أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - بشرى خلفان كاتبة من عمان (مسقط)















المزيد.....

بشرى خلفان كاتبة من عمان (مسقط)


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


غبار"

بشرى خلفان :

التوغل في عوالم الإنسان والمكان

التأرجح بين القصة القصيرة والنص الأدبي

حين يكشف الغبار عن موبقات دواخلنا !!!!



رحاب الهندي

في أبجدية النقد التحليلي هناك شيء ما يقول ان ما نقرأه هو "نص" جمالي لكاتب ما نصه عبارة عن مونولوج داخلي يشرح به الكاتب بإسترسال مشاعره المفعمة بالنجاح أو اليأس والغضب والفرح والتوهان. هو أشبه بالاعتراف يحمل القارىء الى أفق بعيده أو قريبة الى هواجس المعنى والمعنى الآخر الى تركيب من جديد أو بناء لعالم داخلي قريب أو بعيد يعيشه مع الكاتب الذي يصر على همسات من البوح التي غالبا ما تكون حقيقية لموقف ما مر به في حياته .

أو يعيد كتابه النص بأسلوب قصصي به من التركيب المطلوب لعملية السرد وبناء الشخصية بشكل أكثر تركيبا أو لنقل تعقيدا من نص البوح وان كان البوح في حقيقته سر الولوج الى عالم الكتابة بسياقاتها المختلفة (شعرا ، نصا ، قصة ، رواية ) لكن للبوح أيضا ابعاده المختلفة التي يستطيع الكاتب تركيبها أو اعادة تفكييها حسب الشخصية والموقف .

هنا يخلط البعض من الكتاب خاصة كتاب القصة القصيرة ما بين النص كنص بحد ذاته وبين القصة الممنهجة وفق أطر محددة بالزمان والمكان والشخصية والحوار بركنية الداخلي او العام (بين الشخصيات) .

في عالم بشرى خلفان الكاتبة العمانية التي تستطيع ان نقول انها متميزة في إصدارها الأخير غبار الصادر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع والمعروف عنها في الوسط الأدبي العماني بانها قاصة واعدة ويعتبرها الكثيرون مشروع روائية مختلفة بما تملكه من حس أدبي في التقاط اللحظة والموقف ووصف الشخصية والمكان والزمان واختيار ذكي لعناوين نصوصها أو لنقل بعض قصصها القليلة جدا في اصدارها "غبار".

حيث اننا وجدنا الاصدار الاخير لمجموعة من النصوص الأدبية المتميزة بعمق وبذكاء في العنوان العام "غبار" دون تخصصية لنص ما بعينه لنكتشف ان "غبار" عنوانا لكل عنوان في نصوصها المختلفة فهو يرمز الى ذلك الغبار الذي يعلو وينتشر في الجو ليكشف عما تحته من عمق الاحاسيس والوعي لكل نص بما يحمله من خطوط متباعدة متناسقة لكنها تلتقي في مكان واحد اشبه ما يكون بكرة من الغبار.

بشرى خلفان يسكنها هاجس المكان والزمان والشخصيات تحديدا الطفولة ومسقط وما بين الماضي والحاضر بلغة شفافة واسلوب أدبي مفعم بكلمات حية لما كان وما يكون تنطلق من مسقط المكان وتأثيره في حياتها وكتابتها ومن الطفولة وما لها من انعكاسات على الشخصية الواعية الناجحة .

انها لا تزال تحمل في داخلها طفولتها ببراءتها وتؤكد الحديث عن الرجل . الطرف الآخر الذي غالبا تعشقه من طرف واحد وعن العادات والتقاليد البالية التي تشير اليها من وراء الكلمات بلا مباشرة مع التحبب الى بعضها ومحاولة التقرب منها رغم بعدها او ابتعادها عن الواقع الحالي .

أجواء إنسانية تخص المجتمع العماني نجده في نصوص بشرى مغلفة باسى وحب وطموح وأمل وعتاب وجموح وبوح كل هذه جمعته بأناقة في بوقتة نصوصها وكشفته ظاهرا للعيان المجردة احيانا وللعيون التي تحتاج ان ترى أبعد مما امامها في أحيان اخرى .

هذه نصوصها نحاول ان نقرأ بعضها ونحاول ان نكشف الغطاء كما فعلت الكاتبة علنا نصل لمعنى توضيحي أو تحليلي أكثر بقليل مما تود قوله.

