لتقويم 10 سنوات من حكم الملك، يجب أن تستحضر الإكراهات الدولية غير المناسبة، والتي أفرغت جهود مؤسسات العدالة الانتقالية من مضمونها، بسبب العطب الحقوقي أثناء التحقيق في أحداث 16 ماي 2003. كما عجزت مؤسسات الدولة عن الانتقال إلى مستوى الشرطة العلمية كوسيلة ناعمة وثاقبة للتقرب من الحقيقة التجريمية بدل البقاء في مرحلة الزرواطة البدائية والتعذيب المفضي إلى الموت في مؤسسة يفترض فيها الحفاظ على حياة الناس.





#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ ...
- من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي ...
- لِمَ الفراغات البرنامجية في الانتخابات؟
- عطب في صندوق الضمان الاجتماعي
- ما بعد الحرب على غزة
- عندما يأتي الحزن من باريس ومدريد
- فلتهنأ الملكية في التايلاند وأنجلترا
- وصفة عبد الله العروي
- حول الأخطاء المطبعية في البيانات السياسية
- موقعنا في لعبة طوريرو الأمريكية
- ضباع التنمية وسماسرة الغفلة الطبقية
- حول -الحكم الذاتي بالريف-
- هل يكفي؟
- امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي
- الشمال على طاولة العدالة
- اللحظة الهزلية في مسرحية المشاركة السياسية
- في الذاكرة المشتركة: لو يتحدث أسيدون باسمي
- لأي نموذج تنتمي طبقتنا العليا؟
- ثلاث مداخل لبناء الطبقة الوسطى
- الطبقة الوسطى بين الحلم الأسفل والتطرف الأعلى


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان