أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم الصالحي - الديبلوماسية العربية والتيار الصدري














المزيد.....

الديبلوماسية العربية والتيار الصدري


محمد قاسم الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تـُعد الدعوة التي وجهتها الحكومة التركية الى السيِّد مُقتدى الصَدر، والمؤتمر الصدري الذي عُقد في أعقاب اللقاءات الرسمية التي جرت بين زعيم التيار وقادة الجمهورية التركية، والنتائج المتمخضّة عن تلك اللقاءات، إنجازا ديبلوماسيا وسياسيا مشتركا قطف، ويقطف ثماره كلا الطرفين، ويعكس في ذات الوقت، القراءة الصحيحة لتفاصيل المشهد السياسي العراقي من قبل الحكومة التركية بشكل يفوق مثيلاتها العربية المنساقة خلف وسائل الإعلام في رسم منهجية تعاطيها مع الواقع السياسي والأطراف الأساسية المؤثرة فيه. من هنا تأتي الضبابية التي تنظر بها بعض الأطراف العربية للزيارة أو المؤتمر الذي عُقد على هامشها، والناتجة عن التوصيف غير الدقيق لمجمل الحدث، خاصة المتعلق منه بما أطلقت عليه بعضها " الظهور المفاجئ" لزعيم التيار.

ليس هناك مايدعو للمفاجأة، فلم يكن للإنجازات الكبيرة التي تحققت على أرض الواقع العراقي، "رغم الشد العكسي لبعض الأطراف"، لم يكن لها أن تكون، لولا الوجود الفاعل لهذه الزعامة الوطنية الحقة. وما التظاهرة المليونية الأخيرة في بغداد، والتلاحم الوطني الذي سبقها في سامراء، والإستتباب الأمني من قبل، سوى شواهد على الحضور المتميز للسيد مقتدى الصدر مع أبناء شعبه، في كل الظروف وبأشكال مختلفة، ناهيك عن بياناته التي لاتكاد تخلو منها مناسبة وطنية أو دينية، مثلما إتسعت هذه البيانات لتتناول في أحايين أخرى هموم إقليمية وفي أكثر من أزمة. إلا الأمر يكاد ينحصر في إن السيد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا الجديد، الحريص على نسج خيوط علاقة بلاده بشعوب المنطقة، كان أكثر إلماما بما جرى ويجري في المنطقة، بالمقارنة مع المعنيين بالديبلوماسية العربية، الذين يُفترض أن يكونوا أكثر إهتماما من غيرهم في فِهم مايدور في العراق. وما لم يُدركه بعد، الكثير منهم!، هو إن هذا التيار المتـّسع (يوما بعد آخر) وزعامته الوطنية، كانوا ولازالوا جزءا رئيسياً من الحلول داخل العراق، ولهم أن يشكلوا أيضا، حضورا فاعلا في مستقبل المنطقة عموماً.

أصالة الجذور التاريخية العراقية لهذا التيار ونقاوة عروبة زعامته، كانت الدافع الرئيسي وراء الضغوطات الإعلامية والسياسية الداخلية التي يتعرض لها التيار بين بين الفينة والأخرى. كما هي نتيجة أيضا، لمواقفه الصريحة والمعلنة إتجاه وحدة وإستقلال العراق وتكريس هويته العربية والإسلامية، مما شكـَّل دافعا مضافا، ساهم في تحريك وإثارة بعض التحاملات التي تكنها تلك الأطراف ممن لايروق لهم ذلك.

فيما يخص العراق "تحديدا"، لازالت الديبلوماسية العربية رهن التقليد الجاهلي، منهمكة في البكاء على الأطلال، غير عابئة بالإنفتاح الجدي على مفردات التغيير في الواقع السياسي العراقي المتحرك والقوى الموجِّهة له والمؤثرة فيه، مما يترك إنطباعات شعبية عراقية "غير إيجابية"، إتجاه الركود الديبلوماسي العربي في التعامل مع العراق وقواه الفاعلة (خاصة). في المقابل ظللت ديناميكية الديبلوماسية التركية، الأجواء السياسية العراقية، عندما أدركت ومن خلال وزير خارجبتها الجديد، ضرورة التحرك الجدي، والحوار المباشر غير المشروط، مع أطراف تمتلك مفاتيح الحلول في العراق، وربما المنطقة فيما بعد.

التقارب في الرؤى وبلورة المواقف، لاتتم عبر "التخاطر عن بُعد"، أو إلتزام الأحكام النمطية المسبقة إتجاه الآخر، إنما الطاولة المستديرة وحدها الكفيلة بإستنهاض المشتركات ومن ثم بناء التضامن الحقيقي والتنسيق الفعّال بين كافة الأطراف الداخلية منها، والإقليمية.





#محمد_قاسم_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولوية المصالحة الوطنية مابين الإقتصاد والسياسة
- العراق السياسي والرقم الأصعب
- الإعلام الميداني و إرادة التغيير
- القيادات الفاعلة وإدارة التغيير
- الصَابِئة المَندائيون وقانونْ مَجالس المُحافظاتْ
- قانون الإستثمار العراقي بين الواقع والطموح
- قانون إجتثاث المحاصصة


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم الصالحي - الديبلوماسية العربية والتيار الصدري