أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - أبناء الصعاليك ..والغرب الجديد














المزيد.....

أبناء الصعاليك ..والغرب الجديد


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:33
المحور: المجتمع المدني
    


يستغرب الدكتور علي الوردي في واحدة من إلتقاطاته الذهبية ، فيتسائل عن المشيدات الكبرى في العالم مثل الاهرامات وسور الصين والمعابد والكنائس والمساجد التاريخية الكبرى ،ويقول الحق كل الحق لأبناء الجلاوزة والطغاة والملوك أن يزورا تلك المواقع الأثرية العملاقة ، فهي تذكرهم بأجدادهم الجلاوزة وأمجادهم ، ِأما أن يقوم أبناء الصعاليك والفقراء بزيارة تلك المواقع فهذا أمر يستغرب له !!!، فهل يريد أبناء الصعاليك والمسحوقين تذكر أجدادهم وهم يرفعون الثقال تحت عنف السياط والقتل والدماء والموت المجاني ورق العبيد لبناء تلك الأصرحة التي يجب أن يطلق عليها مقابر البشر والأدميين .انه استغراب وتشظي اجتماعي أطلقه الوردي قبل ستة عقود من السنين ،وقصده واضح ولايعني الماركسيين بشيء في فلسفة وتناحر الطبقات ،كذلك لايسيء لأحد من أصحاب الأنوف العالية ذات التاريخ بجميع أنواعها، فالنفس البشرية التي يعالجها الوردي هي واحدة إن كانت صفراء أو سوداء او التي بيضاء أوالمنعدمة المصهورة على الأغلب .
أمضيت ُ أكثر من عشرة أعوام معتصما ً ببغداد ،كنت ُ جنديا ًمكلفا ً أول الأمر ثم هاربا ً مطارداً لعدة سنوات ،متخفيا ً متسترا ً مقهورا ً وذليلا ً بسبب العوز ،لكني ورغم فراغ الوقت الهائل الذي كنت أعاني منه لم يبدر لي أن أزور موقعا ً اثريا ًُ فيها ،مع حبي اللذيذ ،و في نهاية شارع المتنبي كنت أعبر شارعا ً لأصل سوقا ً قديما ً لبيع القماش والسجاد تتصل جوانبه بعد عبور شارع أو طريق للسيارات بالمدرسة المستنصرية العباسية ،أقف ُ مرارا ً أمامها ولم أدخل ،وكانت لي صديقة لطيفة في (الحلّة) بابل القديمة تدعوني مع زوجها لزيارة بابل ولم أفعل ،وقد أطلق أحد أعمامي(الفنان حسين الشنون ) اسم الزقورة من (اور السومرية )وفي مدينة الناصرية جنوبي العراق على (كاليره ) الفني التجاري في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ،ولم أر َ الزقورة في حياتي ولم يبادرني شعور بالذهاب اليها ،وفي الأردن عام 1999 أمضيت شهرا ً في وسط البلد ولم استمع لنداء التاريخ في زيارة أثارالرومان و البتراء أو ما يطلقونه بعض الأصدقاء على بعض الاثار مثل"تخسر العمر اذا ما بتشوف " ،وكنت أسخر في داخلي ،هل سمعتم بشيعي عراقي لم يزر علي والحسين والعباس وسامراء والكاظم ؟؟.
في اليوم الثاني من نيسان عام 1991 وصلت الى الحدود السعودية كلاجىء ولم أرَ سوى صحراء ودشاديش وقسوة بالغة وغبار ودم ّ وتهديد وسفالة وانحطاط إنساني تام وشامل من (الفريقين ) العراقي والسعودي معا ً ،من أبناء الصعاليك (أمثالي ) ومن الجلاوزة وخدام الحكام وعبيدهم الهاربين معي ،وفي الرابع والعشرين من تموز 1994 وفي فجر اليوم الذي تلاه ،كان فجرا ً من الأنوار ، وصلت لأستراليا ، لمدينة بيرث عاصمة استراليا الغربية التي عمرها يقل عن مئة عام أي اصغر من بغداد ودمشق والقاهرة وصنعاء وقرطاج والرياض بعدة مئات من السنين ،حيث تم الشروع ببنائها بعد تأسيس الديمقراطية الفيدرالية الأسترالية عام 1901،شاهدت الطرق والبنايات والمصانع والحقول والأسواق ومحلات الزهور وطرق السكك والموانىء والبلاجات واماكن الترفيه ،وكذلك تحسست بكل عمق نوعية البشر ومدى تأثرهم بافكار الشر والخيرالدينية المتنوعة التي اسست لحرية الفرد البشري واحترام القرد والحمار ،،حيث اشتريت صابونا ً للأيادي غسلت فيه وجهي قيل لي بعدئذ انه صابون لغسل الأكف فقط ،وكان في السعودية ولي العهد السعودي الأمير عبدالله هو الحاكم الفعلي الذي لم يزل ملكا ً ،وفي استراليا كان بول كينتنغ،ذهب كيتنغ وجاء جون هاورد الأسترالي لمدة 11 عاما ، وجاء الصعلوك الفقير الأسترالي كيفن راد ،وذهب جورج بوش الأب وجاء كلينتون وجاء نيلسون مانديلا وذهب وجاء بوش الأبن وذهب وجاء ابن الصعلوك الأفريقي اوباما ،وذهب جاك شيراك وجاء ابن الصعلوك اليهودي ساركوزي وذهب رابين وجاء نتنياهو وذهب نتنياهو وجاء بيرييز وراح بيرييز وجاء ايهود باراك وذهب باراك وجاء شارون وغاب شارون وجاء اولمرت وباراك وذهب اولمرت وجاء نتنياهو ،وذهب صدام وجاء الصعلوك المالكي والصعلوك شافيز البوليفي والصعلوك العمالي البرازيلي ،والصعلوك الأوكراني والصعلوك الروسي ....... ،وحسني مبارك والقذافي وعمر البشير وبوتفليقة وزين العابدين وعلي صالح والأسد الصغير وشيوخ الخليج ، ومعهم شعوبهم، لايبدل الله فيهم تبديلا .
وله الحكمة والتدبير .




#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نشر الغسيل :من الوشاية الى الإشاعة
- العراق الروحي
- غياب قاسم محمد ..
- قمّة العرب : مهاترة وصمت
- المصالحة العراقية وميشيل عفلق
- هوليوود :إنعطافة نحو الإنسانية
- أستراليا تحترق ..ورجل دين يتمرقص
- عراق وجنون ودين
- المجتمع المتحرك
- نقابْ وحجاب ْ.. حرية ٌ أم عنصرية ؟
- عصر الكآبة
- الاتفاقية الأمنية ..العراق ( العظيم ) وأميركا
- الأزمة المالية العالمية ...البابا وماركس والإسلام
- معنى التريث..وفأر السرداب
- متاهة العراق ..
- العرب ، الإسلام والإنسانية..
- لاجئون..خاطف ومخطوف
- كارتشيك الصربي وصدام العروبي
- الجوع والجوع المختلف
- وصايا عراقوية ..


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - أبناء الصعاليك ..والغرب الجديد