أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد ناشر الصغير - عندما تختار الشعوب الوحدة مع الحياة















المزيد.....

عندما تختار الشعوب الوحدة مع الحياة


أحمد ناشر الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوحدة أو الموت" مقولة مشهورة وردت على لسان ”
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح" يخاطب المطالبون بأنفصال الجنوب ...

لم يكن من السهل عبر تأريخ البشرية أن تنجح دولة أو أمبراطورية مترامية الأطراف في أن تحكم أطيافا من البشر مختلفة الأعراق والديانات والأهواء حكما مركزيا الى مالانهاية, فقد انتهت هذه الممالك والأمبراطوريات نهايات غير سعيدة وفي جميع الأحوال فقد تفككت الى دويلات صغيرة عديدة تباعدت فيما بينها فكريا وايديولوجيا, فابتداءً من امبراطوريات الرافدين الفينيقية والسومرية والكنعانية والفرعونية المصرية والسبأية اليمنية مرورا بامبراطوريات اليونان والرومان والفرس ثم العرب المسلمون بمسميات الأموية والعباسية حتى انتهت بالعثمانية التي انتقلت الى رحمة الله بعد الحرب الكونية الأولى , وقد شهدنا أخيرا الأتحاد السوفياتي يتهاوى الى جمهوريات عديدة ..كل هذه الدول العظيمة في وقتها انتهت عندما اعتراها الضعف والهرم وعندما لم ترقى وتغير جلدها كما تفعل الثعابين لكي تستمر بالحياة عندما تصل الى مرحلة يوجب عليها التطور التأريخي سرعة التكيف والتأقلم .
وفي أوروبا شهد الأنسان عبر تاريخه ملاحم من صراع الأمبراطوريات والممالك كانت تنتهي احداها لتبدأ أخرى على رقعة جغرافية بسيطة من الأمبراطورية السابقة وتنتهي بالتمدد داخل القارة ثم تهرم وتنهار مخلفة قتلى بالملايين كما حدث بالحرب العالمية الثانية , لقدكره الأوروبي حياة الحروب والقتل فركب المحيط وهرب الى الأرض الجديدة غرب الكرة الأرضية ليبني على أرضها دولة حديثة هي فعلا مفخرة للانسان الحديث المتحضر والذي قدم اليهاانطلاقا من الجزر البريطانية حاملا معه حكمته وخبرته منذ تاريخ ظهوره على كوكب الأرض , وهناك أسس ما أصبحنا نعرفه اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية
لا يعرف الكثيرون أن هذه التسمية لهذا البلد المعجزة باللغة العربية تحمل ترجمة خاطئة للتسمية الأنجليزية وهي
United states of America
فالكلمة تعني الدول الأمريكية المتحدة وليس الولايات أوالمحافظات كما نعتقد نحن العرب , واذن فأعظم وأقوى دولة في العالم اليوم ليست دولة موحدة –كما نفهم نحن العرب معنى الوحدة -, ووجودها يمتد في التاريخ لأكثر من 300 عام وليست كما هي دولتنا اليمنية الموحدة اندماجيا في 22 مايو 1990 . وما لا نعرفه أن بداية ظهور الدولة الأمريكية كانت دولة كونفدرالية تماما مثلما هو الحال اليوم مع "الأتحاد الأوروبي" أي أن صلاحيات الحكومة المركزية كانت ضعيفة جدا وهامشية جدا بحيث كان ينص الدستور وقتها على حق اي ولاية بالأنفصال , ورويدا رويدا وعبر بناء الثقة والشعور بالثقة بين أطراف هذا الأتحاد تم اعطاء صلاحيات أكثر للحكومة المركزية على حساب الحكومات المحلية حتى انتهت الى دولة فيدرالية كما هي عليه الحال اليوم ..
وفي العالم اليوم يوجد أكثر من 60% من عدد دول العالم تحتكم للنظام الفيدرالي منها سويسرا التي كانت السباقة في تبني النظام الفدرالي في أوروبا وقد ساعدها ذلك بأن تجنبت ويلات الحرب العالمية الثانية هي وناسها بسبب هذاالنظام , وفي الهند رغم تعدد الأعراق والديانات واللغات الا أن النظام الفيدرالي نجح نجاحا باهرا في نقل الهند الى مصاف الدول المتقدمة وحتى في أثيوبيا الدولة المتخلفة الفقيرة الوحيدة بين دول القرن الأفريقي نجح النظام الفيدرالي في تجنيبها الحروب الأهلية كما هو حاصل لدى جيرانها العرب والأفارقة ..
ولا يعتقد أحد أن الدول المتخلفة مثل اليمن لا يصلح لها النظام الفيدرالي فتلك دولة الأمارات عبارة عن مجموعة مشيخات كانت
مشهورة بالحروب والغزو فيما بينها نجح النظام الفيدرالي رغم تخلف الكيانات السياسية القبلية التي تكونها الا أنها نجحت في تأمين حياة مستقرة وكريمة لأهلها ..

