أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضغوط المصالحة














المزيد.....

ضغوط المصالحة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 04:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أعوام والساسة العراقيون المنشغلون بملف المصالحة يتحركون في حلقة واحدة لا يستطيعون الخروج منها ليس لأنهم لا يعرفون طريق الخروج بل لأن هذا الطريق غير مضمون بسبب طبيعة الطرف الآخر الذي يدور عنه حديث المصالحة وتمارس عليهم الضغوط لإشاركه في السلطة بشكل مباشر وهذا الطرف الخصم هو نفسه لا يؤمن بالشراكة أيا كان مستواها ومهما كانت ظروفها وما يريده هو السلطة كاملة وصافية وبلا حدود، وهذا الطرف هو تحديدا البعث المنحل.
حاولت القوى السياسية العراقية الموجودة في سدة السلطة المناورة طويلا للتخلص من الاعتراف بالبعث كتحد ما زال ماكثا في دوامة العنف ومحركا لها ويمارس نشاطا ضاغطا في دول الجوار العربي ومحرضا ضد كل ما هو جديد ومختلف في العراق، حاولت القوى السياسية العراقية إستبدال البعث ببعض البعثيين المنشقين، أو ببعثيين أفراد لا تنظيمات لهم، أو بعناصر أجهزة النظام السابق في محاولة لإستيعاب كل هؤلاء في عملية المصالحة عبر توفير وظائف لهم أو منحهم مستحقات تقاعدية، وأرادت الحكومة أو بعض أطرافها إعتبار ذلك عملية مصالحة وعقدت المؤتمرات والحلقات النقاشية لكن لم تظهر نتيجة ميدانية تؤكد حدوث المصالحة.
مفاصل في الادارة الامريكية تضغط لتحقيق المصالحة مع البعث وتحديدا مع البعث الذي يمارس العنف لأنها تريد تحقيق توازنات داخلية واقليمية من جهة ولأنها تخشى من إنهيار الوضع الامني في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية وذلك نتيجة لمعلومات يسربها ساسة يشاركون في العملية السياسية ويريدون الايحاء للأمريكان بأنهم الاقدر على تحقيق المصالحة، وهناك حكومات عربية تضغط لتحقيق المصالحة مع البعث الذي يحمل السلاح ويمارس العنف لأنها لا ترغب بتحقق الكوابيس التي ينقلها لها بعثيون حاليون وبعثيون سابقون موجودون في حلقات السلطة داخل العراق أو يتواجدون في دول الجوار.
لا البعثيين المطرودين من وظائفهم ولا المكونات التي خسرت حظوظها السابقة في السلطة ولا ضحايا العمليات العسكرية ولا المقاومة الشريفة ولا المقاومة غير الشريفة هي المقصودة بالضغوط الامريكية والعربية لتحقيق المصالحة بل المقصود هو البعث بجناحيه الصداميين، الاحمد والدوري، وهما الجناحان اللذان لا يقبلان حتى الاعتراف ببعضهما البعض فضلا عن رفضهما الاعتراف بوجود أي تنظيم سياسي عراقي آخر، ويعتبر كل من الجناحين بقية القوى السياسية مجموعة من العملاء والخونة وهو ما يدخل تحقق المصالحة في خانة المستحيل، خاصة وإن البعث بكل صوره لم يقم بمراجعة تجربته ولا بالتخلي عن أفكاره ومواقفه السابقة ويعتبر تاريخه فوق مستوى النقد.
القوى السياسية العراقية المشاركة في السلطة الآن والتي كانت تقوم بدور المعارضة سابقا أمام خيارات قاسية وصعبة، فخيار المصالحة المباشرة مع جناحي البعث مستحيلة بسبب رفض تلك الاجنحة الاعتراف بالعملية السياسية وأطرافها ونتائجها لذلك و الخيار البديل هو المصالحة مع شخصيات مقربة من هذه الاجنحة وتقوم بدور الوساطة أو الوكالة عن اجنحة البعث، لكن هذه الشخصيات ستكون أيضا أداة اضعاف للنظام الجديد وقد تعمل على انهياره وهو الامر الذي تعرفه القوى السياسية العراقية جيدا، أما الخيار الآخر فهو رفض المصالحة مع أجنحة البعث جملة وتفصيلا وإختيار المواجهة الكاملة والمفتوحة معها وهو خيار سيفتح بوابة العنف مجددا وسيذهب الكثير من الضحايا فيه ولكنه يبدو الخيار الاقرب للتحقق وهو جزء من التقاليد السياسية للمنطقة المبنية على رفض التعددية والاعتراف بالآخر.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن في نسخ متعددة
- الخطة -ب-
- الأمن في ظلال السياسة
- محاولة التمديد.. إحترام الدستور والزمن
- هل ما زال في الوقت بقية؟
- حالة شك
- إنتخابات الاقضية والنواحي..مشاكل مبكرة
- معلومات أمنية لاتنفع
- ملحقات الاتفاقية الامنية
- التسويات المؤقتة
- بدعة -إشراك الجميع-
- ملف المعتقلين
- السياسة..معرفة وسلوك
- حدود التفاوض والمناورة
- العشائرية والانتفاع السياسي
- بعد التصفيق لأوباما
- مستنقع الأمن
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضغوط المصالحة