أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف عزالدين - أشياء في متاهه‌ حلم














المزيد.....

أشياء في متاهه‌ حلم


يوسف عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:10
المحور: الادب والفن
    


کنت جالسا فی رکن منزوي لقاعة قصر مهجور، فجأة تولد عندی انطباع انی قد رأيت تلک القصر فی احدی احلامي، او بالاحری اجتاحنی احساس غريب، بأنی قد عشت تلک اللحظة من قبل!؟.
فی مرمی نظري کانت هناک حمامتان داکنتان لونا، آخذين المساحة الشاسعة للقاعة مکانا امنا لمکوثهما.. کانت القاعة الذی وجدت نفسي فيها اوسع واکبر قاعة قد رايتها فی حياتي.
تذکرت الکتاب اللملقاة بجانبي، ذو تجليد جميل و مزخرف..ربما قد وضعها احدهم هنا بقربی قبل مجيئي، ولکن کيف عرف انی اجلس هنا بقرب الکتاب!؟
کان اسم الکتاب مکتوبا بالخط الفارسي، او خط شبيه‌ بالخط الفارسی:
( عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات فی عالم الاحلام).
فتحت الکتاب عشوائيا، کان النص محتشد الاسطر، ذی هوامش کثيرة و نقوش و زخرفات غريبة، مع بعض الصور لحيوانات اسطورية..ما جذبت انتباهی فی احدی صفحاتها الوسطی، عبارة مکتوبة بحروف کبيرة:
( ويهرب الاسد من الديک الابيض)
لم اتعمق فی دلالات‌ تلک العبارة العجيبة و الغريبة، ربما لأن احساسی بالبرودة و شعوري بالتعب کانت تزداد شيئا فشيئا مع مرور الوقت.. فجأة رفت جفوني بسرعة واغمضها النوم.. حلمت بأنی جالس فی داخل سيارة من نوع قديم.. انا و الراکبين کنا خمسة اشخاص، جميعنا بما فيهم انا کنا ننظر الی صورة علی الجام الامامي للسيارة.
الرجال الذین کانوا معی، ربما لم يکونوا اناس کسائر البشر.. کانوا شبيهين بمخلوقات غريبة لا يعرفون الا النظر الی امام.
لم تکن السيارة تسير ولکن مع تغير الصورة الاولی واستمرارية تغيرها، ادرکت اننا نتحول من مکان الی مکان، حسب تغير الصور.
حسب تسلسل تغير الصور وصلنا الی مدينة خالية من ای شيء حي، ماعدا شجرة معمرة قرب بیت مهدم.
وبعدما ترکنا المدينة...
حسب تغير الصور، سلکت السيارة طريق وعر.. وسط وديان و سلاسل جبلية الی ان وصلنا الی امام قصر مهجور، فی قمة احد الجبال الشاهقة.
هناک وامام ذلک القصر، نزل الرجال الاربعة بسرعة و مرونة و ترکونی وحدی.
بعد فترة من الزمن، عندما نزلت.. ذهلت من روءيتي لغابة کثيفة حول القصر.
ترددت فی حينها هل اذهب الی القصر او اتجه‌ نحو الغابة الکثيفة.. نسيت الان کم استغرق ترددي ولکن اخيرا لسبب اجهله‌ سلکت طريق الموءدی الی الغابة... هناک داهمنی احساس غريب اشبه‌ بخوف غريزی من المجهول، مع صداع و الآم شديدة فی مفاصلی.
فجأة سمعت اصوات غريبة، او ربما ضننت انی اسمع اصوات غريبة، التی لم تکن مشابهة لأی صوت قد سمعتها من قبل.
سرت فترة من الزمن الی ان وصلت الی ينبوع عجيب، کانت مع ای اقتراب منها تتحول الی صورة جامدة.. ومع ای ابتعاد منها تتغير و تتحول الی ينبوع حقيقی تدفق منها ماء صافی، تأخذ مجراها فوق الحصوات الملونة البراقة الراقدة تحتها.. وحتی الاشجار و الشجيرات کانت لها نفس الخاصية الغريبة و العجيبة، من التحول الی صور عند الاقتراب منها.
قررت ان لا اسير اکثر و ارجع، سالکا نفس الطريق الذی جئت منه.. عندما وصلت الی امام البوابة الرئيسية للقصر، لم اتردد فی الدخول اليها من بوابتها المفتوحة فی حينها...
رأیت نفسی داخل قاعة شاسعة قد علقت علی جدرانها، انواع من اسلحة صيد و وقرون حيوانات، ربما قد تم صيدها فی يوم من الأيام.
هذا و مع وجود بعض حيوانات محنطة علی ارضية القاعة و خاصة فی جانب الشمالی من القاعة.
بعد ساعة من الزمان من التأمل.. صعدت الی الطابق العلوي بواسطة سلم خشبی رفيع و دقيق.. ومن ثم و بعد صعودی، وجدت نفسی داخل غرفة واسعة، مليئة بأنواع من الکتب و مسودات قديمة.
ما اردت ان اقرءها فی تلک الحضة، کانت نفس الکتاب الذی کانت مکتوبا علی غلافها:
( عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات فی عالم الأحلام)
جلست علی احدی الکراسی، القريبة من احدی النوافذ المطلة علی الغابة...
بدأت اقراءها بدون توقف.. لم ارفع بصری لحين ما انتهيت من قراءتها و لا أعرف کم استغرق ذلک من الوقت ولکن بعد انتهائی لسبب ما، احسست ان علي نسيان ما جاءة فيها.. او لربما قد نسيت ما قراءتها قبل التفکير في نسيانها؟!
بعد ذلک تطاير الزمن کالرمل او هذا مابدا لی عندما نظرت من النافذة بعد انتهائی من القراءة..
هناک فی وسط الغابة رأيت رجل ملثما يحاول تسلق برج شاهق، بسرعة او ما يفوق السرعة قد صعد.. ومن ثم خرج کتابا من صندوق کانت فوق البرج...
بعد ذلک توقف الصورة التی کنت اراها حينئذ و حينما بدأت الصورة بالتحرک، تحولت کل شیء امام نظری الی قطع اوراق ممزقة تسقط من السماء وبعد هذا اختفت کل شیء.



#يوسف_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء البوابة القديمة
- اشياء في متاهه‌ حلم
- حلم جسد بموتها


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف عزالدين - أشياء في متاهه‌ حلم