وردات بنيات - شرشرف ازرق

"معزولة انا وحائرة .. ولا لخص كل ذلك علىّ أن اقول وبشجاعة أني يائسة" هو مونولوج داخلي لاحداث متفرقة في عمر البطلة منذ الطفولة تركتها والدتها عند باب الارسالية بتداخل الذكريات والروابط العاطفية بينها وبين جدتها ووصف لحالة طفلة تبدو انها ليست طفلة في محاولتها التعلق بجزئيات الطباشير أولا ثم تكوين قوالب الصلصال وتحطيمها مواصفات الشخصية نستدركها من خلال المونولوج الداخلي دون ان تحكي القاصة بشرح تفصيلي عن بناء الشخصية الشكلي او النفسي هو استنئاج يكتشفه القارىء لمعالم الشخصية البطلة ففيها عناد ويسكن داخلها الخوف والتأمل وتعيش حياة الاسئلة .

الملاحقة والخيال الجامح لتكوين اشياء تعيدها الى حنين المكان الذي فقدته .....بيتها !!!.. تمزج بشرى في الغالب حكاية عمتها الغريقة كاحدى حكايات التراث المستهلمة من وعي اسطوري به شيء من الحقيقة وكثير من الخيال.

نحن امام شخصية بلا ملامح الا تلك الملامح النفسية التي تتصاعد في تشكيلها يغرقها الحنين والتساؤل بلا اجابة عن فقدان امها واستبدالها بالمدرسة الحنون ، طوال قصتها ذات الحديث الداخلي نجدها في البداية عاشقة لشخص ما غادرها ومن حديثها إليه والى نفسها تأخذنا الى عالم طفولتها التي تعتبره عالما متوحدا لا يشعر به أحد الا هي لتنتهي قصتها القصيرة بحكاية الحب الحقيقية التي تعيشها وهي تناجي حبيبها الذي يبدو لنا طيفا وتختصر لنا الاختلاف التام بينهما في المكان والزمان والشخصية بسؤالها الختامي لحكاية رغم قصرها فقد خطت بها عمرا تسأله : كم الساعة عندك الآن؟ لابد ان الفجر قد لاح منذ زمن لذا سأترك وأذهب للنوم .!!!!!!!!

بشرى خلفان في قصتها "وردات بنيات.... شرشرف ازرق ""تختصر معنى العلاقة بين أمها التي ترتدي ثوبا ذا وردات بنيات وبين الايام والليالي التي عاشتها تحت شرشرفها الأزرق وما بين الموقفين حياة طفلة كبرت على البعد والحرمان لكنها خلقت لنفسها جوا آخر جو قريب من اللعب والابتكار والتخيل والحنين لكنها رغم كل شيء تصف نفسها قائلة

""معزولة انا وحائرة وعلي ان اقول وبشجاعة أني بائسة "".. حكاية فتاة لخصتها الكاتبة بنص أدبي أقرب للقصة القصيرة فلم تحدد لنا زمانا بعينه ولا مكانا بعينه لكنها بتكثيف جميل قدمت لنا الحكاية وباسلوب سردي أقرب للشاعرية أخرجت لنا فتاة تتحدث بإسهاب رقيق متمكن غير متخاذل حكايتها فعرفنا كثيرا من الاشياء دون ان نعرف سر الاشياء وهذا احد أسرار جمالية هذه القصة .

"فراشات بيضاء"

قصة تمتاز بقمة التكثيف أيضا بحوارداخلي متتابع لحكاية امرأة عاشقة لمديرها أو مسؤول دائرتها ومن خلال البوح الجريء تصف لنا معالم شخصيتها وشخصية من تحب في شرح واقعي لمنظورها لمعنى الوظيفة التي تشبهه في حد قولها بــــــــ "العبودية" لكنها بكلمة تريد ان نقول من تحب يحبها وفي لحظات نشعر انها تحتار في عاطفته اتجاهها تقول:

" أختار لاجل ان أصبح أكثر وضوحا لونا باهتا لونا ترابيا كلون عماماتك لايشي بشيء من حيرتي وحيرتك "

لكنها تؤكد في نهاية قصتها ان من تحب هو مجرد فكرة تنساب من بين يديها كسمكة صغيرة.

غموض وغمز لدلالات شخصيتين مختلفتين يجمعهما مكان واحد واحساس توهمنا القاصة انه احساس واحد يجمعهما لتنهيها بانها عاشقة بلا أمل.

تكثيف الحدث والشخصية والحوار الداخلي يعطي للقصة مساحة من الجمال الرقيق الذي يسحبه خيط التشويق لمعرفة ما الذي سيحدث في النهاية ليكشف القارىء نهاية غير متوقعة كمعظم نهايات القصص القصيرة.

ربما لأنني لا أراك :

تمزج بشرى خلفان ما بين كتابة نص أدبي وبين القصة القصيرة ففي ربما لأنني لا أراك نجد ان المخطوط امامنا هو نص أدبي كما ارادت الكاتبة وليس قصة قصيرة فهو استرسال لحال امرأة عاشقة لرجل تناجيه وتحاول بوعي مقارنة ما بين الرجل والمرأة في مناجاة رقيقة لكنها تبتعد عن تكوين قصة قصيرة لها خطوط الخاصة .