وفي خمسينيات القرن الماضي عندما كانت بريطانيا تستعد لمغادرة عدن بعد تكبدها خسائر فادحة في الحرب العالمية الثانية فرض عليها العقل والمنطق أن تنسحب من أطراف امبراطوريتها نحو الداخل حتى لا تنهار بريطانيا كما انهارت الأمبراطوريات اللواتي لم يحسن التعامل مع الخسارة وقد استفاد من هذه التجربة الرئيس السوفيتي الأخير والذي قام بقيادة عملية تفكيك للامبراطورية السوفيتية كانت ناجحة وبغير اراقة قطرة دم واحدة ثم رعى بعد ذلك قيام دولة روسيا الفيدرالية , قامت بريطانيا بتشكيل نظام فدرالي في جنوب اليمن يشمل المحافظات الشرقية والمحافظات الغربية بالأضافة الى عدن تحت مسمى " اتحاد الجنوب العربي" وهو كما يبدوا كان مشروعا شبيها بذلك الذي صنعه الأنجليز في الأمارات لكن الأنظمة العربية الثورية وبالذات "الناصرية" وابان فورتها الصاعدة شجعت سكان الجنوب على رفض المشروع البريطاني وانتهت مقاومة مشروع الأحتلال البريطاني بانسحاب بريطانيا من الجنوب واعلان الجبهة القومية قيام جمهورية اليمن الجنوبي ليتحول الأسم بعد ذلك على يد التيار الماركسي الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهكذا تراجع الجنوب خلال تلك الفترة التي أعقبت الاستقلال تر اجع بقرون عما كان الأنجليز قد تركوه عليه في الوقت الذي كان اتحاد الأمارات العربية المتحدة يقفز بسرعة الصاروخ الى الأمام.

فشل مشروع الوحدة اليمنية المعلن عنه في 22 مايو 1990 بعد اربع سنوات من بدايته عندما تأكد للحزب الآشتراكي بأن مفاتيح الدولة الجديدة قد تم الأستحواذ عليها من قبل نظام "صنعاء" بنفس الطريقة التي استحوذ فيها هو على اليمن الجنوبي سابقا وأقصى رفاق نضال الأمس القريب ولم يرضى الحزب الأشتراكي بعد انهيار الأتحاد السوفيتي بتسليم الحكم الى الشعب في اليمن الجنوبي الديمقراطي عبر ما كان يمكن ان يسمى نظام الانتخابات المحلية يتم فيها انتخاب حكام محليون للمحافظات يتمتعون بصلاحيات واسعة ثم يتم بعد ذلك تحويل السلطات من الحكومة المركزية تدريجيا فيما يتعلق بادارة المحافظات والمديريات الى ابناء تلك المحافظات وعند الرغبة بالتوحد مع الشطر الشمالي يتم ذلك بموافقة المحافظات الراغبة في الوحدة تماما مثلما تم في حالة "الامارات العربية المتحدة" حيث رفضت قطر والبحرين الأنضمام الى الأتحاد في حينه . وبدلا عن ذلك تم تسليم الحكم لنظام مركزي توتاليتاري (شمولي) متخلف في دولة قروسطية أخرى .

ما اود التأكيد عليه أن تمسكنا بجثة هامدة اسمها " الوحدة اليمنية " لن يِؤدي بنا الا الى مقبرة الدول الواحدة التي ماتت وشبعت موتا وكل تلك الدول التي لا تقيم وزنا فيها لسكانها ومشاركتهم الفعلية في حكم أنفسهم اليوم سيكون مصيرها الموت والفناء أيضا , ماهو متاح لنا اليوم هو "الأنفصال الأيجابي" وخيار "الأنفصال الأيجابي" المقصود به هو اعطاء المحافظات في الشمال والجنوب صلاحيات انتخاب هيئاتها الحاكمة والتشريعية مع بقاء صلاحيات محدودة للحكومة المركزية تتمثل بالعلاقات الخارجية والجيش والعملة ...الخ ولن يكون فيها صلاحيات للسلطة المركزية ببيع أو منح اراضي المحافظات الأخرى أو التعاقد على ادارة موانئ محافظة أخرى لمن تريد كما هو الحال اليوم ..

وأخيرا نرجوا من قيادتنا أن تكون حكيمة وتدرك "أن مالا يدرك كله لا يترك جله " وبالتالي فحكم بصلاحيات محدودة أفضل بكثير من التشرد الذي يعيش فيه علي ناصر وعلي البيض اليوم اللذين ظنا ذات يوم بأن باستطاعتهما اقصاء غيرهما, فهل يود "علي صالح" اليوم أن يحتفظ بالنصف من صلاحياته ويتنازل عن النصف الآخر لشعبه أم يخسر الكل ويخسر نفسه و شعيه ويذهب للعليين السابقين ...

لم يكن صدام عظيما وهو يطل من الحفرة بهيئة رثة على شعبه وهو – الشعب العراقي - يذبح بعضه بعضا , لا بد أنه كان سيشعر بالندم لوكان له بقية من الضمير أن ترك ناسه وبلده يصلون الى تلك الحال المزرية ....ان القائد العظيم هو من يضحي بنفسه ليبقى شعبه وليس العكس , تماما كما فعل ربان السفينة الأمر يكية في بحر العرب ولعل الله قد ساقه لنا حتى يعطينا هذاالدرس في مياهنا الأقليمية , لقد سلم القبطان نفسه للقراصنة من أجل أن يترك القراصنة لبحارته النجاة بحرياتهم ....هل أنتم بأخلاق هذا القيطان الأمريكي ؟؟ أجيبوني ياربابنة سفن الاوطان التي تغرق بأهلها بينما أنتم تشربون الأنخاب وتتفاكهون ...
جاكم البلاء.... قادة أنذال !!!





#أحمد_ناشر_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الرأسمالية والحلول الأسلامية
- العلمانية أولا والديمقراطية ثانيا
- بين حانا ومانا ضاعت لحانا
- علماء اليمن أم جهلاء اليمن
- ازهار واذكار
- رسائل قصيرة للشعوب العربية
- جامعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العربية
- الطوفان القادم والتغيير النائم
- الطب النبوي في علاج السيدا بالسائل المنوي
- رسالة الى جورج بوش
- خارطة طريق جديدة
- كتاب الأثير في سيرة الحميرلأبن كثير حققه ولخصه لكم أحمد الصغ ...
- قصة نفط وادي المسيلة


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد ناشر الصغير - عندما تختار الشعوب الوحدة مع الحياة