"هناك هناك حيث لا يعرفني أحدا"

: تعود بشرى الى عالم "الارسالية" التي كانت في قصتها الاولى وردات بنية وشرشرف أزرق لكنها هنا تعود بشخصية اخرى لعالم طفلة تبدو أكثر بؤسا وأكثر فقرا مقارنة بزميلاتها رغم تعرجها على بعض شخصيات القصة الاولى لا ترسم القاصة ملامح الشخصيات الا بمرور ذكي على كل منها ولا تسترسل في السرد وتتميز بالتكثيف للحكاية والشخصية والانفعالات وهذا سر من أسرار جماليته النص.

شيء من السيرة الذاتية :

في "خروج " "ولانني أعيش هنا ""اركض ورائي" "واستدل علىّ" تشابه واختلاف . التشابه كون الموضوع في بعض هذه القصص او بمعنى أدق النصوص الادبية هما جزء من سيرة ذاتية لشخصية ومكان الكاتبة ومسقط تحديدا وان حاولت الكاتبة في "خروج" ان تتبع مسيرة ذاتية ما بين القديم والحديث وفقا لنظرية التطوير المكاني والمعماري و الإنساني في تغيراته كما في "أركض ورائي" فلا توجد ملامح خاصة للبطلة الا بإرتباطها بذكريات المكان والزمان وتعيد نفس الصياغة ونفس الاسلوب في "لانني أعيش هنا" لكن ما يحسب لها قدرتها على تكثيف الحدث ووصفه بصيغة أدبية عالية في الرقة والجمالية اذن هو نص أدبي بامتياز ولو تتبعنا بقية النصوص "لو أنه اصغى" حتى أهوى بعيدا" " "أخادن الأذى أتجنب الجرح" " كل تلك الفراشات التي تملونيء" وشايات صغيرة" "الذاكرة ولست أنا" " ما لا اراه" "ليس عدلا" " محاولة " "شروع" " فوضى" " صفر مطلق" " لفت نظر" تركة الزرقة" "تضليل".

نجد في هذه النصوص توهجا للمعنى الأكبر للغبار الذي يحمل في دواخله وثناياه حكايا كبيرة خاصة بعد ان ينفض عن الذاكرة أو المكان لنسكشف عوالم الإنسان والمكان بكل ما بينهما من تداخل في المعنى والعواطف والتراث وتأثير الماضي والحاضر شيء من عبق التاريخ شيء من الحاضر وعلاقة المرأة بالرجل الخجولة أحيانا والجريئة في بعض الاحيان لكنها غالبا علاقة محددة بطرف خاسر واحد الا وهو المرأة.

ولكي لا نطيل نحاول هنا اقتناص جملة من نصها الرقيق "لفت نظر" وهي تعترف بجرأة وتعرى الواقع الحديث الذي فقد ابتسامته الحقيقية تقول :" أنا الموقعة أدناه أقر واعترف بأنني أرغب بمقايضة إبتسامة ...بغيمة أو عصفور أو قبر !!!.

كتبت بشرى برمزية رقيقة دون التوغل بتلك الرمزية العتيقة التي تأخذ القارىء الى متاهات قد توصله الى شيء ما اوقد لا توصله ابدا .



إختصارا :.

بشرى خلفان قاصة عُــمانية ومشروع روائية بالتأكيد سيكون ناجحا لو التفتت لبناء مثل هذا المشروع .



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات إمرأة مشاكسة !!!!
- إني أغرق ياعراق !!!!!
- لؤلؤة الشعر العربي ج 1
- العودة للبيت وسقوط الأقنعة !!!!
- هذيان إمرأة نصف عاقلة حلول في زمن اللاحلول !!!!!
- أحمد الفلاحي
- هذيان إمرأة نصف عاقلة إمرأة لاتعرف الحب !!!!
- هذيان امرأة نصف عاقلة يارب !!!
- حين يشبهنا نصفنا الأخر !!!!
- إمرأة برسم الخدمة !!!!!
- هذيان إمرأة نصف عاقلة !!! كبيرة على الحب
- الهروب من الحب الى الحب !!!!!
- الفنان الفلسطيني حسام ابو عيشة لا بطولة في الفن الفلسطيني !! ...
- الحياة كأس وإمرأة !!!!!1
- حواء أو ليليت !!!!!1
- وباء إسمه .............!!!!!!
- بعد الزواج .....التحول إلى جني مصباح علاء الدين(شبيك لبيك) و ...
- وليمه جسد !!!!!!
- الزوجة الثانية لص بعقد قانوني!! الزوجة الأولى:ليت العالم يعي ...
- هذيان إمرأة نصف عاقلة !!


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - بشرى خلفان كاتبة من عمان (مسقط)